الرواية الثانية عشر
مستدرك الحاكم كتاب معرفة الصحابة (و تاريخ دمشق لابن عساكر)
2837 - ذكر ريحانة مولاة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بعد التسري
6914 - حدثنا أبو العباس ، ثنا أبو أسامة الحلبي ، ثنا حجاج بن أبي منيع ، عن جده ، عن الزهري ، قال : واستسر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ريحانة من بني قريظة ولحقت بأهلها


التحقيق :
الرواية لا تصح لعلة :
الارسال من الزهري و مراسيله شبه الريح :
نقرا في سير اعلام النبلاء للامام الذهبي في ترجمة الامام الزهري رحمه الله :
((قال يحيى بن سعيد القطان : مرسل الزهري شر من مرسل غيره ، لأنه حافظ ، وكل ما قدر أن يسمي سمى ، وإنما يترك من لا يحب أن يسميه .
[ ص: 3399 ] قلت : مراسيل الزهري كالمعضل ، لأنه يكون قد سقط منه اثنان ، ولا يسوغ أن نظن به أنه أسقط الصحابي فقط ، ولو كان عنده عن صحابي لأوضحه ولما عجز عن وصله ، ولو أنه يقول : عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- ومن عد مرسل الزهري كمرسل سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير ونحوهما ، فإنه لم يدر ما يقول ، نعم مرسله كمرسل قتادة ونحوه .
أبو حاتم : حدثنا أحمد بن أبي شريح ، سمعت الشافعي ، يقول : إرسال الزهري ، ليس بشيء لأنا نجده يروي عن سليمان بن أرقم .))
و قال ابن أبي حاتم:
((كان يحيى بن سعيد القطان لا يرى إرسال الزهري وقتادة، ويقول: هو بمنزلة الريح، ثم يقول: هؤلاء حفاظ كانوا إذا سمعوا الشيء عقلوه))
المراسيل لابن أبي حاتم، 11




الرواية الثالثة عشر
المعجم الكبير للطبراني الجزء السادس باب السين
5588 - حدثنا القاسم بن عبد الله بن مهدي الأخميمي المصري ، حدثني عمي محمد بن مهدي ، ثنا عنبسة ، ثنا يونس ، عن الزهري ، عن أبي أمامة بن سهل ، عن أبيه قال : " تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة خديجة بنت خويلد ، وكانت قبله تحت عتيق بن عائذ المخزومي ، ثم تزوج بمكة عائشة لم يتزوج بكرا غيرها ، ثم تزوج بالمدينة حفصة بنت عمر ، وكانت قبله تحت خنيس بن حذافة السهمي ، ثم تزوج سودة بنت زمعة ، وكانت قبله تحت السكن بن عمرو أخي بني عامر بن لؤي ، ثم تزوج أم حبيبة بنت أبي سفيان ، وكانت قبله تحت عبيد الله بن جحش الأسدي أسد خزيمة ، ثم تزوج أم سلمة بنت أبي أمية ، وكان اسمها هند ، وكانت قبله تحت أبي سلمة بن عبد الأسد بن عبد العزى ، ثم تزوج زينب بنت جحش ، وكانت قبله تحت زيد بن حارثة ، ثم تزوج ميمونة بنت الحارث ، وسبى جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار ، من بني المصطلق ، من خزاعة ، في غزوته التي هدم فيها مناة غزوة المريسيع ، وسبى صفية بنت حيي بن أخطب من بني النضير ، وكانتا مما أفاء الله عليه ، فقسم لهما ، واستسر ريحانة من بني قريظة ، ثم أعتقها ، فلحقت بأهلها ، واحتجبت وهي عند أهلها ، وطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم العالية بنت ظبيان ، وفارق أخت بني عمرو بن كلاب ، وفارق أخت بني الجون الكندية ، من أجل بياض كان بها ، وتوفيت زينب بنت خزيمة الهلالية ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي ، وبلغنا أن العالية بنت ظبيان تزوجت قبل أن يحرم الله نساءه ، فنكحت ابن عم لها من قومها ، وولدت فيهم


التحقيق :
الرواية لا تصح لعلتين :


