المطلب الثالث :- ما كان سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام يهوديا
1- من ناحية الاسم كمسمى فئوي من الوطن :-
معنى كلمة يهودي:-
أصل اسم "يهودي" من يهوذا
و يهوذا هو اسم أحد أبناء سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام (التكوين 29 :35 ، 35: 23 )
ثم أصبح اسم لسبطه (الخروج 31: 2 ، تثنية 33 :7 ، يشوع 14 :6 )
ثم أصبح اسم لمملكة يهوذا الجنوبية التي كانت تضم سبط يهوذا وبنيامين والكهنة اللاويين (هوشع 4 :15 ، إرميا 2 :28 ، إرميا 32 :12 )
ثم أصبح اسم لكل أسباط بنى اسرائيل ، وكان فى كل تلك المراحل السابقة دلالة على عرق أو موطن ولم يتحول لمسمى ديانة الا فى مرحلة متأخرة ، أي أن كلمة اليهودية فى أصلها تعود الى اسم شخص ثم اسم سبط انتموا لهذا الشخص فكانوا فى أحد الأجيال صالحون ثم فى أجيال أخرى فاسدون
أي أنه من المستحيل أن يكون سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام يهودي فهذا المسمى ومملكة يهوذا ظهرت بعده
2- من ناحية المضمون وجوهر العقيدة اليهودية :-
اليهود حرفوا فى الكتاب فكذبوا على أنبياء الله عز وجل و لم يتركوا نقيصة ما لم يلصقوها بأنبياء الله عز وجل بالرغم من أن كتابهم يخبرهم أن أنبياء الله عز وجل لم يكونوا فاسقين (راجع سفر إرميا 23)
كما أنهم لم يطبقوا الشريعة وحرفوا فيها حسب هواهم
فنقرأ من انجيل يوحنا :-
7 :19 اليس موسى قد اعطاكم الناموس و ليس احد منكم يعمل الناموس لماذا تطلبون ان تقتلوني
ونصوص صريحة من العهد الجديد تقر بأن اليهود لم يعملوا أعمال سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام (أى عدم الاستسلام لما يأمرهم به الله عز وجل )
فنقرأ من انجيل يوحنا :-
8 :39 اجابوا و قالوا له ابونا هو ابراهيم قال لهم يسوع (( لو كنتم اولاد ابراهيم لكنتم تعملون اعمال ابراهيم))
وأيضا من انجيل لوقا :-
16 :29 قال له ابراهيم عندهم موسى و الانبياء ليسمعوا منهم
16 :30 فقال لا يا ابي ابراهيم بل اذا مضى اليهم واحد من الاموات يتوبون
16 :31 (( فقال له ان كانوا لا يسمعون من موسى و الانبياء و لا ان قام واحد من الاموات يصدقون ))
كما أنهم لم يستسلموا لأوامر رب العالمين عندما رفضوا رسله وكذبوهم أي أنهم لم يكونوا مسلمين
فنقرأ من سفر الملوك الثاني :-
17 :13 و اشهد الرب على اسرائيل و على يهوذا عن يد جميع الانبياء و كل راء قائلا ارجعوا عن طرقكم الردية و احفظوا وصاياي فرائضي حسب كل الشريعة التي اوصيت بها اباءكم و التي ارسلتها اليكم عن يد عبيدي الانبياء
17 :14 فلم يسمعوا بل صلبوا اقفيتهم كاقفية ابائهم الذين لم يؤمنوا بالرب الههم
17 :15 و رفضوا فرائضه و عهده الذي قطعه مع ابائهم و شهاداته التي شهد بها عليهم و ساروا وراء الباطل و صاروا باطلا و وراء الامم الذين حولهم الذين امرهم الرب ان لا يعملوا مثلهم
لقد أرسل الله عز وجل لهم الأنبياء ليخبروهم بالحق ولكنهم رفضوا أن يستجيبوا وساروا وراء الباطل فرفضوا اتباع سيدنا يحيى عليه الصلاة والسلام (يوحنا المعمدان عند المسيحيين ) فهم خالفوا ارادة الله عز وجل ولم يكونوا مثل سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام
مت 21 :31 (( فاي الاثنين عمل ارادة الاب )) قالوا له الاول قال لهم يسوع الحق اقول لكم ان العشارين و الزواني يسبقونكم الى ملكوت الله
مت 21 :32 (( لان يوحنا جاءكم في طريق الحق فلم تؤمنوا به )) و اما العشارون و الزواني فامنوا به و انتم اذ رايتم لم تندموا اخيرا لتؤمنوا به
وكذلك فهم رفضوا رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام والآيات التي جاءهم بها وكذلك رفضوا رسالة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بينما المستسلم لأوامر رب العالمين هو من يطيع أنبياءه ويصدق كلام رب العالمين الذى يخبرهم به عن طريق رسله ((كلا فى زمانه ))
فالحواريين كانوا مسلمين فى زمانهم لأنهم أطاعوا ما أمرهم به رب العالمين وصدقوا وأمنوا برسوله الذى أرسه فى ذلك الزمان وهو المسيح بن مريم عليه الصلاة والسلام ، فلم يكفروا مثل اليهود فى ذلك الزمان
قال الله تعالى :- ( وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُواْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ( 111 ) ) (سورة المائدة)
قال الله تعالى :- (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ( 52 ) ) (سورة آل عمران)
قال الله تعالى :- (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (155) وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ( 158 ))
صدق الله العظيم (سورة النساء)
أي أنه لم يكن سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام يهوديا لا من ناحية الاسم ولا جوهر العقيدة
فالاسم نشأ بعده ، والعقيدة اختلفت بسبب تحريف اليهود للكتاب وتغيرهم فى الشريعة وعدم تطبيقها كاملة ورفضهم الاستسلام لأوامر رب العالمين وكفرهم بآياته التي جعلها على يد أنبياءه ورسله
المفضلات