مـن القصص القـرآنـــى

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

مـن القصص القـرآنـــى

صفحة 1 من 3 1 2 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 24

الموضوع: مـن القصص القـرآنـــى

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    3,275
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-12-2012
    على الساعة
    11:58 PM

    افتراضي مـن القصص القـرآنـــى

    القصص القـــرآنــــى


    مريــم ابنة عمـــران

    بسم الله الرحمن الرحيم - الحمد لله والصلاه والسلام على رسولنا وحبيبنا وخيرة خلق الله سيدنا محمد - بندأ :
    السلام عليكم اخواتى

    السلام عليكم القراء الأعزاء

    بمناسبة شهر رمضان المبارك - ولأن النصارى لا يقدرون مريم ابنة عمران حق قدرها اردت ان أبدأ بهده الآيـــة الكريمة "

    وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّا فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً - مريم 16-26

    ويا سلام لو تسمعوها بصوت الشيخ احمد الطرابلسى الررررائع هنا
    http://audio.islamweb.net/islamweb/i...&AudioID=12013

    مريم ابنه عمران كانت رجاء قبل أن تولد - كانت نذرا لخدمة بيت الله في القدس ، كانت أمنية من أمنيات أمها حِنة بنت فاقوذ ، ولما ولدت وكبرت واشتد عودها أصبحت أما لنبي مبارك ، ولادته كانت معجزة وحياته كانت معجزات.

    لم يمُت ، ولكنهم ظنوا انه قُتل ، سيكون وجيها في الدنيا والآخرة ، ومن المقربين إليها ، لكل هذه الأشياء والأحداث قصة عظيمة ، ولكن لا بد أن نعود إلى حنة بنت فاقوذ قبل ان تلد فتاتها العابدة – الراهبة .

    كانت حِنـة بنت فاقوذ عاقرا – لم ترزق بولد ، وطالما تمنته لتقر عينها بطلعته وتمتع النفس بابتسامته ومرحة .

    وكانت كلما رأت أمومة الطير في طائر يحتوى على فرجه ويطعمه ، أو امرأة تحمل طفلها ، زادت رغبتها واشتدت ، وتاقت نفسها وتمنت ان يكون لها نصيب من هذه السعادة التى ما بعدها سعادة . انها فرحة الامومة وسعادة الأم بطفولة وليدها.

    لقد طال العمر ، وتقدمت السنون بحِنـه وزوجها عمران بن ماثان ، احد احبار بنى اسرائيل ، ولكن ارادة الله لم تأذن حتى بعد هذا العمر الطويل بولد يملىء عليهما حياتهما ، الا انهما لم ييأسا من روح الله ، انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون .

    والتجأت حنه الى الله رب السموات والأرض ، وتوسلت اليه فى خضوع صادق وخشوع عابد ، ونذرت له ان حقق لها ما تمنت ، ورزقها بولد ، تصدقت به على بيت المقدس فيكون خادما مخلصا ، وعاهدت نفسها على ألا تسخره لشيء غير هذا الذي نذرته له ، فهو لخدمة هذا البيت محررا ولسدنته مخلصا.

    رغبت في الإنجاب لتشبع رغبة الأنثى ، ولكي يطمئن قلبها ، وتبتهج حياتها بمجيئه ، ولم تنتظر من وليدها أن يكون معينا لهم في معاشها أو غير ذلك من شئون الدنيا .

    ولم تمض فترة زمنية طويلة على دعائها حتى أجاب الله دعاءها وحقق لها ما تمنت ، فشعرت بالجنين يتحرك بين أحشائها فاغتبطت لذلك وأشرق وجهها بابتسامة دائمة ، ملأت بها الدنيا على زوجها ، فراحت إليه تبشره بما أحست به بين أحشائها وجلست إليه وحدثته عما يجول بخاطرها ، فأضفى الحديث عليهما بهجة كبيرة.

    ومرت الأيام جميله لا تخلو من هنات الفرح في بيت آل عمران بن ما قان ، وزوجته تعالج أيام الحمل والآمة بفرح وشغف ليوم مجيء وليدها المرتقب ، ولن الدنيا لا تدوم على حال ، ولا تستقر على منوال واحد ، فلا يدوم حزن فيها ، ولا تستقر سعادة إلا وجاء ما يعكر صفوها .

    فقد مات عمران بن ماثان قبل أن يرى وليده النور ، وتبدلت سعادة حنة بنت فاقوذ إلى شقاء ، وعادت سمات الحزن تعلو وجهها النضر ، فارتسمت خطوطه و بردت حرارة الابتسامة وأصبحت فاترة عليلة لما أصاب هذا الثغر الطاهر ، وفاضت الدموع تغسل صنوف الحزن على عمران الذي كان يتمنى رؤية وليده ، ولكن قضاء الله حق ، ولا راد لقضائه ، بيده ملكوت كل شيء .

    جاءت أيشاع لزيارة أختها حنة ومشاركتها العزاء في وفاة زوجها ، وكانت بصحبة زوجها زكريا بن برخيا عليه السلام ، الذي طيب خاطرها وزادها علما أن هذا قضاء الله ولا راد له أبدا.

    فقلت حنة : ولكنى كنت أود أن يطول به العمر حتى يرى ابنه .

    فقالت ايشاع : يا أُختـاه ، وما يدريك انه ابن وليست ابنه ، ومن يدريك انه ذكر أم أنثى ؟

    وأضاف زكريا : نعم ، هذا من علم الله سبحانه عز وجل ، يعلم ما في الأرحام .

    صمتت حنة دون أن تنطق بكلمة ، وبعد قليل انصرف زكريا وزوجته ايشاع على أمل زيارة أخرى لحنة تكون في حال أفضل ونفس راضية مطمئنة .

    وجاء يوم المخاض، وسعدت به حنة، ووضعت وليدها فإذا بها أنثى، بنتا وليست ولدا، فتوجهت إلى ربها قائلة:

    " فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ " – آل عمران 36

    وتذكرت حنة أنها كانت ترجو أن تلد ذكرا تهبه لبيت المقدس ، تقربا إلى الله فيقف على خدمة بيت الله ، حمدا وشكرا لصاحب البت على نعمته .

    ولكنها أنثى ، أصابها الحزن بعض الوقت ، وسمتها مريم ، وتوجهت إلى الله بالدعاء أن يرعاها بعنايته ويعصهما بكرمه وجوده ورحمته ، وان يجعل اسمها الذي يحمل معنى العبادة مطابقا لسلوكها ، فهي مريم بمعنى العبادة ، وتكون عابدة فيصبح اسمها فعلا يُترجم إلى صلوات وتسبيح وحمد وشكر لله الواحد القهار ، ودعت ربها أن يحصنها وذريتها من الشيطان الرجيم .

    رحِم الله ضعفها وبدد حزنها واستجاب لدعائها، وقبـِِل ما وهبت له، وما نذرت لخدمة بيته، فأتم على مريم نعمته عليها ، وتقبل نذرها بقبول حسن قبول الرحمة الربانية ، فأذهب عنها الحُزن ، وأعلمها بأنها مختصة برحمته وكرمه وإنها تعيش من نعمته ، فحملت مريم إلى بيت المقدس بعد أن لفتها في قماش ومضت بها إلى الهيكل وفاءا لنذرها وأودعت فتاتها بين يدي أحبار الهيكل وسدنه البيت وخدمه ، وأسلمت أمر فتاتها إلى الله عز وجل ورضيت قضاءه وقدره لها.