1. محمد بن مهدي مجهول لا جرح و لا توثيق له
نقرا في طبقات المدلسين فيما اضافه الامام الالباني رحمه الله في تحقيقه لكتاب طبقات المدلسين لابن حجر رحمه الله :
((170) 18 - محمد بن مهدي بن يزيد الا خميمي: روى عن يزيد الا يلي عن ابيه وقال ابن عدي ويزيد هذا عنه ابن وهب ويقال ان محمد بن ان محمد بن مهدي لم يره ولم يلحقه ذكر ابن عدي ذلك في ترجمة القاسم ابن عبد الله بن مهدي.
قلت: شيخنا أبو عبد الرحمن الالباني (وهذا معناه انه مدلس ولكنه ابن عدي ذكر ابن عدي ذكر ابن عدي ذلك في ترجمة القاسم ابن عبد الله بن مهدي.
قلت: قال شيخنا أبو عبد الرحمن الالباني (وهذا معناه انه مدلس ولكن ابن عدي ذكر ذلك بصيغة التمريض فلا يصح اتهامه بهذا بعد توثيق المصنف (اي: ابن ابي عاصم) وابي زرعة له.))


2. القاسم بن عبد الله بن مهدي الاخميمي كذاب رمي بالوضع
نقرا في ترجمته في لسان الميزان لابن حجر رحمه الله :
((من شيوخ ابن عَدِيّ.
ضعف.
سمع أبا مصعب الزهري.
رحل إليه ابن عَدِي إلى إخميم وقال: حدثنا من حفظه ولم يكن في كتابه: حدثنا أبو مصعب حدثنا ابن أبي حازم، عَن أبيه، عَن سهل رضي الله عنه مرفوعا: إن لكم في كل جمعة حجة وعمرة الحجة الهجير إلى الجمعة والعمرة انتظار العصر بعد الجمعة.
قلت: هذا موضوع باطل، وأبطل منه ما روى عن سخبرة بن عبد الله عن مالك، عَن الزُّهْرِيّ، عَن أنس رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا توضأ نضح عانته.
قال ابن عَدِي: لم أر أروى، عَن أبي مصعب، وَابن كاسب منه لعل عنده حديثهما كله. قال: وكان بعض شيوخ مصر يضعفه وكان راوية للحديث جماعا له وهو عندي لا بأس به، روى عن مثل زكريا كاتب العمري وزهير بن عباد وحرملة ولم أر له حديثا منكرا فأذكره.
قلت: قد ذكرت له حديثا باطلا فيكفيه.
وروى له الدارقطني حديث النضح فقال: متهم بوضع الحديث، انتهى.
وبقية كلام ابن عَدِي على حديث ابن أبي حازم: لم أكتبه إلا عنه وليس هو في نسخة ابن أبي حازم، عَن أبيه.))


و كرره ابن حجر رحمه الله في نفس الكتاب في موضع اخر :
((قال الدارقطني: ليس بشيء.
قلت: والظاهر أنه ابن عبد الله المتقدم ذكره. انتهى.
وقال الحسيني: هو هو بلا شك.
قلت: ولو كان المؤلف يترجم الرجل كما ينبغي لما اشتبه لكنه تارة يقرمط وتارة يستوعب))


وذكر الرواية الهيثمي رحمه الله في مجمع الزوائد و منبع الفوائد الجزء التاسع كتاب المناقب و ذكر ضعف الاخميمي :
((رواه الطبراني عن شيخه القاسم بن عبد الله الأخميمي ، وهو ضعيف وقد وثق ، وبقية رجاله ثقات . وقد رواه مرة باختصار موقوفا على يحيى بن أبي كثير ، ورجاله ثقات ))


