هناك أحاديث واردة في ليلة النصف من شعبان صححه الألباني وهي :

عن معاذ بن جبل قال: «قال رسول الله : "يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن"»
1. السلسلة الصحيحة، تأليف: الألباني، 3/135، وقال: حديث صحيح.،
حيث قال الشيخ الألباني ( وجملة القول أن الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح بلا ريب).
2. عن أبي بكر قال: «قال رسول الله : "ينزل الله ليلة النصف من شعبان فيغفر لكل نفس إلا إنسانا في قلبه شحناء أو مشركا بالله عز وجل"
الأمالي المطلقة، تأليف: ابن حجر العسقلاني، رقم 122، وقال عنه: حسن إن كان من رواية القاسم عن عمه.
3. عن عائشة بنت أبي بكر قالت: «قال رسول الله : "إن الله ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب"»
تخريج مشكاة المصابيح، : الألباني، رقم1251، وقال عنه: صحيح لغيره.
ولكن غير الموفقين قالوا هذه الأحاديث ضعيفة ولا يجب أن نأخذ إلا بالحديث القوي! كيف ذلك.
دَأب العلماء الأجلاء جميعاً منذ عصر رسول الله إلى عصرنا هذا و من القواعد الأصولية في علم الأصول، أصول الفقه الذي هو مادة التشريع الإسلامي: يؤخذ بالحديث الصحيح المتفق على صحته في الأحكام الفقهية التشريعية التي تهم المسلمين في كل أمور حياتهم في الزواج وفي الطلاق وفي الميراث وفي البيع وفي الشراء، لكن بالنسبة للاجتهاد في طاعة الله فمبدأهم في علم الحديث)يؤخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال) ... لماذا؟ لأنك لن تسيئ إلى أحد إذا عملت هذا العمل, و لن تضر أحداً باستزادتك من هذا الفعل وإنما هذا فعل خاص لك وفي نفسك ولا يضر أن تعمله في أي وقت ... وخذوا أمثلة على ذلك:
الاجتماع للدعاء! هل هناك مانع شرعي من جمع المسلمين للدعاء في أي وقت وفي أي مكان؟ في أي زمان تنتاب المسلمين شدة يجب عليهم أن يجتمعوا للدعاء ولقول النبى } يَدُ الله مَعَ الجَمَاعَةِ} ، وفي أي زمان لأن الدعاء ليس له وقت كراهة، بعد صلاة الصبح، بعد العصر، في أي وقت يدعون الله وعلى وضوء أو علي غير وضوء لأن الدعاء لا يشترط له الطهارة الحسية بالوضوء وإنما أساس قبوله الطهارة القلبية لتطهير السر والقلب لله إذاً ما الذي يمنع من الدعاء في هذه الليلة؟
قراءة سور من القرآن في أي ليلة ما الذي يمنعها؟ وإذا كان بعضهم يمنع قراءة القرآن للآخرين لا أقول للأموات كما يقولون ولكن أقول للأحياء والأموات فإني يجوز لي أن أقرأ القرآن لرجل حيٍّ وأهبه له، ونفترض أن هذا القرآن ثوابه لم يصل إليه !! فهل لا يصل ثوابه إليّ وأنا الذي أتلوه؟
يحرِّمون قراءة الفاتحة وتكرارها كما كررناها اليوم !! كررنا أم الكتاب لو لم تكن تستجاب فأي شئ يستجاب ؟ فقد قيل لأحد الأئمة أيقبل الله منا قراءة الفاتحة؟ فقال : (كيف لا يقبلها وهي كلامه منه خرج وإليه يعود) إن لم يقبل كلامه فأي كلام يقبل؟ فالذين يقولون أن هؤلاء يقرأون الفاتحه خمسين مرة وما في هذا لو كررت الفاتحة خمسين مرة بمفردك أليست تلاوة لكتاب الله؟ ألم يكن رسول الله يأخذ الليلة كلها من بدأها إلى ختامها في ترديد آية واحدة من كتاب الله؟ وكل مرة لك الثواب كل حرف بعشر حسنات!! لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف, فأنت طالما تتلوها فأنت تتعبد لله بخير عبادة يقبل عليها الله !! قال فيها الحبيب: {أَفْضَلُ عِبَادَةِ أُمَّتِي تِلاَوَةُ الْقُرْآنِ } وقال { لا يَقْعُدُ قَومٌ يَذكُرُونَ اللَّهَ تعالـى- ولم يحدد زماناً ولا مكاناً - إلا حفَّتْهُمُ الـمَلائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، ونَزلَتْ عَلـيهِمُ السَّكِينَةُ، وذكَرَهمُ اللَّهُ تَعالـى فِـيـمَن عِنْدَهُ } .من يتألى على الله فيزعم أن هذا الحديث لا ينطبق على المجالس المباركة في هذه الليلة .؟.. الأحاديث واضحة وصريحة.
وأخيرا : إذا صحت هذه الأحاديث فلماذا يُبدع من يقوم ليلة النصف من شعبان مع ورود هذا الفضل فيها، طبعا لاأقصد من يقومها بصفة مخصوصة كبعض الصلوات التي تقام، لكن أقصد من يقومها قياما وفق السنة لكن يجتهد فيها لورود هذا الفضل الخاص.
وقد ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة إلى ندب إحياء ليلة النصف من شعبان في ( مراقي الفلاح ص218 , وحاشية ابن عابدين 1/460 , شرح المنهاج 2/127 ).
فلماذا تنكر أختي العزيزة؟ وأنت تعلم كيفية شبابنا! وأشغالهم في أمور غير شرعية.
فإذا أحدهم يترك الذنوب ويعبد الله تعال ولو في ليلة واحدة فما يضرك؟ فلماذا تقول أنه لا يجوز له عبادة ولا تلاوة القران؟ ولا يجوز أن يدعوا الله تعال التوفيق للعبادة في كل سنة؟ لماذا يا أختي لماذا؟ لماذا لا يجوز لأحد أن يتوب من ذنوبه وخطاياه، لماذا لماذا لماذا؟ ما هي البدعة فيها؟ هل الصلاة؟ أم الركوع والسجود؟ أو تلاوة القران؟ ما هي البدعة؟
فانظري إل حالك وحال اخيك....
إن كان أخوك يذنب في كل ليلة، وأنت تحزن لحاله، وفي ليلة من ليالي تنظره يترك الذنوب ويعبد الله تعال فهل أنت تقول له: أترك العبادة يا أخي لأنها بدعة؟
بشروا ولا تنفروا يسروا ولا تعسروا، ارحموا عل أمة نبينا المصطف صل الله تعال عليه وسلم.