    كان عدد الأحبار ثلاثين حبرا ، تنافسوا على مريم ، وتقبلوها بقبول حسن لأنها ابنه رجل صالح هو عمران بن ماثان الذي كان يقدم قرابين الهيكل . عند ذلك ، اعترض زكريا على الأحبار بحكم قرابته من مريم أكثر من أي منهم .

    وقال زكريا : أنا أحق منكم بكفالتها ، لأنها ابنة حنة شقيقة زوجتي ايشاع .

    فقال الأحبار: هذا لا يجيز لك كفالتها دونما يكفلها احد منا ، فنحن جميعا متساوون في حق كفالتها .

    فقال زكريا : أنا أقربكم رحِمـا إليها ، وأقواكم صلة بها ، فجعوها وشأنها وأعطوني إياها ...

    عند ذلك اشتد النزاع حول من يكفل مريم وطال الجدال ، كل من الأحبار يدلى بدلوه ويجتهد في حجته كي يفوز بها تقربا إلى الله .

    وفى النهاية اتفقوا على أن يقترعوا فيما بينهم على من يكفل مريم ، ورضي زكريا بذلك الحكم ، وأنطلق ومعه الأحبار إلى نهر قريب والقوا بأقلامهم في النهر فغاصت جميعها إلا قلم زكريا فقد طفا على سطح الماء . فنزل الجميع على رغبة زكريا التي أكدتها القرعة في النهر فتكفلها زكريا وحملها إلى خالتها حتى يتسنى له أن يبنى لها غرفة في الهيكل ، كي يهىء لها أفضل الظروف للعبادة بعيدا عن الناس .

    كبرت مريم وترعرعت في كنف زكريا ، فقد كان دائما ما يتفقد شؤونها ويدخل عليها محرابها ومصلاها دون الآخرين وقد كان قرير العين بكفالته إياها.

    ومضت السنون ومريم تجتهد في العبادة لله الواحد الأحد الفرد الصمد ، فكانت تقطع النهار في الصوم والليل في الصلاة وتسابيح خاشعة فكانت بحق صوّامه قوّامه .

    واستمرت مريم على هذا الحال فلا شيء يعكر صفوها وسكونها وعزلتها فانصرفت لعبادتها أكثر اجتهادا وتضرعا لله عز وجل ، ولكن زكريا لاحظ شيئا غريبا ، وأمرا عجيبا تحقق منه جيدا ولكنه لم يصل لتفسيره ، ذلك انه كلما دخل محراب مريم وقد كان عبارة عن غرفتها التي بناها لها في مكان مرتفع من بيت المقدس ، يصعد إليه من على سلم اعد خصيصا لذلك .

    كان كلما دخل عليها مصلاّها ومحرابها وجد عندها رزقا ، في حين انه تأكد من عدم دخول احد غيره محرابها ، فسألها في عجب قائلا: يا مريم أرى لديك رزقا كثيرا : فاكهة من الصيف وفاكهة من الشتاء ... أنى لك هذا ؟ من أين جئت بهذا ؟

    قالت : انه من عند الله ، أن الله يرزق من يشاء بغير حساب .

    أحس زكريا من هذا الحديث بأن الله قد اختص مريم بمكانة عظيمة دون غيرها من الناس وانه عز وجل قد اصطفاها على نساء العالمين

    يتبع ....

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    3,275
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-12-2012
    على الساعة
    11:58 PM

    افتراضي

    نستكمل مع السيده مريم العذراء - ام عيسى نبى وعبد الله - عليه السلام

    ولكن زكريا انصرف يفكر في نفسه ويقيس على ما رآه عند مريم من قدرة الله عز وجل ، فاشتهى ورغب في نفسه أن يرزقه الله بولد من صلبه ، رغم شيخوخته وهرمه ، أليس الله بقادر على كل شيء ، وبرغم هرم زوجته وقد كانت حتى في شبابها عاقرا لم تلد ، ولكن الله عز وجل واسع الرحمة , قادر على كل شيء ، فارتفعت عينا زكريا إلى السماء وقفزت يداه إلى اعلي ، ونادي ربه نداءا خفيا ، لا يسمعه إلا السميع العليم ، الله القادر ، ودعا ربه أن يهبه وراح يقول :


    ((( قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً ))) – مريم 4

    ثم راح زكريا في دعائه يذكر أسباب طلبه هذا ، وأهمها خوفه من مواليه وأقاربه وقال :
    ((( وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ ))) مريم 5

    وكان أبناء عمومته من شرار بني إسرائيل ولذلك قال زكريا سببا وجيها يخشى منه على الدين ، فقد يقوم هؤلاء الموالى بتغيير دينهم و لا يحسنون خلافته على قومه بعد موته ، فطلب ولدا من صلبه يرثه ويكون صالحا يقتدي به الناس .

    وقال زكريا في دعائه :

    وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً 5-6

    عند ذلك استجاب الله لرجاء زكريا ودعائه وجاءت استجابة الله عز وجل شريعة حاسمة فقد قال له الله مخاطبا زكريا ذاته :

    ((( يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً ))) مريم 7

    وتحقق حلم زكريا بفضل الله سبحانه وتعالى وكان الدافع إلى ذلك ما سمعه من مريم ، فحدّث ربه ورجاه ، فاستجاب له وبشره بغلام جميل صالح هو يحيى عليه السلام .

    نمت مريم واشتد عودها، ففاضت بالتقوى والصلاح وانقطعت للصلاة و الصوم ومرت السنون وأصيب القوم بشح في الأموال والأرزاق ، وخرج زكريا يقول للناس : أيها الناس لقد كبرت وخارت قواي وضعفت عن حمل وكفاله مريم ، فأيكم يكفلها بعدى فيوفر لها معاشها حتى تتفرغ لعبادة الله عز وجل وتستمر تؤدى نذرا نذرته أمها حنة بنت فاقوذ كما تعلمون ؟

    فخرج من بينهم رجل صالح قريب لمريم وابن عمها هو يوسف النجار ، وقال أنا اكفلها وحمل هذه الأمانة عن زكريا علية السلام .

    فاضت نعم الله عز وجل على يوسف النجار تكريما لمريم وبركة لها ، فكان يأتيها كل يوم بالطعام والشراب فيرى عند مريم نعم كثيرة ورزقا وافرا ، فاكهة من كل نوع وطعام من كل لون ، فيسألها يوسف من أين لك هذا يامريم ؟

    فتجيب إجابة واحده ((( قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ))) آل عمران 37

    لم تكن تعلم مريم في يوم من الأيام أنها آية من آيات الله وعجزة من معجزاته انصرفت لعبادتها مستسلمة لخالقها ولكل ما أراد بها لا تعلم الغيب ولا تملك من أمرها شيئا.

    فها هي في خلوتها مطمئنة إلى انفرادها يسيطر على وجدانها ومشاعرها ما يسيطر على الفتاه في وحدتها . ولكن ها هي ذي تفاجأ مفاجأة عنيفة تخرجها من وحدتها إلى مسافة بعيدة – فبينما هي تمضى ذات يوم لتملأ جرة من جرار الماء من مغارة قريبة من محرابها ، إذ بها تفاجأ بجبريل عليه السلام وقد تمثل لها بشرا سويا ، وقال لها يا مريم إن الله قد بعثني إليك .

