س 39 :

نرى فى البلدان التى تدين بالنصرانية صلباناً عليها شخص مصلوب مجرد من الملابس باستثناء العورة المغلظة ، ويقصدون بذلك المصلوب عيسى عليه السلام .. فكيف يكون عيسى ابن الله كما يزعمون ومصوراً بتلك الصور المخلة بالأدب والاحترام ؟ فهل من تعليق أو إضافة سدد الله خطاكم ؟


الجواب :

إنه لدليل على سخافة العقول وضعف التفكير ! .. فإن أدنى نظر فى هذه الحالة يدل على الخطأ الواضح البعيد عن الصواب .

فإن الله تعالى ولى المؤمنين وناصرهم ، وقد نصر عبده ورسوله عيسى عليه السلام ، ورفعه من بين أيدى أعدائه ، ونجاه من كيدهم ، ( ومكروا ، ومكر الله ، والله خير الماكرين ) [آل عمران 54] .

ولكن النصارى الذين غلوا فيه وأطروه ، ورفعوه عن العبودية لربه وهى أشرف مقامات الإنسان .. ثم مع ذلك تنقصوه ، وتنقصوا ربه عز وجل الذى اعتقدوه والده ، فإن إهانته وصلبه وخلع ملابسه ونصبه على هذه الخشبة دليل عجزه وضعفه عن مقاومة اليهود ، بل وعجز والده الذى هو رب العالمين ، الذى بيده الملك ، وله الخلق والأمر ، وهو المتصرف فى الوجود كما يريد ، وهو الذى يعز من يشاء ، ويذل من يشاء ، لا راد لحكمه ، ولا معقب لقضائه ، يفعل ما يشاء ، ويحكم ما يريد .

فيقال للنصارى : لقد أهنتم ربكم ، واستضعفتموه ، حيث صلب ابنه وعرى وأوثق مهيناً ضعيفاً لم ينصره أبوه بزعمكم ، فمثله لا يصلح أن يكون رباً وخالقاً .. تعالى وتقدس عما يقوله الكافرون والظالمون علواً كبيراً .