المبحث الثاني (2-5-4):- كاتب الرسالة يحدد من يحدثهم فى بداية الرسالة ويصفهم بأنهم قوم لهم ايمان سابق ولم يتم الكرازة بينهم بتعاليمه أي أنه يتحدث الى بنى اسرائيل فى شتات روما الذين لم يكرز بينهم أحد قبل ذلك
نقرأ من رسالة الى رومية النصوص الآتية :-
1 :8 اولا اشكر الهي بيسوع المسيح من جهة جميعكم ان ايمانكم ينادى به في كل العالم
وأيضا :-
1 :11 لاني مشتاق ان اراكم لكي امنحكم هبة روحية لثباتكم
1 :12 اي لنتعزى بينكم بالايمان الذي فينا جميعا ايمانكم و ايماني
وأيضا قوله :-
1 :15 فهكذا ما هو لي مستعد لتبشيركم انتم الذين في رومية ايضا
ومن هذه النصوص نكتشف الآتي :-
1- فى الاصحاح الأول من تلك الرسالة نجد أن كاتب الرسالة يتحدث الى قوم ليسوا على علم سابق بتعاليمه
ففى العدد 11 نجد أن كاتب الرسالة يريد أن يذهب الى رومية ليمنحهم هبة روحية (أي أن تعاليمه لم تكن لديهم قبل تلك الرسالة )
وفى العدد (15) يقول أنه مستعد للذهاب اليهم للتبشير بينهم ويؤكد على ذلك بقوله (ايمانكم وايماني )
أي أن ايمانهم مختلف عن ايمانه وأنه لم يكرز بينهم قبل ذلك بتعاليمه
ومما يؤكد ذلك هو هذا النص :-
1 :13 ثم لست اريد ان تجهلوا ايها الاخوة انني مرارا كثيرة قصدت ان اتي اليكم و منعت حتى الان ليكون لي ثمر فيكم ايضا كما في سائر الامم
مما يعنى أن التعاليم التي يريد كاتب الرسالة أن ينشرها بينهم لم تكن لديهم قبل ذلك لاعن طريقه ولا عن طريق أحد من أتباعه
2- ومع أنهم ليسوا على علم سابق بتعاليمه ولم يكرز بينهم الا أنهم قوم مؤمنين فايمانهم ينادى به فى العالم
هم ليسوا على علم سابق بتعاليمه ومع ذلك هو يصفهم بالايمان فنجده يقول لهم أن ايمانهم ينادى به فى العالم
فنقرأ :-
1 :8 اولا اشكر الهي بيسوع المسيح من جهة جميعكم ان ايمانكم ينادى به في كل العالم
و نجده يقول أن لهم ايمان وله ايمان وذلك فى العدد (12)
مما يعنى أن ايمانهم مختلف عن ايمانه
وهذا يعنى أنه يتحدث الى بنى اسرائيل أي اليهود
فهم الوحيدين الذين كان لهم ايمان سابق على الانجيل وهو ايمانهم بالتوراة وبالناموس
فنقرأ من تفسير القس أنطونيوس فكرى :-
(إيمانكم= هم لهم إيمان ولكننا سنري أن بولس يريد أن يصحح مفاهيمهم ويخلصهم من تعاليم الناموس. ولكن واضح أن إيمانهم ذاع وانتشر في كل العالم.)
