المبحث الأول (1-2-3) :- الأنبياء يواجهون بنى اسرائيل لتحريفهم الكتاب


كتاب المسيحيين يوضح لنا على سابقة قيام بنى اسرائيل بتحريف كتابهم كما يوضح لنا أيضا السبب هو حبهم للدنيا والمال ما كان يدفعهم الى ذلك بيعهم الآخرة بثمن قليل لينالوا رضا حكام أزمانهم

فنقرأ من سفر إرميا :-

6 :13 لانهم من صغيرهم الى كبيرهم كل واحد مولع بالربح و من النبي الى الكاهن كل واحد يعمل بالكذب
وأيضا :-
8 :8 كيف تقولون نحن حكماء و شريعة الرب معنا حقا انه الى الكذب حولها قلم الكتبة الكاذب
وأيضا :-
23 :36 اما وحي الرب فلا تذكروه بعد لان كلمة كل انسان تكون وحيه اذ قد حرفتم كلام الاله الحي رب الجنود الهنا
23: 37 هكذا تقول للنبي بماذا اجابك الرب و ماذا تكلم به الرب
23: 38 و اذا كنتم تقولون وحي الرب فلذلك هكذا قال الرب من اجل قولكم هذه الكلمة وحي الرب و قد ارسلت اليكم قائلا لا تقولوا وحي الرب
23: 39 لذلك هانذا انساكم نسيانا و ارفضكم من امام وجهي انتم و المدينة التي اعطيتكم و اباءكم اياها
23: 40 و اجعل عليكم عارا ابديا و خزيا ابديا لا ينسى

بالطبع ان النص من سفر إرميا أوضح أن اليهود حرفوا فى كلام الله عز وجل وبسبب ذلك فان الله عز وجل وضع عليهم عار وخزى أبدى
فسفر إرميا قال أن بنى اسرائيل نسوا وحى الرب

وهذا يعنى أن الكتاب نفسه تم تحريفه
لأنه لو كان الكتاب موجود كما هو ما كانوا نسوا الوحي و ما كان استطاع أحد أن ينسيهم الوحي

واذا كان زعم علماء المسيحية عن هذا النص أنه لا يعدو كذب كلام أنبياء كاذبون
لكان سفر إرميا قال لهم
(ارجعوا الى وحى الرب الذى فى الكتاب)
ولكنه لم يقل لهم هذا لأن الكتاب نفسه تم تحريفه

ويؤكد هذا :-
((اما وحي الرب فلا تذكروه بعد لان كلمة كل انسان تكون وحيه اذ قد حرفتم كلام الاله الحي رب الجنود الهنا))

فعندما نحلل هذا النص نجد أن :-
سبب نسيانهم وحى الرب وتذكرهم فقط كلام البشر هو تحريفهم فى وحى الرب
وما هو وحى الرب الحقيقي ؟؟؟
انه كلام الله الذى خرج من لسان أنبياءه الحقيقين
وأين كان وحى الرب الحقيقي ؟؟؟؟
كان فى التوراة

أي أن التوراة تم تحريفها
يعنى أن الأمر تعدى مرحلة كذب أنبياء ولكنه وصل الى مرحلة أن
((وحى الرب))
الموجود عندهم عند طريق الأنبياء الحقيقيين تم ((تحريفه))
وكان هذا سبب نسيانهم وحى الرب

بطريقة أخرى :-

بعد تحريفهم ووضع كلام من أنفسهم زعموا أنه وحى الرب
فيحذرهم الرب من فعلتهم تلك ومن نسبهم كلامهم الذى من أنفسهم والادعاء بأنه وحى الرب

فهذا النص يثبت أنهم قاموا بتحريف كلام الاله
فأين حرفوه ؟؟؟؟!!!!!!!!!!!

بالتأكيد فى كتابهم الذى اعتبروه مقدسا وادعوا أن هذا الكلام الموجود به هو كلام الرب
لذلك فهو يحذرهم فلا يقولوا على كلامهم أنه وحى الاله فهو ليس وحى الاله ولكنه كلامهم

والدليل على ذلك

أنهم لم يعودوا يتذكروا أو يعرفوا كلام الاله لأنهم حرفوه ونسوه
أصبحوا لا يتذكروا الا كلام الانسان الكاذب والذى اعتبروه وحى الله وأعطوه قداسة وماهو بمقدس أصلا
و هذا يؤكد على أنهم جعلوا من الأكاذيب وحى وادعوا أنه وحى الرب
وهذا يعنى التحريف فى كتبهم التي قالوا أنها مقدسة
لأنهم أصلا كانوا يدونون كلام الاله فى كتب فعندما يحرفوه ويصل الأمر لدرجة النسيان فهذا يعنى أن التحريف امتد الى الكتاب الذى أخبروا الناس انه المقدس

هذا يعنى بكل بساطة
أن نصوص الكتاب الذى يعتقدوا أنه مقدس قام اليهود بتحريفه
وفى سفر إرميا يحذرهم من تلك الفعلة التي فعلوها لذلك فان لهم الخزى والعار الأبدي

