2- و من المستحيل أنهم الأتقياء من الأمم للأسباب الآتية :-
أ - من الموسوعة اليهودية فان التلمود يحظر تدريس التوراة لغير اليهود أي أنه يحظر على أي غريب دخول مجمع اليهود ويسمع توراتهم :-
انتشر فى الشتات اليهودي الكنيس أي المجمع وهى معابد خاصة باليهود للصلاة والتعبد فيها
وهذا الكنيس كان أقل قداسة من الهيكل فى أورشليم ولكن فى نفس الوقت لم يكن مسموح للغريب الذى لم يتحول الى اليهودية تحول كامل أن يدخله ويسمع توراتهم
فنقرأ من الموسوعة اليهودية :-
التلمود يحظر تدريس التوراة لغير اليهود
Hence the Talmud prohibited the teaching to a Gentile of the Torah,
وذلك فى اعتقادهم تطبيقا لهذا النص من سفر التثنية :-
33 :4 بناموس اوصانا موسى (( ميراثا لجماعة يعقوب ))
مما يعنى استحالة دخول الأمم مجامع اليهود والصلاة معهم حتى وان كانوا أتقياء
وهذا يؤكد على أن اليونانيين الذين كانوا داخل مجامع اليهود والمذكورين فى سفر أعمال الرسل كانوا من بنى اسرائيل فى الشتات
ب- اليهود فى عصر كتابة العهد الجديد لم يسمحوا بالجلوس والأكل مع أتقياء من الأمم لا يطبقون الشريعة و هذا يعنى استحالة سماحهم لهؤلاء بدخول مجامعهم والصلاة معهم
فالأتقياء الأجانب الذين لم يتحولوا الى اليهودية تحول كامل فلم يختنوا لا يمكن لليهودي الالتصاق به أو السماح له بدخول هيكلهم
بدليل فى سفر أعمال الرسل (الجملة التي قالها بطرس لكرنيليوس ) بالرغم من أنه من الأتقياء ولكنه لم يتحول الى اليهودية ولم يتبع طقوس التحول والختان
فنقرأ وصف كرنيليوس بأنه تقى:-
10 :1 و كان في قيصرية رجل اسمه كرنيليوس قائد مئة من الكتيبة التي تدعى الايطالية
10 :2 و هو تقي و خائف الله مع جميع بيته يصنع حسنات كثيرة للشعب و يصلي الى الله في كل حين
ولكن مع ذلك فمحرم على اليهودي الالتصاق به :-
10 :28 فقال لهم انتم تعلمون كيف هو محرم على رجل يهودي ان يلتصق باحد اجنبي او ياتي اليه و اما انا فقد اراني الله ان لا اقول عن انسان ما انه دنس او نجس
ونرى التلاميذ أيضا يرفضون الجلوس والأكل مع رجل تقى ولكنه غير مختون مثل كرنيليوس
فهم غضبوا من جلوس بطرس وأكله مع رجل غير مختون
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
11 :2 و لما صعد بطرس الى اورشليم خاصمه الذين من اهل الختان
11 :3 قائلين انك دخلت الى رجال ذوي غلفة و اكلت معهم
فاذا كان اليهودي يرفض الجلوس والأكل مع الأممي الذى لم يطبق الشريعة
فكيف يدخله مجمعه ؟؟؟!!!!!!!!
بالتأكيد لن يسمح بذلك أبدا
ب- لم يصف كاتب سفر أعمال الرسل كرنيليوس التقى بأنه يوناني أبدا :-
نلاحظ أن كاتب سفر أعمال الرسل الذى استخدم كلمة يونانيين كثيرا لم يطلق على كرنيليوس مسمى (يوناني )
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
10 :1 و كان في قيصرية رجل اسمه كرنيليوس قائد مئة من الكتيبة التي تدعى الايطالية
10 :2 و هو تقي و خائف الله مع جميع بيته يصنع حسنات كثيرة للشعب و يصلي الى الله في كل حين
ثم ذكر على لسان بطرس وصف أخر له وهو أنه أجنبي (أعمال 10 :28)
وهذا يعنى أن رجل تقى من الأمم يختلف عن رجل يوناني
ج- سفر أعمال الرسل يؤكد رفض اليهود فى ذلك العصر دخول رجال غير مختونين هيكلهم بالرغم من تطهرهم :-
ومما يؤكد استحالة أن يكون اليونانيين الذين صعدوا للسجود فى العيد أتقياء من الأمم
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
21 :28 صارخين يا ايها الرجال الاسرائيليون اعينوا هذا هو الرجل الذي يعلم الجميع في كل مكان ضدا للشعب و الناموس و هذا الموضع (( حتى ادخل يونانيين ايضا الى الهيكل و دنس هذا الموضع المقدس ))
اليهود كانوا يعتبرون الهيكل فى أورشليم مكان مقدس وكانوا يعتقدون أن الوثنيين واليهود الغير مختونين هم أقل قداسة ، فاذا دخل وثنى أو شخص يهودي غير مختون معبدهم فهو يدنس المكان المقدس ، فمن المستحيل أن يدخل شخص نجس هذا المكان
فالدخول هذا المكان حتى من اليهودي يجب أن يكون طاهر وهذا يعنى أن يكون مختون و يؤدى طقوس الطهارة مما يعنى أن هؤلاء اليونانيين الذين دخلوا الهيكل هم فئة من بنى اسرائيل تشبهت باليونانيين ولكن درجة التشبه كانت تنحصر فى اللغة بدون الختان والطهارة
كما أن الأعداد من 43 الى 49 من الاصحاح 13 من سفر أعمال الرسل والذى يتحدث عن ايمان الأمم هو نص مزيف ومحرف
لقد كان الحديث دائما عن بنى اسرائيل سواء كانوا من اليهود الملتزمون بالشريعة أو من اليهود اليونانيين (الهلينستيين والهيلنيين) ) الذين تشبهوا باليونانيين الحقيقيين وليس عن الأمم
وان شاء الله سوف أتحدث عن ذلك بالأدلة فى المبحث الخامس من هذا الفصل
3- اليونانيين فى العهد الجديد ليسوا دخلاء باب
دخيل الباب أو الزائر هو من الكنعانيين والأدومين ولا يشترك فى شعائر الفصح :-
كان هناك نوع من الدخلاء وهو دخيل الباب أو الزائر و بالانجليزية gate proselyte
وبالعبرية (ger )
وكان يقصد بها الزائر المقيم أو الأجنبي المقيم فى مملكة بنى اسرائيل فى أرض فلسطين وكان يسمى toshab
و هو الغريب الذى ليس من بنى اسرائيل ويقيم فى فلسطين ويخضع لسلطتهم (خروج 20 :10 الى 20 :12 ،، تثنية 1 :16)
وكان يقصد بهم فى الأساس الكنعانيين والأدومين (تثنية 23 :7 )
سفر الخروج :-
20 :10 و اما اليوم السابع ففيه سبت للرب الهك لا تصنع عملا ما انت و ابنك و ابنتك و عبدك و امتك و بهيمتك و نزيلك الذي داخل ابوابك
و دخيل الباب يختلف عن سائر الأجانب الأخريين فى البلدان الأخرى والذين لا يخضعون لسلطان مملكة بنى اسرائيل فكان يسمونهم (nokri)
اذا فالشرط الرئيسي ليكون الشخص دخيل الباب أو الزائر هو أن يقيم فى أرض فلسطين ويخضع لسلطة بنى اسرائيل وأن يكون من الكنعانيين والأدومين
وهو فى نفس الوقت لا يحصل على كافة حقوق الاسرائيلي فلا يشترك فى شعائر عيد الفصح (خروج 12: 48 ، عدد 9: 14) الا اذا أصبح دخيل البر (دخيل العهد) أي طبق كل طقوس بنى اسرائيل ومن ضمنهم الختان
فنقرأ من سفر الخروج :-
12 :48 (( و اذا نزل عندك نزيل و صنع فصحا للرب فليختن منه كل ذكر)) ثم يتقدم ليصنعه فيكون كمولود الارض و اما كل اغلف فلا ياكل منه
ونقرأ من سفر العدد :-
9 :14 (( و اذا نزل عندكم غريب فليعمل فصحا للرب حسب فريضة الفصح و حكمه )) كذلك يعمل فريضة واحدة تكون لكم للغريب و لوطني الارض
أ- اليونانيين فى انجيل يوحنا صعدوا ليسجدوا فى عيد الفصح الواجب الختان فيه،وهم ليسوا من الكنعانيين ولا الأدوميين ولم يتم اطلاق مسمى دخلاء باب عليهم :-
وصف دخيل الباب لا ينطبق على هؤلاء اليونانيين الذين صعدوا ليسجدوا (يوحنا 12 :20 )
لأن هؤلاء اليونانيين فى انجيل يوحنا صعدوا ليسجدوا فى الهيكل فى عيد الفصح أي أنهم اشتركوا فى شعائر هذا العيد الخاص باليهود ، بينما لم يكن مسموح لدخيل الباب أن يشترك فى هذا العيد بالتحديد لأنه غير مختون (خروج 12 :48 ، عدد 9 :14 )، ولو كان هؤلاء اليونانيين من الدخلاء مختونين كان كاتب الانجيل سيطلق عليهم مسمى دخلاء وليس يونانيين
ب- أما بالنسبة للمتعبدون واليونانيين فى سفر أعمال الرسل الذين كانوا يدخلون مجامع اليهود فى الشتات:-