    ((( قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً ))) مريم 19

    تراجعت مريم إلى الخلف وقالت

    ((( قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً ))) مريم 18

    فقد تكون حيلة رجل فاتك يستغل طيبتها 0 كيف يصارحها بما يخدش حياءها وهى الفتاة الخجول ؟ كيف يقول انه يريد أن يهب لي غلاما ؟ وهما في خلوة وحدهما ؟ أليس في حديث مثل هذا من رجل لفتاة عذراء في مكان معزول شيء من الريبة والشك ؟

    عندئذ تمالكت مريم زمام نفسها واستجمعت قواها لتدافع دفاع الأنثى عن عرضها ، فقالت

    ((( قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً ))) مريم 20

    هكذا تحدثت بصراحة وبوضوح مكشوف فهي والرجل في خلوة، ولكن جبريل خفف من روعها قائلا:

    ((( قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّا))) مريم 21

    وانصرفت مشيئة الله إلى تنفيذ أمره فقد قال له كن فكان .

    يتبع ان شاء الله

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    3,275
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-12-2012
    على الساعة
    11:58 PM

    افتراضي

    نستكمل القصة الرائعة ..

    اتمنى من النصارى المتابعة ايضا

    لقد مضى جبريل واختفى وجلست مريم حائرة تفكر فيما سمعته من جبريل وتملّك الخوف منها عندما ذهب خيالها إلى حديث الناس عنها، كيف تحمل العذراء وتلد من غير ان يكون لها زوج ؟ عندئذ استحوذ عليها الحزن ، ومالت إلى العزلة أكثر عن كل ما حولها .

    ومرت فترة زمنية لا نعرفها بالتحديد ، ومريم تعانى من هواجسها وآلامها النفسية ، فهي منفردة مكتئبة ، وعازفة عن كل شيء في حياتها ، طعامها وشرابها لم يعد هنيئا كما كان ، وأصبح فكرها شاردا على غير عادتها ، لا تسمع لمن يحدثها ولا تهتم بشيء حولها سوى العبادة والتوجه إلى الله عز وجل.

    مكثت مريم في بلدة الناصرة حيث ولدت قريبة من بيت المقدس ، وأقامت في منزل ريفي منعزل ، بعيدا عن أعين الناس حتى عن اقرب المقربين إليها ، خوفا من انكشاف أمرها ، وفضح ما هو مستور منه ، هكذا قدّرت وفكّرت ، وراحت تبتهل إلى الله أن يرحمها من هذا الموقف العسير ، ورغم إنها تعلم تمام العلم أنها لم ترتكب ذنب أو فاحشة ، وسيظلمها الناس ، فما سمعته في حد ذاته معجزة ، وكي يصدقها الناس القريب منهم والبعيد ، أمر يحتاج إلى معجزة أيضا.

    ورفعت رأسها وقد فاضت الدموع بغزارة كأنها تقول " رحماك ربى عفوك ورضاك – أنت تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك ".. وما كان إمام مريم إلا شيء واحد ، وهو أن تستلم لأمر الله ، وترتقب مجريات القدر وما يخفيه الغيب لها ، وكان انصرافها مزيدا من الطاعة والقيام ليلا والصيام نهارا .

    وبــدأ الجنين يتحرك بين أحشائها وأقتر بيت ساعة المخاض وهاجمتها لآلامه وخرجت من الناصرة في اتجاه بيت لحم، وهناك وتحت نخلة يابسة لا سعف ولا خضرة فيها، نظرت حولها تطلب العون .. فلا تجد من معين ألا الله سبحانه وتعالى . فلا قابلة (داية) نمد يدها إليها لتخفف من آلامها ، ولا أما تمسك بيدها ، وغير هذا كله ماذا يقول الناس من معجزة مثل هذه ليس لها حل في عقولهم إلا رمى هذه الفتاه العذراء بأفظع التهم وأدناها .


    ها هي تفتقد إلى اليد الحانية والزوج الذي يعتبر هذه اللحظة يوم عيد فى بيته .. وتحت جذع النخلة بدأت المعاناة ، وصرخت مريم بينما وليدها يستقبل الدنيا .

    يتبع ....

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    3,275
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-12-2012
    على الساعة
    11:58 PM

    افتراضي

    تكملة ....مريم ابنة عمران

    تحسست مريم جسد وليدها الساخن ونظرت إليه متحسرة وقالت :

    ((( قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً ))) مريم 23

    أصبحت مريم في حيرة من أمرها ولكن الله عز وجل قدّر وما شاء فعل . فقد رحم قلبها وصان فؤادها من الحزن ، وقدم إليها آية جديدة ، ومعجزة ما بعدها معجزة ، فقد أوشكت ان تواجه فضيحة إمام المجتمع ، بخلاف ألآمها الجسدية والنفسية .

    إننا نكاد نرى ملامح مريم وقد أصابها الحزن والوهن ، ونكاد نحس اضطراب خواطرها ونلمس مواقع الألم فيها .

    وكانت المفاجأة العظمى ، وإنا نكاد نحن أن نهب على إقدامنا وثبا ، مما سنسمعه الآن من طفل ولد من لحظه يناديها من تحتها ، ويمهد لها مصاعبها ويهيئ لها طعام النفساء ، انه لشيء عجيب ، أنها معجزة من الله وآية عظيمة .

    تسّمرت مريم في مكانها وأخذتها الدهشة عندما جلس الطفل ينظر إليها وينادى :

    ((( فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً ))) مريم 24

    انظري يا أماه تحتك فقد جرى الماء في تلك البقعة الجرداء... انظري إلى النخلة اليابسة لقد أثمرت ثمرا رطبا جنيا جميلا، فكلى من هذا الرطب، هزي جذعها وكلى واشربي ولا تخافي وافرحي وكوني مطمئنة، لن يضيعنا الله ولن يخذلك أبدا، تطهري وطيبي نفسك من هذا الماء الجاري :

    ((( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً ))) مريم 25

    امتدت يد مريم وعيناها لا تفارقان زجه وليدها عيسى ، وابتسامة عريضة ارتسمت على وجهها استبدلتها بتنهدات خرجت معها أحزانها وانقشعت غمامة الحزن من على ثغرها الطاهر ، وجعلت تهز النخلة والتمر يتساقط ، فأكلت وشربت وحمدت الله على ما حباها به من نعمة ، وبينما هى على حالها هذه جاء ابن عمها يوسف النجار وعلم ما حدث لمريم ورأى وليدها عيسى ، وجاء امر الله لمريم بألا تحدث احدا يسألها عن وليدها عيسى ، لقد قال عز وجل لها :

    ((( فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً )))
    مريم 26

    وكان من عادة قومها اذا صاموا الا يتحدثوا الى احد ، فجاء الأمر على عادتهم ، وفى كهف بعيد عن اعين الناس قضت مريم مع عيسى مده النفاس وظل يوسف النجار على خدمتها ، وبعد انقضاء هذه الفترة انطلقت مريم الى اهلها ,, اتت به قومها تحمله .. وشاع الخبر بين اهلها ، فبدأت السنتهم تلوك سيرتها وتضرب فى عرضها ، وجاء من يلومها ويذكرها بما كانت عليه حنـة وعمران من شرف ومكانه ، فكيف تأتى بهذا البغى ، وانت صاحبة اصل عظيم الناس جميعا يعرفونه ، قالوا لها :
    (((قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً ))) مريم 27:28

    ان الله مع مريم وكما كان ميلاد عيسى معجزة فأن دفاعه عن ميلاده هو المعجزة الكبرى ، لم تجب مريم على اى سؤال من أسئلتهم وإنما أشارت إليه ، فأعتدل من مهده – وحسبي إن هذا المنظر لو مر في خيالنا لكان وحده معجزة – فلما أشارت إليه أخذتهم الدهشة وقالوا : كيف نكلم كفلا في المهد :

    ((( قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً ))) مريم 29

    ولم ينتظر عيسى حديثهم ، وإنما بدأ هو حديثه قائلا :

    ((( قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً ))) مريم 30: 33

    السلام عليك يا عيسى يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حيا .

