س 37 :

يعلق بعض النصارى صوراً ، زاعمين أنها لعيسى ـ عليه السلام ـ أو لمريم ابنة عمران وهى تحمل عيسى كما يدعون .. فهل يجوز ـ حفظكم الله ـ تصوير عيسى وأمه عليهما السلام ؟ وما الواجب على من وجد تلك الصور ؟


الجواب :

كل هذه الصور خيالية ، ولا يجوز إقرارها .

فمريم عليها السلام قد ماتت قبل الهجرة بمئات السنين ، وابنها رفع إلى السماء قبل بعثة النبى ـ عليه الصلاة والسلام ـ بأكثر من ستمائة سنة ، ولم يكن هناك من احتفظ بصورته أو رآه أو عرف مريم ، ولم يكن التصوير المعروف موجوداً حين ذاك ، فهذه التصاوير مكذوبة لا حقيقة لها .

وأما الحكايات التى تنقل أن أهل الكتاب عندهم صور الأنبياء كلهم حتى نبينا عليه الصلاة والسلام قبل أن يولد .. فكل ذلك لا حقيقة له ، ولا صحة لشىء منه . ولو كانت صحيحة لوجدها المسلمون بعد أن فتحوا بلاد الشام ونحوها .

فعلى هذا ، متى وجد شىء من هذه الصور وجب إتلافه مع القدرة ؛ لأن تصويرها سبب لعبادتها كما حصل لقوم نوح ومن بعدهم لما صوروا أولئك الصالحين وطال عليهم الأمد عبدوهم من دون الله .

والله أعلم .