بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على سيد الخلق اجمعين محمد بن عبد الله النبى الأمين و رضى الله عن صحابته اجمعين
يقول ربنا جلا وعلا فى سورة الحج (آية:8)
(ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير)هل غير المسلم عندما أخبره بأن الله هو الخالق لا يفهم معناها ؟؟؟؟؟؟اقتباسالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة mos3ab_1
هل عندما أخبره عن الله بإنه بَدِيع السَّمَاوَات وَالْأَرْض" أى مُوجِدهمْ لَا عَلَى مِثَال سَبَقَ " هل لا يفهم منى ذلك؟ ما الصعوبة فى ذلك؟
أما غير العرب فبفضل الله ترجمنا لهم معانى أسماء الله و صفاته كما أخبر بها ربنا عن نفسه و لم نزد على ما أخبر به ربنا و قد فهموا ما قلنا لهم و تقبلوا و دخلوا فى دين الله أفواجا
أعتقد أن الواقع يشهد بخلاف ما تقول
نقطة مهمة أعلم أننى أقصد من هذا الموضوع التوقف فى الإخبار عن الله سبحانه و تعالى على ما أخبر به الله سبحانه وتعالى عن نفسه لأنه سبحانه وتعالى اعلم بذاته من غيره فلا يجوز لنا أن نصف الله بما لم يصف به نفسهاقتباسالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة mos3ab_1
أما الكون فيمكنك أن تخبر عنه بما تريد فقل له تأمل هندسة الكون تصميم الكون أفلا لا يدل هذا التصميم و هذه الروعة و هذا الأبداع على وجود خالق عظيم هذا لا غبار فيه
وما أعلمه و أدين به لله أن خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و سلم و قد نقل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم هذا الدين لجميع البشر على إختلاف عقائدهم و أجناسهم و لغاتهم و ما سمعنا أن أحدا منهم و صف الله بما لم يصف به نفسه أو أخبر عن الله بما لم يخبر به عن نفسه
و قد قال العلامة الفوزان رحمه الله (وألفاظه أحسن الألفاظ وأفصحها وأوضحها وقد بين ما يليق به من الأسماء والصفات أتم بيان فيجب قبول ذلك والتسليم له )
فقولك أن هذه اللغة أكثر أقناعا لو تنبهت لعلمت أن فيها قدح فى الشرع لأنك بذلك تقول أن خطاب الشرع لا يصلح لكل زمان و مكان فتنبه
المخالفة انك قلتاقتباسالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة mataboy
فأنت هنا قد سميت الله و وصفته بإنه مهندس و مصمم وهذه التسمية و هذا الوصف لم يرد بهما الشرع و قد نهانا ربنا عن التحدث عنه بغير علم قال ربنا جلا و علا( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً } [ الإسراء : 36] وقوله : { قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون } (2) [ الأعراف :( 33] ).اقتباسالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة mataboy
ولأن تسميته تعالى بما لم يسم به نفسه، أو إنكار ما سمى به نفسه، جناية في حقه تعالى، فوجب سلوك الأدب في ذلك والاقتصار على ما جاء به النص
وقد أخبرتك من قبل أن أسماء الله تعالى توقيفية و لا مجال للعقل فيهاوعلى هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة فلا يزاد فيها ولا ينقص لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء فوجب الوقوف في ذلك على النص
و أزيدك إيضاحا
توقيفي : هو تفعيل من الوقف والياء للنسبة والوقف في اللغة : مادة تدل على الحبس والمنع ومنه التوقيف هنا إذ المراد به الوقوف على نص الشارع فلا يجوز الكلام في هذا الباب بطريق القياس أو الاشتقاق اللغوي بل يكتفي بما وردت به نصوص الشرع لفظاً ومعنى فعلم بذلك أن التوقيف هو الاقتصار في الوصف والتسمية على ما وردت به الآيات القرآنية والآثار النبوية لفظاً ومعنى والشاهد أن تسمية الله بما لم يسم به نفسه قول عليه بلا علم فيكون محرماً0