    يتبع ...

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    3,275
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-12-2012
    على الساعة
    11:58 PM

    افتراضي

    تكملة .... مريم ابنة عمران

    لقد جاء الطفل بالبرهان الصادق وهو لم يزل في المهد صبيا ، آية وأي آية على براءة اشرف نساء الأرض وأطهرهن السيدة مريم ، أنها معجزة ، جاءت لتكون دليلا على طهارة سيده هي في الأصل منبت الطهر على الأرض ، فالله القادر سبحانه عز وجل الذي انطق طفلا وجعله يتحدث في بيان فصيح كهذا لا بثنيه عن خلق عيسى من غير أب ، كانت إجاباته عليه السلام هي السلاح الذي اخرس الفتنه في مهدها ، وكانت هي السلاح الذي ضرب الشك وأصحابه في مهده فقضى علية بصورة حاسمة من جذوره .

    أصبحت قصة وليد مريم حديث بيت لحم والناصرة وكل القاطنين على هذه الأرض ، فقد انتشر حبرها في الدور والمجالس والأندية وبدلوا شكهم وظنهم السوء ببراءة وحب لهذا الوليد المبارك المعجزة .

    نشأ عيسى ابن مريم في كنف أمه كما ينشأ اى طفل من الأطفال ، وكان يحكم هذه البلاد قيصر يسمى هيرودس ، وقد أخبره بعض رجاله ان مولودا يولد الآن سوف يرتفع شأنه ، ولا بد من قتله في المهد قبل أن تعلو كلمته ويذيع أمره ، وتواترت هذه الأخبار إلى مريم ويوسف النجار فأخ مريم ووليدها وعلى دابة حملهما إلى مصر حيث الأمن والآمان في تلك الأيام .

    وبالقرب من نيلها تحركت مريم وعاشت في أماكن عدة من الشمال إلى جنوب مصر ، عاشت مريم العذراء البتول تربى عيسى وتصلحه ، فتعلم كثيرا وقد ظهرت عليه كرامات . وبدأت مظاهر نبوته منذ ان كان غلاما صغيرا : فها هو ينبئ إقرانه من الولدان بما يأكلون ويكشف للناس عما يدخرون ببيوتهم ، وبدت عليه النجابة والذكاء وشهد بذلك معلموه ، فلا تغيب عن ذهنه صغيرة ولا كبيرة ، وظل عيسى على هذا الحال بمصر اثني عشر عاما حتى انتهى ملك هيرودس فغادرت مريم إلى ارض فلسطين وسكنا مدينة الناصرة بالقرب من الخليل.

    ولما بلغ عيسى الثلاثين من عمره نزل الروح الأمين جبريل عليه السلام ، وابلغه رسالة ربه ، ثم تلقى الكتاب الذي جاءه من عند الله مصدقا لما بين يديه من التوراة وما تعلم منها ، فأخذ يدعو الناس إلى المحبة والسلام ، ويعوهم إلى اتبعاه ، وحمل على عاتقه تصحيح أخطاء اليهود ، الذين ضلوا الطريق ، وانحرفوا عن الطريق الصحيح ، فحرفوا ما جاء به موسى عليه السلام من قبل ، وانصرفوا لجمع المال من الناس قادر وغير قادر ، غنى وفقير ، وملئوا خزائنهم من هذه الأموال غير مبالين بأحوال الناس الذين يحثونهم على الدفع بحجة الطاعة والدين .

    ومنهم من ضل حتى أنكر القيامة ويوم الحساب ومنهم من اقبل على شهوات الحياة ولذات الدنيا يغرون بها الناس ويهيئون لهم سبيل المنكر والضياع ليحصلوا على الأموال .

    وراح يطوف البلاد والقرى ، فكان يدعو الناس ويشفى مرضاهم بأمر الله سبحانه وتعالى ، ودخل عيسى قلوب الناس وملك أفئدتهم لذكائه وفطنته وحلمه وسكينته ، بالإضافة إلى ما حباه الله من معجزات ، فهو يشفى المرضى وينفخ في الطين فيصبح طيرا بأمر الله سبحانه وتعالى عز وجل.

    وقد وجدت دعونه آذانا صاغية ، وقلوبا مؤمنه ، فأندفع إلى معاقل الكهنة أنفسهم وذهب إليهم وأختار يومهم الذي يجتمعون فيه بالناس في بيت المقدس ، وعرض دعوته على الناس القادمين من القرى والمدن فقبلوها ، ولقي حديثه صدى في نفوسهم وإيمانا في قلوبهم ، فكثر مؤيدوه وأنصاره ، كل ذلك أثار ضغينة الكهنة ضده ، وحرك تقوسهم بالشر له ، فبدئوا يكيدون له ، ولكن الله كان دائما يحفظ أنبياؤه من كل شر ومكر ، ويؤيدهم بنصره مهما كان مكر الذين كفروا " والله خير الماكرين" .

    يتبع....

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    3,275
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-12-2012
    على الساعة
    11:58 PM

    افتراضي

    التتمة .. بحول الله


    في هذه الأثناء كانت مريم الصوامة القوامة تتابع خطى النبي فترعاه من بعيد وتشجعه كلما انطلق ليدعو الناس ، تواسيه كلما زاد عناد قومه وتآمروا على الكيد له ، فهي الأم التي نذرتها أمها حنة لخدمة بيت المقدس الذي بارك الله من حوله.

    ووصل الأمر إلى ذروته حينما اخبر احد الكهنة الحاكم الروماني بأن عيسى يعمل ضد دولته ( سبحان الله كل الفتن من عند بني إسرائيل ) ولكن الحاكم قال لهم : ولكنى لا أجد في دعوة عيسى ما ألومه عليه ( كبسة ) .

    فقالوا له: لو تسرب خبره إلى قيصرك، فيكون أمره ضررا على ملكك وولايتك، ففي دعوته زوال لملك قيصر وتقليل لمكانته بين الناس ( النصابين ) !

    وأجتمع رجال الدين في بيت المقدس ليبحثوا في هذا الأمر، وخلصوا إلى أمر خطير وهو قتله صلبا، وعلم عيس بمكرهم فراح يظهر حينا ويختفي حينا عن أعينهم التي ترصده.

    بينما كانت أمه تمسك بفؤادها خوفا على مصير ابنها ولكن يقينها يعلم تماما انه منتصر بفضل الله على كل من كاد له أو تآمر عليه.

