4- القتال من أجل اعلاء كلمة الحق على الأرض وألا تكون فتنة ، ولذلك كانت مملكة النبي الخاتم على الأرض

قال الله تعالى :- (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ (191) فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193)) (سورة البقرة)

قال الله تعالى :- (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37)قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ (38) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّه فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39))
صدق الله العظيم (سورة الأنفال)

لقد رأينا فى المبحث الثالث والسادس والثامن كيف استغل اليونانيين والرومان غلبتهم وحكمهم على الأرض فى فتنة بنى اسرائيل والأمم وابعادهم عن الدين الصحيح وتشويه الفطرة النقية وطبعهم بثقافتهم الفاسدة


فرأينا ما فعله اليونانيين ببنى اسرائيل ومحاولة طبعهم بثقافتهم المخالفة للفطرة النقية

سواء بالترغيب أو بالترهيب والقتل (مكابيين الأول 1: 43 الى 1: 45 ، 1: 60 ، 1: 63 الى 1: 65) واستطاعوا أن ينشروا ذلك بين بنى اسرائيل (يوحنا 7: 19 ، أعمال الرسل 7: 53)
حتى جعلوهم يقوموا بالألعاب الرياضية عراة و يضعوا قصص و تشبيهات مجازية لا تليق لها علاقة بتاريخهم ودينهم ثم تقديسها بعد ذلك ، وتشكيكهم فى الناموس وحرق كتبهم وتعذيب وقتل من يرفض أفكارهم (راجع سفري المكابيين الأول والثاني)

للمزيد راجع هذا الرابط :-

وكذلك فعل الرومان مع فئة من بنى اسرائيل اتبعت المسيح عليه الصلاة والسلام

فقاموا
بفتنتهم وتعذيبهم وتجميع كتب ورسائل تحتوى على أفكار ومعتقدات تخالف الشريعة وقاموا بالصاقها ببعض ممن عاصر المسيح عليه الصلاة والسلام حتى يوهموا الناس أن هذه هي الأفكار الصحيحة
ومن كان يرفض كان يلقى فى النار ويعذب ومن يتبعهم يغدقوا عليه بالأموال والمناصب
لقد فتنوا الناس فى عقيدتهم فى نور الحق


للمزيد راجع هذا الرابط :-


وكذلك كان يفعل كفار قريش مع المسلمين

استخدموا اساليب الترهيب والتعذيب البدني والنفسي حتى يفتنوا المسلمين فى دينهم
فعلى سبيل المثال :-
ياسر بن عامر وزوجته سمية بنت خياط وابنهما عمار
حتى أنه استشهدت سمية بنت خياط


وأيضا خباب بن الأرت لقد عذبه الكفار فكانوا يحولون الحديد الذى بمنزله الى قيود يحمونها بالنار ويلفون جسده بها، ولكنه صبر واحتسب

ونرى شكواه وأصحابه الى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام :-

((شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة ، فقلنا : ألا تستنصر لنا ، ألا تدعو لنا ؟ فقال : قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ، ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ، ما يصده ذلك عن دينه ، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ، ولكنكم تستعجلون ))
انتهى

وكذلك كان مصعب بن عمير وهشام بن العاص وغيرهم وأيضا كان أبو سلمة عندما فرق المشركون بينه وبين زوجته أم سلمة وابنه ، ورفضوا أن يأخذهم معه وأيضا أخذ المشركون من صهيب الرومي كل ماله حتى يسمحوا له بالهجرة ولم يكتفى المشركين بذلك ولكنهم مثلوا بجثث شهداء أحد

لذلك كان النبي الخاتم رحمة من رب العالمين للناس جميعا وذلك لاعلاء نور الحق وغلبة أتباعه على الأرض فترة طويلة من الزمان رحمة بالبشر حتى لا تكون فتنة فيطبقون الشريعة ويزيلون الحواجز أمام الناس لرؤية الحق (وهذا هو ما كان يخبر به أنبياء بنى اسرائيل قومهم فى النبوءات المختلفة فى سفر دانيال وفى سفر إشعياء وأيضا فى سفر رؤيا يوحنا )
فيخرجوا للناس ويأمروهم بالمعروف وينهوهم عن المنكر ويخبروهم بالحق فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر فلا اكره فى الدين

قال الله تعالى :- (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256))
صدق الله العظيم (سورة البقرة)

ولكن استمرار غلبة الكافرين وحكمهم فهذا يعنى استمرار بغيهم وضلالهم وفتنتهم للناس وطبعهم بثقافتهم المخالفة للفطرة النقية التي فطر رب العالمين عليها البشر وصدهم عن سبيل الحق لذلك كانت الحكمة والرحمة بالبشر فى أن مملكة النبي الخاتم هو ملك أرضى

فنقرأ من تفسير المنار لــ محمد رشيد رضا :-
وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله:-أي وقاتلهم حينئذ أيها الرسول [ ص: 553 ] أنت ومن معك من المؤمنين حتى تزول الفتنة في الدين بالتعذيب ، وضروب الإيذاء لأجل تركه ، كما فعلوا فيكم عندما كانت لهم القوة والسلطان في مكة ، حتى أخرجوكم منها لأجل دينكم ثم صاروا يأتون لقتالكم في دار الهجرة ، وحتى يكون الدين كله لله ، لا يستطيع أحد أن يفتن أحدا عن دينه; ليكرهه على تركه إلى دين المكره له فيتقلده تقية ونفاقا - ونقول : إن المعنى بتعبير هذا العصر : ويكون الدين حرا ، أي يكون الناس أحرارا في الدين لا يكره أحد على تركه إكراها ، ولا يؤذى ويعذب لأجله تعذيبا
ويدل على العموم قوله تعالى :
لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي( 2 : 256 ) وسبب نزول هذه الآية أن بعض الأنصار كان لهم أولاد تهودوا وتنصروا منذ الصغر فأرادوا إكراههم على الإسلام فنزلت ، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بتخييرهم ، ولكن المسلمين إنما يقاتلون لحرية دينهم ، وإن لم يكرهوا عليه أحدا من دونهم ، وما رضي الله ورسوله في معاهدة الحديبية بتلك الشروط الثقيلة التي اشترطها المشركون إلا لما فيها من الصلح المانع من الفتنة في الدين ، المبيح لاختلاط المؤمنين بالمشركين وإسماعهم القرآن ، إذ كان هذا إباحة للدعوة إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة ، ولرؤية المشركين حال المؤمنين ومشاهدتهم أنها خير من حالهم ، ولذلك كثر دخولهم في الإسلام بعدها ، وسمى الله هذا الصلح فتحا مبينا…… الخ )
انتهى


ومن موقع اسلام ويب نقرأ :-
(وأما معنى الآية باختصار فقد قال أهل التفسير معناها:- قاتلوا ـ أيها المؤمنون المشركين حتى لا يفتن مسلم عن دينه وحتى لا يبقى الشرك والظلم وصد الناس عن سبيل الله وحتى يكون دين الله هو الظاهر وكلمته هي العليا وتكون الحرية لعموم الناس فيختاروا من الأديان ما يريدون، فإذا اختاروا البقاء على دينهم كان الإسلام مهيمنا ظاهرا وكانوا تحت حماية الإسلام وأهله وفي ذمتهم... وإن اختاروا الإسلام فلهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم. " فإن انتهوا.. " عن ماهم عليه من الشرك وقتال المؤمنين فكفوا عنهم فإن من قاتلهم بعد ذلك فهو الظالم)
انتهى