ثانياً: عيد الفصح المسيحي
كلامي موجه لكل نصراني.!
هل تعلم -هداك الله- أنّ علماءَك لا يَجرؤون أن يُصارِحوك أنّك تَلعَنُ المسيح؟ !.
هل تعلم أنّ لاعِنَ المسيح عيسى ملعونٌ، ومُبارِكَه مُباركٌ، قياساً على قول الله لعبده إبراهيم
(3وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ، وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ».) تك 12/3.

(13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:
«مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».14لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلأُمَمِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِنَنَالَ بِالإِيمَانِ مَوْعِدَ الرُّوحِ.) رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 13: 3- 14.

والتفسير الشائع لمثل هذه الأقوال: أن المسيحيين يصلبون مع المسيح - تبعًا لقدوتهم بولس - فيحيون الحياة الحقة، وحيثما يوجد مصلوبون يوجد ملعونون! ومن له أذنان للسمع فليسمع، لعله يفهم!.
إلا أن القرآن الكريم قد أكد أنه لم يُصلب ولم يمت، إذ أن مضمون الآية الكريمة:
(وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا) النساء: 157، لا يتفق مع القول السابق..

إذن
لا شكّ أنّ وراء صلب يسوع سرّاً!...
نعم لقد اهتدوا إلى حيلة غاية في المكر والدهاء .
فالمسيح معناه الملك، وادّعاء الملك في القانون الروماني عقوبته الصلب معلّقا على خشبة.
فإذا نجح اليهود في توريط السلطة الرومانية في قضية يسوع فإّنهم يضربون عصفورين بحجر : يتخلّصون منه من جهة ، ويصرفون الناس عن دعوته من جهة أخرى وهكذا فكّر اليهود في قتلِ يسوع مصلوبا !؟… كما تأمر التوراة بقتل المجرمين الملاعين. لأن الإيمان بيسوع مصلوباً يعني الإيمان به ملعوناً!.
قالت التوراة:
( 22«وَإِذَا كَانَ عَلَى إِنْسَانٍ خَطِيَّةٌ حَقُّهَا الْمَوْتُ، فَقُتِلَ وَعَلَّقْتَهُ عَلَى خَشَبَةٍ، 23فَلاَ تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلَى الْخَشَبَةِ، بَلْ تَدْفِنُهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، لأَنَّ الْمُعَلَّقَ مَلْعُونٌ مِنَ اللهِ. فَلاَ تُنَجِّسْ أَرْضَكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا) تث21/22.

فمن الثابت أن الاغتيال من طبيعة اليهود لكنهم لو فعلوا ذلك مع عيسى عليه السلام في شِعْبٍ أو جَبَلٍ أو في أحد طُرُق أسفاره الكثيرة لَتَخلّصوا منه، وبحسب موقع الانبا تكلا، أحد أكبر الموسوعات الدينية المسيحية، فاليهود قد أصروا على صلب السيد المسيح، وليس قتله بأي وسيلة أخرى، لأنهم وجدوا أن له شعبية كبيرة جدًا فأرادوا أن يثبتوا من التوراة أنه ملعون من الله.

لذلك قال اليهود لبيلاطس "اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!" (لو23: 21) لأنهم غير متنازلين عن أن يموت مصلوبًا، "قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاصْلِبُوهُ لأَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً" (يو19: 6). "خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاحْكُمُوا عَلَيْهِ حَسَبَ نَامُوسِكُمْ. فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ لاَ يَجُوزُ لَنَا أَنْ نَقْتُلَ أَحَدًا" (يو18: 31).

لقد رفض اليهود أن يحكموا عليه حسب الشريعة لأن حكم الشريعة اليهودية على المجدّف -وهي التهمة التي اتهموا بها السيد المسيح- هي الرجم، وهم لا يريدون أن يرجموه لأنهم أرادوا أن تلحق به اللعنة بالصلب. لأنه علق على خشبة الصليب؛ أي: إن المسيح ملعون!.

فهل يقبل أي مسيحي - تحت أي ظرف من الظروف - هذا القول وما يترتب عليه؟!.
فيومئذ يؤذِّن: (مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) الأعراف: 44.

لا يوجد في كلّ أديان الدنيا منذ أن ذرأ الله ذرية آدم على الأرض دينٌ يلعن رّبه وإلهه إلا بولس وأتباعه.

حتّى عابد البقر لا يلعنُ بقرتَه.