#الطريق_الى_الحق 7⃣

نقد ادلة المسيحيين بالوهية عيسى

قوله : (قال الرب لربي ، اجلس عن يمينى) المزامير 110:1

يستدل النصارى على الوهية المسيح بقول المسيح «كيف يُقال للمسيح أنه ابن داود ، وداود نفسه يقول في كتاب المزامير: "قَالَ ٱلرَّبُّ لِرَبِّي: ٱجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ" المزامير 110:1 ، فداود نفسه يدعو المسيح ربا ، فكيف يكون المسيح ابنه ؟

الرد : اولا : النص يقول قال الرب -أي الله- لربي -أي المسيح- اجلس عن يميني حتى أجمع أعداءك موطأً لقدميك ، وبناء على هذا لا يمكن أن يكون المقصود من كلمة ربي الثانية هو الله أيضا، وذلك لأن المعنى سيصبح عندئذ : قال الله لِلَّه اجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطئا لقدميك ، وكيف يجلس الله عن يمين نفسه ؟

ثانيًا : إذا كان ربي الثانية إلهًا فإنه لا يحتاج لأحد حتى يجعل أعداءه موطئا لقدميه ، بل هو نفسه يسخر أعداءه بنفسه ولا يحتاج إلى من يسخرهم له .

ثالثًا: أن مخاطبة الله لإله آخر تعني وجود إلهين اثنين وهذا يناقض عقيدة التوحيد التي هي أساس الرسالات السماوية ، فهذا كله يؤكد أن ربي الثانية ليس الله ولا بإله ثان بل لابد أن يكون معناها شيئا غير ذلك ، وبمراجعة بسيطة للأناجيل ندرك أن لفظة الرب تستخدم بحق المسيح بمعنى السيد والمعلم ، وقد سبقت الإشارة لذلك.
فالذى كان يريده المسيح من عبارته تلك ، هو تذكير اليهود بمقامه العظيم الذي تشير إليه عبارة نبيهم داود قائلا لهم : كيف تعتبرون المسيح مجرد ابنٍ لداود مع أن داود نفسه اعتبر المسيح الآتي المبشر به ... ربًّا له : أي سيدا له ومعلما ؟
فما عبر عنه المسيح بلفظة ربي هو في الحقيقة بمعنى سيدي ، ولا حرج فالمقصود واحد ، لذلك نجد أن الترجمات العربية المختلفة للعهد الجديد ، خاصة القديمة منها كانت تستخدم لفظة السيد في مكان لفظة الرب ، ولفظة المعلم في مكان لفظة رابّى.
وإذا رجعنا الى العهد القديم وجدنا فى الترجمة الكاثوليكية الحديثة:
“مزمورٌ لِداوُدَ: قالَ الرّبُّ لسيِّدي الملِكِ: إجلسْ عَنْ يَميني‌ حتّى أجعَلَ أعداءَكَ مَوطِئا‌ لِقدَمَيكَ.” المزامير 110:1

الرد على نص رسالة يوحنا الأولى:
"وَنَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ اللهِ قَدْ جَاءَ وَأَعْطَانَا بَصِيرَةً لِنَعْرِفَ الْحَقَّ. وَنَحْنُ فِي الْحَقِّ فِي ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. هذَا هُوَ الإِلهُ الْحَقُّ وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. • أَيُّهَا الأَوْلاَدُ احْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الأَصْنَامِ" رسالة يوحنا الاولى 21-5:20

والرد على هذا نقول : قولكم أن "الإله الحق" يعود على المسيح هذا قول باطل ترده النصوص واللغة ، لأن الكلام أصلا من البداية كان عن الله تعالى ، فالإشارة راجعة إلى هاء الضمير في كلمة (ابنه) أي إلى الله تعالى , ويدل على هذا الجملة الأخيرة "يا بني احذروا الأصنام" أي انه يقول في آخر رسالته: ليس لنا إلا إله واحد هو الله وأما بقية الألهة بطُلت فحذروها .

والذى يؤكد كلامنا النص الذى اعترف فيه المسيح : "وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ" يوحنا 17:3