جملة (الى هذا اليوم) تؤكد أن قصة القبض على المسيح عليه الصلاة والسلام والصلب لم يتم كتابتها فى نفس الجيل المعاصر للمسيح عليه الصلاة والسلام ولكن فى زمان متأخر:-



نقرأ من انجيل متى وهو يقص علينا قصة شراء الكهنة لحقل الفخاري وجعلوه مقبرة للغرباء بفضة يهوذا الذى أخذها منهم مقابل تسليمه ليسوع وتسميته بحقل الدم
فنقرأ :-
مت 27 :3 حينئذ لما راى يهوذا الذي اسلمه انه قد دين ندم و رد الثلاثين من الفضة الى رؤساء الكهنة و الشيوخ
مت 27 :4 قائلا قد اخطات اذ سلمت دما بريئا فقالوا ماذا علينا انت ابصر
مت 27 :5 فطرح الفضة في الهيكل و انصرف ثم مضى و خنق نفسه
مت 27 :6 فاخذ رؤساء الكهنة الفضة و قالوا لا يحل ان نلقيها في الخزانة لانها ثمن دم
مت 27 :7 فتشاوروا و اشتروا بها حقل الفخاري مقبرة للغرباء
مت 27 :8 (( لهذا سمي ذلك الحقل حقل الدم الى هذا اليوم ))

جملة
(الى هذا اليوم) وباليونانية τῆς σήμερον

تعنى أن تلك القصة تم كتابتها فى زمان بعد زمان الجيل المعاصر لتلك الأحداث بفترة طويلة
ولو كانت تلك الجملة تم كتابتها فى نفس زمان المعاصرين للمسيح عليه الصلاة والسلام ما كان كتبها اطلاقا

وهى نفس الجملة التي وردت على لسان المسيح عليه الصلاة والسلام فى انجيل متى الاصحاح 11 وهو يتحدث أنه اذا كانت المعجزات التي تمت على يديه حدثت فى سدوم لكانت بقيت (الى اليوم)
وبالطبع كان هناك فترة زمنية كبيرة بين زمان سدوم وعمورة وبين زمان المسيح عليه الصلاة والسلام

فنقرأ من انجيل متى :-
مت 11 :23 و انت يا كفرناحوم المرتفعة الى السماء ستهبطين الى الهاوية لانه لو صنعت في سدوم القوات المصنوعة فيك لبقيت (( الى اليوم ))

τῆς σήμερον

ونفس هذا الاسلوب نراه فى سفري أخبار الأيام الأول وأخبار الأيام الثاني (أخبار الأيام الأول 4 :41 ، 4 :43 ، 13 :11 ) ، (سفر أخبار الأيام الثاني 5 :9 ، 20 :26 )

فنقرأ من سفر أخبار الأيام الأول :-

13 :11 فاغتاظ داود لان الرب اقتحم عزا اقتحاما و سمى ذلك الموضع فارص عزا الى هذا اليوم
وأيضا نقرأ فى سفر أخبار الأيام الثاني :-
10 :19 فعصى اسرائيل بيت داود الى هذا اليوم
وأيضا :-
20 :26 و في اليوم الرابع اجتمعوا في وادي بركة لانهم هناك باركوا الرب لذلك دعوا اسم ذلك المكان وادي بركة الى اليوم
والسفرين كان يقص فيهما كاتبه أحداث فترة زمنية طويلة امتدت آلاف السنين لم يعاصرها

ونفس الجملة سنجدها فى سفري الملوك الأول والثاني (سفر الملوك الأول 10 :12 ، 12 :19 ) ، (ملوك الثاني 2 :22 ،10 :27 ، 14 :7 )
اللذين كانا يقص فيهما الكاتب فترة زمنية امتدت مئات السنين لم يعاصرها

وفى الحقيقة فان الجملة كلها فى ( مت 27 :8 ) تؤكد أن كاتبها لم يكن معاصر لتلك الأحداث ولكنه أتى بعدها بفترة طويلة وكان يكتب آرائه الشخصية حسب ما وصل اليه من أخبار سواء كانت صحيحة أم خاطئة فهو لم يكن شاهدا على تلك الأحداث لأنه يشرح لماذا كان تسمية حقل الفخاري بحقل الدم بينما المعاصرين كان من المفترض أنهم يعرفون السبب ولم يكونوا بحاجة الى أن يشرح لهم أحد ذلك