لقد كانت عبادة الشمس كآلهة رومانية أمراً منتشراً في القرن الثالث بعد الميلاد في الأمميين الوثنيين (من غير اليهود) نظراً لانتشار هذا الأمر قروناً قبل ذلك. وكما جرت العادة، فإن الإمبراطور قسطنتين Constantine – الذي ترأس مجمع نيقية – قد اعتبر "تجسداً" للآلهة الشمس الرومانية. و لهذا السبب، و سعياً لإرضاء قسطنتين Constantine، قامت كنيسة الثالوث بترضيته بقليل من التوافق في النقاط التالية:
• حددوا عيد الميلاد ليكون في اليوم الخامس و العشرين من كانون الثاني (ديسمبر) موافقاً ليوم ولادة الآلهة الشمس الرومانية.
• بدلوا يوم السَبَت المسيحي من السبت إلى الأحد (وهو يوم الشمس)، ليتوافق مع مع اليوم المقدس للآلهة أبولو Apollo الآلهة الشمس (أنظر في الفصل الثالث).
• أخذوا من شعار الآلهة الشمس الرومانية – صليب النور – ليكون شعاراً للمسيحية. و قد كان الشعار الرسمي للمسيحية قبل ذلك سمكة تشير إلى العشاء الأخير (أنظر في الفصل الثالث).
• قاموا بدمج أغلب الطقوس التي تمارس في يوم ولادة الآلهة الشمس و أدخلوها في احتفالاتهم الخاصة.
دوّن لنا محمد عطاء الرحيم أن الحرص كان شديداً على ألا يشك العامة في كون قسطنتين Constantine قد أجبر هؤلاء الأساقفة على التوقيع رغماً عنهم، لذا التجأ إلى معجزة إلهية: فقد قام بجمع 270-4000 إنجيل (نسخة من كل إنجيل متوفر في ذلك الوقت) و وضعها تحت طاولة الاجتماع و أوصدت أبواب الغرفة عليها. ثم طلب من الأساقفة الصلاة بجدية طوال الليل. و في الصباح حدثت "معجزة" بأن جمعت الأناجيل التي قبلها أثانسيوس Athanasius (الأسقف الثالوثي لكنيسة الاسكندرية) و وضعت على الطاولة و أحرقت باقي النسخ.
المسيح نبي الإسلام – محمد عطاء الرحيم
Jesus Prophet of Islam, Muhammad ‘Ata ur-Rahim
"لعب عهد قسطنتين الدور في تحويل المسيحية من كونها ديانة لتصبح نظاماً سياسياً. و مع ذلك فقد حطّ من قدر هذا النظام السياسي بطريقة ما لينزله لمرتبة الوثنية، و بأخرى نهض به كنسخة مطورة عن الأساطير اليونانية القديمة. ((عندما يصطدم جسمان فإن هيئة كل منهما تتغير)) مثلٌ ينطبق على الواقع الاجتماعي و الحركي الميكانيكي. لقد عُدّلت الوثنية من قبل المسيحية، كما عثدّلت المسيحية من قبل الوثنية. لقد كان الهدف الأساسي لنقشات الثالوث التي اندلعت في مصر – موطن أتباع الثالوث – هو تحديد الموقف من كلمة (الإبن)"
تاريخ الصراع بين الدين و العلم – البروفسور جون درابر، ص 52-53
History of the Conflict between Religion and Science, Prof. John Draper, pp. 52-53

لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (78) كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (81)
القرآن الكريم - المائدة

إن التاريخ يكرر نفسه. لقد حذر الله اليهود في الماضي ألا يتنازلوا في دينهم للكفار. إلا أنهم عصوا الله و ظنوا أن قليلاً من كسب الرضى و التوافق هنا و هناك يمكن أن يأتي بـ"النفع الأكبر" و استمرار الإيمان. إن هذه النزعة للتنازل تكرر نفسها. القليل من التوافق هنا و تنازلٌ هناك و لن يطول الأمر حتى تندثر الفروقات. ولكن ما هو الثمن؟

إن هذا هو السبب في الحقيقة وراء تحذير نبي الله الخاتم محمد ( ) ألا يقدم أي تنازل في دين الله ولو كان بسيطاً مهما قدم الكفار من نتازلات سخية.

ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ (6) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7) فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9)
القرآن الكريم - القلم

---- يتبع