المبحث السادس (6-8-4) :- زيف النصوص التي تزعم نجاح بولس فى أفسس ، فهو لم يكرز الا بين بنى اسرائيل فقط
أفسس عاصمة المقاطعة الرومانية آسيا و هي التي كان موجود بها هيكل أرطاميس المذكور فى سفر أعمال الرسل
للمزيد راجع هذا الرابط :-
و نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
19 :1 فحدث فيما كان ابلوس في كورنثوس ان بولس بعدما اجتاز في النواحي العالية جاء الى افسس فاذ وجد تلاميذ
ثم نقرأ :-
19 :20 هكذا كانت كلمة الرب تنمو و تقوى بشدة
ثم تخبرنا النصوص :-19 :24 لان انسانا اسمه ديمتريوس صائغ صانع هياكل فضة لارطاميس كان يكسب الصناع مكسبا ليس بقليل
19 :25 فجمعهم و الفعلة في مثل ذلك العمل و قال ايها الرجال انتم تعلمون ان سعتنا انما هي من هذه الصناعة
19 :26 و انتم تنظرون و تسمعون انه ليس من افسس فقط بل من جميع اسيا تقريبا استمال و ازاغ بولس هذا جمعا كثيرا قائلا ان التي تصنع بالايادي ليست الهة
19 :27 فليس نصيبنا هذا وحده في خطر من ان يحصل في اهانة بل ايضا هيكل ارطاميس الالهة العظيمة ان يحسب لا شيء و ان سوف تهدم عظمتها هي التي يعبدها جميع اسيا و المسكونة
19 :28 فلما سمعوا امتلاوا غضبا و طفقوا يصرخون قائلين عظيمة هي ارطاميس الافسسيين
الزيف هنا فى ادعاء أن الكلمة كانت تتقوى وتزداد فى أفسس لدرجة الادعاء بأن صناع الهياكل لأرطاميس تضايقوا بسبب كساد صناعتهم لأنه:-
1- الرسالة الثانية الى كورنثوس تخبرنا بفشل بولس فى آسيا :-
1 :8 فاننا لا نريد ان تجهلوا ايها الاخوة من جهة ضيقتنا التي اصابتنا في اسيا اننا تثقلنا جدا فوق الطاقة حتى ايسنا من الحياة ايضا
نجد أن موقف بولس فى أسيا كان موقف عصيب لدرجة أنه يأس من الحياة فلم يكن فقط مجرد اثارة مشكلة
فاذا كانت هناك مشكلة مثل التي صنعها ديمتريس فى وجود ايمان أعداد كثيرة فهذا لا يجعل شخص مؤمن ييأس من الحياة
فاليأس من الحياة معناه فشل دعوته فى أسيا بما فيها أفسس
وهذا يعنى زيف تلك النصوص التي حاولت الادعاء أن دعوة بولس كانت تنتشر فى أفسس وأسيا وزيادة أعداد المصدقين به محاولين ايهام الناس أن هذا أثر على رواج صناعة الأوثان
فهذا التأثير المزعوم لم يحدث أصلا
لأن بولس أصلا فى أفسس كان يبشر فى مجمع اليهود بين اليهود واليونانيين (اليونانيين فى العهد الجديد كانت تعنى بنى اسرائيل الذين ارتدوا عن الشريعة وقلدوا اليونانيين الحقيقيين -
للمزيد راجع هذا الرابط :-فنجد أن بولس فى أفسس كان يقابل تلاميذ ويدخل مجمع اليهود ويكرز لليهود واليونانيين وليس الى الأمم (أعمال 19 :1 ، 19 :8 ، 19 :10)
2- وكذلك فى رسالة تيموثاوس الثانية والتي كانت من أخر رسائله نجده يشتكى بالاضطهاد والارتداد عنه
فنقرأ :-
1 :15 انت تعلم هذا ان جميع الذين في اسيا ارتدوا عني الذين منهم فيجلس و هرموجانس
وآسيا المذكورة فى العهد الجديد هي :-
(مقاطعة الرومانية و كانت تقع في غرب آسيا الصغرى وكانت تشمل ميسيا وليديا وكارية وجزءًا من فريجية وبعض الموانيء البحرية المستقلة وترواس وبعض الجزر الساحلية. وكانت أفسس عاصمة هذه المقاطعة في أزمنة العهد الجديد.)
انتهى
كما نقرأ أيضا :-
3 :10 و اما انت فقد تبعت تعليمي و سيرتي و قصدي و ايماني و اناتي و محبتي و صبري
3 :11 و اضطهاداتي و الامي مثل ما اصابني في انطاكية و ايقونية و لسترة اية اضطهادات احتملت و من الجميع انقذني الرب
وأيضا :-
4 :10 لان ديماس قد تركني اذ احب العالم الحاضر و ذهب الى تسالونيكي و كريسكيس الى غلاطية و تيطس الى دلماطية
أي أنه لا يوجد نجاح لكرازته أصلا
3- أكيلا وبريسكلا فى أفسس ومع ذلك لم يسمع أحد من التلاميذ الموجودون فى أفسس أي شئ عن تعاليم بولس
ومما يثبت أيضا زيف تلك القصة من أولها الى أخرها وأنها قصة مختلقة على سفر أعمال الرسل هو أننا نعرف من النصوص التي تسبقها أن بولس قد ترك بريسكلا وأكيلا فى أفسس ليدعو الناس
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
18 :18 و اما بولس فلبث ايضا اياما كثيرة ثم ودع الاخوة و سافر في البحر الى سورية و معه بريسكلا و اكيلا بعدما حلق راسه في كنخريا لانه كان عليه نذر
18 :19فاقبل الى افسس و تركهما هناك و اما هو فدخل المجمع و حاج اليهود
ثم نقرأ :-
18 :24ثم اقبل الى افسس يهودي اسمه ابلوس اسكندري الجنس رجل فصيح مقتدر في الكتب
18 :25 كان هذا خبيرا في طريق الرب و كان و هو حار بالروح يتكلم و يعلم بتدقيق ما يختص بالرب عارفا معمودية يوحنا فقط
18 :26 و ابتدا هذا يجاهر في المجمع فلما سمعه اكيلا و بريسكلا اخذاه اليهما و شرحا له طريق الرب باكثر تدقيق
اذا نعرف من تلك النصوص أن اكيلا وبريسكلا كانا فى أفسس وكانا يدخلان مجمع اليهود وكانوا يعلمان اليهود بتعاليمهم
ولكن الغريب أن يأتي بعد ذلك هذا النص من سفر أعمال الرسل :-
19 :1 فحدث فيما كان ابلوس في كورنثوس ان بولس بعدما اجتاز في النواحي العالية جاء الى افسس فاذ وجد تلاميذ
19 :2 قال لهم هل قبلتم الروح القدس لما امنتم قالوا له و لا سمعنا انه يوجد الروح القدس
19 :3 فقال لهم فبماذا اعتمدتم فقالوا بمعمودية يوحنا
التلاميذ فى أفسس لم يسمعوا بتعاليم بولس فأين كان أكيلا وبريسكلا ؟؟؟!!!!!!!!!!!!
هذا يوضح أن القصة فى الاصحاح 19 عن نجاح تعاليم بولس فى أفسس كانت قصة مختلقة
المفضلات