    وفى بستان قريب في بيت المقدس استقر عيسى وأمه ( مش في زريبة كما في كتبهم ) وحواريوه وإتباعه وتلاميذه الذين آمنوا به ، وظن الجميع أنهم ناجون من هؤلاء ، ولكن عيون الحاكم ورجال الدين اهتدت إلى مكان عيسى وأتباعه .

    ولما أحس تلاميذ عيسى أنهم اهتدوا إلى البستان انصرفوا عن صاحبهم وانفضوا من حوله ولاذوا جميعا بالفرار وتركوه وحيدا.
    وهل يترك القوى العزيز الجبار نبيه لأعدائه ممن كادوا له ؟ لا .. لم يكن عيسى وحيدا فى هذا اليوم فقد وعده الله بالنصر والنجاة من كيد الضالين المفسدين كما وعد رسل من قبله.

    فى هذه اللحظة الهامة ، انصرفت مشيئة الله لاتقاد عيسى من براثن الحاقدين والمتآمرين ، وامتدت يد العناية الإلهية ، فأخفاه الله عن أعين الناظرين وجعل بينهم شبيها لعيسى ، فظنوا انه عيسى ، فهجموا عليه وامسكوا به ، فأصابته الدهشة ، ومنعه الخوف من الكلام ، فلم يستطع الدفاع عن نفسه ، ولكنه استسلم خائفا مذعورا ، وضاع حديثه واستغاثته وسط صياح الناس ، وكان هذا الرجل ممن يكيدون لعيسى كثيرا ( من حفر حفره لأخيه وقع فيها ) ، اما عيسى فنجاه الله كما قال الله عز وجل ((( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبه لهم ))) .

    فقد رفع إلى مكان عظيم ، رفع إلى السماء وتم صلب شبيهه ، وحين صلب الرجل جاءت مريم تبكى بحرارة وتفيض عيناها بالدموع ، وقد اعتصر قلبها حزنا ظنا منها أن الذي صلب هو ابنها عيسى ، وكانت تخفف عنها حزنها صاحبة لها كانت من المرضى اللاتي دعا لهم عيسى فأبرأها من مرضها وشفاها بأذن الله

    وبينما هي هادئة ساكنة جاءها اثنان من تلاميذ عيسى وهما شمعون الصفا ويحيى ، وقالا لها : لقد أمرنا عيسى قبل أن يرفع أن نكون في خدمتك ، وان نواصل دعوته ، فقالا لهما : بارك الله في مسعاكم على طريق الخير والمحبة .

    أصبحت مريم بعد ذلك عونا لكل محتاج وقلبا كبيرا عظيما يتسع لكل من حولها ، ومضت مع شمعون ويحي تجدد الدغوه ، وتنشرها بين الناس ، فكان من الناس من اهتدى وتبع ما جاء به عيسى ومنهم من ضل وكفر.

    ومضت الأيام والسنون ومريم عاكفة على صلاتها وقيامها ويأتيها رزقها رغدا من عند الله ، وبعد ست سنوات من رفع عيسى استرد الله أمانته الطاهرة وراحت مريم في موكب ملائكي عظيم ، محاط بشفافية الحب وروائح الخيرات ، وقد أراد الله أن يخلد ذكراها ، فتحدث عنها القرآن الكريم ووصفها بالطهر والشرف ، وإنها كانت نعم النساء العابدات ...فأصبحت مريم اسما مخلدا ورمزا للخير والطهر والشرف في كتاب يتلوه كل المسلمين ليل نها فى بقاع العالم وكذلك في قوله عز وجل :

    ((( ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين ))) .

    سلام على الطهر والشرف ، سلام على الصادقة الصديقة ، سلام على أول القانتات من النساء ، سلام على اشرف نساء العالمين ، سلام على مريم ابنة عمران ، وسلام على ولدها عيسى البار بأمه ( وليس الذي يردح لأمه ) ، سلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيـــــا ... ذلك عيسى بن مريم قول الحق الذي فيه يمترون . ما كان لله ان يتخذ ولدا سبحانه ، اذا قضى امرا فانما يقول له كن - فيكــــون .

    رفعت الأقلام - جفت الصحف - فلتخرس الأفواه.

    تمت بحمد الله

    اتمنى ان تكونوا عرفتم عن حق من هى مريم العذراء ومن هو عيسى عبد الله ورسوله - اول كلمة نطقها عندما تكلم - وكأنه يعرف انهم سيكذبون على الناس فأستبقهم بالقول الخالد مع خلود القرآن ((( انى عبد الله ))) .

    انتظر تعليقكم

    تمت بحمد لله

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    3,275
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-12-2012
    على الساعة
    11:58 PM

    افتراضي

    ســــــــارة
    زوج إبراهيم عليه السلام
    العجوز الضاحكة


    السلام عليكم

    اعلم أنى أطول عليكم في بعض الأحيان – ولكن هناك مواضيع هي أصلا قصص – فلا يمكنني مثلا في قصص نساء القرآن أن اختزل القصة لأبين مكانة المرأة في الإسلام مع مواضيع القرآن – لأن التفاصيل مهمة. ولكن أعدكم أن اختصر ما قدرت.

    ولكن في قصص آل البيت و الصحابيات يمكن تحديد المواضيع في شكل نقاط لتبين مكانة المرأة وانجازاتها وما أباح لها وكفل لها الإسلام من حقوق – هذا الذي جاء كله في عهد القرآن والإسلام ومحمد صلى الله عليه وسلم فقط .

    ((( وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُـشْرَى قَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ ))) – هود 69-73

    وقف إبراهيم الخليل عليه السلام موقفا حازما مع ملك جبار متمرد فى العراق وهو النمرود- وقد ادعى لنفسه الربوبية ، فأبطل إبراهيم عليه السلام دليل هذا الملك الجاهل الأحمق.

    كان ملك بابل النمرود بن كنعان بن كوش بن اسام بن نوح احد ملوك الدنيا المشهود لهم في عصرهم ، وقد اعتبره المؤرخون انه احد رجلين كافرين حكما الدنيا : النمرود وبختنصّر ، في حين أن الدنيا ملكها مؤمنان هما سليمان نبي الله عليه السلام وذو القرنين .

    وقد ذكر إن النمرود حكم بابل 400 سنه كانت مليئة بالطغيان والظلم والبغي ، فقد تجبر وعتى وآثر الحياة الدنيا فأرسل الله إلية إبراهيم داعيا وهاديا – وهذه سنة الله في خلقة أن يرسل لهم من يهديهم حتى لا يكون لهم حجة يوم الحساب فالله ليس بظلام للعبيد.

    إلا أن جهل النمرود وضلاله حملاه على إن يكذب ابراهبيم فراح يحاوره بالحجج الواهية .
    وعندما بدأ إبراهيم الحوار معه قال الله (((ربى الذي يحيى ويميت ))) أجابه أنا احيي وأميت !

    وكان لا بد لإبراهيم عليه السلام أن يفحم هذا المجادل الكافر ويلجم لسانه ويبطل حجته فقال إبراهيم بهدوء: ((( فان الله يأتي بالشمس من المشرق، فآت بها من المغرب ))) هل تستطيع ذلك... فبهت الذي كفر . والله لا يهدى القوم الظالمين.

