الحديث الشّريف
إن اللهَ حرَّمَ عليكم : عقوقَ الأمهاتِ، ووَأْدَ البناتِ ، ومَنَعَ وهاتِ . وكَرِهَ لكم : قِيلَ وقال ، وكثرةَ السؤالِ ، وإضاعةَ المالِ .
الراوي : المغيرة بن شعبة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2408 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرحه
كتَبَ معاويةُ إلى الْمُغيرةِ بنِ شُعبةَ رضِي اللهُ عنهما- وكان أميرَه على الكوفةِ- أنِ اكتُبْ لي بِحديثٍ سمعْتَه مِن رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم، فَكتبَ إليه المغيرةُ: إنَّ نبيَّ الله صلَّى الله عليه وسلَّم كان يقولُ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ، أي: بعدَها، "لا إلهَ إلَّا اللهُ وحْدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، اللَّهمَّ لا مانعَ لِمَا أعطيْتَ ولا مُعطِيَ لما مَنعْتَ"، أي: لا يستطيعُ أحدٌ أنْ يمنعَ ما أردْتَ إعطاءَه لأحدٍ مِن خلْقِكَ، ولا يملِكُ أحدٌ أنْ يُعطِيَ مَن أردْتَ مَنْعَه، "ولا ينفعُ ذا الْجَدِّ منكَ الْجَدُّ" الْجَدُّ: هو الحظُّ والغِنى، أي: لا ينفعُ ذا الحظِّ حظُّه ولا ذا الغِنى غناه، وإنَّما ينفعُه العملُ الصَّالحُ.
ثُمَّ أَخبرَ المغيرةُ معاويةَ رضى الله عنهما أنَّه كان ينهى عَن "قِيلَ وقالَ"، أي: حِكايةُ أقاويلِ النَّاسِ، "وكثرةِ السُّؤالِ وإضاعةِ المالِ"، أي: كثرةُ السُّؤالِ عَنِ المسائلِ الَّتي لا حاجةَ لها، وصرفُ المالِ في غيرِ مَحلِّه وحقِّه، وكان ينهى عَن "عُقوقِ الأمَّهاتِ"، أي: الإساءةِ إليهنَّ وعدَمِ الإحسانِ لهنَّ، وتخصيصُ العقوقِ بِالأمَّهاتِ مع امتناعِه في الآباءِ أيضًا؛ لِأجْلِ شِدَّةِ حقوقِهنَّ ورُجحانِ الأمرِ بِبِرِّهنَّ بِالنِّسبةِ إلى الآباءِ، وعَن "وأْدِ البناتِ" أي دفْنِهنَّ أحياءً، "ومنعَ وهاتِ"، أي: مَنْعُ ما شرَعَ اللهُ إعطاءَه، وطلبُ ما شرَع َاللهُ مَنْعَه.
والدُّعاءُ الواردُ في هذا الحديثِ اشتملَ على توحيدِ اللهِ، ونفْىِ الشَّريكِ معه، وإثباتِ الْمُلكِ المطْلَقِ، والحمدِ الكاملِ والقدرَةِ التَّامَّةِ له سبحانه وتعالى، كما أنَّ فيه توحُّدَه بِالتَّصرُّفِ والقَهرِ، وأنَّ كلَّ شيءٍ بِيدِه، فقدْ جَمعَ توحيدَ الألوهيَّةِ والرُّبوبيَّةِ، والأسماءَ والصِّفاتِ.
المفضلات