#الطريق_الى_الحق 6⃣

مغفورة لك خطاياك

مما يستدل به النصارى على ألوهية المسيح ما نقلته الأناجيل من ان المسيح كان يغفر الخطايا ، والمغفرة من خصائص الألوهية ، وعليه فالمسيح إله يغفر الذنوب ، فقد قال للخاطئة مريم المجدلية : "مغفورة لك خطاياك " لوقا 7:48 ، وقال للمفلوج : " ثق يا بني ، مغفورة لك خطاياك " متى 9:2
وللرد على ذلك نقول : إذا رجعنا إلى قصتي الخاطئة والمفلوج فإننا سنرى وبوضوح أن المسيح ليس هو الذي غفر ذنبيهما ، ففي قصة المرأة لما شكّ الناس بالمسيح وكيف قال لها : "مغفورة خطاياك"، وهو مجرد بشر، أزال المسيح اللبس ، وأخبر المرأة أن إيمانها هو الذي خلصها ، ويجدر أن ننبه إلى أن المسيح لم يدع أنه هو الذي غفر ذنبها ، بل أخبر أن ذنبها قد غُفر، والذي غفره بالطبع هو الله تعالى ، والقصة بتمامها كما أوردها كاتب إنجيل لوقا :
“أنت ما دهنت رأسي بزيت، وأما هي فبالطيب دهنت قدمي. لذلك أقول لك: غفرت لها خطاياها الكثيرة، لأنها أحبت كثيرا. وأما الذي يغفر له القليل، فهو يحب قليلا». ثم قال للمرأة: «مغفورة لك خطاياك!» فأخذ الذين على المائدة معه يتساءلون: «من هذا حتى يغفر الخطايا فقال يسوع للمرأة: «إيمانك خلصك، فاذهبي بسلام" لوقا 7:46-50
وكذلك في قصة المفلوج لم يدع المسيح أنه الذي يغفر الذنوب ، فقد قال للمفلوج : "ثق يا بني، مغفوره لك خطاياك" . فأخبر بتحقق الغفران، ولم يقل : إنه هو الغافر لها، ولما أخطأ اليهود وظنوا انه يجدف ، وبخهم المسيح على الشر الذي في أفكارهم ، وصحح لهم الأمر، وشرح لهم أن هذا الغفران ليس من فعل نفسه ، بل هو من سلطان الله ، لكن الله أذن له بذلك، كسائر المعجزات والعجائب التي كان يصنعها ، وقد فهموا منه المراد وزال اللبس من صدورهم ، والقصة كما أوردها كاتب إنجيل متَّى :
"فجاءه بعض الناس بكسيح ملقى على سرير. فلما رأى يسوع إيمانهم قال للكسيح: «تشجع يا ابني، مغفورة لك خطاياك». فقال بعض معلمي الشريعة في أنفسهم: «هذا الرجل يجدف!». وعرف يسوع أفكارهم، فقال: «لماذا تظنون السوء في قلوبكم؟ أيما أسهل؟ أن يقال: مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال: قم وامش؟ سأريكم أن ابن الإنسان له سلطان على الأرض ليغفر الخطايا». وقال للكسيح: «قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك». فقام الرجل وذهب إلى بيته. فلما شاهد الناس ما جرى، خافوا ومجدوا الله الذي أعطى البشر مثل هذا السلطان.” متى 9:2-8
وهذا السلطان دفع إليه كما دُفع إلى غيره على حسب ما جاء في أناجيلكم :
"كل شيء قد دفع إلي من أبي" متى 11:27
"نلت كل سلطان في السماء والأرض.” متى 28:18
إذاً فهو ليس سلطانه الشخصي ، بل هو قد دُفع إليه من الله ، وإلا فهو لا حول له ولا قوة فقد دفع اليه كما دفع الى غيره ، والذى يؤكد ذلك ان ابليس نفسه دفع اليه سلطان من الله كما ورد :
وقال له ابليس: "أعطيك هذا السلطان كله ومجد هذه الممالك، لأنني أملكه وأنا أعطيه لمن أشاء.” لوقا 4:6
⬇️
ولنا سؤال اذا كان المسيح هو الذى يغفرالذنوب لماذا طلب من الله أن يغفر لليهود ؟
“فقال يسوع: اغفر لهم يا أبي، لأنهم لا يعرفون ما يعملون" لوقا 23:34
فلو كان يملكه لغفر لهم ولم يطلبه من الله .