5- باختصار من المستحيل أن يكون اليونانيين هم أتقياء متعبدون من الأمم ولا دخلاء ولا دخيل باب لأن
من الواضح أن كلمة اليونانيين (الهيلنيين) تم اطلاقها على أشخاص تختنوا وهم الذين صعدوا للهيكل فى عيد الفصح (يوحنا 12: 20 )
وأيضا تم اطلاقها على أشخاص لم يختنوا وكان محظور دخولهم الهيكل ( أعمال 21 :28 ، 16 :3 ، غلاطية 2 :3 ) ولكنهم كانوا فى نفس الوقت يدخلون مجامع اليهود ويسمعون توراتهم (أعمال 14 :1 ، 17 :4 ، 18 :4 ) فى الوقت الذى كان يحظر فيه التلمود سماع الأممي لتوراة اليهود
وبالتالي فمن المستحيل لليهود المتدينون والذين كانوا يثيرون الجموع ضد بولس لأنه كان يتكلم ضد الناموس ، أن يقبلوا بدخول الأممي مجمعهم ويسمع توراتهم
مما يعنى أنهم ليسوا من الأمم أصلا ولكنهم من صلب بنى اسرائيل
أ- اليهودي فى ذلك العصر لا يلتصق بشخص أجنبي غير مختون :-
هؤلاء اليونانيين كان مسموح لهم دخول مجامع اليهود والالتصاق بهم (أعمال 14 :1 ، 17 :1 الى 17 :4 ،18 :4 )
بينما اليهودي فى ذلك العصر لا يلتصق بشخص أجنبي حتى وان كان تقى (أعمال 10 :2 ،10 :28 ) الا اذا كان هؤلاء الذين يلتصق بهم اليهودي اما أن يكونوا دخلاء (يطبقوا الشريعة كاملا )
أو دخيل باب (يطبق جزء وليس الكل) أو من بنى اسرائيل حتى وان كان غير ملتزم بالشريعة فهو ليس أجنبي
ب- ولكن فى نفس الوقت هؤلاء اليونانيين لم يكونوا مختونين ولم يطبقوا الشريعة
وهذا يعنى استحالة أنهم دخلاء من الأمم كما أن كتبة العهد الجديد لم يطلقوا عليهم هذا المسمى
لأن الدخلاء من الأمم كان يجب أن يطبقوا الشريعة اليهودية أي يختنوا (راجع تعريف الدخلاء المبحث الثالث - الفصل الأول - الباب الخامس)
ج- هؤلاء اليونانيين لم ينطبق عليهم شروط دخيل الباب :-
كما أن هؤلاء اليونانيين لم يقيموا فى أرض فلسطين و لكنهم كانوا يقيمون فى بلاد أخرى و كان ينطبق عليهم قوانين البلد التي يقيمون فيها ولا يخضعون لسلطة مملكة بنى اسرائيل بينما من شروط دخيل الباب أن يكون مقيم فى أرض فلسطين ويخضع لسلطة مملكة بنى اسرائيل وكان هذا المسمى وهذه الامتيازات يتم اعطاءها للكنعانيين والأدوميين فى الأصل
هذا بالاضافة الى أنه غير مسموح له بالاشتراك فى شعائر عيد الفصح الا اذا كان مختون
مما يعنى أنهم ليسوا دخلاء باب
فمن الأصل دخلاء الباب انتهوا مع انتهاء مملكة بنى اسرائيل وسبيهم واحتلالهم ، فلم يعد لهم وجود فى ذلك العصر بدليل أن بطرس لم يعتبر كرنيليوس دخيل باب بالرغم من أنه رجل تقى (أعمال 10 :2 ،10 :28 )
د- التلمود يحظر سماع الأممي لتوراة اليهود ، واليونانيين الحقيقيين لا يفهمون يونانية الترجمة السبعينية ، بينما اليونانيين فى سفر أعمال الرسل كانوا يدخلون مجامع اليهود ويسمعون توراتهم :-
كان التلمود يحظر سماع الأممي توراة اليهود
وذلك تفسيرا منهم لنص فى سفر التثنية يقول :-
33 :4 بناموس اوصانا موسى (( ميراثا لجماعة يعقوب ))
أي أنه يجب أن يكون من صلب اسرائيل أو تحول الى اليهودية تماما وتختن
كما أن اليونانيين الحقيقيين لم يفهموا يونانية الترجمة السبعينية
وهذا يعنى أنهم لم يدخلوا مجامع اليهود ولم يتعبدوا بشئ لا يفهموه
بينما اليونانيين فى سفر أعمال الرسل كانوا يستمعون للتوراة ويصلون مع اليهود فى مجامعهم ولم يختنوا فى نفس الوقت
