الشبهة :
كتاب الإتقان فى علوم القرآن للإمام جلال الدين السيوطي :
حدثنا حجاج ، عن ابن جريج : أخبرني ابن أبي حميد ، عن حميدة بنت أبي يونس ، قالت : قرأ علي أبي - وهو ابن ثمانين سنة - في مصحف عائشة ( إن الله وملائكته [ ص: 663 ] يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وعلى الذين يصلون الصفوف الأول ) . قالت : قبل أن يغير عثمان المصاحف .


الرد :


#سندا :
السند #ضعيف :


حميدة بنت ابي يونس #مجهولة


قال ابو أكرم الأثري في المعجم الصغير لرواة الطبري الجزء الثاني


(( الحُميدة بنت أبي يونس الأنصارية، مولاة عائشة، من الثانية، لم أعرفها، ولم أجد لها ترجمة، #ولم #يعرفها الشيخ شاكر قبلي (5393)، ولم يتعرض الشيخ التركي في تحقيقه ((لتفسير الطبري)) (4/ 345) لترجمتها بشيء))


#متنا


فهي تخالف روايات اخرى


1. تاريخ المدينة لابن شبة النميري :
(كتابة القرآن وجمعه) (كتابة عثان رضي الله عنه المصاحف وجمعه القرآن (3) * حدثنا الحسن بن عثمان قال، حدثنا الربيع بن بدر، عن سوار بن شبيب قال: دخلت على ابن الزبير رضي الله عنه في نفر فسألته عن عثمان، لم شقق المصاحف، ولم حمى الحمى ؟ فقال: قوموا فإنكم حرورية (1)، قلنا: لا والله ما نحن حرورية.
قال: قام إلى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه رجل فيه كذب وولع، فقال: يا أمير المؤمنين إن الناس قد اختلفوا في القراءة، فكان عمر رضي الله عنه قد هم أن يجمع المصاحف فيجعلها على قراءة واحدة، فطعن طعنته التي مات فيها.
فلما كان في خلافة عثمان رضي الله عنه قام ذلك الرجل فذكر له، فجمع عثمان رضي الله عنه المصاحف، ثم بعثني إلى عائشة رضي الله عنها فجئت بالصحف التي كتب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن فعرضناها عليها حتى قومناها، ثم أمر بسائرها فشققت.
تاريخ المدينة (3/991) .


الشاهد
((ثم بعثني إلى عائشة رضي الله عنها فجئت بالصحف التي كتب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن فعرضناها عليها حتى قومناها، ثم أمر بسائرها فشققت.))


كيف تنكر ام المؤمنين رضي الله عنها و هي اصلا ممن قومت وراجعت المصاحف ؟؟؟


2. الثابت عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها انها روت هذا كحديث و ليس كقراءة
سنن ابن ماجه
رقم الحديث: 985
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَيَّاشٍ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يَصِلُونَ الصُّفُوفَ ، وَمَنْ سَدَّ فُرْجَةً رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً


3. اذا افترضنا على سبيل الفرض ان القراءة فعلا ثبتت عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها فهي لا تعدو ان تكون قراءة شاذة لا اقل و لا اكثر


و قراءة المصاحف العثمانية هي القراءة المتواترة التي اجمعت عليها الامة و التي نقلت الينا عن طريق اسانيد القراءات العشر المتواترة التي استوفت شروط القراءة


مثال قراءة عاصم و روايتيه :
حفص و شعبة عن عاصم بن بهدلة عن أبي عبد الرحمن السلمي، وعن زر بن حبيش، وأبو عبد الرحمن السلمي أخذه عن عثمان وعلي وأبي وزيد وابن مسعود، وزر بن حبيش أخذه عن عثمان وعلي وابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن الله عز وجل جلاله


مثال قراءة نافع و روايتيه :
ورش وقالون عن نافع عن مسلم بن جندب، وشيبة بن نصاح، وعبد الرحمن بن هرمز، ويزيد بن القعقاع، وهؤلاء أخذوا القرآن عن ابن عباس وأبي هريرة، وابن عباس أخذه عن أبي بن كعب وعلي بن أبي طالب وعثمان بن عفان، وأبو هريرة أخذه عن علي وأبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن الله عز وجل جلاله


مثال قراءة عبد الله بن عامر و روايييه :
هشام بن عمار عن عراك بن خالد و ايوب بن تميم و سويد بن عبد العزيز و صدقة بن خالد عن يحيى بن الحارث الذماري
و عبد الله بن ذكوان عن ايوب بن تميم عن يحيى بن الحارث الذماري
عن عبد الله بن عامر عن المغيرة بن ابي شهاب عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن الله عز وجل
و عن عبد الله بن عامر عن وائلة بن الاسقع و ابي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن الله عز وجل


مثال قراءة ابي عمرو بن العلاء وراوييه :
حفص الدوري و السوسيعن يحيى بن المبارك اليزيدي عن أبي عمرو بن العلاء عن ابن كثير، ومجاهد، وعطاء بن أبي رباح، ونصر بن عاصم، وعكرمة، ونصر بن عاصم أخذه عن عمرو بن شرحبيل، ومجاهد أخذه عن ابن عباس وعبدالله بن السائب، وعكرمة أخذه عن أبي هريرة وابن عباس وعطاء عن أبي هريرة، وعمرو بن شرحبيل أخذه عن عمر وعلي وابن مسعود.


