النقد رقم 4: زعم التناقض بين قوله تعالى ... " ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ " الواقعة 13 – 14 .... وقوله تــعالى " ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ " الواقعة 39 – 40 ... فهل قليل من اهل الجنة مسلمون ... ام كثير من اهل الجنة مسلمون ؟؟؟

بالنظر الى السياق الكامل للآيات المذكورة بعد وصلها بما قبلها من آيات يتضح أنه لا يوجد تناقض ... ولماذا ؟؟؟

ففي الآيات الأولى يقول الله تعالى:
" و َكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ " الواقعة 7 -14
وفى الآيات الثانية يقول تعالى: " وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34) إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا (37) لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ "
الواقعة 27 -40

§
ومن ثم يتضح من الآيات الأولى أنها قسمت الناس في مشهد يوم القيامة الى ثلاثة أقسام ... قسمان في الجنة (الأول أصحاب الميمنة والثاني السابقون) ... والقسم الثالث في النار وهم أصحاب المشأمة ... ثم تكلمت هذه الآيات بعد ذلك عن قسم السابقين ... أما الآيات الثانية فقد تكلمت عن قسم أصحاب اليمين ... ولكن لكل من القسمين المتعلقين بأهل الجنة (قسم " السابقون " ... وقسم " أصحاب اليمين ") حكم خاص ... وكيف ؟؟؟؟

§
فالسابقون هم أصحاب درجات الايمان العليا الرفيعة المستوى ... وبالتالي فهم المستحقون لأعلى الدرجات والمنازل في أهل الجنة ... ولذلك ميزهم القرآن بأنهم " أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ " ... أي الذين يقربهم الله منه يوم القيامة ... ونظرا لقلة هؤلاء فسيكون أغلبهم من الأولين الذين عاصروا الأنبياء ونصروهم وكانت درجات ايمانهم من اقوى الدرجات ... وقوله تعالى: " وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ " لأن الأجيال المتأخرة لا يمكن مقارنة قوة ايمانها بمن عاصروا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ... والثلة هي الجماعة ... اذن فقسم السابقون المتميزون يمثل جماعة من الأولين ولكن قليلا من الآخرين بالطبع.

§
أما الآيات الثانية فتتكلم عن قسم آخر من الناس يوم القيامة وهم قسم أَصْحَابُ الْيَمِينِ الذين يستحقون الجنة أيضاً لأنهم من المؤمنين ولكن منزلتهم ودرجتهم أقل من منزلة قسم السابقين المقربين المميزين ... وقسم أَصْحَابُ الْيَمِينِ هذا يكونون أكثر في المؤمنين ... لذا قال الله عنهم: " ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ " ... أي هم جماعة كثيرة من الأولين، وجماعة كثيرة من الآخرين ... التفسير الميسر.

§ ومن ثم فالقول بتناقض الآيات هنا لا يستحق الالتفات اليه فقوله سبحانه وتعالى:
" وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ " الواقعة 14 ... تتعلق بقسم " السابقين " ... أما قوله سبحانه وتعالى: " وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ " الواقعة 40 ... فهي بخصوص قسم أصحاب اليمين.

السؤال رقم 4 للسيد الناقد:

هناك من يسأل ما الفرق بين أن يعصى أبانا آدم ربه وأن نعصى نحن الله ؟؟؟ فلماذا خطيئة آدم غير محدودة وتورث لذريته بل وتحتاج إلى كفارة غير محدودة وهي صلب " الله الظاهر في جسد السيد المسيح " كما يؤمن بذلك الاخوة النصارى ... في الوقت الذي لا تحتاج فيه خطايانا نحن البشر من قتل وتشريد واغتصاب وهتك للأعراض وليس " أكل ثمرة من شجرة " إلى كفارة أيضا غير محدودة ... ولماذا أيضا لا تورث خطايا أبناء آدم لذريتهم كما ورثّ لنا آدم خطيئته ؟؟؟؟ ... إن مبدأ توريث الخطيئة هو مبدأ مرفوض عقليا ومرفوض أيضا في الشطر الأول من الكتاب المقدس وكما ورد في سفر الملوك الثاني 14 / 6 ... " حَسَبَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ مُوسَى، حَيْثُ أَمَرَ الرَّبُّ قَائِلاً: «لاَ يُقْتَلُ الآبَاءُ مِنْ أَجْلِ الْبَنِينَ، وَالْبَنُونَ لاَ يُقْتَلُونَ مِنْ أَجْلِ الآبَاءِ. إِنَّمَا كُلُّ إِنْسَانٍ يُقْتَلُ بِخَطِيَّتِهِ». "...؟؟؟؟

يتبع بإذن اللـــــــــــــــه وفضله