الحادثة الثانية: يهوذا بن يعقوب عليه السلام يزني بكنته (زوجة ابنه) ولم يرجم!( تكوين 38: 1- 30).
ورد في الكتاب المسمى المقدس أن ثامار زوجة «عِيرًا» الابن البكر ليهوذا بن يعقوب (إسرائيل) عندما توفي طلب من ابنه الثاني أونان بأن يدخل على زوجة أخيه ثامار ليقيم لأخيه نسلاً.
وعندما علم أونان بأن النسل لا يكون له:
" فكانَ إذا دخل على اَمرأةِ أَخيهِ أَفرَغَ مَنيَّهُ على الأرضِ لئلاَ يَجعَلَ نسلاً لأخيهِ" .
فما هو موقف معبود الكنيسة من افراغ أونان لمنيه على الأرض؟!
الإجابة: "فاستاء الرب بما فعله أونان، فأماته أيضاً" (الترجمة العربية المشتركة).
وفي طبعة روما 1671: " وظهر ذلك منه سوءا أمام الرب لفعله ذلك فقتله الرب"
وما العبرة التي تعود على المسيحي من ذكر استمناء الرجل وافراغ منيه على الأرض؟!
وكيف يتعبد المسيحي ذكر أو انثى بنص الاستمناء وافراغ المني على الأرض؟!
لا سيما أن بولس مبدل دين المسيح قال: "كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، " (2 تي 3: 16).
وعندما ماتت زوجة يهوذا خرجت ثامار ، وتغطت في طريق يهوذا فحسبها زانية لأنها غطت وجهها!
فهل غطاء وجه المرأة في الكتاب المسمى مقدس كان علامة للمرأة الزانية؟! ويبيح الزنا بها بسهولة؟!
وإن كان كذلك فلماذا تترك هكذا على الرغم من معرفتها ولا ينفذ فيها حد الزنا الرجم حتى الموت؟!
فذهب يهوذا للمرأة المغطاة وقال لها: «هَاتِي أَدْخُلْ عَلَيْكِ». لأَنَّهُ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّهَا كَنَّتُهُ. أي يستأذنها في أن يزني بها!
ومؤلف الكتاب المسمى مقدس يحاول نفي الخطأ عن يهوذا وأنه معذور فلم يعرف أن تلك المرأة المغطاة هي كنته!
وكأن الزنا بالمرأة المشتغلة بوظيفة الزنا حلال ومباح بشرط لا تكن زوجة الابن المتوفي!! فلو عرف الرجل أنها كنته لبحث عن زانية متمرسة في الزنا!!
فقالت ثامار: ماذا تعطيني اجرة الزنا؟ طبعا سمع الرجل صوتها ومع ذلك لم يعلم أنها كنته ما علينا!!
قال يهوذا: اعطيك جدي معزي، فطلبت منه رهنا حتى يرسل لها الجدي، فرهن عندها خاتمة وعقاله وعصاه - فدخل عليها – أي فزنا بها - فحبلت منه.
وأرسل يهوذا رجلاً ليعطي الجدي المعزي أجرة المرأة الزانية ويسترد الرهن من يدها، فسأل عن الزانية أهل ناحيتها، فقالوا له: لا توجد ههنا زانية.
فقال يهوذا: «لِتَأْخُذْ لِنَفْسِهَا، لِئَلاَّ نَصِيرَ إِهَانَةً. إِنِّي قَدْ أَرْسَلْتُ هذَا الْجَدْيَ وَأَنْتَ لَمْ تَجِدْهَا».
خشى الرجل من الإهانة والعيب لعدم ايجادها المرأة واعطائها أجرة الزنا!!
وبعد ثلاثة أشهر قيل ليهوذا أن ثامار كنتك زنت وحبلى من الزنا.
فقال يهوذا: «أَخْرِجُوهَا فَتُحْرَقَ».
وعندما أخرجت ثامار أرسلت إلى حميها قائلة: «مِنَ الرَّجُلِ الَّذِي هذِهِ لَهُ أَنَا حُبْلَى!».
وقالت ليهوذا: «حَقِّقْ لِمَنِ الْخَاتِمُ وَالْعِصَابَةُ وَالْعَصَا هذِهِ».
وعندما تحقق يهوذا من هذه الأشياء قال: «هِيَ أَبَرُّ مِنِّي، لأَنِّي لَمْ أُعْطِهَا لِشِيلَةَ ابْنِي». فَلَمْ يَعُدْ يَعْرِفُهَا أَيْضًا.
وتراجع الرجل عن تنفيذ حد الزنا - الرجم - المنصوص به من قبل معبود الكنيسة. سواء بحقه أو بحق ثامار.
"يُخْرِجُونَ الْفَتَاةَ إِلَى بَابِ بَيْتِ أَبِيهَا، وَيَرْجُمُهَا رِجَالُ مَدِينَتِهَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى تَمُوتَ،
لأَنَّهَا عَمِلَتْ قَبَاحَةً فِي إِسْرَائِيلَ بِزِنَاهَا فِي بَيْتِ أَبِيهَا. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ"(تثنية 22: 21).
ومن هذا الزنا ولدت ثامار ليهوذا توأمين «فَارِصَ» و «زَارَحَ»( تكوين 38: 1- 30).
وينحدر نسب المصلوب إلى فارص!
فهل الزنا مباح لا عقوبة فيه؟! أم أن الزنا من الشرور التي يترتب عليها رجم الزاني والزانية؟
وقد رأينا عدم تنفيذ عقوبة الرجم بحق رأوبين الذي زنا بزوجة أبيه يعقوب. مع وجود نص برجم الزاني حتى الموت.
كما لم يطبق حد الرجم بحق يهوذا بن يعقوب عندما زنا - سواء علم أو لم يكن يعلم بأنه كنته - فحد الزنا الرجم ثابت يقع على من يزني ذكر أو انثى وقد رضي الاثنان يهوذا وثامار فوجب رجم الاثنين ولكن لم يرجما.
ما يبعد هذا الكتاب عن القداسة أو كونه وحي من الله.
والآن مع لمحة من كتاب الله القرآن العظيم عن نبي الله يعقوب عليه السلام، وذريته....
المفضلات