اذا هم ليسوا دخلاء باب وليسوا دخلاء ولم يختنوا أي أنهم لم يطبقوا الشريعة ومع ذلك كان مسموح لهم دخول مجامع اليهود والاستماع لتوراتهم فى عصر كان التلمود يحظر فيه على الأجنبي سماع التوراةوهذا يعنى أنهم كانوا من بنى اسرائيل ولكنهم متأثرين الثقافة اليونانية
6 - اليونانيين الذين صعدوا ليسجدوا فى العيد هم من بنى اسرائيل
انهم من بنى اسرائيل المتشبهين باليونانيين ولكنهم مختونين
والا ما كان تم السماح لهم بالصلاة والصعود على جبل مقدس لدى اليهود (يوحنا 12 :20 )
وهؤلاء تم الاشارة اليهم فى سفر أعمال الرسل الاصحاح 6 حيث لم يجد المتمسكين بالشريعة أي اشكالية فى التعامل معهم لأنهم مختونين بينما كانوا يرفضوا الأكل مع غير المختون (أعمال 11 :2 ، 11 :3 ) ، ولكنهم تسموا يونانيين نظرا للغتهم اليونانية وعدم تمكنهم من الحديث باللغة العبرية أو الآرامية وأيضا ميلادهم فى بلاد اليونان مثلهم مثل (فرتيون و ماديون و عيلاميون) (أعمال 2 :9)
فلقد كان الاسرائيلي الذى يتشبه باليونانيين على عدة أوجه فهناك من اكتفى بالتحدث باليونانية وعدم معرفة العبرية أو الآرامية مطلقا وهناك من قلد اليونانيين فى عاداتهم ولم يختن ولا يحافظ على الشريعة وهناك من تمادى وعبد الأوثان أو مزج الأفكار اليونانية الوثنية مع المعتقدات اليونانية فدرجة التقليد لليونانيين كانت تختلف
(للمزيد عن أنواع الاسرائيليين راجع هذا الرابط :
والأدلة على أن الذين صعدوا لسجدوا فى الهيكل (يوحنا 12 :20 ) من بنى اسرائيل هو :-
أ- فى ظل اصرار المسيح عليه الصلاة والسلام على عدم التعامل مع الأمميين ثم نجد قبول التلاميذ طلب اليونانيين برؤية المسيح عليه الصلاة والسلام بدون اعتراض فهذا يعنى أنهم كانوا من بنى اسرائيل :-
كان المسيح عليه الصلاة والسلام يوصى التلاميذ بألا يبشروا للأمميين وألا يدخلوا بيوتهم ولا مدنهم لأنه مرسل الى بنى اسرائيل
فنقرأ من انجيل متى :-
مت 10 :5 هؤلاء الاثنا عشر ارسلهم يسوع و اوصاهم قائلا الى طريق امم لا تمضوا و الى مدينة للسامريين لا تدخلوا
مت 10 :6 بل اذهبوا بالحري الى خراف بيت اسرائيل الضالة
كما نقرأ :-
مت 15 :24 فاجاب و قال لم ارسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة
ولم يساعد المرأة الكنعانية الا بعد توسلها
لذلك لو كان هؤلاء اليونانيين من غير بنى اسرائيل وطلبوا لقاء يسوع كان التلاميذ سيعترضوا حتى ولو قليلا
ولكن هذا لم يحدث فهم لم يعترضوا بل أبلغوا المسيح عليه الصلاة والسلام
مما يدل على أنهم ليسوا ممن كان ينطبق عليهم عدم التعامل الذى أمر المسيح تلاميذه به
أي أنهم من بنى اسرائيل
ب- لو كان هؤلاء اليونانيين من الأمم ما كان سيحتاج بطرس لرؤية تعلمه أن يتعامل ويبشر للأمميين فى (أعمال 10 :9 الى 10 :28 )
وما كان غضب التلاميذ من بطرس لأنه أكل مع رجال غير مختونين (أعمال 11 :2 ، 11 :3 )
بل انه من الواضح جدا من سفر أعمال الرسل أن المسيح عليه الصلاة والسلام لم يشير من قريب ولا من بعيد أن رسالته ستكون الى الأمم
فنقرأ ما يقوله بطرس عن توصية المسيح عليه الصلاة والسلام لهم :-
10 :42 (( و اوصانا ان نكرز للشعب )) و نشهد بان هذا هو المعين من الله ديانا للاحياء و الاموات
لم يقول أنه أوصاهم أن يكرزوا الى الأمم
ج- بعض الدارسين وعلماء المسيحية يرجحون أن هؤلاء اليونانيين كانوا من بنى اسرائيل :-
فمن تفسير القمص تادرس يعقوب نقرأ :-
(يرى البعض أنهم يهود، تشتتوا وارتبطوا بالثقافة الهيلينية، لهذا دُعوا يونانيين ……..
