القسم الرابع : تفنيد ما قد يعترض عليه النصراني


قد ياتي احدهم و يقول ان وادي بكة قد تم تحديد مكانه من خلال الكتاب المقدس

و هنا يطرح النصراني علينا نصين و احتمالين :

1. النص الاول و الاحتمال الاول

وادي الرفائين

نقرا من سفر صموئيل الثاني الاصحاح الخامس 22 ثُمَّ عَادَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ فَصَعِدُوا أَيْضًا وَانْتَشَرُوا فِي وَادِي الرَّفَائِيِّينَ.
23 فَسَأَلَ دَاوُدُ مِنَ الرَّبِّ، فَقَالَ: «لاَ تَصْعَدْ، بَلْ دُرْ مِنْ وَرَائِهِمْ، وَهَلُمَّ عَلَيْهِمْ مُقَابِلَ أَشْجَارِ الْبُكَا،
24 وَعِنْدَمَا تَسْمَعُ صَوْتَ خَطَوَاتٍ فِي رُؤُوسِ أَشْجَارِ الْبُكَا، حِينَئِذٍ احْتَرِصْ، لأَنَّهُ إِذْ ذَاكَ يَخْرُجُ الرَّبُّ أَمَامَكَ لِضَرْبِ مَحَلَّةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ».
25 فَفَعَلَ دَاوُدُ كَذلِكَ كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ، وَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ مِنْ جَبْعٍ إِلَى مَدْخَلِ جَازَرَ.

و للرد نقول :

انه و ان كان في وادي الرفائين اشجار البكا كما يقول النص الا انه :
1. ليس بواد جاف
2. ليس واد اشتهر بالكاء و التهليل و التسبيح فيه

نقرا من قاموس الكتاب المقدس :
((واد مشهور بالخصب بين بيت أورشليم (2 صم 23: 13 ويش 15: 8 و18: 16) ويسمى أيضًا وادي رفايم (اش 17: 5). وفيه انتصر داود مرتين على الفلسطينيين (2 صم 5: 18-25 1 أخبار 14: 9-11). وربما كان الرفائيون هم أول من استوطنوه. ويرّجح أنه وادي البقاع الذي يقع جنوبي غرب أورشليم.))

و قد ذكر شراح الكتاب المقدس ان هذا الوادي يقع شرق نهر الاردن و بعضهم قالوا انه غرب الاردن

نقرا من NASB LEXICON
7497: inhab. of an area E. of the Jordan
https://biblehub.com/lexicon/2_samuel/5-22.htm

و نقرا من معجم سترونج Strong's Concordance
Rapha: inhab. of an area East of the Jordan
https://biblehub.com/hebrew/7497.htm

و نقرا من Brown-Driver-Briggs
II. רְפָאִים proper name, of a people old race of giants (perhaps = I. ׳ר, as extinct and powerless; see especially WRS in DrDeuteronomy 2:11; or as shadowy, vaguely known, SchwZAW xviii (1898), 127 ff. see also Stal.c.); — ancient inhabitants of Canaan [west of Jordan?], Genesis 15:20; Joshua 17:15 (JE), compare 1 Chronicles 20:4 (see II. רָפָה above); hence ׳עֶמֶמק ר, plain south of Jerusalem 2 Samuel 5:18,22; 2 Samuel 23:13
https://biblehub.com/hebrew/7497.htm


2. النص الثاني و الاحتمال الثاني

بوكيم

نقرا في سفر القضاة 2
1 وَصَعِدَ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ الْجِلْجَالِ إِلَى بُوكِيمَ وَقَالَ: «قَدْ أَصْعَدْتُكُمْ مِنْ مِصْرَ وَأَتَيْتُ بِكُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَقْسَمْتُ لآبَائِكُمْ، وَقُلْتُ: لاَ أَنْكُثُ عَهْدِي مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ.

و للرد على هذا الادعاء نقول :
ان بوكيم لا تتوفر فيه هذه الصفات

1.انه وادي جاف
2. وادي يكثر فيه شجر البلسان

و كونه دعي كذلك لان بني اسرائيل بكو فيه مرة واحدة لا يجعله دائم اذ ان البكاء المقصود في النص هو البكاء الدائم الذي يصاحبه التهليل و التسبيح في الطريق الى المدينة المقدسة

نقرا من قاموس الكتاب المقدس
(( اسم عبري معناه "الباكون" وهو اسم مكان فوق الجلجال إلى الجهة الغربية من الأردن. دعي كذلك من بكاء إسرائيل فيه (قض 2: 1-5)))
https://st-takla.org/Full-Free-Copti...2_B/B_255.html

فليس هو بواد وصف بالجاف و لا بواد وصف بكثرة شجر البلسان
فاين هذا مما ارادوه !!!

و لا تجد اي من الاماكن التي اقترحها شراح و مفسري الكتاب المقدس ينطبق عليها هذه المواصفات الثلاث التي ذكرناها

و لا خيار الا لمكة و التي فيها اول بيت وضعه الله عز وجل للناس ليحجوا اليها و يمروا بها مهللين مكبرين مسبحين الله بكرة و اصيلا باكين وراجين رحمة ربهم


ملاحظة اخيرة :
حاول موقع الانبا تكلا تخفيف وطاة التصريح بان شجر البلسان ينبت في مكة بهذه العبارة :
(( أما عن نقطة ذِكرنا هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت لكون هناك شجر في مكة بهذا الاسم، فلا يعني ذِكر مكة في الكتاب المقدس كما يدّعي البعض! بل ستلاحظ من المقال في الرابط السابق إرجاع الكلمات إلى أصلها العِبري، ليفهم الباحثون أصل الكلمات، وعدم الاعتماد على التشابه الظاهري في إثبات أمورًا لا علاقة لها ببعضها البعض))
https://st-takla.org/Full-Free-Copti...SH/SH_054.html

و قد بحثنا في المعاجم و القواميس كما وصحنا في الاعلى و بينا تهافت و تضارب اقوال شراح و مفسري الكتاب المقدس في تحديدهم لمكان وادي بكة و استعنا بما نقدر عليه من معاجم و قواميس و بينا المعنى الصحيح للكلمة العبرية و استعنا ايضا بتراجم كتابهم مما يغنينا عن الرد عن ما ذكروه في رابطهم الذي فشل في الاستعانة باي قاموس الا قاموس نيو براون و الذي اثبت لنا ان بكة تعني شجر البلسان
و مادة ردهم في الرابط اصلا قائمة على ادعائهم ان المسلمين يدعون ان اسم اليهود حرفوه من وادي مكة الى وادي بكة و هذا افتراء و جهل !!!!
لان من اسماء مكة في القران بكة هذا اولا و ثانيا ان المسلمين لم يقولوا ما قاله صاحب الرد بل ان المغزى من البحث هو وادي بكة سمي كذلك نسبة الى وادي جاف يكثر فيه شجر البلسان و هو الى الطريق المؤيدة الى مدينة مقدسة او مشهد مقدس
و المضحك اكثر حينما ياتي صاحب الرابط و يختار لنا ان المراد بوادي بكة هو بوكيم
و نحن نتحداه من هنا الى قيام الساعة :
ان يثبت لنا ان شجر البلسان كان ينمو في بوكيم او لا يزال ينمو في بوكيم .

هذا وصلى الله على سيدنا محمد و على اله وصحبه وسلم