2- الثواب والعقاب والاخبار بهم وكذلك الاخبار بالحق حتى وان تعارض مع هوى النفس هو رحمة الله عز وجل بالبشر


حتى يعودوا عن طريق الضلال

مثل الأعصاب التي خلقها رب العالمين لنا
والتي من ضمن وضائفها هو أن تجعلنا نشعر بالألم حتى ندرك بوجود مرض ما ، أى أنها تلفت انتباهنا الى وجود مشكلة فى أجسامنا
فننتبه الى ضرورة العلاج
أو تنقل الى الدماغ ما تراه العين من خطر يتهددنا حتى نسرع بالابتعاد عن هذا الخطر


ولكن الذى يقول أنه لا عقاب ولا تأديب أو يقول أن كل الملل شئ واحد وهى من عند الله عز وجل أو أن الله عز وجل سيغفر للذين كفروا و كذبوا بآياته أو أحد من أنبيائه أو كتبه ، ويدخلهم الجنة مخالفا بذلك لكلام القرآن الكريم
فهو الذى يريد بهم الشر فهو يجعلهم نيام لا يدركون حقيقتهم حتى يفجأوا فى النهاية بالعقاب الأخروي الذى لا ينفع معه ندم


مثال على ذلك :-
انسان معرض لانفجار فى الزائدة الدودية وهو يشعر بالألم نتيجة ذلك
ولكنه بدلا من أن يبحث عن مصدر الألم لعلاجه يذهب ويأخذ المسكنات حتى لا يشعر بألم فى بطنه و بالتالى لن يعرف بوجود مرض و خطأ ما بداخله
فلا يبحث عن مصدر هذا الألم ليعالجه ليحيى
ويظل هكذا حتى تكون النهاية بموته


كذلك الانسان الذى يضلل الناس فهو يسكنهم و يوهمهم أنهم على صواب أو أنه لا عقاب فى الدنيا ولا فى الآخرة لتظل الناس على كفرها وفسقها

وكذلك هؤلاء الذين يغضبون من كلمة الحق أو ممن يحاولون التدليس على الناس وايهامهم بعكس ما أخبر به القرآن الكريم
فهم مثل الأنبياء الكاذبون فى بنى اسرائيل فكانوا يقولون لهم لا ثواب ولا عقاب ولا شريعة وكانوا يخفون عنهم الحق حتى يأتي العقاب فجأة

(ملحوظة :-
لذلك انى أتعجب ممن يغضب من وصف القرآن الكريم لأصحاب العقائد والملل الكافرة بحقيقة كفرهم ويتباهى أنه ليس عنده كلمة كافر ، فمواجهة الكفرة بكفرهم هو لخيرهم فى الدنيا والآخرة حتى يفيقوا ويبحثوا ليدركوا الحق
فكلام الرسول الحقيقي مثل السيف الذى يفرق بين الحق والباطل
أما الكلام المبهم الذى يزعم أن الكل واحد مهما اختلفت عقائدهم أو أعمالهم بحجة الانسانية أو يغير فى مفاهيم ومعاني الكلام ويقول أنه يستخدم اسلوب مهذب وأنه لا يكفر أحد كذب بكتب الله عز وجل أو أحد رسله ، فهو الكاذب الذى يريد الشر بالناس

وللعلم ان كلمة كافر وردت فى العهد القديم على اليونانيين وأتباعهم من كهنة اليهود
(مكابيين أول 7: 9 )، (مكابيين الثاني 4: 13 ، 8: 14 ، 10: 4 ، 13: 4 ) وأيضا(يشوع بن سيراخ 16: 7 ) كما وردت عدم حب مبغضي الرب (أخبار الثاني 19: 2) ، (مزامير 139: 21 ، 139: 22 )
انتهى