انتهى
فمن يتم وصفه بأن له ايمان وأنه مؤمن كان اليهود
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
16 :1 ثم وصل الى دربة و لسترة و اذا تلميذ كان هناك اسمه تيموثاوس ابن امراة يهودية مؤمنة و لكن اباه يوناني
ان من يتم وصفهم بالايمان وانهم مؤمنين كان اليهود وليس الوثنيين فمن المستحيل أن يقول أن الوثنيين ايمانهم ينادى به حتى من قبل وصول تعاليمه اليهم
وهذا يعنى استحالة كونهم من الوثنيين ولكنهم من بنى اسرائيل
3- أي أنه يتحدث الى قوم من بنى اسرائيل
سواء كانوا يهود يؤمنوا بالتوراة فقط أو أنهم من اليهود الذين اتبعوا طريق التلاميذ (الحواريين )
(ملحوظة :-
من المعروف أن تعاليم التلاميذ كانت مختلفة عن تعاليم بولس وفى نفس الوقت فان التلاميذ كانوا يبشروا بين بنى اسرائيل فقط (راجع رسالة غلاطية ورسالة يعقوب 1 :1 ) أي أنه فى كل الأحوال يتحدث الى بنى اسرائيل )
انتهى
وعليه فان من يتحدث اليهم هم بنى اسرائيل سواء يهود متمسكين بالشريعة (عن طريق عقيدتهم اليهودية أو عن طريق تعاليم التلاميذ ) أو اليهود يونانيين (بنى اسرائيل الذين تشبهوا باليونانيين) الذين تركوا الشريعة وهم من مزجوا الأفكار الوثنية بالمعتقدات اليهودية وأيضا اليهود الذين ارتدوا واعتنقوا المعتقدات الوثنية
وكاتب الرسالة هنا يدخل اليهم من مدخل الأخلاق حتى يستطيع أن يمرر بينهم معتقداته وأفكاره المرفوضة من اليهود ، وكل ذلك حتى يجتذب اليه اليهود اليونانيين الرافضين للشريعة فنجده يطاوعهم على ذلك بدلا من أن يدعوهم الى العودة الى الشريعة
4-كاتب الرسالة يصف من يحدثهم بأنهم أحباء الله وهذا وصف بنى اسرائيل
نجد كاتب الرسالة يصف فى بداية الرسالة من يحدثهم قائلا لهم :-
1 :7 الى جميع الموجودين في رومية (( احباء الله )) مدعوين قديسين نعمة لكم و سلام من الله ابينا و الرب يسوع المسيح
هو يصفهم بذلك لأنهم فى الأصل من بنى اسرائيل فقد كان بنى اسرائيل يقولون أنهم أحباء الله بدليل أنه من نفس رسالة رومية يصف بنى اسرائيل بالأحباء
فيقول :-
11 :26 و هكذا سيخلص (( جميع اسرائيل )) كما هو مكتوب سيخرج من صهيون المنقذ و يرد الفجور عن يعقوب
11 :27 و هذا هو العهد من قبلي لهم متى نزعت خطاياهم
11 :28 من جهة الانجيل هم اعداء من اجلكم و اما من جهة الاختيار (( فهم احباء من اجل الاباء ))
ومن تفسير القس أنطونيوس فكرى يقول :-
(أما فيما يختص باختيارهم الذي سبق وأعده الله منذ وقت طويل فهم محبوبون من الله من أجل آبائهم بالجسد، لذلك فرفضهم جزئيًا.)
انتهى
5- ومما يؤكد ذلك هو أن الاصحاح الثاني والثالث موجه لبنى اسرائيل
فالاصحاح الثاني هو استكمال للاصحاح الأول ونجد أن كلامه من الواضح جدا أنه موجه لليهود الذين يدينون الناس بالناموس
مما يؤكد أن الاصحاح الأول كان أيضا عن بنى اسرائيل
فنقرأ من تفسير القس أنطونيوس فكرى :-
(هذا الإصحاح يحدثنا عن أن اليهود كانوا يدينون الأمم ويقول أيضا :-هذا الإصحاح موجه حقًا لليهودي
وأيضا :-
لِذلِكَ: عائدة علي ما فات. فبولس الرسول هنا يكلم اليهود الذين يدينون الأمم علي أعمالهم، بينما هم يعملون نفس الأعمال، بالرغم من معرفتهم بالناموس.)
انتهى
كما أننا نجد كاتب الرسالة يقول :-
2 :17 هوذا انت (( تسمى يهوديا )) و تتكل على الناموس و تفتخر بالله
وهذا يؤكد أن الرسالة موجهة الى بنى اسرائيل اذا كاتب الرسالة يتحدث الى بنى اسرائيل أيا كانت طوائفهم حتى وان كانوا مسيحيين فهم مسيحيين من بنى اسرائيل لأن الأمر كان خاص ببنى اسرائيل فقط
6- كاتب الرسالة يتحدث الى بنى اسرائيل فى الشتات
فنجده يقول :-
2 :23 الذي تفتخر بالناموس ابتعدي الناموس تهين الله
2 :24 لان اسم الله يجدف عليه بسببكم بين الامم كما هو مكتوب
وهذا يؤكد أنه لا يتحدث الى الأمم ولكن الى بنى اسرائيل فى الشتات فهو لا يدعو الأمميين ولكن يدعو قوم عرفوا رب العالمين ولكنهم حادوا بطرق مختلفة
وهذا يعنى أن الاصحاحان الثاني والثالث يتكلم عن فئة معينة من بنى اسرائيل وهم اليهود المتمسكون بالشريعة
المفضلات