    بدأ الملك يضمر السوء لإبراهيم ولكن إبراهيم قرر الهجرة إلى الله وان يخرج من بين الزمرة الباغية.. فحمل ما استطاع من متاع واصطحب معه زوجه سارة أول المؤمنات بدعوته المباركة وصحبه ابن أخيه لوط عليه السلام. فقد آمن به لوط وقال ((( أنى مهاجر إلى ربى انه هو العزيز الحكيم ))).

    وانطلقت قافلة الأيمان حتى وصلوا إلى حُران وهى بين العراق وفلسطين ثم أكملوا الرحلة إلى فلسطين عسى أن يجدوا يسرا لمعاشهم وقوتهم.

    ولم يكد إبراهيم ينزل ارض فلسطين حتى عم القحط ، وانتشر الجدب والغلاء ، وضاقت على الناس سبل الحياة . فرحل إبراهيم وزوجه ولوط عليهم السلام وهبطوا في ارض مصر. التي كانت ترزح تحت حكم ملك جبار أشاع الظلم وقد كان ذلك في زمن الهكسوس.

    كانت سارة على قدر كبير من الجمال ، وكان ما كان عندما لمحها احد رجال حاشية الملك وهى مع إبراهيم عليه السلام . فأنطلق يتقرب إلى الملك بالحديث عنها وحبب إلى نفسه حب تملك سارة. فأنقاد الملك لحديث هذا الرجل وقرر أن يحقق مآربه التي زينها له هذا الرجل من الحاشية.

    فأرسل من يطلب إبراهيم إلى مجلسه ليتحدث إليه في أمر هام ، ولكن إبراهيم فطن وتيقن إلى مقصده ، فلما دخل عليه ، بدأ يسأله عما يربطه بهذه الفتاة وما هي صلة القرابة بينهما ، فوعى إبراهيم نواياه كأمله ، وخشي على نفسه أن اخبره أنها زوجته أن يفكر في إيذائه والتنكيل به ، فقال هي اختلى .

    عندئذ عرف الملك إن سارة ليست متزوجة فأشار إلى حراسه آمرا أن احضروها إلى قصري. واحضروا لها مخدعا خاصا ومسكنا خاصا .

    فعاد إبراهيم إلى سارة وابلغها ما دار بينه وبين هذا الملك الظالم وحذرها: قائلا: أن الملك اليوم سألني عنك فقلت له انك اختلى وانه ليس اليوم مسلم غيري وغيرك وانك اختلى فلا تكذبيني عنده.

    اخذ حراس الملك سارة إلى قصره ، فلما دخل عليها قبض الله يده فتوقفت عن أداء اى حركة وشلت .. ( عصمة الله للأنبياء وآلهم ) .. فقال لها يا سارة ادعى الله يطلق يدي ولن امسك بسوء. .. هنا دعت سارة الله فأطلق يده ولكنه لم يتعظ مما أصابه وراح يمد يده مرة أخرى إلى سارة المؤمنة المسلمة فشُلّت يده مره أخرى.

    فاستجار بها وقال : يا سارة ادعى الله أن يبرئني ولن أمسسك بسوء ، فدعت سارة الله فأطلق يده مرة أخرى فعاود فعلته لمرة ثالثة ، فشلت يده – فراح يصرخ مؤكدا أنها المرة الأخيرة ، فدعت فأطلق الله يده – حينئذ أدرك أن هناك قوة لا يعلمها تدافع عنها فأمر حراسة أن يأخذوها ويتركوها لشأنها .. وعندما جاء الحارس الذي احضرها قال له: لقد آتيتني بشيطان ولم تأتني بإنسان ، أخرجها من أرضى . أدرك الملك بعد ذلك أن إبراهيم زوجها وأنهم محفوظين وانه سوف لن يقدر ان يمسهم بسوء أبدا.

    يتبع بأذن الله .....انتظرونا

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    3,275
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-12-2012
    على الساعة
    11:58 PM

    افتراضي

    تكملة ..... ســــارة العجوز الضاحكة

    أطلق الملك سراحها ووهبها جارية جميلة هي هاجر ، كي تقوم على خدمتها ، وأسلمها إلى زوجها ، وقد كانت هذه الحادثة امتحانا شديدا لإبراهيم عليه السلام الذي خرج من بلاده سعيا لطلب الرزق ، فيجيء من يأخذ زوجته ويفرق بينه وبينها ولكن الله سبحانه وتعالى نصر عبده ولم يخلف وعده ، وحفظه في أهله بل وفى ماله أيضا.

    وفى مصر طالت إقامة إبراهيم عليه وعاش فى نعمة الله عز وجل مجتهدا في العمل والرزق من اجل معاشه .

    ولما استقرت حياة إبراهيم وعاش حياة هادئة ساكنه ، ولكنها لم تخل كن حقد الحاقدين وإيذاء الظالمين ، وشعر بأن الناس يحسدونه على ما حباه الله من نعم ومكانه ، حمد إبراهيم ربه وشكر ه أن استجاب لدعائه عندما كانت سارة في يد الملك الجبار ، وظل يصلى لله عز وجل ، ويسأله أن يدافع عنه وعن أهله ، وان يرد بأس كل من أراد به سوء.

    وحمدت سارة ربها وضلت تشكره على نعمة النجاة وعصمتها من الملك الجبار، وان الله لم يترك بيته لبشر يعبثوا به فكان ذلك أطيب لقلبها ولقلب إبراهيم واقر الله عينه وأصبح اشد طمأنينة ويقين .

    وكان إبراهيم يحبها حبا شديدا لدينها وتقواها فهي الصوامة القوامة الصابرة ، وكان يحبها أيضا لقرابتها منه .

    العودة إلى فلسطين

    خرج إبراهيم الخليل من مصر متجها إلى الأرض المقدسة التي بارك الله فيها وقد حم معه العبيد والمال والأنعام قدرا وافرا وصحبوا معهم هاجر القبطية إلى مصر ومعهم لوط عليه السلام ، فأمره عمه إبراهيم عليه السلام أن ينزل بما معه من أموال إلى ارض الغور – حيث كانت مدينه سدوم التي كانت عاصمة لهذه البلاد فى ذلك الوقت وكان أهلها أشرارا يملأ الكفر عقولهم .

    وقد أوحى الله إلى إبراهيم عليه السلام وبشره بأن هذه الأرض ستكون كلها لك ولذريتك إلى آخر الدهر، وأوحى إليه انه سيكثر من ذريته ويجعلها امة مسلمه تجوب الأرض عدلا وتحكم بين الناس بما انزل الله ، ولقد عاشت بلادنا العربية المسلمة هذه البشرى عقودا من الزمان.

    ظل إبراهيم وزوجه سارة ببلاد فلسطين 20 سنه ولم يرزقا أولادا . وكان إبراهيم يسأل الله من نفسه ذرية طيبة، فبشره الله بذلك، ودخلت عليه سارة تقول أن الرب قد حرمني الولد فأدخل على خادمتي هذه وأمتي لعل الله يرزقنا منها ولدا

    وكانت هاجر وفية وكريمة ، مطيعة وأمينه ، قد تفانت في خدمة الشيخ وزوجه العجوز سيدتها سارة العاقر التي لا تلد. . فتزو ج إبراهيم هاجر وحملت له وولدت غلاما زكيا ، هو إسماعيل عليه السلام قرة عين إبراهيم ، وفاضت نفسه فرحا وسعادة وكذلك سارة ، وانتظم البيت النبوي في حركة التسبيح والتهليل والحمد والشكر لله (( سلام عليكم بما صبرتم ، فنعم عقبى الدار ))).