ويرى آخرون أنهم أمميون، ففي العصور المتأخرة سمح اليهود لبعض الأمم الأتقياء أن يأتوا إلى الهيكل في العيد )
انتهى
وكل هذا يؤكد أن كلمة (هيلنيين) () فى انجيل يوحنا تعنى انهم من بنى اسرائيل ولكن يعيشون فى الشتات الذين استخدموا اللغة اليونانية وتركوا اللغة العبرية أو الآرامية وتسموا بأسماء يونانية وكان هؤلاء مختونين مثلهم مثل الهلينستيين فى (أعمال 6 :1 ) فكانوا مختونين
والدليل على ذلك
أنه لم يتم اثارة اشكالية الختان معهم وانما تم اثارتها بعد ذلك بفترة
وقد يرجع السبب فى اختلاف الصيغتيين مرجعه الى :-
اما خطأ من النساخ الذين نسخوا انجيل يوحنا فبدلا من أن يكتبوا هلينستيين كتبوا هيلنيين
أو أنهم كانوا يعيشون فى الشتات واخذوا امتيازات الهيلنيين الحقيقيين فأصبح يتم تسميتهم هيلنيين وسبق وأن أوضحت من الموسوعة اليهودية أن بنى اسرائيل فى الشتات كان يتم اطلاق مسمى هيلنيين عليهم (راجع الفقرة 2- المبحث الثاني من أدلة دلالة (الهلنيين والهلنستيين) فى العهد الجديد أنهم الاسرائيليين المتأغرقين)
7- أما اليونانيين فى سفر أعمال الرسل ( أعمال 21 :28 ) والذين كانوا السبب فى اثارة اليهود ومنعهم من دخول الهيكل فهم أيضا من بنى اسرائيل ولكنهم تشبهوا باليونانيين
فهؤلاء من بنى اسرائيل ولكنهم غير مقيدين بعادات اليهود و غير مختونين ، حيث أنه كان من المعروف أن أتباع بولس غير مختونين بدليل أنه من نفس النص نجد أن اليهود يقولون عنه (الرجل الذي يعلم الجميع في كل مكان ضدا للشعب و الناموس)
والهيكل فى أورشليم
عند اليهود هو أقدس مكان ، وحتى اليهودي المتدين والذى يطبق الشريعة لا يمكن أن يدخله الا اذا أدى طقوس الطهارة ، وكان أول بناء له على يد سيدنا سليمان عليه الصلاة والسلام
وبالهيكل مكان يسمى قدس الأقداس وهو مكان لا يدخله الا الكهنة
ومكان هذا الهيكل عليه خلاف شديد بين المؤرخين و يعتقد بعضهم أنه كان يقع داخل الحرم القدسي الشريف أو بجواره ، وطبقا للشريعة اليهودية فكان يجب على اليهودي أن يؤدى طقوس الطهارة المفروضة قبل دخول هذا الهيكل الذى كان به مرحضة (خروج 30 :18 الى 30 :21 ، 40 :7 ،
40 :11 ، 40 :12 ، 40 :30 الى 40 :32 ، ملوك الأول 7 :38)
وهذا الهيكل تم بناؤه وهدمه ثلاث مرات ، وأخر مرة تم هدمه فيها كان فى عام 70 ميلادي على يد الرومان
والهيكل مذكور فى العهد الجديد و الكلمة اليونانية المستخدمة هي :-
وفى الترجمة الانجليزية (temple )
والدليل على ذلك هو ما نقرأه من سفر أعمال الرسل :-
28 :20 فلهذا السبب طلبتكم لاراكم و اكلمكم (( لاني من اجل رجاء اسرائيل موثق بهذه السلسلة ))
بولس يخبر يهود روما بأنه تم وضعه فى هذه السلاسل من أجل رجاء اسرائيل أي بسبب تعاليمه التي يعتقد أنها ستخلص بنى اسرائيل
واذا رجعنا بالنصوص لنعرف قصة وضعه فى السلاسل سنعرف أن هذا حدث عندما كان فى أورشليم وبالتحديد فى الهيكل ورآه قوم من اليهود وصرخوا بأنه يعلم الناس بخلاف الناموس وأنه أدخل معه يونانيين للهيكل
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
21 :27 و لما قاربت الايام السبعة ان تتم راه اليهود الذين من اسيا في الهيكل فاهاجوا كل الجمع و القوا عليه الايادي
21 :28 صارخين يا ايها الرجال الاسرائيليون (( اعينوا هذا هو الرجل الذي يعلم الجميع في كل مكان ضدا للشعب و الناموس و هذا الموضع حتى ادخل يونانيين ايضا الى الهيكل و دنس هذا الموضع المقدس))
21 :29 لانهم كانوا قد راوا معه في المدينة تروفيمس الافسسي فكانوا يظنون ان بولس ادخله الى الهيكل
وهذا يعنى أن هؤلاء اليونانيين من أتباع بولس كانوا من بنى اسرائيل أيضا ، فهو موثوق فى سلاسل من أجلهم و من أجل تعاليمه اليهم حتى يخلصوا
لنعرف قصة وضعه فى السلاسل سنعرف أن هذا حدث عندما كان فى أورشليم وبالتحديد فى الهيكل ورآه قوم من اليهود وصرخوا بأنه يعلم الناس بخلاف الناموس وأنه أدخل معه يونانيين للهيكل
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
21 :27 و لما قاربت الايام السبعة ان تتم راه اليهود الذين من اسيا في الهيكل فاهاجوا كل الجمع و القوا عليه الايادي
21 :28 صارخين يا ايها الرجال الاسرائيليون (( اعينوا هذا هو الرجل الذي يعلم الجميع في كل مكان ضدا للشعب و الناموس و هذا الموضع حتى ادخل يونانيين ايضا الى الهيكل و دنس هذا الموضع المقدس))
21 :29 لانهم كانوا قد راوا معه في المدينة تروفيمس الافسسي فكانوا يظنون ان بولس ادخله الى الهيكل
وهذا يعنى أن هؤلاء اليونانيين من أتباع بولس كانوا من بنى اسرائيل أيضا ، فهو موثوق فى سلاسل من أجلهم و من أجل تعاليمه اليهم حتى يخلصوا
8 - أما اليونانيين الذين كانوا بداخل مجامع اليهود فى الشتات
فهم أيضا من بنى اسرائيل المتشبهين باليونانيين ولكن كان مسموح لهم بدخول مجامع اليهود فى الشتات (الكنيس) حيث أنه أقل قداسة من الهيكل كما أن نظرة اليهودي للاسرائيلي حتى وان عصى كانت تختلف عن نظرته للأممي حتى وان تهود
فاليهودي يرى أن الاسرائيلي الذى تهلهن هو خائن للشريعة ولكن فى نفس الوقت يرى أنه بالرغم من جميع أخطاء بنى اسرائيل الا أنه ظل وصفهم فى التوراة وكتب الأنبياء وأيضا التلمود بأنهم (شعب الله) حتى من أخطأ منهم وعبد البعل فان كتابهم يخبرهم برجوعهم الى الايمان وأنهم أبناء الله
(هوشع 1 :9 و 1 :10)
(راجع هذا الرابط )
كما نجد هذا المعنى بوضوح فى رسالة غلاطية حيث نقرأ :-
2 :15 نحن بالطبيعة يهود و لسنا من الامم خطاة
والمقصود أنهم بالميلاد كلهم يهود وليسوا من الأمم الخطاة ، فلهم وضع مميز بالميلاد عن باقي الأمم وليسوا بحاجة الى الأعمال
لذلك فحتى عندما يخطئ أحدهم ويترك الشريعة التي اتبعها أجداده (مثل هؤلاء اليونانيين) أو حتى يرتد الى دين أخر فانه نظرا لكونه من الناحية العرقية من بنى اسرائيل فانه يظل من الشعب المختار ، ومن أبناء الله
لذلك فلا مانع أن يدخل الاسرائيلي المتهلهن مجامع اليهود(الكنيس) فى الشتات
الكنيس :-
هو مكان تجمع اليهود للصلاة والعبادة ودراسة التوراة وتم انشاؤه أثناء السبي البابلي وفى الشتات وهو مكان مقدس أيضا ولكنه أقل قداسة من الهيكل
والكلمة اليونانية المستخدمة هو( ) والترجمة الانجليزية (synagogue)
وفى الترجمات العربية (مجمع)
وللمزيد عن تلك المجامع فى هذا الرابط :-
المفضلات