مثال قراءة عبد الله بن كثير :
عبدالله بن كثيرأخذ القرآن عن درباس وعن مجاهد، ومجاهد أخذه عن ابن عباس وعن عبدالله بن السائب، وابن عباس أخذه عن أبي بن كعب وعلي بن أبي طالب وعثمان ابن عفان، وابن السائب أخذه عن أبي بن كعب وعلي بن أبي طالب، ودرباس أخذه عن ابن عباس.


مثال قراءة حمزة الزيات :
حمزة الزيات أخذه عن الأعمش، وحمران بن أعين، وابن أبي ليلى، وجعفر بن محمد، والأعمش أخذه عن يحي بن وثّاب، ويحي أخذه عن زر بن حبيش، وزر بن حبيش أخذه عن عثمان وعلي وابن مسعود، وحمران أخذه عن أبي الأسود الدؤلي، وأبو الأسود أخذه عن عثمان وعلي، وابن أبي ليلى أخذه عن المنهال والمنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وجعفر بن محمد أخذه عن أبيه محمد بن علي، ومحمد عن علي بن الحسين، وعلي بن الحسين عن حسين بن علي، والحسين عن علي بن أبي طالب.


مثال قراءة الكسائي:
الكسائي اخذ عن حمزة الزيات عن الأعمش، وحمران بن أعين، وابن أبي ليلى، وجعفر بن محمد، والأعمش أخذه عن يحي بن وثّاب، ويحي أخذه عن زر بن حبيش، وزر بن حبيش أخذه عن عثمان وعلي وابن مسعود، وحمران أخذه عن أبي الأسود الدؤلي، وأبو الأسود أخذه عن عثمان وعلي، وابن أبي ليلى أخذه عن المنهال والمنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وجعفر بن محمد أخذه عن أبيه محمد بن علي، ومحمد عن علي بن الحسين، وعلي بن الحسين عن حسين بن علي، والحسين عن علي بن أبي طالب.
و طرق حمزة هي طرق الكسائي ايضا


فكل هؤلاء قرؤوها كما نقرؤها اليوم و هي القراءة المتواترة التي استوفت شروط الصحة


و شروط صحة القراءة هي :
1. التواتر
2. صحة السند
3. موافقة العربية و لو بوجه
4. موافقة المصاحف العثمانية و لو احتمالا


قال الامام الجزري في النشر في القراءات العشر الجزء الاول :
((كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه ، ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا وصح سندها ، فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها ولا يحل إنكارها ، بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن ووجب على الناس قبولها ، سواء كانت عن الأئمة السبعة ، أم عن العشرة ، أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين
، ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها ضعيفة أو شاذة أو باطلة ، سواء كانت عن السبعة أم عمن هو أكبر منهم ، هذا هو الصحيح عند أئمة التحقيق من السلف والخلف ، صرح بذلك الإمام الحافظ أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني ، ونص عليه في غير موضع الإمام أبو محمد مكي بن أبي طالب ، وكذلك الإمام أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي ، وحققه الإمام الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة ، وهو مذهب السلف الذي لا يعرف عن أحد منهم خلافه ))


4. على عكس ما تقوله الرواية الضعيفة الثابت عن امير المؤمنين عثمان رضي الله عنه انه لم يكن يغير شيئا بل كان كما نزل


صحيح البخاري كتاب التفسير
باب والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف والله بما تعملون خبير يعفون يهبن


4256 حدثني أمية بن بسطام حدثنا يزيد بن زريع عن حبيب عن ابن أبي مليكة قال ابن الزبير قلت لعثمان بن عفان والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا قال قد نسختها الآية الأخرى فلم تكتبها أو تدعها قال يا ابن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه


#و #اخيرا
فاذا رجعنا الى الرواية مرة اخرى #على #فرض #صحتها


ن #حميدة بنت أبي يونس ، قالت : قرأ علي أبي - وهو ابن ثمانين سنة - في مصحف عائشة ( إن الله وملائكته [ ص: 663 ] يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وعلى الذين يصلون الصفوف الأول ) . #قالت : قبل أن يغير عثمان المصاحف


فالتي قالت (قبل ان يغير عثمان المصاحف ) هي مقولة حميدة و ليست ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها


و الظاهر حسب السياق ان ابيها اطلع على مصحف ام المؤمنين رضي الله عنها (ان افترضنا ان عندها مصحف) قبل ان يامر عثمان رضي الله عنه باحراق المصاحف لجمع الناس على المتواتر الصحيح الذي جمعه ابو بكر رضي الله عنه
و هو لا يختلف عن احراق مصحف ابي بن كعب رضي الله عنه الذي كان يحتوي على الناسخ و المنسوخ و مصحف عبد الله بن مسعود كان يحتوي على التفسير بين اسطره و على ما نسخه الله عز وجل من الاحرف السبعة التي لم تقرا في العرضة الاخيرة


اذا الرواية ضعيفة و المتن ضعيف و ان ثبت فهو شاذ القراءة و فوقها فان الرواية الضعيفة بعد اعادة النظر اليها لا تشير الى ما يقوم البعض باثارته من تحريف عثمان رضي الله عنه و العياذ بالله للمصاحف


هذا وصلى الله على سيدنا محمد و على اله وصحبه وسلم