ومن سفر إشعياء :-

29: 11 و صارت لكم رؤيا الكل مثل كلام السفر المختوم الذي يدفعونه لعارف الكتابة قائلين اقرا هذا فيقول لا استطيع لانه مختوم
وأيضا :-
29: 15 ويل للذين يتعمقون ليكتموا رايهم عن الرب فتصير اعمالهم في الظلمة و يقولون من يبصرنا و من يعرفنا
29: 16 ((( يا لتحريفكم)))) هل يحسب الجابل كالطين حتى يقول المصنوع عن صانعه لم يصنعني او تقول الجبلة عن جابلها لم يفهم
وأيضا :-
سفر المزامير 78: 56فَجَرَّبُوا وَعَصَوْا اللهَ الْعَلِيَّ، وَشَهَادَاتِهِ لَمْ يَحْفَظُوا،

لم يحفظوا شهاداته
والكلمة العبرية التي جاءت بمعنى الحفظ هي :- ((שָׁמַר )) برقم 8104
وهى تأتى بمعنى الحراسة والاحتفاظ بها وحمايتها ومراقبتها ومن قاموس سترونج فنجد ان معناها ( حارس ، حراسة ، الاحتفاظ به ، مراقبته ، حمايته)
(bodyguard ، careful to keep ، guardsmen ، observe ، protects )


ونجد ان نفس هذه الكلمة العبرية هي المستخدمة فى سفر التكوين بمعنى (حارس)
سفر التكوين 4: 9
فَقَالَ الرَّبُّ لِقَايِينَ: «أَيْنَ هَابِيلُ أَخُوكَ؟» فَقَالَ: «لاَ أَعْلَمُ! أَحَارِسٌ أَنَا لأَخِي؟»

وأيضا :-
من سفر أخبار الأيام الثاني :-


34 :13 و كانوا على الحمال و وكلاء على كل عامل شغل في خدمة فخدمة و كان من اللاويين كتاب و عرفاء و بوابون
34 :14 و عند اخراجهم الفضة المدخلة الى بيت الرب وجد حلقيا الكاهن سفر شريعة الرب بيد موسى
34 :15 فاجاب حلقيا و قال لشافان الكاتب قد وجدت سفر الشريعة في بيت الرب و سلم حلقيا السفر الى شافان
34 :16 فجاء شافان بالسفر الى الملك و رد الى الملك جوابا قائلا كل ما اسلم ليد عبيدك هم يفعلونه
34 :17 و قد افرغوا الفضة الموجودة في بيت الرب و دفعوها ليد الوكلاء و يد عاملي الشغل
34 :18 و اخبر شافان الكاتب الملك قائلا قد اعطاني حلقيا الكاهن سفرا و قرا فيه شافان امام الملك
34 :19 فلما سمع الملك كلام الشريعة مزق ثيابه
34 :20 و امر الملك حلقيا و اخيقام بن شافان و عبدون بن ميخا و شافان الكاتب و عسايا عبد الملك قائلا
34 :21 اذهبوا اسالوا الرب من اجلي و من اجل من بقي من اسرائيل و يهوذا عن كلام السفر الذي وجد لانه عظيم غضب الرب الذي انسكب علينا (( من اجل ان ابائنا لم يحفظوا كلام الرب)) ليعملوا حسب كل ما هو مكتوب في هذا السفر

كان سفر الشريعة الحقيقي مخبأ ومخفيا خبأوه آباء بنى اسرائيل وهم المسؤولين عن حفظه وأخفوه عن الناس وعندما وجدوه بعد ذلك بزمان عرف الملك بمدى جرم ما فعله آبائهم فهم بذلك (لم يحفظوا كلام الرب)
وهذا يؤكد ان حفظ الكتاب كان مسؤولية وامانة فى عنق بنى اسرائيل
وانهم قد خانوا الأمانة وضيعوا الكتاب و حرفوا فيهلذلك شعر الملك بفداحة ما حدث

(ملحوظة :-
من الغريب أن ينكر المسيحيين تحريف كتابهم لأن ببساطة شديدة اذا كان اليهود أمناء على الكتاب فلماذا كان يرسل اليهم رب العالمين هذا العدد الكبير من الأنبياء
فبعثة النبي هي لتصحيح وتصويب أفعال ومعتقدات القوم المرسل اليهم وهذا يعنى أنه لم يعد هناك ما يصحح لهم أفعالهم ولا حتى فى الكتاب لأنه تم تحريفه أو اخفاء أجزاء منه )
انتهى

وأيضا من سفر عاموس :-
2 :4 هكذا قال الرب من اجل ذنوب يهوذا الثلاثة و الاربعة لا ارجع عنه ((لانهم رفضوا ناموس الله و لم يحفظوا فرائضه و اضلتهم اكاذيبهم التي سار اباؤهم وراءها ))

((أضلتهم أكاذيبهم التي سار اباؤهم وراءها ))

وهذا يؤكد على تحريف الكتاب وظهور قصص وكلام ما أنزل الله عز وجل به من سلطان