و ضعفها محقق المعجم الكبير للطبراني رحمه الله كما في الصورة اسفل




الرواية الرابعة عشر
تاريخ الطبري رحمه الله
فَحَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ،.... قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَسَمَ أَمْوَالَ بَنِي قُرَيْظَةَ وَنِسَاءَهُمْ وَأَبْنَاءَهُمْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ..... وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَدِ اصْطَفَى لِنَفْسِهِ مِنْ نِسَائِهِمْ : رَيْحَانَةَ بِنْتَ عَمْرِو بْنِ جَنَافَةَ ، إِحْدَى نِسَاءِ بَنِي عَمْرِو بْنِ قُرَيْظَةَ ، فَكَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَتَّى تُوُفِّيَ عَنْهَا ، وَهِيَ فِي مِلْكِهِ ، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَرَضَ عَلَيْهَا أَنْ يَتَزَوَّجَهَا وَيَضْرِبَ عَلَيْهَا الْحِجَابَ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بَلْ تَتْرُكَنِي فِي مِلْكِكَ ، فَهُوَ أَخَفُّ عَلَيَّ وَعَلَيْكَ ، فَتَرَكَهَا . وَقَدْ كَانَتْ ، حِينَ سَبَاهَا رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَدْ تَعَصَّتْ بِالإِسْلامِ وَأَبَتْ إِلا الْيَهُودِيَّةَ ، فَعَزَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَوَجَدَ فِي نَفْسِهِ لِذَلِكَ مِنْ أَمْرِهَا . فَبَيْنَا هُوَ مَعَ أَصْحَابِهِ إِذْ سَمِعَ وَقْعَ نَعْلَيْنِ خَلْفَهُ ، فَقَالَ : إِنَّ هَذَا لَثَعْلَبَةُ بْنُ سَعْيَةَ يُبَشِّرُنِي بِإِسْلامِ رَيْحَانَةَ ، فَجَاءَهُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَدْ أَسْلَمَتْ رَيْحَانَةُ . فَسَرَّهُ ذَلِكَ . فَلَمَّا انْقَضَى شَأْنُ بَنِي قُرَيْظَةَ انْفَجَرَ جُرْحُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ دَعَا .


التحقيق :
الرواية لا تصح لعلتين :
1. محمد بن حميد الرازي كذاب يركب الاسانيدنقرا من سير اعلام النبلاء للامام الذهبي رحمه الله :
((أما البخاري ، فقال : في حديثه نظر .
وقال صالح بن محمد : كنا نتهم ابن حميد .
قال أبو علي النيسابوري : قلت لابن خزيمة : لو حدث الأستاذ عن محمد بن حميد ; فإن أحمد بن حنبل قد أحسن الثناء عليه . قال : إنه لم يعرفه ، ولو عرفه كما عرفناه ، لما أثنى عليه أصلا .
قال أبو أحمد العسال : سمعت فضلك ، يقول : دخلت على ابن حميد ، وهو يركب الأسانيد على المتون .
قلت : آفته هذا الفعل ; وإلا فما أعتقد فيه أنه يضع متنا . وهذا معنى قولهم : فلان سرق الحديث .
قال يعقوب بن إسحاق الفقيه : سمعت صالح بن محمد الأسدي ، يقول : ما رأيت أحذق بالكذب من سليمان الشاذكوني ، ومحمد بن حميد الرازي ، وكان حديث محمد بن حميد كل يوم يزيد .
قال أبو إسحاق الجوزجاني : هو غير ثقة .
وقال أبو حاتم : سمعت يحيى بن معين ، يقول : قدم علينا محمد بن حميد بغداد ، فأخذنا منه كتاب يعقوب القمي ، ففرقنا الأوراق بيننا ، ومعنا أحمد بن حنبل ، فسمعناه ، ولم نر إلا خيرا . فأي شيء تنقمون عليه ؟ قلت يكون في كتابه شيء ، فيقول : ليس هو كذا ، ويأخذ القلم فيغيره ، فقال : بئس هذه الخصلة .
وقال النسائي : ليس بثقة .
وقال العقيلي : حدثني إبراهيم بن يوسف ، قال : كتب أبو زرعة ، ومحمد بن مسلم ، عن محمد بن حميد حديثا كثيرا ، ثم تركا الرواية عنه .
قلت : قد أكثر عنه ابن جرير في كتبه . ووقع لنا حديثه عاليا ، ولا تركن النفس إلى ما يأتي به ، فالله أعلم . ولم يقدم إلى الشام ، وله ذكر في " تاريخ الخطيب " . ))


2.الرواية لا تصح لانها مرسلة من ابن اسحاق و قد ولد سنة ثمانين للهجرة !!
نقرا في سير اعلام النبلاء للامام الذهبي رحمه الله :
((محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار ، وقيل : ابن كوثان العلامة الحافظ الأخباري... ولد ابن إسحاق سنة ثمانين ورأى أنس بن مالك بالمدينة ، وسعيد بن المسيب . ))




الرواية الخامسة عشر
سيرة ابن هشام
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اصطفى لنفسه من نسائهم ريحانة بنت عمرو بن خنافة ، إحدى نساء بني عمرو بن قريظة ، فكانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفي عنها وهي في ملكه ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض عليها أن يتزوجها ، ويضرب عليها الحجاب ؛ فقالت : يا رسول الله ، بل تتركني في ملكك ، فهو أخف علي وعليك ، فتركها . وقد كانت حين سباها قد تعصت بالإسلام ، وأبت إلا اليهودية ، فعزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ووجد في نفسه لذلك من أمرها . فبينا هو مع أصحابه ، إذ سمع وقع نعلين خلفه ؛ فقال : إن هذا لثعلبة بن سعية يبشرني بإسلام ريحانة ؛ فجاءه فقال يا رسول الله ، قد أسلمت ريحانة ، فسره ذلك من أمرها


التحقيق :
الرواية لا تصح لانها مرسلة من ابن اسحاق و قد ولد سنة ثمانين للهجرة !!
نقرا في سير اعلام النبلاء للامام الذهبي رحمه الله :
((محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار ، وقيل : ابن كوثان العلامة الحافظ الأخباري... ولد ابن إسحاق سنة ثمانين ورأى أنس بن مالك بالمدينة ، وسعيد بن المسيب . ))




الرواية السادسة عشر
الاصابة لابن حجر رحمه الله نقلا عن كتاب اخبار المدينة لمحمد بن الحسن بن زبالة
((وذكر محمد بن الحسن في أخبار المدينة ،عن الدراوردي ،عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في منزل من دار قيس بن قهد وكانت ريحانة القرظية زوج النبي صلى الله عليه و سلم تسكنه))


التحقيق :
الرواية لا تصح لعلتين :


1. الرواية مرسلة من يحىى بن سعيد الانصاري و هو لم يدرك زمن النبي عليه الصلاة و السلام و لا زمن الصحابة و لم تثبت له عنهم رواية


2. محمد بن الحسن بن زبالة ضعيف رمي بالوضع و الكذب
نقرا في ترجمته في تهذيب الكمال للمزي رحمه الله :
((قال مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ : قال لِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ : مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَسَنِ الزَّبَالِيُّ واللَّهِ مَا هُوَ بِثَقَةٍ حَدَّثَ عَدُوُّ اللَّهِ , عَنْ مَالِكٍ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : " فُتِحَتْ الْمَدِينَةُ بِالْقُرَّآنِ وفُتِحَتْ سَائِرُ الْبِلادِ بِالسَّيْفِ وقال هَاشَمُ بْنُ مَرْثَدٍ الطَّبَرَانِيُّ , عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينِ : ابْنُ زَبَالَةَ كَذَّابٌ خَبِيثٌ لَمْ يَكُنْ بِثِقَةٍ ولا مَأَمُونَ ، يَسْرِقُ
وقال الْبُخَارِيُّ : عِنْدَهُ مَنَاكِيرٌ
قال ابْنُ مَعِينٍ : كَانَ يَسْرِقُ الْحَدِيثَ #
وقال أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ : كَتَبْتُ عَنْهُ مِائَةَ أَلْفٍ حَدِيثٍ ثُمَّ تَبَيَّنَ لِي أَنَّهُ كَانَ يَضِعُ الْحَدِيثَ فَتَرَكْتُ حَدِيثَهُ
وقال إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ : لَمْ يَقْنَعِ النَّاسُ بِحَدِيثِهِ
وقال أَبُو زُرْعَةَ : واهِي الْحَدِيثِ # وقال أَبُو حَاتِمٍ : واهِي الْحَدِيثِ ذَاهِبُ الْحَدِيثِ ، ضَعِيفُ الْحَدِيثِ ، عِنْدَهُ مَنَاكِيرٌ ، مُنَكَرُ الْحَدِيثِ ولَيْسَ بِمَتْرُوكِ الْحَدِيثِ , ومَا أَشْبَهَ حَدِيثَهُ بِحَدِيثِ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْمُؤَمَّلِيِّ , والْوَاقِدِيِّ , ويَعْقُوبَ بْنِ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيِّ , والْعَبَّاسِ بْنِ أَبِي شَمَلَةَ ، وعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عِمْرَانَ الزُّهْرِيِّ , وهم ضُعَفَاءُ مَشَايِخِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ
وقال أبو عبيد الآجري : سمعت أبا داود , يقول : كذابا المدينة مُحَمَّد بن الْحَسَن بن زبالة , ووهب بن وهب أبو البختري بلغني أنه كان يضع الحديث بالليل على السراج
وقال النسائي : متروك الحديث
وقال في موضع آخر : ليس بثقة ولا يكتب حديثه
وقال أبو أَحْمَد بن عدي : أنكر ما روى حديث هشام بن عروة , فتحت القرى بالسيف .))




الرواية السابعة عشر
مستدرك الحاكم كتاب معرفة الصحابة الجزء الخامس
6915 - قال أبو عبيدة معمر بن المثنى : وكانت من سراري رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - [ ص: 54 ] ريحانة بنت زيد بن سمعون ، من بني النضير قال بعضهم : من بني قريظة ، وكانت تكون في النخل ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقيل عندها أحيانا ، وكان سباها في شوال سنة أربع . قال أبو عبيدة : وهن أربع : مارية القبطية ، وريحانة ، وجميلة أصابها في السبي فكادت نساؤه خفن أن تغلبهن عليه ، وكانت له جارية أخرى نفيسة وهبتها له زينب بنت جحش ، وقد كان هجرها في شأن صفية بنت حيي ذا الحجة والمحرم وصفر ، فلما كان شهر ربيع الأول الذي قبض فيه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - رضي عن زينب ودخل عليها ، فقالت : ما أدري ما أجزيك ، فوهبتها له - صلى الله عليه وآله وسلم


التحقيق :
الرواية لا تصح لانها مرسلة من ابي عبيدة معمر بن المثنى و هو لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم و لا الصحابة و لا تثبت له عنهم رواية
نقرا في ترجمته في سير اعلام النبلاء للامام الذهبي رحمه الله :
((الإمام العلامة البحر ، أبو عبيدة ، معمر بن المثنى التيمي ، مولاهم البصري ، النحوي ، صاحب التصانيف .
ولد في سنة عشر ومائة ، في الليلة التي توفي فيها الحسن البصري .
حدث عن هشام بن عروة ، ورؤبة بن العجاج ، وأبي عمرو بن العلاء وطائفة . ))




الرواية الثامنة عشر
البداية و النهاية لابن كثير رحمه الله الجزء الثامن فصل في ذكر سراريه عليه الصلاة و السلام
روى سيف بن عمر ، عن سعيد بن عبد الله ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان يقسم لمارية وريحانة مرة ، ويتركهما مرة .


التحقيق :
الرواية لا تصح لعلة :
سيف بن عمر التميمي ضعيف و رمي بالكذب و الوضع و باعه ليس الا في روايات الفتوح تقريبا
نقرا في ترجمته في تهذيب الكمال للمزي رحمه الله :
((قال عباس الدوري ، عَنْ يحيى بْن معين : ضعيف الحديث .
وقال أَبُو جعفر الحضرمي ، عَنْ يحيى بْن معين : فلس خير منه .
وقال أَبُو حاتم : متروك الحديث ، يشبه حديثه حديث الواقدي .
وقال أَبُو داود : ليس بشيء .
وقال النسائي ، والدارقطني : ضعيف .
وقال أَبُو أَحْمَد بْن عدي : بعض أحاديثه مشهورة ، وعامتها منكرة لم يتابع عليها ، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق .
وقال أَبُو حاتم بْن حبان : يروي الموضوعات عَنِ الإثبات ، قال : وقالوا : إنه كَانَ يضع الحديث .))


و سعيد بن عبد الله هو سعيد بن عبد الرحمن بن عبد الله الزبيدي ابو شيبة الكوفي




هذه كانت الروايات الذاكرة لريحانة بنت زيد بن عمرو و كما ترون كل رواياتها ضعيفة السند و لا يصح منها سندا واحدا باي طريق من الطرق المروية !!!
و كما يلاحظ القارئ فان هناك تضاربا في المتن نفسه
فتارة هي زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم و تارة هي سريته !!
و تارة يتزوجها من دون ان يطلقها و تارة يتزوجها و يطلقها ثم يعود اليها !!!
و تارة هي قرظية و تارة هي نضيرية !!!


و غير ذلك من التخبطات في متون الروايات !!!


و حاصل الامر انه لا يصح اي رواية عن سبي النبي صلى الله عليه وسلم لريحانة او تزوجه بها


و لكن هناك قرائن ٍ قد (و اقول قد لانه احتمال) قد تجعل للقصة اصلا (سواءا كان ذلك بزواج او بملك اليمين و هذا الغالب )


و من اقوى تلك القرائن :


اولا :كثرة طرق الرواية التي قد تصل الى التواتر الذي يفيد اليقين بوجود اصل للقصة و رفعها الى درجة الحسن
و هي في الحقيقة ثمان طرق نذكرها :


1. طريق الواقدي (ثمان روايات و رواية ابن سعد التي سقط فيها اسمه)


2. طريق زهير بن العلاء (روايتين بارسال قتادة)


3. مرسل ابن اسحاق ( روايتي الطبري و ابن هشام)


4. مرسل الزهري


5. طريق محمد بن الحسن بن زبالة ( بارسال يحيى بن سعيد الانصاري)


6. مرسل ابو عبيدة معمر بن المثنى


7. طريق سيف بن عمر التميمي (الرواية منسوبة الى ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها)


8. طريق القاسم بن عبيد الله بن مهدي الاخميمي (الرواية منسوبة الى امامة بن سهل بن حنيف رضي الله عنه)




ثانيا : قرينة الحديث الموجود في صحيح البخاري كتاب الغسل
265 حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة قال حدثنا أنس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشرة قال قلت لأنس أوكان يطيقه قال كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين وقال سعيد عن قتادة إن أنسا حدثهم تسع نسوة


قال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري في شرح صحيح البخاري كتاب الغسل :
((وهؤلاء جميع من دخل بهن من الزوجات بعد الهجرة على المشهور واختلف في ريحانة وكانت من سبي بني قريظة فجزم ابن إسحاق بأنه عرض عليها أن يتزوجها ويضرب عليها الحجاب فاختارت البقاء في ملكه والأكثر على أنها ماتت قبله في سنة عشر وكذا ماتت زينب بنت خزيمة بعد دخولها عليه بقليل قال ابن عبد البر : مكثت عنده شهرين أو ثلاثة . فعلى هذا لم يجتمع عنده من الزوجات أكثر من تسع مع أن سودة كانت وهبت يومها لعائشة كما سيأتي في مكانه فرجحت رواية سعيد . لكن تحمل رواية هشام على أنه ضم مارية وريحانة إليهن وأطلق عليهن لفظ " نسائه " تغليبا))


الشاهد
لكن تحمل رواية هشام على أنه ضم مارية وريحانة إليهن وأطلق عليهن لفظ " نسائه " تغليبا


و على هذا من جعلهن تسعة حسب الزوجات و من حسبهن احدى عشر ادخل السراري




ثالثا : قرينة الاية الكريمة في قوله تعالى في سورة الاحزاب : (( ياأيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك ))


نقرا في تفسير الطبري رحمه الله :
((وقوله ( أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك ) يقول : وأحللنا لك إماءك اللواتي سبيتهن ، فملكتهن بالسباء ، وصرن لك بفتح الله عليك من الفيء . ))


نقرا في تفسير القرطبي رحمه الله :
((الثالثة : قوله تعالى : وما ملكت يمينك أحل الله تعالى السراري لنبيه صلى الله عليه وسلم ولأمته مطلقا ، وأحل الأزواج لنبيه عليه الصلاة والسلام مطلقا ، وأحله للخلق بعدد . وقوله مما أفاء الله عليك أي رده عليك من الكفار . والغنيمة قد تسمى فيئا ، أي مما أفاء الله عليك من النساء بالمأخوذ على وجه القهر والغلبة . ))




و الاعتراض على هذه القرائن الثلاثة في كونها قرائن ياتي من وجوه :


اولها: ان كون القصة اتت بطرق متعددة هو وهم لانها كما شاهدنا ثمان طرق و عند بعض اهل العلم هذا غير كافي للتواتر


قال ابن حجر رحمه الله في كتابه نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر عند مصطلح اهل الاثر :
((وتلك الكثرة أحد شروط التواتر إذا وردت بلا حصر عدد معين ، بل تكون العادة قد أحالت تواطؤهم أو توافقهم على الكذب ، وكذا وقوعه منهم اتفاقا من غير قصد .
فلا معنى لتعيين العدد على الصحيح ، ومنهم من عينه في الأربعة ، وقيل : في الخمسة ، وقيل : في السبعة ، وقيل : في العشرة ، وقيل : في الاثني عشر ، وقيل : في الأربعين ، وقيل : في السبعين ، وقيل غير ذلك .
وتمسك كل قائل بدليل جاء فيه ذكر ذلك العدد ، فأفاد العلم للحال ، وليس بلازم أن يطرد في غيره لاحتمال الاختصاص .))


و على هذا فان هذه القصة لا تصح عند اكثر اهل العلم


بل ان ابن حجر رحمه الله وفي نفس المصدر ذكر شروطا لقبول المتواتر :
((فإذا ورد الخبر كذلك وانضاف إليه أن يستوي الأمر فيه في الكثرة المذكورة من ابتدائه إلى انتهائه والمراد بالاستواء أن لا تنقص الكثرة المذكورة في بعض المواضع لا أن لا تزيد ، إذ الزيادة هنا مطلوبة من باب أولى ، وأن يكون مستند انتهائه الأمر المشاهد أو المسموع ، لا ما ثبت بقضية العقل الصرف .


فإذا جمع هذه الشروط الأربعة ، وهي :


عدد كثير أحالت العادة تواطؤهم و توافقهم على الكذب .


ورووا ذلك عن مثلهم من الابتداء إلى الانتهاء .


وكان مستند انتهائهم الحس .


وانضاف إلى ذلك أن يصحب خبرهم إفادة العلم لسامعه .


فهذا هو المتواتر . وما تخلفت إفادة العلم عنه كان مشهورا فقط . فكل متواتر مشهور ، من غير عكس .))


اما كثرة العدد و محال تواطاهم على الكذب و توافقهم فهذا غير قائم اذ ان وجود الزيادة و النقص في القصة حاصل و برهانه التضارب الشديد في متون الرواية فقد اختلف في زواجها من عدمه و في تطليقها من عدمه و في نسبها و في منزل سكنها في المدينة !!!!
وكذلك افادة العلم لسامعه و اي فائدة ان كان مدعي مدعي السماع كذابا و ضاعا و خمسة من الطرق الثمانية فيها من رمي بالكذب و الوضع !!!!!
وصدق ابن حجر رحمه الله حينما وصف ما خالف هذه الشروط انه يحكم عليه بالشهرة دون التواتر و هذا الحاصل هنا في هذه القصة




ثانيها : اما قرينة الحديث فلا دلالة ايضا لانه لم يقع التصريح باسمها و تفسير الفرق في لفظ الرواية بين الاحدى عشر و التسعة بمارية وريحانة هو تكلف و اجتهاد لان الامر قد ينطبق مثلا على ام المؤمنين زينب بنت خزيمة رضي الله عنها وعلى مارية رضي الله عنها
فان قيل ان زينب ام المؤمنين رضي الله عنها توفيت قبل جمعه بتسع زوجات قلنا قد ينطبق الامر على مارية رضي الله عنها و على جارية اخرى غير مسماة و قد ذكر ابو عبيدة معمر بن المثنى ما يوحي بمثل هذا :
((قال أبو عبيدة : وهن أربع : مارية القبطية ، وريحانة ، وجميلة أصابها في السبي فكادت نساؤه خفن أن تغلبهن عليه ، وكانت له جارية أخرى نفيسة وهبتها له زينب بنت جحش))
فان قال احد :
فما اسم هذه الجميلة و من هي و الا يعارض هذا ما ذكره ابن حجر رحمه الله ؟؟؟!!!!
قلنا :
رمتني بدائها و انسلت
بنفس القاعدة نقول من هن الاثنتان في الحديث ؟؟؟


