المبحث الثالث (3-1-5) :- من عملوا ارادة الأمم وعبدوا الأوثان هم بنى اسرائيل
نقرأ من رسالة بطرس الأولى :-
4 :3 لان زمان الحياة الذي مضى يكفينا (( لنكون قد عملنا ارادة الامم سالكين في الدعارة و الشهوات و ادمان الخمر و البطر و المنادمات و عبادة الاوثان المحرمة ))
فى الحقيقة أن الكلام هنا موجه الى بنى اسرائيل فى الشتات الذين قلدوا (الأمم) وسلكوا مثلهم
فهو لم يكن يتكلم عن الأمم بل يتلكم عن أمة كانت نقية ولكنهم سلكوا فى الباطل مثل باقي الأمم واستجابوا لأوامر ملوك الأمم الفاسدين فعلوا الفساد والموبقات
والدليل على ذلك هو :-
من سفري المكابيين الأول والثاني فان جزء كبير من بنى اسرائيل استجاب لارادة الأمم الكافرة وملوكهم الفاسقين وقلدوهم واتبعوا سننهم أي عملوا ارادة الأمم :-
فى الأزمان السابقة تكرر أن اتبع بنى اسرائيل سنن الأمم الكافرة فهناك من صنعوا العجل وعبدوه ، ثم أتى بعد ذلك من عبد أصنام الأمم المجاورة لهم والبعل ثم فى عصر سيطرة اليونانيين على العالم ومحاولتهم نشر ثقافتهم وأخلاقهم الفاسدة على الأمم ومن ضمنها أمة بنى اسرائيل حتى يحكموا سيطرتهم على العالم وخاصة عندما أمر الملك انطيوكس أن تترك الأمم سننها وأن تتبع سنن وأحكام اليونانيين ، فأتبعهم جزء كبير من بنى اسرائيل ، فعلموا بنى اسرائيل الدعارة المقدسة والسير عرايا وشرب الخمر
للمزيد عن نشر أخلاق اليونانيين الفاسدة بين بنى اسرائيل راجع هذا الرابط :-
فنقرأ من سفر المكابيين الأول :-
1: 12 و في تلك الايام خرج من اسرائيل ابناء منافقون فاغروا كثيرين قائلين هلم نعقد عهدا مع الامم حولنا فانا منذ انفصلنا عنهم لحقتنا شرور كثيرة
1: 13 فحسن الكلام في عيونهم
1: 14 و بادر نفر من الشعب وذهبوا الى الملك فاطلق لهم (( ان يصنعوا بحسب احكام الامم ))
1: 15 فابتنوا مدرسة في اورشليم ((على حسب سنن الامم ))
1: 16 (( و عملوا لهم غلفا وارتدوا عن العهد المقدس)) ومازجوا الامم وباعوا انفسهم لصنيع الشر
وأيضا :-
1: 43 و كتب الملك انطيوكس الى مملكته كلها بان يكونوا جميعهم شعبا واحدا ويتركوا كل واحد سننه
1: 44 فاذعنت الامم باسرها لكلام الملك
1: 45 (( و كثيرون من اسرائيل )) ارتضوا دينه (( وذبحوا للاصنام )) ودنسوا السبت
وأيضا نقرأ :-
1: 50 و يبتنوا مذابح وهياكل ومعابد للاصنام ويذبحوا الخنازير والحيوانات النجسة
1: 51 و يتركوا بنيهم قلفا ويقذروا نفوسهم بكل نجاسة ورجس حتى ينسوا الشريعة ويغيروا جميع الاحكام
1: 52 و من لا يعمل بمقتضى كلام الملك يقتل
1: 53 و كتب بمثل هذا الكلام كله الى مملكته باسرها واقام رقباء على جميع الشعب
1: 54 و امر مدائن يهوذا بان يذبحوا في كل مدينة
1: 55 (( فانضم اليهم كثيرون من الشعب كل من نبذ الشريعة فصنعوا الشر في الارض ))
كما نقرأ من سفر المكابيين الثاني عن تدنيس اليونانيين للهيكل :-
6: 4 و امتلا الهيكل عمرا وقصوفا (( واخذ الامم يفسقون بالمابونين ويضاجعون النساء في الدور المقدسة ويدخلون اليها ما لا يحل ))
6: 5 و كان المذبح مغطى بالمحارم التي نهت الشريعة عنها
وللمزيد عن هؤلاء راجع هذا الرابط :-
ما هي اليهودية الهلينستية
أي أنه كان يخاطب المشتتين من بنى اسرائيل ويخبرهم أنه يكفي الحياة الماضية أنهم عملوا ارادة الأمم واتبعوا سننهم مثلما أمروهم
المفضلات