والقول بأن أسماء الله توقيفية هو الحق الذي عليه أهل السنة والجماعة
ونزيد دليلاً من السنة وهو قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه (1/352) ( لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) والتسمية من الثناء فدل على أن العقل لا مجال له في باب الأسماء و الصفات إلا التصديق والوقوف عند النصوص فإنك لن تثنى على الله بإفضل مما أثنى به على نفسه
و لذلك فوصفك لله بالمهندس الذكى و المصمم لا يخرج عن أمرين الأمر الأول أعتقادك بإن هذه الألفاظ أفضل فى وصف الله و الثناء عليه مما أثنى به على نفسه و هذا من أفسد الأقوال و أخطره
الأمر الثانى أعتقادك أن هذه الأقوال ليست أفضل مما وصف به الله نفسه و أحسبك كذلك فيكون ما أخبرنا به الحق عن نفسه أفضل و على ذلك فلا حاجة لنا بهذه الألفاظ لأن ما أخبرنا به الشرع أفضل و أحكم فتنبه
قال أبي الحسن الأشعري رحمه الله ( لأن طريقي في مأخذ أسماء الله الإذن الشرعي دون القياس اللغوي فأطلقت حكيماً لأن الشرع أطلقه ومنعت عاقلاً لأن الشرع منعه ولو أطلقه الشرع لأطلقته ا هـ ذكره السبكي في الطبقات (3/357) وعبدالرحمن بن بدوي في مذاهب الإسلاميين (1/500)
وايضاً اليك نص عزيز لابن القيم رحمه الله فى هذا الباب الباب قال رحمه الله
( فإن الفعل أوسع من الاسم ولهذا أطلق الله على نفسه أفعالا لم يتسم منها بأسماء الفاعل كأراد وشاء وأحدث ولم يسم بالمريد و الشائي والمحدث كما لم يسم نفسه بالصانع والفاعل والمتقن وغير ذلك من الأسماء التي أطلق أفعالها على نفسه فباب الأفعال أوسع من باب الأسماء وقد أخطأ أقبح خطأ من اشتق له من كل فعل اسما وبلغ بأسمائه زيادة على الألف فسماه الماكر والمخادع والفاتن والكائد ونحو ذلك الى ان قال رحمه الله:
(وهذا من دقيق فقه الأسماء الحسنى فتأمله وبالله التوفيق ).إ هـ مدارج السالكين جـ 3 صـ416،415
وقال ابن القيم رحمه الله عزوجل :
أن الصفة إذا كانت منقسمة إلى كمال ونقص لم تدخل بمطلقها في أسمائه بل يطلق عليه منها كمالها وهذا كالمريد والفاعل والصانع فإن هذه الألفاظ لا تدخل في أسمائه ولهذا غلط من سماه بالصانع عند الإطلاق بل هو الفعال لما يريد فإن الإرادة والفعل والصنع منقسمة ولهذا إنما أطلق على نفسه من ذلك أكمله فعلا وخبرا
الثالث أنه لا يلزم من الإخبار عنه بالفعل مقيدا أن يشتق له منه اسم مطلق كما غلط فيه بعض المتأخرين فجعل من أسمائه الحسنى المضل الفاتن الماكر تعالى الله عن قوله فإن هذه الأسماء لم يطلق عليه سبحانه منها إلا أفعال مخصوصة معينة فلا يجوز أن يسمى بأسمائها إ هـ.)
و قد أجمع مشايخ الإسلام أن الأولى استخدام الألفاظ الشرعية المعصومة الواردة في الكتاب العزيز والسنة المشرفة دون الإلتفات إلي هذه الألفاظ التي لم ترد فيهما فهي ألفاظ غير معصومة إنما جرت علي الألسنة يوم خضنا مع أهل الكلام أخذاً و رداً
قال الشيخ عمر سليمان الأشقر ( أقول والأفضل في باب الإخبار أن يُصار إلي اللفظ الوارد في الكتاب والسنة عند وجود مثل هذا اللفظ ، فنقول : الأول بدل القديم ، ونقول القيوم بدل القيام بالنفس ، ونقول الآخر بدل الأزلي والأبدي ، فالتعبير بالمنصوص أولى و أحري ) أسماء الله وصفاته في معتقد أهل السنة والجماعة صـ133
وقال الإمام أحمد رحمه الله
(لا يوصَفُ الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، ولا يتجاوز القرآن والحديث)
قال العلامة بن عثيمين رحمه الله (شرح الواسطية
أن صفات الله عز وجل من الأمور الغيبية، والواجب على الإنسان نحو الأمور الغيبية: أن يؤمن بها على ما جاءت دون أن يرجع إلى شيء سوى النصوص.
