حيّاكم الله أخونا الكريم ،
الحديث:
أنَّ رجلًا أعتق ستةَ مملوكين له عند موتِه . لم يكن له مالٌ غيرُهم . فدعا بهم إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فجزَّأهم أثلاثًا . ثم أقرع بينهم . فأعتق اثنَين وأرَقَّ أربعةً . وقال له قولًا شديدًا .
الراوي : عمران بن الحصين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1668 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |
شرحه:
في هذا الحديث أنَّ رجلًا أَعتقَ ستَّةَ مَملوكين، أي: عبيدًا له قبْلَ مَوتِه ولم يكنْ له مالٌ غيرُهم، فَطلبَهم صلَّى الله عليه وسلَّم، فَقسَّمَهم أثلاثًا، أي: ثلاثةَ أجزاءٍ، ثُمَّ أقرْعَ بينَهم، أي: بينَ الأثلاثِ أو بَيْنَ المملوكينَ السِّتةِ، فَأعتقَ اثنين وأرَقَّ أربعةً، أي: أَبْقَى حُكْمَ الرِّقِّ على الأربعةِ، وقال له صلَّى الله عليه وسلَّم، أي: في شأْنِه، قولًا شديدًا، أي: كراهيةً لِفعْلِه وتغليظًا عليه.
في الحديثِ: رعايةُ النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم لِرعيَّتِه، ومُتابعتُه لِتصرُّفاتِهم، وإصلاحُ أَخطائِهم.
وفيه: ثُبوتُ القُرعةِ في العتقِ ونحوِه.
كما أفاد أستاذنا الحبيب شهاب مشكوراً فالإجابة هي : نعم
وقد أوصى الإسلام العظيم في مواطن عديدة بحُسن معاملتهم
نقرأ من الحديث الشّريف:
1- أن أسودَ، رجلًا أو امرأةً، كان يَقُمُّ المسجد، فمات ولم يَعْلَمُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بموتهِ، فذكرهُ ذاتَ يومٍ فقال : ما فعلَ ذلك الإنسانُ . قالوا : مات يا رسولَ اللهِ . قال : أفلا آذَنْتُموني . فقالوا : إنه كان كذا وكذا قِصَّتُهُ . قال : فحَقَروا شأنهُ، قال : فَدُلُّوني على قبرهِ . فأتيَ قبرهُ فصلَّى عليهِ .
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 1337 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرحه :
كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِالمؤمنينَ رَؤوفًا رحيمًا كما قال الله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128]، وصَلاتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على الميِّتِ رحمةٌ له ونورُ يُنوِّرُ اللهُ به قبرَ الميِّتِ؛ ولذلك لَمَّا سَألَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الرَّجلِ أوِ المرأةِ السَّوداءِ الَّتي كانتْ تَقُمُّ المسجدَ، أي: تُنظِّفُه وتَكْنُسُه، فَأخبروه أنَّها ماتَتْ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أَفَلا كنْتم آذَنْتموني»، أي: أعْلمتُموني، ثُمَّ سألَ عَن قبرِها أو قبرِه وصلَّى عليها.
وفي الحديثِ: فَضلُ تنظيفِ المسجدِ، والسُّؤالُ عَن الخادمِ والصَّديقِ إذا غابَ.
2- مَن لاءمَكم من مملوكيكم ؛ فأَطعِموهم مما تأكلون ، واكسوهم مما تلبَسون ، ومن لم يلائمْكم منهم ؛ فبِيعوه ، ولا تُعذِّبوا خلقَ اللهِ
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم: 2282 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
شرحه:
المُعاملَةُ الحسَنَةُ وحسْنُ الخلُقِ وبذْلُ الإحْسانِ للنَّاسِ، منَ الأُمورِ الَّتي حَثَّ عليها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وأمَرَ المسلِمَ أنْ يَتحلَّى بها مع إخْوانِه، بل مع مُجتمَعِه كلِّه.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "مَن لاءَمَكم"، أي: كان مُلائِمًا ومُساعِدًا لكم في حاجاتِكم، "مِن مَمْلوكِيكم" أي: من عبيدِكم وخَدِمكم؛ "فأطْعِموهُ ممَّا تأْكُلونَ، واكْسوهُ ممَّا تَلْبَسون"، أي: فَساوُوا بيْنَه وبيْنكم في الطَّعامِ والشَّرابِ، ولا تَبْخَسوه حَقَّه أو تُؤكِلوه وتُلْبِسوه الرَّديءَ، "ومَن لم يُلائِمْكم"، أي: ومَن لم يكُن مُساعِدًا ومُوافِقًا لكم "مِنهم"، أي: من المَمالِيكِ، "فَبِيعوهُ، ولا تُعذِّبوا خلْقَ اللهِ"، فأمَرَ ببيْعِهِ مَخافَةَ ضَربِه وإيذائِه لعدم فائِدتِه، وفي هذا إشارةٌ إلى العَفوِ عنه وعدمِ ضَربِه لحَضِّه على الخِدمَةِ، وقوله: "ولا تُعذِّبوا خلْقَ اللهِ"؛ فأنتُم وهم سَواءٌ في كونِكم خَلقَ اللهِ تعالى. ولا يَدخُل في هذا ضرْبُ الدوابِّ التي لا تَعقِلُ ضربًا غيرَ مبرِّحٍ للتأدِيبِ؛ لأنَّها لا تَتأدَّبُ بالكلامِ كالإنسان.
