3- توسل تلك المرأة الى المسيح عليه الصلاة والسلام أكثر من مرة حتى يساعدها دليل أنه لم يكن مرسل الى وثنيين أبدا
بالرغم من وجود علامات استفهام حول قصة المرأة الكنعانية ومدى صحتها بالشكل الذى نقرأه حاليا الا أننا لو فرضنا بصحتها فهي ليست دليل على أن رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام للعالم ولكنها دليل على أن رسالته كانت لبنى اسرائيل فقط وكان من كتبوا الأناجيل يعرفون هذا الأمر جيدا
وهى توضح لنا نظرة الاسرائيليين الذين كتبوا تلك القصة لغيرهم من الأمم وأنهم لا يستحقون الخبز وانما الفتات فقط فصاغوا تلك القصة بهذا الشكل فتخبرنا نصوص الأناجيل المختلفة بمسارعة المسيح عليه الصلاة والسلام بمساعدة أي شخص من بنى اسرائيل ولكن مع المرأة الأممية فانها تتذلل أكثر من مرة حتى يساعدها
فكيف يكون مرسل لقومها ويتركها بدون مساعدة حتى تظل تتوسل وتلح بهذا الشكل ؟؟؟!!!!!!!!!!!
وهذا يعنى استحالة أن يكون المسيح عليه الصلاة والسلام مرسل الى قومها
أ- المسيح عليه الصلاة والسلام يسارع الى مساعدة أي اسرائيلي بل انه كان يناديهم من نفسه ليساعدهم :-
نقرأ من انجيل لوقا :-
13 :10 (( و كان يعلم في احد المجامع في السبت ))
13 :11 و اذا امراة كان بها روح ضعف ثماني عشرة سنة و كانت منحنية و لم تقدر ان تنتصب البتة
13 :12 (( فلما راها يسوع دعاها )) و قال لها يا امراة انك محلولة من ضعفك
13 :13 و وضع عليها يديه ففي الحال استقامت و مجدت الله
13 :14 فاجاب رئيس المجمع و هو مغتاظ لان يسوع ابرا في السبت و قال للجمع هي ستة ايام ينبغي فيها العمل ففي هذه ائتوا و استشفوا و ليس في يوم السبت
13 :15 فاجابه الرب و قال يا مرائي الا يحل كل واحد في السبت ثوره او حماره من المذود و يمضي به و يسقيه
13 :16 (( و هذه و هي ابنة ابراهيم )) قد ربطها الشيطان ثماني عشرة سنة اما كان ينبغي ان تحل من هذا الرباط في يوم السبت
انه يهتم أن يشفى امرأة من ذرية سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام حتى أنه دعاها من نفسه حتى يشفيها وهو عكس ما فعله مع المرأة الأممية
و من انجيل متى :-
مت 8 :2 و اذا ابرص قد جاء و سجد له قائلا يا سيد ان اردت تقدر ان تطهرني
مت 8 :3 فمد يسوع يده و لمسه قائلا اريد فاطهر و للوقت طهر برصه
وأيضا :-
مت 12 :22 حينئذ احضر اليه مجنون اعمى و اخرس فشفاه حتى ان الاعمى الاخرس تكلم و ابصر
ومن انجيل مرقس :-
1 :40 فاتى اليه ابرص يطلب اليه جاثيا و قائلا له ان اردت تقدر ان تطهرني
1 :41 فتحنن يسوع و مد يده و لمسه و قال له اريد فاطهر
1 :42 فللوقت و هو يتكلم ذهب عنه البرص و طهر
ب- لا يساعد المرأة الأممية الا بعد توسلها أكثر من مرة وطلبها أن تأخذ الفتات :-
نرى من النصوص أن المرأة الأممية نادت المسيح عليه الصلاة والسلام وطلبت منه أن يرحمها ويساعد ابنتها ولكنه لم يستمع اليها
ثم تظل تصيح وراءه و التلاميذ ولكنه أيضا لا يستجيب
ثم تسجد له ولكنه أيضا لا يستجيب بل ويرد عليها بأن خبز البنين لا يطرح للكلاب أي أن الأمميين ليسوا على قدم المساواة مع بنى اسرائيل (وهذا يؤكد أن واضع تلك القصة كان يعلم أن المسيح عليه الصلاة والسلام مرسل الى بنى اسرائيل فقط )
ولكن مع اصرار المرأة وقولها أن الكلاب تأخذ الفتات (مت 15 :27) أي لا ضير من اعطاء الفتات لأممية وليس الخبز نفسه
وبناء عليه ساعدها وأعطى لأممية الفتات
و لو كان المسيح عليه الصلاة والسلام مرسل للوثنين ما كان انتظر لحظة واحدة حتى تتوسل اليه بهذه الطريقة وفى النهاية تطلب منه اعطاءها الفتات فى الوقت الذى يسارع فيه بمساعدة أي اسرائيلي
فالأنبياء يدعون الى عبادة الله فى الأقوام المرسلين اليهم بدون توسل من أحد لأنها أصلا رسالتهم وعملهم الموكلين بتنفيذه حتى أنهم كانوا يتعرضوا لمحاولات قتل ولكنهم لم يخافوا أو يترددوا فى اظهار دعوتهم الى الناس
لذلك كان يرسل المسيح عليه الصلاة والسلام تلاميذه الى مدن وتجمعات بنى اسرائيل للكرازة بينهم بدون أن يطلب سكان تلك المدن ذلك
ج مساعدة المسيح لها بعد ذلك بسبب اصرارها على أخذ الفتات (أي بناء على طلبها) وليس لأنه عمله الموكل به :-
أي شخص اذا رأى اصرار من أحد حتى يساعده بهذه الطريقة فلابد له فى النهاية أن يساعد هذاالشخص بعينه
يعنى هل يعقل أن يأتي شخص لنبي ويقول له أريد أن أؤمن فأفهمني ويتوسل اليه فيرفضه ويتركه ؟؟!!!
بالتأكيد لا
فهو فى النهاية سيساعده ((( بناء على طلبه ))) ، وليس لأنه عمله الموكل اليه
والا لماذا لم نراه يدخل صور وصيدا ويفعل المعجزات بين قومها ويساعد أخرين غيرها ؟؟!!!!
لأن رسالته لم تكن أبدا لهم
فكان مساعدته لواحدة منهم كان أمر خاص وليس عام
د- وما يؤكد ذلك هو ما ورد فى انجيل مرقس حيث كان يصر على ألا يعلم الأمميين :-
نقرأ من انجيل مرقس نفس القصة ولكنه بدأها باخبارنا بأن المسيح عليه الصلاة والسلام كان يتخفى حتى لا يعلم أحد
فنقرأ :-
7 :24 ثم قام من هناك و مضى الى تخوم صور و صيدا و دخل بيتا (( و هو يريد ان لا يعلم احد )) فلم يقدر ان يختفي
7 :25 لان امراة كان بابنتها روح نجس سمعت به فاتت و خرت عند قدميه
من الواضح أنه كان هناك اصرار من المسيح عليه الصلاة والسلام ألا يعلم الأمميين
والدليل على ذلك أنه لم يساعد أو يعلم أحد من الأمميين بعد ذلك الا تلك المرأة
وهذا يؤكد على أنه بالفعل كما قال (لم أرسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة)
المفضلات