نأتى لشبهة اخيرة وهى شبهة جبل قاف
قال الطبرى والقرطبى والثعلبى رحمهم الله رب العالمين على خلاف طفيف بينهم
واختلف في معنى "قاف" ما هو ؟ فقال ابن زيد وعكرمة والضحاك : هو جبل محيط بالأرض من زمردة خضراء أخضرت السماء منه ، وعليه طرفا السماء والسماء عليه مقبية ، وما أصاب الناس من زمرد كان مما تساقط من ذلك الجبل. ورواه أبو الجوزاء عن عبد الله بن عباس.
قال المنحرفون والضالون بأن هذا الاثر دليل أن السماء فى الاسلام العظيم تشبه سقفا على اعمدة،والجواب يسير فأولا هذه الاسرائيليات ليست من الوحى بل هى من اخبار اهل الكتاب على الارجح لأنه لم يصح رفعها والصواب فيها أنها تُمرر بلا تصديق ولاتكذيب ولاتكييف فقد تكون حقا وحقيقة تم تحريفه وهؤلاء الناس-أعنى أهل الضلال من المكذبين-لماذا اخذوا هذا الاثر وتركوا اثر كعب الاحبار أن السماوات تدور على منكب ملك؟أنا اقول لك لماذا لأن هؤلاء الناس لايبحثون عن الحق والحقيقة ابدا واثر كعب الاحبار يثبت توافق الاديان وكتب الوحى مع العلوم التجريبية الحديثة فلم يأخذوا به،أما الشبهة التى اثاروها حول الاثر السابق فالرد بسيط:أنتم توهمتم أن الاثر يقول بأن السماء محمولة على جبل قاف ولم يقل ذلك النص رغم انه ليس من الوحى اصلا بل النص يقول بأن السماء مقببة عليه وطرفاها عليه ولايوجد فى الاثر تصريح أن السماء محمولة على جبل قاف بل يريد الاثر أن يقول:إن جبل قاف هذا مرتفع جدا حتى أنه ليس فوقه إلا السماء مباشرة بسحابها ونجومها،وهذا المعنى واضح فى الاثر الذى اخرجه ابو الشيخ فى العظمة عن ابن عباس رضى الله تبارك وتعالى عنه أن بين جبل قاف والسماء ثمانون فرسخا لاغير
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : " ق وَالْقُرْءَانِ الْمَجِيدِ سورة ق آية 1 ، قَالَ : أَنْبَتَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْيَاقُوتَةِ جَبَلا ، فَأَحَاطَ بِالأَرْضِينَ السَّبْعِ عَلَى مِثْلِ خَلْقِ الْيَاقُوتَةِ فِي حُسْنِهَا وَخُضْرَتِهَا وَصَفَائِهَا ، فَصَارَتِ الأَرْضُونَ السَّبْعُ فِي ذَلِكَ الْجَبَلِ كَالأُصْبُعِ فِي الْخَاتَمِ ، وَارْتَفَعَ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْجَوِّ حَتَّى لَمْ يَبْقَ بَيْنَهُ ، وَبَيْنَ السَّمَاءِ إِلا ثَمَانُونَ فَرْسَخًا
والسؤال لهؤلاء الذين حفروا الحفرة فوقعوا فيها:العلوم التجريبية أثبتت أن الغلاف الجوى مقبب مثل الارض التى يدور حولها فمن أين علم الاثر السابق أن السماء مقببة على الجبال كما يقول العلم الذى تستدلون به ولاتتبعونه إلا فى اهوائكم؟
ومن أين علم الأثر سلاسل الجبال الضخمة فى جنوب غرب اسيا وفى اطراف القارات التى ينطبق عليها هذه الصفات لجبل قاف فهل كان كتبة الاسفار من اليهود والنصارى الذين بعضهم لم يغادر فلسطين عندهم طائرات وسفن ليجوبوا اطراف الارض ويعلموا بما فيها؟
لوعندكم عقل-نسئل الله عزوجل ذلك –لعلمتم أن التدبر فى الاثر السابق وامثاله دليل أنه لا إله إلا الله