قال الإمام أحمد: "لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله، لا يتجاوز القرآن والحديث".
يعني أننا لا نصف الله إلا بما وصف به نفسه في كتابه، أو على لسان رسوله (.
ويدل لذلك القرآن والعقل:
ففي القرآن: يقول الله عز وجل: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناُ وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون( [الأعراف، 33]، فإذا وصفت الله بصفة لم يصف الله بها نفسه، فقد قلت عليه مالا تعلم وهذا محرم بنص القرآن.
ويقول الله عز وجل: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً( [الإسراء: 36]، ولو وصفنا الله بما لم يصف به نفسه، لكنا قفونا ما ليس لنا به علم، فوقعنا فيما نهى الله عنه.
وأما الدليل العقلي، فلأن صفات الله عز وجل من الأمور الغيبية ولا يمكن في الأمور الغيبية أن يدركها العقل، وحينئذ لا نصف الله بما لم يصف به نفسه، ولا نكيف صفاته، لأن ذلك غير ممكن.
و أختم بقول العلامة الفوزان حفظه الله (شرح الواسطية )
لأنه سبحانه لا سمي له ولا كفؤ له ولا ند له ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى . فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره وأصدق قيلًا وأحسن حديثًا من خلقه .
الشرح
:( لأنه سبحانه لا سمي له ) هذا تعليل لما سبق من قوله عن أهل السنة : ( ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه ) و ( سبحانه ) سبحان : مصدر مثل غفران، من التسبيح وهو التنزيه . ( لا سمي له ) أي : لا نظير له يستحق مثل اسمه، كقوله تعالى في الآية ( 65 ) من سورة مريم : { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا } استفهام معناه النفي أي : لا أحد يساميه أو يماثله ( ولا كفؤ له ) الكفؤ هو المكافئ المماثل . أي : لا مثل له كقوله تعالى : في سورة الإخلاص : { وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ } ( ولا ند له ) الند : هو الشبيه والنظير . قال تعالى في الآية ( 22 ) من سورة البقرة : { فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَادًا } .
( ولا يقاس بخلقه ) القياس في اللغة : التمثيل، أي : لا يشبه ولا يمثل بهم، قال سبحانه في الآية 74 من سورة النحل : { فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ } فلا يقاس سبحانه بخلقه لا في ذاته ولا في أسمائه وصفاته ولا في أفعاله، وكيف يقاس الخالق الكامل بالمخلوق الناقص ؟ ! تعالى الله عن ذلك ( فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره ) . وهذا تعليل لما سبق من وجوب إثبات ما أثبته لنفسه من الصفات ومنع قياسه بخلقه، فإنه إذا كان أعلم بنفسه وبغيره وجب أن يثبت له من الصفات ما أثبته لنفسه وأثبته له رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
والخلق لا يحيطون به علمًا فهو الموصوف بصفات الكمال التي لا تبلغها عقول المخلوقين، فيجب علينا أن نرضى بما رضيه لنفسه فهو أعلم بما يليق به ونحن لا نعلم ذلك . وهو سبحانه : ( أصدق قيلاً وأحسن حديثًا من خلقه ) فما أخبر به فهو صدق وحق يجب علينا أن نصدقه ولا نعارضه، وألفاظه أحسن الألفاظ وأفصحها وأوضحها وقد بين ما يليق به من الأسماء والصفات أتم بيان فيجب قبول ذلك والتسليم له )أنتهى كلامه.
اللهم أرنا الحق حقا و أرزقنا أتباعه و أرنا الباطل باطلا و أرزقنا أجتنابه و لا تجعله ملتبسا علينا فنضل
و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد الخلق اجمعين محمد بن عبدالله النبى الأمين و رضى الله عن سادتنا أبى بكر و عمر و عثمان وعلى و سائر الصحابة أجمعين
المفضلات