فأيضا لا ينطبق عليهم وصف دخيل الباب من عدة أوجه :-
هؤلاء لم يختنوا (أعمال 16 :1 الى 16 :3 ، 21 :28 ) ومع ذلك كانوا يدخلون مجامع اليهود فى الشتات ويسمعون توراتهم وصلاتهم بينما التلمود يمنع ذلك على الأجنبي (راجع الفقرة 2- أ )
ولم يكونوا كنعانيين ولا أدوميين ، ولم يكونوا خاضعين لسلطة بنى اسرائيل ولم يكونوا فى أرضهم أساسا
فدخيل الباب انتهى بانتهاء مملكتي بنى اسرائيل حيث لم يعد لبنى اسرائيل سلطان كامل على أرض فلسطين ولكنهم كانوا خاضعين للحكم اليوناني ثم الروماني
لذلك نجد أن بطرس عندما تكلم عن كرنيليوس التقى وهو يعيش فى أرض فلسطين فانه لم يطبق عليه أحكام دخيل الباب أو الغريب فأخبره بأنه لا يجوز الأكل ولا الالتصاق به (أعمال 10 :28 )
وكذلك كان غضب باقي التلاميذ من بطرس لأنه أكل بعد ذلك مع كرنيليوس (أعمال 11 :2 ، 11 :3 )
ج- غضب التلاميذ من أكل بطرس مع رجل أممي تقى ولكنه لم يختن وكذلك رفض اليهود دخول اليونانيين الهيكل يعنى عدم تساهل اليهود فى ذلك العصر مع الأحكام الخاصة بالتطهير والختان :-
يحاول علماء المسيحية حل اشكالية صعود اليونانيين للهيكل للصلاة فى العيد (يوحنا 12 :20 )
وأيضا وجودهم مع اليهود فى مجامعهم فى الشتات فى نفس الوقت الذى توضح فيه النصوص أن بعضهم لم يختن
فزعموا أن اليهود فى ذلك العصر سمحوا للأتقياء من الأمم ولم يختنوا بالصعود الى الهيكل
ولكن الاشكالية بالنسبة لهم أن نصوص العهد الجديد توضح لنا عدم تساهل اليهود مع أحكام الختان والتطهير فى ذلك العصر
فنقرأ من سفر أعمال الرسل غضب اليهود من دخول يونانيين غير مختونين الهيكل :-
21 :28 صارخين يا ايها الرجال الاسرائيليون اعينوا هذا هو الرجل الذي يعلم الجميع في كل مكان ضدا للشعب و الناموس و هذا الموضع (( حتى ادخل يونانيين ايضا الى الهيكل و دنس هذا الموضع المقدس ))
و نقرأ قول بطرس عن حرمة التصاق اليهودي مع أجنبي :-
10 :28 فقال لهم (( انتم تعلمون كيف هو محرم على رجل يهودي ان يلتصق باحد اجنبي او ياتي اليه ) و اما انا فقد اراني الله ان لا اقول عن انسان ما انه دنس او نجس
فنقرأ عن غضب التلاميذ من أكل بطرس مع رجل تقى غير مختون :-
11 :2 و لما صعد بطرس الى اورشليم (( خاصمه الذين من اهل الختان ))
11 :3 قائلين(( انك دخلت الى رجال ذوي غلفة و اكلت معهم ))
وهذه النصوص تؤكد على انتهاء أحكام دخيل الباب فى ذلك العصر وعدم انطباقها على الأتقياء من الأمم وأنه لتعامل اليهودي مع الأممي فيجب أن يكون مختون أي تحول الى اليهودية تحول كامل
4 - من الموسوعة اليهودية :- اليونانيين الحقيقيين لم يفهموا يونانية الترجمة السبعينية ، وعليه فكيف يدخلون مجامع اليهود ويستمعون الى توراتهم وهم أصلا لا يفهموها
بالرغم من ترجمة الكتاب المقدس الى اليونانية وهى الترجمة السبعينية للعهد القديم الا أنه كان موجه الى اليهود الذين يعيشون فى الشتات ، بينما اليونانيين الحقيقيين لم يفهموا يونانية الكتاب المقدس بسبب وجود عبارات ومصطلحات عبرية به لا يعرفوها ولا يفهموها (راجع الفقرة 3- المبحث الثالث- الفصل الثالث- الباب الثاني )
وعليه فيكون السؤال هو :-
كيف لليونانيين الحقيقيين الذين لم يفهموا يونانية الترجمة السبعينية للكتاب المقدس أن يدخلوا مجامع اليهود ويتعبدون بشئ لا يفهمونه ؟؟؟!!!
الاجابة هي :-
أن هؤلاء اليونانيين فى سفر أعمال الرسل الذين كانوا بداخل مجامع اليهود كانون هم أيضا من بنى اسرائيل الذين تشبهوا باليونانيين
المفضلات