

-
الوحدة الجامعة المانعة .. والاستدلالات التعيسة على الثالوث
يقول الكاتب مستدلاً على حتمية الثالوث فى نظره :
اقتباس
ثانياً: ضرورة الإيمان بالثالوث المقدس
من الضروري والهام جداً أن نؤمن بعقيدة الثالوث القدوس لهذه الأسباب:
1. لأن الله محبة ، هو المحبة في أعلى صورها، وهذه المحبة تعود إلى كينونته فهو يمارس الحب منذ الأزل وإلى الأبد، ولا يمكن أن تكون هذه الصفة قد أضيفت إليه في وقت من الأوقات، و إلا فإنه يكون قد تغير - وحاشا لله أن يتغير -.
ولابد لكي يمارس أحد الحب أن يكون هناك محبوب ، ولذا فالسؤال هو يا ترى من الذي كان يحبه الله قبل خلق الإنسان والعالم والخليقة؟ هل يوجد أزلي آخر غير الله، حاشا؟ ولذا لابد أن يكون هذا الحب موجها إلى أقنوم آخر في جوهره الواحد ، ولذا نستطيع أن نقول أن الله مكتفي بذاته من خلال أقانيمه فأقنوم الآب يحب اقنوم الإبن والإبن محبوب من الآب وهكذا ...
الحقيقة يجب أن نتوقف هنا قليلاً ... عند هذا القول
هذا ما يسميه النصارى (الوحدة الجامعة المانعة) كمبرر وغطاء يتسترون خلفه لمحاولة نفى شركهم بالله سبحانه وتعالى
الأستاذ يقول لأن الله محبة فكان عليه أن يمارس الحب منذ الأزل ..ولذلك لابد أن يكون هذا الحب موجهاً لأقنوم آخر !!
ويؤيده كاتب مسيحى آخر فيقول : ــ
اقتباس
وحدانية الله ليست مجردة مطلقة بل هي وحدانية جامعة مانعة. جامعة لكل ما يلزم لها ومانعة لكل ما عداها.
وبناء على هذه الوحدانية الجامعة المانعة فالله منذ الأزل وإلى الأبد هو كليم وسميع ومحب ومحبوب دون حاجة إلى شيء أو شخص لإظهار طبيعته وصفاته.
كلا الكاتبان نسيا صفة مهمة جداً لله عز وجل أثناء محاولاتهما البائسة فى إثبات ذلك الوجود الافتراضى للأقانيم ... وهى صفة الخلق .. الله محب منذ الأزل نوافق .. الله سميع منذ الأزل نوافق .. الله كليم منذ الأزل نوافق ... ولكن وقياساً على نفس المنطق ...
لماذا لم تقولا أن الله خالق منذ الأزل ؟؟؟؟!!!
أم أن هذه الصفة ستربك حساباتكما لو كتبتموها فى اثبات هذه السخافات ...
نعم ستربك حساباتهما !!
فقياساً على نفس المنطق السخيف نقول بلغة الكاتبين افتراضاً :
الله خالق فكان عليه ( ولا أعلم من منذ متى يتوجب على الله شىء ولكنه اعتقادهم السخيف) أن يمارس الخلق منذ الأزل .. ولذلك لابد (لابد!!) أن يكون هذا الخلق موجهاً لأقنوم آخر .. ما رأى النصارى (العباقرة) فى هذه النتيجة العبقرية وفقاً لنظرية الوحدانية الجامعة المانعة ؟؟؟
نعم نتيجة رائعة .. فعليه لابد أن يمارس الآب صفة الخلق فى أقنومى الابن والروح القدس وبذلك يكونا مخلوقين!!
وكلاً من الابن والروح القدس يمارسان هذه الصفة (على اعتقاد النصارى) قبل خلق العالم فيكون كل من الأقانيم الثلاثة قد خلق الآخر .. ويصبح عندنا ثلاثة أقانيم كل منها مخلوق ... فطوبى للنصارى وهنيئاً لهم بأقانيمهم المخلوقة التى يعبدونها!!!!!!
ماهذا الهراء وما هذه السخافة يا نصارى ؟!!!!
أجيبونا إن كان لازال لديكم عقول ...
هل يجب على الله لكى يوصف بأنه سميع أن يكون مارس صفة السمع أزلاً مع أحد قبل خلق جميع المخلوقات ؟؟!!!
وهل يحتاج الله لخلقنا حتى يوصف بالخالق؟؟!! .... هذا ليس غريباً على النصارى إن كانوا يعتقدون أن الإله صلب ومات واستهزاء به اليهود!!!
ولنضع ملخصاً للعقيدة الاسلامية وهو كافى للإجابة على هذه السخافات....
اعتقاد أن الله اتصف بصفات الخالق والبارئ وغيرها من صفات الكمال قبل أن يخلق الخلق ويحدثهم
 |
|
 |
|
قال المؤلف رحمه الله: [ مازال بصفاته قديماً قبل خلقه ] يعني: قبل أن يخلق خلقه [ لم يزدد بكونهم شيئاً ] أي: بخلقهم وإيجادهم ورزقهم وإمدادهم وإحيائهم وإماتتهم، لم يزدد بهذه الأفعال وهذه الأوصاف شيئاً [لم يكن قبلهم من صفته]، بل هو سبحانه وتعالى الموصوف بصفات الكمال أزلاً قبل كل شيء. الآن فرغ المؤلف من تقرير أن الله جل وعلا متصف بهذه الصفات أزلاً، ومعنى الأزل: الذي لا أول له، قال: [ وكما كان بصفاته أزلياً ] أي: أنه لا أول لصفاته، [ كذلك لا يزال عليها أبدياً ] أي: أنه لا آخر لهذه الصفات، بل هي ممتدة؛ لأنه الآخر، وهذا الوصف للذات، فهو الآخر جل وعلا ليس بعده شيء. ثم قال في تقرير المعنى وتوضيحه وتبيينه: [ ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق ]، بل هو الخالق قبل أن يخلق الخلق جل وعلا [ ولا بإحداث البرية استفاد اسم الباري ]، والبرية: هم الخلق، وهو جل وعلا الموصوف والمتسمي بهذا الاسم قبل أن يخلق الخلق سبحانه وتعالى: هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ [الحشر:24] أزلاً وأبداً، فليس بعد أن خلق البرية وأوجدهم استفاد اسم الباري، والخالق والباري اسمان من أسماء الله عز وجل دل عليهما الكتاب في قوله تعالى: هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ [الحشر:24] والفرق بين الخالق والبارئ: أن الخالق الموجد، والبارئ المبدع، وقيل في الفرق: إن الخالق هو المقدر، والبارئ هو الموجد لهذا التقدير، ومعناهما متقارب. ثم قال: [ له معنى الربوبية ولا مربوب ] أي: أن الله سبحانه وتعالى متصف بأنه الرب ولا مربوب؛ لأنه بصفاته قديم، وهو الأول الذي ليس قبله شيء، [ ومعنى الخالق ولا مخلوق ] أي: أنه جل وعلا موصوف بأنه الخالق ولا مخلوق وهذا تكرار لقوله [ ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق ]. ثم قال في الاستدلال لصحة هذا التقرير: [ وكما أنه محيي الموتى بعدما أحيا؛ استحق هذا الاسم قبل أحيائهم، كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم ]. يقول المؤلف رحمه الله في الاستدلال لكونه سبحانه وتعالى بصفاته قديماً قبل أن يخلق الخلق: كما أنه محيي الموتى، والموتى لم يحصل لهم بعد الإحياء العام، وإنما يكون بعد قيام الساعة يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [المطففين:6]، فإذا نفخ في الصور بعث الله عز وجل الخلق وأحياهم، هل هذا موجود أو ليس بموجود؟ لم يوجد بعد، ومع هذا يوصف الله جل وعلا بأنه محيي الموتى. يقول المؤلف رحمه الله: [ فكما أنه محيي الموتى بعدما أحيا ] يعني: كما أنه متحقق بهذا الوصف بعد إحيائه يوم القيامة لخلقه وهو استحق هذا الاسم قبل إحيائهم يعني: استحقه في الدنيا قبل أن يحصل الأحياء؛ كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم، وهذا دليل واضح يبين بأن الله جل وعلا موصوف بصفات الكمال أزلاً، وأنه سبحانه وتعالى لم يحدث له شيء من الصفات بعد أن لم يكن، والمقصود صفات الذات، وجنس صفات الفعل. وفي هذا الموضع يبحث بعض العلماء مسألة تسلسل الحوادث، وهي مسألة لا خير في بحثها إلا على وجه الرد على أهل الشبه الذين يريدون إبطال ما دلت عليه النصوص من أن الله جل وعلا موصوف بصفات الكمال أزلاً وأبداً، والنظر في هذه المسألة لا يزيد به الإيمان ولا يزداد به العلم، وإنما اضطر إليه أهل السنة والجماعة في الرد على المبتدعة الذين تكلموا بهذه الأمور. ولذلك ينبغي لطالب العلم -لاسيما المبتدئ- ألا يشتغل بهذه المسائل؛ لأنه مما يحصر عنه فكره، ويضيق عنه فهمه، وقد يورثه شبهاً لا ينفك منها، لكن ينبغي له أن يؤمن بأن الله هو الأول الآخر الظاهر الباطن، وأنه فعال لما يريد جل وعلا، وأنه موصوف بصفات الكمال أزلاً وأبداً، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ثم إذا احتاج الرد على المبتدعة في شبهة شبة من الشبه أو قول من الأقوال فلا بأس، عند ذلك يطلب ويستعين بالله عز وجل وينظر في جواب هذه الشبه، أما أن يطلب ذلك ويقرأه ويصرف فيه الوقت وهو لم يُبتلى به فهذا من تفويت ما هو أهم من العلم؛ لأن العلم كثير والإنسان إذا اشتغل بفضول العلم وحواشيه صرفه ذلك عن أصوله ومقاصده.
شرح العقيدة الطحاوية .... الشيخ خالد بن عبدالله المصلح [3] |
|
 |
|
 |
ويتابع الكاتب استدلالاته التعيسة فيقول : ــ
اقتباس
نستطيع أن نكتشف بدقه أن الله خلق آدم على صورته ومثاله، ونحن نرى آدم إنساناً يحيا حياة الشركة مع الآخر، وقد استمد آدم هذه القدرة من الله ، فكيف يهب الشيء من لا يملكه؟ ، وعليه لابد أن يكون لله نفس القدرة وإلا فإن آدم يكون قد أكتسب شيئاً غير موجوداً في كمالات الله - وحاشا لله أن يكون ناقصاً - ولا يمكن أن يكون الله مشاركاً إلا من خلال الأقانيم فهي مكتفية بذاتها كل منها يقدم ذاته بالكلية للأقنومين الآخرين في جوهر الله الواحد ، ولا تحتاج لآخر من خارج الجوهر الإلهي، و من يرفض الإقانيم لابد أن يقر بأن الله كان بحاجة للبشر أو العالم لكي يشاركهم محبته أو شركته - وحاشا لله أن يكون بحاجة لآخر.
حسناً ..السؤال كان : ــ فكيف يهب الشىء من لا يملكه ... ياله من منطق !!
ومنطق الأستاذ أن الرب خلق الانسان على صورته ومثاله _____ 1
آدم قادر على أن يحيا حياة الشركة مع الآخر _____2
إذن فقد استمد هذه القدرة من الرب ___________ 3
وإلا فكيف يهب الشىء من لايملكه ________4
* وبالرغم من الاعتراض أصلاً على أن آدم هو صورة الرب ومثاله ... وبالرغم من السؤال الأخير وهو سؤال من النوع ( المطاطى) لمن يتأمله !!
إلا أننا سنجارى هذا الجهبز وسنضع مثالاً آخر بنفس منطق المثال السابق تماماً ولكن سنبدل كلمة (حياة الشركة) بكلمة أخرى !!
الرب خلق الانسان على صورته ومثاله ______1
الانسان قادر على ممارسة الجنس ويمتلك أعضاء للتناسل ____2
إذن فقد استمد هذه القدرة من الرب !!! _____3
وإلا فكيف يهب الشىء من لايملكه !!! ___4
ما رأى الكاتب فى هذه النتيجة التى وصلنا لها عندما سرنا على نفس منطقه خطوةً بخطوة ؟؟!!!
يتبع بإذن الله ,,,,
 |
|
 |
|
رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ |
|
 |
|
 |
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة ياسر جبر في المنتدى حقائق حول التوحيد و التثليث
مشاركات: 97
آخر مشاركة: 12-09-2014, 12:07 PM
-
بواسطة Habeebabdelmalek في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 08-07-2014, 10:00 PM
-
بواسطة fares_273 في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 13-05-2008, 07:16 PM
-
بواسطة م. عمـرو المصري في المنتدى حقائق حول التوحيد و التثليث
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 25-11-2006, 07:48 PM
-
بواسطة شاعر الغسق في المنتدى الأدب والشعر
مشاركات: 13
آخر مشاركة: 12-12-2005, 10:51 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات