

-
النقد رقم 3: زعم التناقض بين الآيات التالية ... فهل توجد شفاعة أم لا توجد شفاعة ؟؟؟
آيات تنفى وجود شفاعة لغير الله وحده سبحانه وتعالى:
" قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ " الزمر 44
" اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ " السجدة 4
آية كريمة تصرح بوجود شفاعة لغير الله:
" إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ "يونس 3
الرد على النقد
§ إن تفسير القرآن بالقرآن من أبلغ التفاسير ... ولا عجب في ذلك لأن قائل الكلام هو أدرى بمعانيه وأهدافه ومقاصده من غيره ... فاذا فهمنا مضمون هذه الآيات الثلاث سنجد التكامل والترابط التام بينهم ... وايضاً ستؤكد لنا آيات أخرى من القرآن الكريم فهمنا لهذا المضمون ...
§ إن الآية الاولى: " قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا " الزمر 44 ... جاءت رداً على الآية التي قبلها مباشرة والتي ذكرت أن المشركين زعموا أن آلهتهم التي يعبدونها من دون الله ستشفع لهم: " أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ " الزمر 43 .... فرد القرآن عليهم " قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ " الزمر 43 ... أي قل لهم يا محمد: أفعلتم هذا ولو كان هؤلاء الشفعاء لا يملكون شيئاً ولا يعقلون ... ثم قال: " قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا "الزمر 44 أي قل لهم يا محمد: لله وحده الشفاعة كلها، فلا ينالها أحد إلا برضاه، له وحده ملك السماوات والأرض ... تفسير المنتخب.
فالآية جعلت الشفاعة لله وحده ... ومن معاني قصرها على الله انه لا يشفع أحد الا بإذنه سبحانه ... لان الأمر أمره سبحانه فلا سلطان لأحد مع سلطانه لا في الدنيا ولا في الآخرة.
§ وهذا ما قررته الآية الثانية أيضاً: " مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ " السجدة 4 ... أي ما لكم من دون الله ناصر ينصركم، ولا شفيع لكم، أتتمادون في الكفر والعناد فلا تتعظون بمواعظ الله؟ ... تفسير المنتخب
§ وجاءت الآية الثالثة متكاملة ومؤكدة لما قررته الآيات السابقة: " مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ " يونس 3 ... أي ولا يستطيع أحد من خلقه أن يشفع لأحد إلا بإذنه ... تفسير المنتخب
§ هذا وقد وردت في القرآن الكريم آيات أخرى توضح وتؤكد نفس المعنى الذي تناولته الآيات السابقة وهو أن الشفاعة لله وحده، فلا شفاعة إلا بإذنه، ولا يشفع أحد لأحد في الدنيا وفى الاخرة الا بإذن الله:
فجاءت الآية رقم 255 من سورة البقرة " مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ " ... أي لا يستطيع أي مخلوق كان أن يشفع لأحد إلا بإذن الله ... تفسير المنتخب
وجاءت أيضاً الآية 109 من سورة طه ... " يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا " ... أي يومئذ لا تنفع الشفاعة من أحد إلا من أكرمه الله فأذن له بالشفاعة ورضى قوله فيها ... تفسير المنتخب
الخلاصة
§ نفى الله تعالى الشفاعة التي زعمها المشركون بأن آلهتهم التي يعبدونها من دون الله ستشفع لهم ... وأثبتها لله وحده ولمن يأذن له فيها.
§ ليس هناك أي وجه للتناقض بين الآيات التي بين أيدينا، وذلك لأن الآيات الثلاث أكدت على أن الشفاعة حق يملكه الله سبحانه وحده وبالتالي فمن حقه أن يأذن لمن يشاء فيها ... وأكدت آيات أخرى من القرآن المتكامل على هذا المفهوم أيضاً.
السؤال رقم 3 للسيد الناقد:
§ يعتقد الاخوة النصارى بأن وحدانية الله جامعة لثلاثة أقانيم ولكنها ليست أجزاء (أقنوم: معناه صفة أو خاصية يقوم عليها الكيان الإلهي وبدونها تنعدم الذات الإلهية) - والأقانيم الثلاثة – أي الخواص الذاتية – هي :
1- خاصية الوجود: فالله موجود وواجب الوجود وهذه الصفة يسميها الأخوة النصارى (الآب) ومعناها الأصل أو الوجود أو الكيان" ... لأَنَّ هذَا اللهُ الآبُ قَدْ خَتَمَهُ " ... يوحنا 6/17
2- خاصية العقل والحكمة:
§ فالله عاقل بل مصدر العقل والحكمة وأقنوم العقل يسميه الاخوة النصارى (الابن) أو (الكلمة) أي (السيد المسيح) وهو الأقنوم الذي أعلن لنا عن الله، فهذا الأقنوم هو عقل الله الناطق أو نطق الله العاقل ... وسبب تسميته الابن لأن الفكر أو النطق صادر من الكيان الإلهي والشيء الصادر عن شيء يسمى مولود منه.
§ يوجد ما ينص على أن الآب أعظم من الابن قال المسيح: " قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الأب، لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي " يوحنا 14/28 ... بل ويوجد أيضاً ما يفيد أن الآب هو آخر بخلاف الابن حيث قال المسيح" إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقًّا ... الَّذِي يَشْهَدُ لِي هُوَ آخَرُ ... " يوحنا 5/32
§ والآب هو الذي أرسل الابن حيث قال السيد المسيح " أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا ... كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ، لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي "يوحنا 5/30
§ والسيد المسيح لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئاً لأنه قال: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ ... لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذلِكَ. " يوحنا 5 / 19
§ والسيد المسيح إنسان يقر أنه يسمع الحق من الله " وَلكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي، وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللهِ " يوحنا 8 / 40
3- خاصية الحياة:
فالله حي بل هو مصدر وواهب الحياة وهذه الخاصية أو هذا الأقنوم يسميه النصارى (الروح القدس) وسمي بذلك لأنها روح الله التي ترشد البشر.
ولكن في النهاية ومن تلك النصوص التي أشرنا اليها فخلاصة ما يعتقده النصارى أن الجوهر الإلهي واحد ولكن الخواص التي يقوم عليها هي ثلاثة تسمي الآب والابن والروح القدس ... وأنهم عندما يتكلمون عن أي من الآب أو الابن أو الروح القدس فهم يقصدون بذلك شخصا واحدا هو شخص الله ... لكن الآب غير الابن غير الروح القدس ...
" فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ " رسالة يوحنا الأولى 5/7
فاذا كان الآب أعظم من الابن ... والآب آخر بخلاف الابن ... والابن لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئاً إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ ... وإذا كان الابن لا يطلب مشيئته ولكن مشيئة الآب الذي ارسله ... والابن يسمع الحق من الله ... وإذا كان وإذا كان وكان ....
فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل تعتمد هذه الأقانيم على بعضها البعض؟ وهل لكل منهم وظيفة لا يستطيع الآخر أن يقوم بها ؟؟؟؟ فإن كانوا يعتمدون على بعضهم فليس أي منهم إله، لأن الإله لا يعتمد على غيره ... وإن كانوا لا يعتمدون على بعضهم، فيكونون حينئذٍ ثلاثة آلهة وليس إلهاً واحداً ... وبالمثل إن كان لكل منهم وظيفة لا يستطيع الآخر القيام بها، لا يكون أي منهم إله، لأن الله كامل، وعلى كل شيء قدير ... وإن كان لكل منهم وظيفة محددة، يكون كل منهم إله ناقص؟؟؟؟
فاذا كان رد الاخوة النصارى انهم لا يجزؤون الله وانه واحد ... وضربوا لذلك مثلا بانه لا يستطيع انسان ان يفصل بين جسده ونفسه وروحه لان هؤلاء الثلاثة في النهاية " انسان واحد " ... فأولاً لا يصح بان نشبه الخالق بالمخلوق ... فالله " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ " الشورى 11 ... وأيضاً ورد في اشعيا 46 / 5 " بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُعَادِلُونَنِي وَتُقَارِنُونَنِي حَتَّى نَكُونَ مُتَمَاثِلَيْنِ؟ " ... وثانياً الانسان مخلوق مركب بمعرفة خالقه وأيضاً هو كائن محدود ... لكن الله سبحانه ليس مركباً بمعرفة أحد بالطبع وليس محدوداً ... ثالثاً الاتحاد البشرى المذكور هو اتحاد مؤقت والله سبحانه دائم وباق وأزلي ... فجسد الانسان لا يلبث وينفصل عنه نفسه وروحه ومن ثم يصبح الجسد جيفة نتنة تتلاشى وتبقى النفس والروح ...
يتبع بإذن اللــــــــــــــــــــــه وفضله
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة 3abd Arahman في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 14-08-2015, 03:09 PM
-
بواسطة أبوفاطمة1981 في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 06-05-2014, 09:19 PM
-
بواسطة فداء الرسول في المنتدى منتدى الكتب
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 12-12-2012, 12:38 PM
-
بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 12-01-2010, 02:00 AM
-
بواسطة ali9 في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 04-05-2006, 05:57 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات