

-
نظرت صوفي إلى لانغدون فأومأ برأسه بلطف مشيراً إلى أنه يتفق وتيبينغ في الرأي .
" إن المسألة كلها مسئلة سلطة ونفوذ لا أكثر "تابع تيبينغ "إن المسيح كمخلـّص كان ضرورياً لتفعيل وظيفة الكنيسة والدولة . يدعي كثير من الباحثين أن الكنيسة الأولى قامت بسرقة المسيح حرفياً من أتباعه الأصليين وذلك بمصادرة رسالته الإنسانية ودفنها في عباءة لا يمكن إختراقها من الألوهية الكاذبة التي استغلوها لتوسيع نفوذهم . لقد ألفت كتب حول هذا الموضوع ".
" يمكنني أن أتخيل أنك تتلقى كل يوم آلاف الرسائل من المتدينين المسيحين يخبرونك فيها عن مدى كرههم لك "
" ولم يفعلوا ذلك ؟" عارضها تيبينغ "إن الغلبية العظمى من المسيحين المثقفين يعرفون تاريخ دينهم . وقد كان المسيح رجلاً عظيماً وجباراً بحق . والمناورات السياسية الماكرة التي كان قسطنطين قد قام بها لا تقلل أبدا من شأن مهابة المسيح .لم يقل أحد أبداً أن المسيح كان دجالاً أو ينكر أن المسيح كان موجوداً وألهم الملايين وسما بهم إلى حياة أفضل . كل ما نقوله هو أن قسطنطين قام بإستغلال تأثير المسيح الهائل وأهميته العظمى في العالم . وبذلك شكّل وجه المسيحية كما نعرفها الآن ".
ألقت صوفي نظرة على كتاب الفن أمامها وهي متلهفة لرؤية دافنشي المتعلقة بالكأس المقدسة .
" وهنا لب الموضوع " وأخذ يسرع في الكلام الآن. " بما أن قسطنطين قد قام برفع منزلة المسيح بعد مضي حوالي أربعة قرون على موته ، فقد كانت هناك الآلاف من الوثائق التي قد سجلت حياته على أنها حياة انسان فانٍ .عرف قسطنطين أنه لكي يتمكن من إعادة كتابة التاريخ ، كان بحاجة لضربة جريئة . ومن هنا ولدت أهم لحظة في التاريخ المسيحي ". صمت تيبينغ قليلاً ونظر إلى صوفي محدقاً " فقد أمر بإنجيل جديد وقام بتمويله .أبطل فيه الأناجيل التي تحدثت عن السمات الإنسانية للمسيح وزين تلك التي أظهرت المسيح بصفت إلهية . وحرمت الأناجيل الأولى وتم جمعها وحرقها ".
" ولحسن حظ المؤرخين " قال تيبينغ " فإن بعض الأناجيل التي حاول قسطنطين محوها من الوجود تمكن من النجاة .فقد تم العثور على وثائق البحر الميت عام 1950 مخبأة في كهف بالقرب من قمران في صحراء النقب . كما عثر على الوثائق القبطية عام 1945 عند واحة حمادي . وقد تحدثت تلك الوثائق عن كهنوت المسيح بمصطلحات إنسانية تماماً بالإضافة الى أنها روت قصة الغريل الحقيقة . وقد حاول الفاتيكان جاهداً كعادته في إخفاء الحقيقة وتضليل البشر ، حاول أن يمنع نشرتلك الوثائق . ولم لا يفعل ؟ حيث أن الوثائق تلقي الضوء على تناقضات وفبركات تاريخية فاضحة تؤكد بشدة أن الأنجيل الحديث قد جمع ونقح على يد رجال ذوي أهداف سياسية تتجلى بنشر أكاذيب حول ألوهية الإنسان يسوع المسيح واستخدام تأثيره لتدعيم قاعدة سلطتهم ونفوذهم " .
"إلا أن " عارضه لا نغدون " من الأهمية بمكان أن نتذكر أن رغبة الكنيسة الحديثة بمنع نشر هذه الوثائق تأتي من إيمانهم الصادق في رؤيتهم الراسخة للمسيح كإله.
فالفاتيكان يتكون اليوم من رجال متدينين وأتقياء يؤمنون بعمق بأن هذه الوثائق التي تعارض ما يعرفونه لا يمكنها أن تكون إلا شهادات زائفة ".
أطلق تيبينغ ضحكة خافتة وقد جلس على كرسي مقابل صوفي " كما ترين ، إن أستاذنا هنا يمتلك مشاعر رقيقة تجاه روما أكثر مني . إلا أنه على صواب في ما يتعلق بالإكليروس المعاصر حيث إنهم يؤمنون بالفعل أن هذه الوثائق المعارضة هي دلائل كاذبة . وهذا مفهوم . بما أن إنجيل قسطنطين هو الحقيقة الوحيدة التي عرفوها لعصور خلت . فلا أحد أكثر تمذهباً من الذي تم تلقينه "
" ما يعينه " قال لانغدون ، " هو أننا نعبد آلهة آبائنا "
" ما أعنيه " عارضه تيبينغ " هو أن كل ما علمنا إياه آباؤنا عن المسيح هو خاطئ تقريباً ."
نظرت صوفي من جديد إلى قول دافنشي في الكتاب الذي كان أمامها . الجهل يعمي أبصارنا ويضلننا أيها البشر الفانون ! افتحوا أعينكم ..........
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة اسد الصحراء في المنتدى من ثمارهم تعرفونهم
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 23-01-2008, 09:37 PM
-
بواسطة Habeebabdelmalek في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 29-11-2006, 06:54 PM
-
بواسطة المهتدي في المنتدى منتدى الكتب
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 28-07-2006, 11:41 AM
-
بواسطة ali9 في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 15-03-2006, 01:06 AM
-
بواسطة Habeebabdelmalek في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 01-01-1970, 03:00 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات