
-
بسم الله الرحمن الرحيم
*******
اقتباس
1) قال سلمان: سألتُ محمداً عن أهل دينٍ كنت معهم، فذكرتُ من صلاتهم وعبادتهم. فقال محمد هذه العبارة المذكورة. ورُوي أنه لما قصّ سلمان على محمد قصة أصحابه، قال: هم في النار. فأظلمت عليه الأرض. ثم أورد بعد ذلك قوله إن الذين آمنوا.. إلى قوله ولا هم يحزنون . قال: فكأنما كُشف عني جبل (أسباب النزول للسيوطي سبب نزول البقرة 2: 62).
فكان محمد يراعي ظروف الأحوال، ويجتهد في إرضاء الناس ومراعاة خواطرهم، فلا يصحّ أن يكون الوحي بهذه الصفة، بل أن هذا القول جدير بأن يلحق بالسياسة لا بالدين. أما أنبياء الله الصادقون فهم الذين يعلنون الحق ولا يتراجعون عنه مهما كانت الأسباب البشرية، لأن روح الله يتكلم فيهم.
*****
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ(62)}
بداية:- الرسول
لا ينطق عن الهوى والآية الكريمة لم تنزل لكى تنفى أن أصحاب الملل والأديان السابقة الذين حادوا عن منهج التوحيد وعن تطبيق شرع الله الصحيح سيكون مصيرهم الحتمى إلى النار .. ولكن نزلت لكى تورد مبدأً عاماً لكل المؤمنين: وهو أن كل مؤمن بالله واليوم الآخر تمسَّكَ بحبل الدين المتين، وعمل صالحاً، فهو من الفائزين، سواء أكان من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم أم من الذين هادوا أي تابوا من أتباع موسى عليه السلام، أم من الذين قالوا نحن أنصار الله من أتباع عيسى عليه السلام أم من الذين تركوا دينهم مطلقاً وأسلموا، قال تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} [الأنفال: 38].
دعا تعالى أصحاب المِلَل والنِّحَل "المؤمنين، واليهود، والنصارى، والصابئين" إِلى الإِيمان الصادق وإِخلاص العمل لله وساقه بصيغة الخبر فقال {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا} المؤمنون أتباع محمد {وَالَّذِينَ هَادُوا} أي الذين تابوا من أتباع موسى {وَالنَّصَارَى} الذين قالوا نحن أنصار الله من أتباع عيسى {وَالصَّابِئِينَ} قوم عدلوا عن اليهودية والنصرانية وعبدوا الملائكة {مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} أي من آمن من هذه الطوائف إيماناً صادقاً فصدَّق بالله، وأيقن بالآخرة وترك عقائد الشرك من التشبيه أو الكفر برسالة الإسلام وإنكار نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فصار مسلماً {وَعَمِلَ صَالِحًا} أي عمل بطاعة الله في دار الدنيا {فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ} أي لهم ثوابهم عند الله لا يضيع منه مثقال ذرة {وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} أي ليس على هؤلاء المؤمنين خوف في الآخرة، حين يخاف الكفار من العقاب، ويحزن المقصرون على تضييع العمر وتفويت الثواب.
****
التعديل الأخير تم بواسطة الريحانة ; 06-07-2005 الساعة 03:13 PM
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة kholio5 في المنتدى منتدى الكتب
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 10-02-2014, 02:37 PM
-
بواسطة أبو حفص الأيوبى في المنتدى منتدى الشكاوى والإقتراحات
مشاركات: 8
آخر مشاركة: 09-06-2012, 09:07 PM
-
بواسطة محبة رسول العزة في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 14-11-2010, 01:58 AM
-
بواسطة أبـ مريم ـو في المنتدى منتديات اتباع المرسلين التقنية
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 07-06-2007, 11:24 PM
-
بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى منتدى الكتب
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 16-12-2005, 09:10 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات