الرد على القراءة الشاذة (فلا جناح عليه الا يطوف بهما)


الرواية :
فضائل القران للقاسم بن سلام


رقم الحديث: 481
(حديث موقوف) حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، كِلاهُمَا عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، " أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ : إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَلا يَطُوفَ بِهِمَا "


تفسير الطبري
2356 - حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا ابن جريج قال : قال عطاء : لو أن حاجا أفاض بعدما رمى جمرة العقبة ، فطاف بالبيت ولم يسع ، فأصابها - يعني : امرأته - لم يكن عليه شيء ، لا حج ولا عمرة ، من أجل قول الله في مصحف ابن مسعود : "فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما " . فعاودته بعد ذلك فقلت : إنه قد ترك سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ألا تسمعه يقول : "فمن تطوع خيرا " ، فأبى أن يجعل عليه شيئا ؟


الرد :


#سندا :
الرواية الثانية #ضعيفة لان فيها انقطاع بين عطاء بن ابي رباح و بين ابن مسعود رضي الله عنه فعطاء لم يسمع من عثمان رضي الله عنه على ان يسمع من ابن مسعود الذي توفي قبل عثمان رضي الله عنه


نقرا في سير اعلام النبلاء في ترجمة عطاء بن ابي رباح
((وأرسل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وعن أبي بكر ، وعتاب بن أسيد ، وعثمان بن عفان ، والفضل بن عباس ، وطائفة . ))


اذا لم يثبت عن بن مسعود رضي الله عنه انه قراها ان لا يطوف بهما


#متنا :


. القران الذي عندنا اليوم منقول بالتواتر بالقراءات العشر و اسانيد هذه القراءات ترجع الى جماعة من الصحابة رضي الله عنهم بلغت حد التواتر و منهم و ابن عباس رضي الله عنهما و كلهم قرؤو الاية كما نعرفها اليوم في المصحف بدون كلمة محدث
مثال قراءة عاصم و روايتيه :
حفص و شعبة عن عاصم بن بهدلة عن أبي عبد الرحمن السلمي، وعن زر بن حبيش، وأبو عبد الرحمن السلمي أخذه عن عثمان وعلي وأبي وزيد وابن مسعود، وزر بن حبيش أخذه عن عثمان #وعلي #وابن #مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن الله عز وجل جلاله


مثال قراءة نافع و روايتيه :
ورش وقالون عن نافع عن مسلم بن جندب، وشيبة بن نصاح، وعبد الرحمن بن هرمز، ويزيد بن القعقاع، وهؤلاء أخذوا القرآن عن ابن عباس وأبي هريرة، #وابن #عباس أخذه عن أبي بن كعب #وعلي #بن أبي طالب وعثمان بن عفان، وأبو هريرة أخذه عن #علي وأبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن الله عز وجل جلاله


مثال قراءة عبد الله بن عامر و روايييه :
هشام بن عمار عن عراك بن خالد و ايوب بن تميم و سويد بن عبد العزيز و صدقة بن خالد عن يحيى بن الحارث الذماري
و عبد الله بن ذكوان عن ايوب بن تميم عن يحيى بن الحارث الذماري
عن عبد الله بن عامر عن المغيرة بن ابي شهاب عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن الله عز وجل
و عن عبد الله بن عامر عن وائلة بن الاسقع و ابي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن الله عز وجل


مثال قراءة ابي عمرو بن العلاء وراوييه :
حفص الدوري و السوسيعن يحيى بن المبارك اليزيدي عن أبي عمرو بن العلاء عن ابن كثير، ومجاهد، وعطاء بن أبي رباح، ونصر بن عاصم، وعكرمة، ونصر بن عاصم أخذه عن عمرو بن شرحبيل، ومجاهد أخذه عن #ابن #عباس وعبدالله بن السائب، وعكرمة أخذه عن أبي هريرة #وابن #عباس وعطاء عن أبي هريرة، وعمرو بن شرحبيل أخذه عن عمر #وعلي #وابن #مسعود.


مثال قراءة عبد الله بن كثير :
عبدالله بن كثيرأخذ القرآن عن درباس وعن مجاهد، ومجاهد أخذه عن #ابن #عباس وعن عبدالله بن السائب، #وابن #عباس أخذه عن أبي بن كعب وعلي بن أبي طالب وعثمان ابن عفان، وابن السائب أخذه عن أبي بن كعب #وعلي بن أبي طالب، ودرباس أخذه عن #ابن #عباس.


مثال قراءة حمزة الزيات :
حمزة الزيات أخذه عن الأعمش، وحمران بن أعين، وابن أبي ليلى، وجعفر بن محمد، والأعمش أخذه عن يحي بن وثّاب، ويحي أخذه عن زر بن حبيش، وزر بن حبيش أخذه عن عثمان وعلي #وابن #مسعود، وحمران أخذه عن أبي الأسود الدؤلي، وأبو الأسود أخذه عن عثمان #وعلي، وابن أبي ليلى أخذه عن المنهال والمنهال عن سعيد بن جبير عن #ابن #عباس، وجعفر بن محمد أخذه عن أبيه محمد بن علي، ومحمد عن علي بن الحسين، وعلي بن الحسين عن حسين بن علي، والحسين عن #علي بن أبي طالب.


مثال قراءة الكسائي:
الكسائي اخذ عن حمزة الزيات عن الأعمش، وحمران بن أعين، وابن أبي ليلى، وجعفر بن محمد، والأعمش أخذه عن يحي بن وثّاب، ويحي أخذه عن زر بن حبيش، وزر بن حبيش أخذه عن عثمان #وعلي #وابن #مسعود، وحمران أخذه عن أبي الأسود الدؤلي، وأبو الأسود أخذه عن عثمان وعلي، وابن أبي ليلى أخذه عن المنهال والمنهال عن سعيد بن جبير عن #ابن #عباس، وجعفر بن محمد أخذه عن أبيه محمد بن علي، ومحمد عن علي بن الحسين، وعلي بن الحسين عن حسين بن علي، والحسين عن #علي بن أبي طالب.
و طرق حمزة هي طرق الكسائي ايضا


2. هذه قراءة شاذة كما ذكرنا و هي تخالف المتواتر المعلوم في مصاحفنا و لذلك فهي قراءة ضعيفة لشذوذها و عدم تواترها
و شروط صحة قبول القراءة
1. صحة السند
2. تواترالسند
3. موافقة العربية و لو بوجه
4. موافقة المصاحف العثمانية و لو احتمالا


قال الامام الجزري في النشر في القراءات العشر الجزء الاول :((كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه ، ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا وصح سندها ، فهي القراءة الصحيحةالتي لا يجوز ردها ولا يحل إنكارها ، بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن ووجب على الناس قبولها ، سواء كانت عن الأئمة السبعة ، أم عن العشرة ، أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين ، ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها ضعيفة أو شاذة أو باطلة ، سواء كانت عن السبعة أم عمن هو أكبر منهم ، هذا هو الصحيح عند أئمة التحقيق من السلف والخلف ، صرح بذلك الإمام الحافظ أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني ، ونص عليه في غير موضع الإمام أبو محمد مكي بن أبي طالب ، وكذلك الإمام أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي ، وحققه الإمام الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة ، وهو مذهب السلف الذي لا يعرف عن أحد منهم خلافه . ))


3. ابن عباس رضي الله عنه نفسه صرح ان النبي عليه الصلاة و السلام لم يترك شيئا الا ما بين هاتين الدفتين و هو المصحف الذي اجمع عليه الصحابة زمن عثمان رضي الله عنه


صحيح البخاري كتاب فضائل القران
((4731 حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عبد العزيز بن رفيع قال دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عباس رضي الله عنهما فقال له شداد بن معقل أترك النبي صلى الله عليه وسلم من شيء قال ما ترك إلا ما بين الدفتين قال ودخلنا على محمد بن الحنفية فسألناه فقال ما ترك إلا ما بين الدفتين))


قال بن حجر في فتح الباري :
((قوله : ( باب من قال : لم يترك النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا ما بين الدفتين ) أي ما في المصحف ، وليس المراد أنه ترك القرآن مجموعا بين الدفتين لأن ذلك يخالف ما تقدم من جمع أبي بكر ثم عثمان . وهذه الترجمة للرد على من زعم أن كثيرا من القرآن ذهب لذهاب حملته))
و المصحف الذي عندنا ليس فيه كلمة محدث في الاية


4. رد الصحابة هذه القراءة و هذا التفسير اصلا و على راسهم ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها و قد قرؤوها بدون اداة النفي


صحيح البخاري كتاب الحج
باب وجوب الصفا والمروة وجعل من شعائر الله


1561 حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال عروة سألت عائشة رضي الله عنها فقلت لها أرأيت قول الله تعالى إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما فوالله ما على أحد جناح أن لا يطوف بالصفا والمروة قالت بئس ما قلت يا ابن أختي إن هذه لو كانت كما أولتها عليه كانت لا جناح عليه أن لا يتطوف بهما ولكنها أنزلت في الأنصار كانوا قبل أن يسلموا يهلون لمناة الطاغية التي كانوا يعبدونها عند المشلل فكان من أهل يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة فلما أسلموا سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك قالوا يا رسول الله إنا كنا نتحرج أن نطوف بين الصفا والمروة فأنزل الله تعالى إن الصفا والمروة من شعائر الله الآية قالت عائشة رضي الله عنها وقد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما ثم أخبرت أبا بكر بن عبد الرحمن فقال إن هذا لعلم ما كنت سمعته ولقد سمعت رجالا من أهل العلم يذكرون أن الناس إلا من ذكرت عائشة ممن كان يهل بمناة كانوا يطوفون كلهم بالصفا والمروة فلما ذكر الله تعالى الطواف بالبيت ولم يذكر الصفا والمروة في القرآن قالوا يا رسول الله كنا نطوف بالصفا والمروة وإن الله أنزل الطواف بالبيت فلم يذكر الصفا فهل علينا من حرج أن نطوف بالصفا والمروة فأنزل الله تعالى إن الصفا والمروة من شعائر الله الآية


صحيح البخاري كتاب تفسير القران


4225 حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال قلت لعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأنا يومئذ حديث السن أرأيت قول الله تبارك وتعالى إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما فما أرى على أحد شيئا أن لا يطوف بهما فقالت عائشة كلا لو كانت كما تقول كانت فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما إنما أنزلت هذه الآية في الأنصار كانوا يهلون لمناة وكانت مناة حذو قديد وكانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأنزل الله إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما


و كذلك انس بن مالك رضي الله عنه رد قراءة و تفسير بن عباس رضي الله عنهما


صحيح البخاري كتاب تفسير القران
4226 حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن عاصم بن سليمان قال سألت أنس بن مالك رضي الله عنه عن الصفا والمروة فقال كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية فلما كان الإسلام أمسكنا عنهما فأنزل الله تعالى إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج [ ص: 1636 ] البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما


5. قام الصحابة بتقويم و مراجعة المصاحف بعد ان نسخها عثمان رضي الله عنه فلم لم يكتب اي احد منهم عبارة ان لا ؟؟؟


تاريخ المدينة لابن شبة النميري :
(كتابة القرآن وجمعه) (كتابة عثان رضي الله عنه المصاحف وجمعه القرآن (3) * حدثنا الحسن بن عثمان قال، حدثنا الربيع بن بدر، عن سوار بن شبيب قال: دخلت على ابن الزبير رضي الله عنه في نفر فسألته عن عثمان، لم شقق المصاحف، ولم حمى الحمى ؟ فقال: قوموا فإنكم حرورية (1)، قلنا: لا والله ما نحن حرورية.
قال: قام إلى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه رجل فيه كذب وولع، فقال: يا أمير المؤمنين إن الناس قد اختلفوا في القراءة، فكان عمر رضي الله عنه قد هم أن يجمع المصاحف فيجعلها على قراءة واحدة، فطعن طعنته التي مات فيها.
فلما كان في خلافة عثمان رضي الله عنه قام ذلك الرجل فذكر له، فجمع عثمان رضي الله عنه المصاحف، ثم بعثني إلى عائشة رضي الله عنها فجئت بالصحف التي كتب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن فعرضناها عليها حتى قومناها، ثم أمر بسائرها فشققت.
تاريخ المدينة (3/991)


7. و كذلك اجماعهم على نسخ عثمان رضي الله عنه للمصاحف و على قراءة الاية بدون عبارة ان لا كما هي في المصاحف العثمانية


في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني رحمه الله :
(( وفي رواية سويد بن غفلة عن علي قال : " لا تقولوا لعثمان في إحراق المصاحف إلا خيرا " وفي رواية بكير بن الأشج " فأمر بجمع المصاحف فأحرقها ، ثم بث في الأجناد التي كتب " ومن طريق مصعب بن سعد قال : " أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف ، فأعجبهم ذلك - أو قال : - لم ينكر ذلك منهم أحد "))


8. . قراءة مصاحفنا اليوم هي القراءة على العرضة الاخيرة و هي التي نسخ فيها ستة من الاحرف السبعة في معظمها و هي التي عليها قراءتنا اليوم


قال السيوطي رحمه الله في الاتقان الجزء الاول
((" أَخْرَجَ ابْنُ أَشْتَةَ فِي الْمَصَاحِفِ وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي فَضَائِلِهِ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ عُبَيْدَةَ السَّلْمَانِيِّ قَالَ : الْقِرَاءَةُ الَّتِي عُرِضَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعَامِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ ، هِيَ الْقِرَاءَةُ الَّتِي يَقْرَؤُهَا النَّاسُ الْيَوْمَ .
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَشْتَةَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ : كَانَ جِبْرِيلُ يُعَارِضُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ سَنَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مَرَّةً ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ عَارَضَهُ مَرَّتَيْنِ ، فَيَرَوْنَ أَنْ تَكُونَ قِرَاءَتُنَا هَذِهِ عَلَى الْعَرْضَةِ الْأَخِيرَةِ .
وَقَالَ الْبَغَوِيُّ فِي شَرْحِ السُّنَّةِ : يُقَالُ إِنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ شَهِدَ الْعَرْضَةَ الْأَخِيرَةَ الَّتِي بُيِّنَ فِيهَا مَا نُسِخَ وَمَا بَقِيَ ، وكتبها لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَرَأَهَا عَلَيْهِ ، وَكَانَ يُقْرِئُ النَّاسَ بِهَا حَتَّى مَاتَ ، وَلِذَلِكَ اعْتَمَدَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فِي جَمْعِهِ وَوَلَّاهُ عُثْمَانُ كَتْبَ الْمَصَاحِفِ "))


9. انكر العلماء هذه القراءة و حكمو عليها بالشذوذ
قال الامام الطبري رحمه الله في تفسير الاية في سورة البقرة كلاما جميلا في خلاصته


((فإن اعتل بقراءة من قرأ : "فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما " .


قيل : ذلك خلاف ما في مصاحف المسلمين ، غير جائز لأحد أن يزيد في مصاحفهم ما ليس فيها . وسواء قرأ ذلك كذلك قارئ ، أو قرأ قارئ : ( ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق ) [ سورة الحج : 29 ] ، "فلا جناح عليهم أن لا يطوفوا به " . فإن جازت إحدى الزيادتين اللتين ليستا في المصحف ، كانت الأخرى نظيرتها ، وإلا كان مجيز إحداهما - إذا منع الأخرى - متحكما ، والتحكم لا يعجز عنه أحد .


وقد روي إنكار هذه القراءة ، وأن يكون التنزيل بها ، عن عائشة . ......
قال أبو جعفر : وقد يحتمل قراءة من قرأ : "فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما " ، أن تكون "لا " التي مع "أن " ، صلة في الكلام ، إذ كان قد تقدمها جحد في الكلام قبلها ، وهو قوله : ( فلا جناح عليه ) ، فيكون نظير قول الله تعالى ذكره : ( قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك ) [ سورة الأعراف : 12 ] ، بمعنى ما منعك أن تسجد ، وكما قال الشاعر :


ما كان يرضى رسول الله فعلهما والطيبان أبو بكر ولا عمر


ولو كان رسم المصحف كذلك ، لم يكن فيه لمحتج حجة ، مع احتمال الكلام ما وصفنا . لما بينا أن ذلك مما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته في مناسكهم ، على ما ذكرنا ، ولدلالة القياس على صحته ، فكيف وهو خلاف رسوم مصاحف المسلمين ، ومما لو قرأه اليوم قارئ كان مستحقا العقوبة لزيادته في كتاب الله عز وجل ما ليس منه ؟ ))


هذا و صلى الله على سيدنا محمد و على اله و صحبه وسلم