وقد ذكر ابن حجر رحمه الله في شرحه لهذا الحديث ما يوحي بصحة ما نقوله :
((واستدل به ابن التين لقول مالك بلزوم الظهار من الإماء بناء على أن المراد بالزائدتين على التسع مارية وريحانة وقد أطلق على الجميع لفظ نسائه تعقب بأن الإطلاق المذكور للتغليب كما تقدم فليس فيه حجة لما ادعى واستدل به ابن المنير على جواز وطء الحرة بعد الأمة من غير غسل بينهما ولا غيره والمنقول عن مالك أنه لا يتأكد الاستحباب في هذه الصورة ويمكن أن يكون ذلك وقع لبيان الجواز فلا يدل على عدم الاستحباب . ))




ثالثها : تفسير الاية الكريمة على انها ريحانة رضي الله عنها هو ايضا من التكلف و الاجتهاد لانه لم يقع التصريح بل هو اخبار عن حكم قراني و ليس بالضرورة ان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم فهو جائز له و لكن ليس بواجب
و قد احل الله عز وجل المراة التي تهب نفسها للنبي عليه الصلاة و السلام وذلك بان تسقط حقها في المهر و تتزوج النبي عليه الصلاة و السلام بدون مهر و مع ذلك فلم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم


نقرا في تفسير الطبري رحمه الله :
((حدثنا أبو كريب قال : ثنا يونس بن بكير ، عن عنبسة بن الأزهر ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال لم يكن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأة وهبت نفسها . ))


فان قيل الاية وردت بالماضي و اية وهب المراة للنبي عليه الصلاة و السلام وردت ب(ان وهبت) و هي لا تفيد اليقين و لكن الاحتمال على المشيئة (ان ارد) بينما لما تحدثت الاية عن ملك اليمين استخدمت صيغة الماضي (افاء)


و هذا ايضا مرودود لانه حديث حكم قد يقع في المستقبل بصيغة الماضي وقد بدات الاية الكريمة بصيغة الماضي ايضا


و نقول ان الاية قد لا تنحصر في ريحانة بل قد تنطبق كما هو معلوم على جويرية و صفية رضي الله عنهما و ان تزوجهن رسول الله صلى الله عليه وسلم الا انه سباهن اولا


قال البغوي في تفسيره :
((وله - عز وجل - : ( يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن ) أي : مهورهن ، [ ص: 363 ] ( وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك ) رد عليك من الكفار بأن تسبي فتملك مثل صفية وجويرية ، وقد كانت مارية مما ملكت يمينه فولدت له إبراهيم ( وبنات عمك وبنات عماتك ) يعني : نساء قريش ( وبنات خالك وبنات خالاتك ) يعني : نساء بني زهرة ( اللاتي هاجرن معك ) إلى المدينة فمن لم تهاجر منهن معه لم يجز له نكاحها . ))


#الخلاصة :


لا تصح قصة سبي النبي صلى الله عليه وسلم لريحانة رضي الله عنها و لا زواجه عليه الصلاة و السلام منها سندا


تضارب متون الروايات التي تذكر قصة ريحانة رضي الله عنها


وجود قرائن قد توحي بوقوع زواج بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين ريحانة رضي الله عنه او كونها سريته عليه الصلاة و السلام الا ان هذه القرائن قد يعترض القارئ على الاستدلال بها بوجوه ذكرناها في الاعلى


الحاصل :
سندا لا تصح جميع روايات القصة
و اما ان للقصة اصل فالاسلم لي هو التوقف مع الميلان الى الراي القائل ببطلان القصة اساسا و افضل ان يعرض هذا البحث الى احد العلماء لاعادة النظر في الروايات و الله اعلم


و ان كنت اصبت فمن الله عز وجل و ان كنت اخطات فمن نفسي


هذا وصلى الله على سيدنا محمد و على اله وصحبه وسلم