    ولكن دوام الحال من المحال، والحال لا يستقر على شأن البشر، والنفس لا ترغب الإيثار والألم والحزن والشجن، فسيطر الاضطراب على سارة وانعكس على ابتسامتها التي كانت تهديها إلى طفل هاجر، إسماعيل عليه السلام.

    ولكن الله لم يسيئها فهي الصابرة القانتة الشاكرة ، وعندما أصبحت عجوزا وتجعد وجهها وهرم جسمها وضعف سمعها وبصرها و لم يضعف فؤادها ، ولكنها لم تتمالك السيطرة على مشاعرها فطلبت من إبراهيم أن يبعد هاجر وابنها إسماعيل عنها وان يهاجر بها إلى ابعد الأماكن حتى لا ترى ولا تسمع عنهما شيئا. وتمنت عليه أن لا يصل صوت إسماعيل وأمه إلى سمعها، وان لا تراهما ثانية لأنها تحب زوجها.. وكان يسألها إبراهيم أليست هي أمتك وخادمتك الحبيبة المقربة – قالت نعم ولكن لأمر إرادة الله كانت سارة تصر هكذا ، فاضطر إبراهيم أن يسمع لطلبها بوحي من الله لشيء يراد ، وكان غير مبتئس ، واخذ هاجر وإسماعيل منطلقا بأعين الله .

    كانت رحلة الهجرة شاقة على الأم ورضيعها ، إلا أن الله يريد أن يفعل ما يشاء ، وبعد عناء السفر توقف إبراهيم حيث أراد الله له أن يتوقف عند بيت الله المحرم .. كانت ضحالة المكان وصحراؤه القاسية المترامية التي توقف فيها إبراهيم وانزل الطفل وأمه فيها وليس معهما غير مزود مملوء بالطعام، وسقاء به ماء قليل لا يكفى لطفل سيعيش في هذه البيئة القاسية

    وينتقل إبراهيم إلى خطوة اغرب أعجب، فلقد قرر مغادرة المكان عائدا إلى سارة في فلسطين تاركا الطفل وأمه في وسط الصحراء وهم إبراهيم بالرحيل فإذا هاجر تسأله إلى أين العزم.. فلم يجب إبراهيم .

    وراحت تكرر سؤالها وهى تتبعه وتمشى ورائه بل تعلقت بثوبه وأمسكت به وحاولت إيقاف دابته ، وسألته إلى أين يا إبراهيم ولمن تتركنا في هذا المكان الموحش؟

    ولكنها لم تسمع منه إجابة تسكن اضطرابها، فهي تعرف معنى طفل جائع في الصحراء وتقدر خطورة انه لا يوجد ماء وتفهم معنى الهلاك من العطش.

    ولذا حاولت جاهده أن تثنية عم عزمه بالرحيل. إلا أن كل ذلك باء بالفشل فأدركت أن هناك شيء غير عادى – وانه ربما موحى أليه ، فقالت أأمرك الله بهذا ؟ فقال نعم .

    إنها حقا هاجر المؤمنــة آم العرب.

    قالت أذن لن يضيعنـــا الله .

    وعادت من حيث آتت لوليدها الرضيع إسماعيل عليه السلام .

    وانطلق إبراهيم حتى غاب عن هاجر ورفع يديه إلى السماء داعيا

    ((( رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ))) – إبراهيم 37

    يتبع ... بأذن الله

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    3,275
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-12-2012
    على الساعة
    11:58 PM

    افتراضي

    تكملة ... مع ســـارة عجوز عقيم

    ضيوف إبراهيم عليه السلام

    ((( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَاماً قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ قَالُوا كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ))) – الذاريات 24-30

    كان هذا ليوم المبارك يوم سارة العظيم ، يوم معجزة عظيمة ، عجوز تلد وهى عقيم !! بشرى بغلام صالح ، وأمر من السماء بدك قريـة ظالمة على رؤوس الظالمين فيها ، هذا اليوم المبارك جعلنا نترك أحداث قصة إسماعيل وهاجر التي وصلنا فيها إلى أحداث تخص هاجر وحدها ، ولا علاقة لسارة بها ، فلتبق هذه اللحظات الخالدة مع سارة بينما إبراهيم في بيته يصلى ويتعبد وقد فرغ لتوه منها إذ بثلاثة شبان يبدو عليهم الحسن والصلاح والتقوى والخشوع دخلوا عليه وقالوا: السلام عليك أيها الشيخ .. قال إبراهيم وعليكم السلام ثم راح ينظر فيهم مليا ورحب بهم وأنزلهم منزلا كريما يليق بضيافتهم وقد كان الضيوف الثلاثة هم الملائكة المرسلين من عند الله : جبريل واسرافيل وميكائيل .

    وبعد إن رحب بهم إبراهيم انسل خفية مسرعا إلى أهله ودخل على حلاله في الحظيرة والغنم والبقر والعجول ألسمينه ، واختار عجل عنده ، وقام بذبحه وتجهيزه وشواه لهم وحمله وبعض أهله إلى حيث يجلس ضيوفه وهو لا يعرف هويتهم ولم يسبق له أن رآهم من قبل ذلك .

    قرب إبراهيم الطعام ودعا ضيوفه لتناوله قائلا انه طعام أعده خصيصا لهم وسألهم في أدب جم ((( ألا تأكلون )))

    فقال احدهم: يا إبراهيم إنا لا نأكل طعاما ألا بثمن، فقال إبراهيم: أن طعامكم هذا له ثمن فلا تخافوا تقدموا. ... ألا تأكلون ؟ قال جبريل وما ثمنه يا إبراهيم ؟ قال تذكرون اسم الله عليه أوله وتحمدوه في آخره .

    عندئذ نظر جبريل إلى وميكائيل قائلا : نعم حق لهذا أن يتخذه ربـه خليلا. انتظر إبراهيم قليلا فوجدهم لا يأكلون ، ففزع مهتم وخاف ، وجاءت سارة تقوم على خدمتهم ونظرت إليهم وهم لا يأكلون الطعام .

    ظلت سارة واقفة على رؤوس الأضياف وإبراهيم يعرض عليهم الطعام فلم ير لهم همة في الأكل ، وذلك لأن الملائكة ليس لهم رغبة في حاجات البشر ، عند ذلك مسح جبريل علية السلام العجل المشوي بجناحه فقام يلحق بأمه فى الدار! ( تفسير بن كثير ) . خاف إبراهيم من ضيفه خوفا شديدا .

    فقال جبريل وصحبة من الملائكة: ((( قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ ))) هود – 70

    نحن ملائكة الرحمن جئنا إلى هنا لنهلك قوم لوط وهم في غفلة عما سيحدث لهم ، سنقضى على وكر الفساد فى الأرض ، سندمرها تدميرا، سوف نهلكهم ، وعندما تنقضي الليلة بأمر الله ، ونحيل بيوتهم وما فيها من فاحشة إلى ركام وحطام ، لن ينجو منهم احد من أمر الله عز وجل ، هذه مهمتنا يا إبراهيم ، لا تخف ولا تبتئس فا نا رسل ربك وملائكته .

