التلاميذ كرزوا بالختان ولم يؤمنوا بصليب :-
عرفنا أن من بشر الى تطبيق الناموس (أي كرز بالختان ) لم يكرز بصليب لأن الختان هو عثرة الصليب
والسؤال هو:- من الذين كرزوا بالختان ولم يؤمنوا بصليب ؟؟
و الاجابة موجودة فى رسالة غلاطية ، انهم التلاميذ بطرس وبرنابا ويعقوب الذين لم يفتخروا بصليب ولم يكرزوا ولا آمنوا و لا تفاخروا به
رسالة غلاطية :-
6 :12 جميع الذين يريدون ان يعملوا منظرا حسنا في الجسد هؤلاء يلزمونكم ان تختتنوا لئلا يضطهدوا لاجل صليب المسيح فقط
6 :13 لان الذين يختتنون هم لا يحفظون الناموس بل (( يريدون ان تختتنوا انتم لكي يفتخروا في جسدكم ))
6 :14 (( و اما من جهتي فحاشا لي ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح )) الذي به قد صلب العالم لي و انا للعالم
يهاجم المتمسكين بالناموس بينما هو يفتخر بالصليب
مما يعنى أن هؤلاء الذين يدعون الى تطبيق الناموس لا يكرزوا أصلا بالصليب
لذلك فالمعنى الذى يريد قوله فى تلك الرسالة والذى يوضح لنا حقيقة اعتقاد الحواريين :-
أ- جميع الذين (غلاطية 6 :12 )
أي بطرس وبرنابا ويعقوب وباقي التلاميذ حيث سبق وأن ذكرهم وهاجمهم بالاسم بسبب تمسكهم بالناموس والختان فى الاصحاح الثاني من نفس الرسالة (غلاطية 2 :11 الى 2 :13 )
فنقرأ من رسالة غلاطية :-
2 :11 و لكن (( لما اتى بطرس الى انطاكية قاومته مواجهة لانه كان ملوما ))
2 :12 لانه قبلما ((اتى قوم من عند يعقوب)) كان ياكل مع الامم و لكن لما اتوا كان يؤخر و يفرز نفسه (( خائفا من الذين هم من الختان ))
2 :13 و راءى معه باقي اليهود ايضا ((حتى ان برناباايضا انقاد الى ريائهم))
2 :14 لكن لما رايت انهم لا يسلكون باستقامة حسب حق الانجيل قلت لبطرس قدام الجميع ان كنت و انت يهودي تعيش امميا لا يهوديا فلماذا تلزم الامم ان يتهودوا
زعم كاتب الرسالة أن بطرس لم يكن ملتزما بتقليد اليهود والناموس ولكنه التزم بعد ذلك بسبب خوفه من اليهود و اتهمه هو و باقي التلاميذ بالرياء ، فهو يتهمهم بالنفاق
وهو هنا يحاول أن يرد على ما قاله الحواريين على بولس من أنه كان فى البداية يكرز بالختان وليس بصليب و أنه هو من خالفهم
فنقرأ من رسالة الى غلاطية :-
5 :11 و اما انا ايها الاخوة (( فان كنت بعد اكرز بالختان فلماذا اضطهد بعد اذا عثرة الصليب قد بطلت ))
فحاول الزعم بالعكس و أنهم من خالفوا بولس بعد موافقتهم فى البداية على تعاليمه بالرغم من عدم استطاعته احضار ما يثبت زعمه لأنه قال أن تلك الموافقة كانت على انفراد (غلاطية 2: 2)
ب- يلزمونكم أن تختتنوا (غلاطية 6 :12 )
أن التبرر بالختان وتطبيق الناموس أي أن التلاميذ كانوا يكرزوا بالناموس وليس الصليب
بدليل قوله فى نفس الرسالة :-
4 :21 قولوا لي انتم (( الذين تريدون ان تكونوا تحت الناموس )) الستم تسمعون الناموس
وأيضا
5 :2 ها انا بولس اقول لكم انه (( ان اختتنتم )) لا ينفعكم المسيح شيئا
ثم قوله :-
5 :4 قد تبطلتم عن المسيح ايها (( الذين تتبررون بالناموس )) سقطتم من النعمة
فالختان كان رمز للتبرر بالناموس
ج- يريدون ان تختتنوا انتم لكي يفتخروا في جسدكم و اما من جهتي فحاشا لي ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح
هذا يوضح أنه هو من كان ينادى بالكرازة بالصليب بينما لم يبشر الحواريين بصليب ولكن كانوا يبشروا بالعودة الى الناموس
ولهذا السبب لا نجد الاشارة الى صليب فى رسالة يعقوب وانما التأكيد على أهمية الناموس
والذى يؤكد ذلك أنه يقول أنه يفتخر بالصليب فنقرأ :-
6 :14 و اما من جهتي فحاشا لي ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي و انا للعالم
كما قال فى رسالة كورنثوس الأولى :-
2 :2 لاني لم اعزم ان اعرف شيئا بينكم الا يسوع المسيح و اياه مصلوبا
وكلمة الافتخار هنا تعنى الايمان و هي موجودة فى سفر إرميا
فنقرأ من سفر إرميا :-
9 :23 هكذا قال الرب لا يفتخرن الحكيم بحكمته و لا يفتخر الجبار بجبروته و لا يفتخر الغني بغناه
9 :24 (( بل بهذا ليفتخرن المفتخر بانه يفهم و يعرفني اني انا الرب )) الصانع رحمة و قضاء و عدلا في الارض لاني بهذه اسر يقول الرب
أي أن كاتب الرسالة كان يكرز بالصليب وهو يشير الى هؤلاء الذين يطبقون الناموس انهم لا يفتخرون بالصليب أي أنهم لا يكرزوا به ولا يؤمنوا به أصلا
المفضلات