3- والغريب أيضا أننا نجد بعد ذلك جملة قبول الأمم للايمان ، قد تكررت فى موقف أخر وكأن قبول الأمم للكلمة لم يحدث قبل ذلك

فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
14 :26 (( و من هناك سافرا في البحر الى انطاكية )) حيث كانا قد اسلما الى نعمة الله للعمل الذي اكملاه
14 :27 و لما حضرا و جمعا الكنيسة اخبرا بكل ما صنع الله معهما و (( انه فتح للامم باب الايمان ))

بولس وبرنابا يخبران بما حدث فى رحلتهما ويقولان أن الله عز وجل فتح للأمم باب الايمان
مما يعنى أن هذا الباب لم يكن مفتوحا قبل تلك الرحلة
أي أن الزعم بأن هناك أمميين (كرنيليوس) دخلوا فى الايمان قبل ذلك فى الاصحاح 11 وأن التلاميذ مجدوا الله عز وجل لهذا الأمر لم يحدث أصلا ولكنها كانت جملة وقصة مختلقة تم وضعها على يد أحد النساخ فى أحد الأزمان ثم جاء بعده من أكمل وضع القصص المختلقة

وكذلك فان (اليونانيين ) المقصودين فى الاصحاح 11 لم يكونوا الوثنيين أو أي أحد من الأمم ولكن كان المقصود هم الاسرائيليين ذو الثقافة اليونانية الذين فصلوا الدين عن أمور الحياة فتركوا العمل بالشريعة


4 - ثم نجد بولس فى الاصحاح الثامن عشر يهدد اليهود ويقول لهم أنه منذ الأن يذهب الى الأمم


وهذا يعنى أنه لم يذهب الى الأمم قبل ذلك
فنقرأ من سفر أعمال الرسل (ترجمة الفانديك) :-
18 :1 و بعد هذا مضى بولس من اثينا (( و جاء الى كورنثوس ))
ثم نقرأ :-
18 :4 و كان يحاج في المجمع كل سبت ((و يقنع يهودا و يونانيين ))
18 :5 و لما انحدر سيلا و تيموثاوس من مكدونية كان بولس منحصرا بالروح (( و هو يشهد لليهود )) بالمسيح يسوع
18 :6 و اذ كانوا يقاومون و يجدفون نفض ثيابه و قال لهم دمكم على رؤوسكم انا بريء(( من الان اذهب الى الامم ))

اذا كان (اليونانيين ) هنا بمعنى الوثنين (الأمميين) فى كورنثوس وكان بولس يقنعهم ويبشر بينهم فكيف يقول بولس بعد ذلك (من الأن أذهب الى الأمم ) ؟؟؟!!


فتلك الجملة تعنى أنه لم يبشر بين الوثنيين قبل ذلك ولا حتى فى كورنثوس
فنقرأ الترجمات المختلفة لهذا النص :-
الترجمة المشتركة :-
اع-18-6: ولكنهم كانوا يعارضون ويشتمون. فنفض ثوبه وقال لهم: دمكم على رؤوسكم، أنا بريء منكم. ((سأذهب بعد اليوم إلى غيركم من الشعوب)).

ومن ترجمة الأخبار السارة :-
18 :6 ولكنهم كانوا يعارضون ويشتمون. فنفض ثوبه وقال لهم: ((دمكم على رؤوسكم، أنا بريء منكم. سأذهب بعد اليوم إلى غيركم من الشعوب)).

ترجمة كتاب الحياة :-
اع-18-6: ولكنهم عارضوا شهادته وأخذوا يجدفون. فما كان منه إلا أن نفض ثوبه وقاللهم: «دمكم على رؤوسكم. أنا بريء! (((ومنذ الآن أتوجه لتبشير غير اليهود)))».



نلاحظ الآتي :-

1- فى العدد (4) يقول أنه (أي بولس) كان يقنع يهود ويونانيين (طبقا للقواميس المسيحية أي أنهم وثنين أو ناطقين باليونانية من غير اليهود أي أمميين)

2- ثم فى العدد (6) يقول أن بولس قال لهم (من الأن أذهب الى الأمم ) مما يعنى أنه قبل كلامه هذا لم يكن يكرز بين الأمم ولم يكن يقنعهم

3- الكلمة اليونانية المستخدمة والتي تم ترجمتها (منذ الأن) هي (νῦν)
و طبقا Strong's Exhaustive Concordance تعنى :-
henceforth, hereafter, now

أي بمعنى :- من الأن فصاعدا ، الأن

وهذا يعنى أنه لم يبشر بين الأمم قبل ذلك مطلقا ولم يكن هناك ايمان للأمم وانما كانت جمل وقصص محرفة تم وضعها تدريجيا بمرور الزمان وحتى هذه الجملة الأخيرة وتهديده لهم هي أيضا مختلقة كما سنرى بعد ذلك ان شاء الله

و لم تكن كلمة اليونانيين بمعنى الوثنيين ولكن كانت بمعنى الاسرائيلى المتشبه باليونانيين

للمزيد عن معنى اليونانيين راجع هذا الرابط :-