وفي الحديثِ: الحثُّ على الإحسانِ إلى المماليك والخَدمِ، والنَّهيُ عن تعْذيبِ خلْقِ اللهِ .
3- إخوانُكُم جعلَهُمُ اللَّهُ تحتَ أيديكُم ، فأطعِموهم مِمَّا تأكُلونَ ، وألبِسوهم مِمَّا تلبَسونَ ، ولا تُكَلِّفوهم ما يغلبُهُم ، فإن كلَّفتُموهُم فأَعينوهُم الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 2991 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
شرحه :
لم يُفرِّقِ الإسلامُ بَيْنَ المؤمنين جميعِهم أمامَ اللهِ سبحانه وتعالى؛ فلا تَمايَز بِالأنسابِ ولا الأحسابِ، ولا بِالعِرْقِ ولا بِاللَّونِ، وإنَّما التَّمايزُ بِالعملِ الصَّالحِ والتَّقوى فقطْ، وقد كان أبو ذرٍّ رضِي اللهُ عنه قد شَتَمَ رجلًا وعيَّره بأُمِّه، فلمَّا سمعه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «أَعَيَّرتَه بِأمِّه؟» يعني: شَتمتَه ونَسبتَه إلى العارِ بأُمِّه؟ «إِنَّك امْرُؤٌ فيكَ جاهليَّةٌ»، يعني: فيك صفةٌ مِن صفاتِ الجاهليَّةِ، ثم قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «إخوانُكم خوَلُكم، جعلَهمُ اللهُ تَحتَ أيدِيكم»، أي: الَّذين يُخوَّلُون أمورَكم بمعنى يُصلِحونها مِنَ العَبيدِ والخَدَمِ هم إخوانُكم في الدِّينِ، جعلَهمُ اللهُ سبحانه وتعالى تحتَ سُلطانِكم، «فمَنْ كان أَخوه تَحتَ يدِه، فَلْيُطعمْه مِمَّا يأكلُ، ولْيُلبِسْه ممَّا يَلبَسُ، ولا تُكلِّفوهم ما يَغلبُهم، فإنْ كلَّفتُموهم فَأَعينُوهم» يعني: لا تَطلبُوا منهم مِنَ العملِ ما لا يَستطيعونَ فِعلَه، فإنْ أَمَرتُموهم بِشيءٍ مِن ذلك فعليكم إعانتُهم، فلمَّا سمعَ أبو ذرٍّ رضِي اللهُ عنه هذا الحديثَ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يُلبِسُ خادِمَه ثِيابًا مثلَه، كما رآه رَجلٌ في الرَّبذَةِ وهو مَوضعٌ قريبٌ مِنَ المدينةِ، عليه حُلَّةٌ، وهي ثَوبانِ إزارٌ ورداءٌ، وعلى خادِمِه حُلَّةٌ مثلُه؛ امتثالًا لِمَا سمعَه مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وفي الحديث: تَقبيحُ أمورِ الجاهليَّةِ وأخلاقِها، وأنَّها زائلةٌ بالإسلامِ، وأنَّ على كلِّ مِسلمٍ هِجرانَها واجتنابَها، وألَّا يَكونَ فيه شَيءٌ مِن أَخلاقِهِم.
وفيه: الحثُّ على الإحسانِ إلى الرَّقيقِ والخَدَمِ ومَن في مَعناهم كالأَجيرِ وغيرِه، والرِّفقِ بهم.
وفي: عدَمُ الترفُّعِ على المُسلمِ والاحتقارِ له.
- إنتهى -
وصلّى الله وسلّم وباركَ على الحبيب المصطفى الذي بُعِثَ رحمةً للعالمين .
المفضلات