    ضحكت سارة استبشارا بهلاك قوم لوط وعجبت أن قوما يأتيهم العذاب وهم في غفلة منهم، وهم لا يشعرون ، يزيدون كفرا وبغضا وينصحهم لوط ولكن لا يعقلون نصيحة نبيهم ، ولا يخافون عاقبة ما تفشى فيهم من منكر
    وفساد فراح يفعلون ما زين لهم الشيطان ويأتون الذكران دون النساء ، ويهدرون كرامة الإنسانية ويطعنون في شرفات طعنات نافذة

    لما ضحكت سارة استبشارا بهلاك قوم لوط وهم في غفلة، بشرتها الملائكة ببشرى عظيمة، لقد بشروها بغلام جميل طيب هو إسحاق عليه السلام ، وأضافوا من وراء إسحاق يعقوب عليه السلام .

    فجاءت سارة مسرعة من الداخل وقد خرجت منها صرخة مكتومة وضربت وجهها كما يفعل النساء عند التعجب وقالت : يا ويلتى ، كيف يكون هذا ، أألد وأنا عجوز وهذا زوجي إبراهيم صار شيخا طاعنا فى السن وقد قاربت على العام التسعين من عمري .. كيف يحدث هذا ؟!

    ثم أضافت سارة قائلة : انه لشيء عجيب ، فأجابتها الملائكة :

    ((( قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ ))) – هود 73

    يتبع ... بأذن الله

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    3,275
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-12-2012
    على الساعة
    11:58 PM

    افتراضي

    التتمة بحول الله .. والتعليق اسفل الصفحة

    مع ســارة واسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا

    ولم تكن سارة الوحيدة فى عجبها ودهشتها وإنما إبراهيم أيضا الذي استبشر بحديث الملائكة وتوجه إليهم قائلا : سمعتكم تبشروني ، فبأي شيء تبشروني قالوا :
    ((( فَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ ))) الحجر 54-55

    تقل الملائكة له هذه البشارة وحددتها بغلام حليم ، هو إسحاق اخو إسماعيل عليه السلام ، انه غلام حليم مناسب لمقامه وصبره وحلمه ، ولم يقتصر الأمر على إسحاق وحده بل بشروا إبراهيم وسارة بابن لإسحاق هو يعقوب عليه السلام . بشرى يعقوب قبل ولادته أيضا.. كما بشروا عيسى بمحمد.

    وانهي الملائكة حديثهم مع إبراهيم وسارة بأن الله قد بسط على آل هذا البيت الرحمة والبركة فى ذريتها.

    وفى رسالة إبراهيم أن الله هو الحميد في جميع أفعاله وأقواله محمود مُمجد في صفاته وذاته . ( مش زى عند النصارى ) ..

    هدأ إبراهيم وانصرفت سارة وقد أحست بالمحيض بعد ان انقطع عنها منذ سنوات وقد بلغت من العمر 90 عاما أو يزيد . إذا أراد شيئا فإنما يقول له كـن ، فيكــــون ..

    ولما ذهب عن إبراهيم الروع والخوف وبشر بأبنائه من سارة ، دعا فى نفسه حامدا ربه شاكرا له فضله فقال :
    ((( الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ))) إبراهيم 39-41

    اتجه إبراهيم للملائكة وقد تذكر قصة ذهاب الملائكة إلى قوم لوط
    وقال لهم: أتهلكون قرية فيها 300 مؤمن ؟
    قالوا : لا ياابراهيم
    قال عليه السلام: أتهلكون قرية فيها 200 مؤمن ؟
    قالوا : لا يا إبراهيم
    قال: أتهلكون قرية فيها 40 مؤمنـا ؟
    قالوا : لا
    قال: أو 5 فقط وظل يكرر إلى أن سأل عن قرية بها رجل واحد مسلم ؟ ( يريد أن يصل إلى لوط ويطمئن عليه )
    قالوا لا يا إبراهيم
    قال إبراهيم عليه السلام: أن فيهـا لوطا.
    قالوا نحن اعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته ..

    فسكت إبراهيم وأوقف جداله عندما قالت الملائكة يا إبراهيم اعرض عن هذا الجدال فقد نفذ فيهم القضاء وحقت عليهم كلمة ربك بالهلاك وحلول البأس الذي لا يرد عن القوم المجرمين ( درس للمجادلين هنا ) .

    وانطلق ملائكة الرحمن ينفذون ما أمرهم الله عز وجل في قوم لوط ، ودُمرت قريتهم عند الفجر بحجارة من سجيل ، وسمع لوط الانفجارات تدوي ونجا مع بناته وهلكت امرأته لأنها كانت على دين هؤلاء القوم الفاسدين .

    عاشت سارة وأنجبت إسحاق عليه السلام ، ومضت سنون وكبر إسحاق ، وتزوج من فتاه طيبة هي رفقا بنت بتواييل ، وكانت عاقرا هي الأخرى ، فدعا الله لها فحملت ووضعت طفلين توأمين أحدهما جاء في عقب أخيه ممسكا به فسماه إسحاق يعقوب ، وهكذا قرت عين سارة بولد ولدها ، يعقوب بن إسحاق عليهما السلام وكان وعد الله حقا لعباده المؤمنين .

    وعاشت سارة لا لتحمل وتلد بعد أن تحيض في سن التسعين ولكن ليكبر ابنها وتشهد غرة طفولته وشبابه ورجولته ثم ينعم الله عليها بحفيد : وقد خرجت كلماته جدتي .. وهذه هي البركة والرحمة التي كانت في يوم من الأيام تحية الملائكة لسارة رضوان الله عليها.

    قد صدق الله وعده ، وقرت أعينها وصارت أما وجده وأصبحت مثالا عظيما تجسدت فيه قدرة الخالق سبحانه عز وجل


    عاشت سارة سنوات قريبة من إبراهيم وشهدت بناء بيت المقدس وبعد عمر يقارب 130 عاما او نحوه ، مــاتت ســـارة .

    ماتت العجوز الضاحكة الباسمة التي تحدثت مع الملائكة ، وانعم الله عليها بمعجزة طيبة ماتت في مدينة الخليل على ارض فلسطين بعد ان جاهدت قدر جهدها فى عون زوجها وأبنائها وأطفالها .

    كانت تحت رجل حليم أواه، تمثلت بالكرم والطاعة.. فهل نتمثل فيها القدوة.. هل نترك أمورنا لإرادة الله عز وجل وقدرته.. فهو الواهب لمن أراد الكريم السميع البصير بأحوال عباده.

    رحمة الله وبركاته عليكم أهـل البيت – انه حمــيد مجيــد

    تم بحمد الله





صفحة 1 من 3 1 2 ... الأخيرةالأخيرة

مـن القصص القـرآنـــى

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. صدق أولا تصدق هذه القصص
    بواسطة الريحانة في المنتدى الأدب والشعر
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 06-06-2012, 02:16 PM
  2. شبهات حول القصص القرآني 2
    بواسطة Wild_wild_west في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 15-11-2006, 08:25 AM
  3. شبهات حول القصص القرآني
    بواسطة Wild_wild_west في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 22-07-2006, 10:26 AM
  4. رد شبهة سورة القصص آية 9
    بواسطة السيف البتار في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 28-03-2006, 03:56 PM
  5. رد شبهة سورة القصص آية 27
    بواسطة السيف البتار في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 28-03-2006, 03:04 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

مـن القصص القـرآنـــى

مـن القصص القـرآنـــى