تنبيه و تذكير

رواية ابن عباس الذي اقتطعها النصراني و بترها هي اصلا ضعيفة و مخالفة سندا و متنا للصحيح :

الرواية كاملة بسندها :
حديث مرفوع) أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ وَهُوَ بَأَجْيَادٍ إِذْ رَأَى مَلَكًا وَاضِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى فِي أُفُقِ السَّمَاءِ يَصِيحُ يَا مُحَمَّدُ أَنَا جِبْرِيلُ ، يَا مُحَمَّدُ أَنَا جِبْرِيلُ ، فَذُعِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ ، وَجَعَلَ يَرَاهُ كُلَّمَا رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَرَجَعَ سَرِيعًا إِلَى خَدِيجَةَ فَأَخْبَرَهَا خَبَرَهُ ، وَقَالَ : " يَا خَدِيجَةُ ، وَاللَّهِ مَا أَبْغَضْتُ بُغْضَ هَذِهِ الأَصْنَامِ شَيْئًا قَطُّ وَلا الْكُهَّانِ ، وَإِنِّي لأَخْشَى أَنْ أَكُونَ كَاهِنًا " ، قَالَتْ : كَلا يَا ابْنَ عَمِّ لا تَقُلْ ذَلِكَ ، فَإِنَّ اللَّهَ لا يَفْعَلُ ذَلِكَ بِكَ أَبَدًا ، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ ، وَتُؤَدِّي الأَمَانَةَ ، وَإِنَّ خُلُقَكَ لَكَرِيمٌ ، ثُمَّ انْطَلَقَتْ إِلَى وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ ، وَهِيَ أَوَّلُ مَرَّةٍ أَتَتْهُ فَأَخْبَرَتْهُ مَا أَخْبَرَهَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ وَرَقَةُ : وَاللَّهِ إِنَّ ابْنَ عَمِّكِ لَصَادِقٌ ، وَإِنَّ هَذَا لَبِدْءُ نُبُوَّةٍ ، وَإِنَّهُ لَيَأْتِيهِ النَّامُوسُ الأَكْبَرُ ، فَمُرِيهِ أَنْ لا يَجْعَلَ فِي نَفْسِهِ إِلا خَيْرًا
الطبقات الكبرى لابن سعد» ذِكْرُ مَبْعَثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم

الرواية ضعيفة سندا لعلتين :
1. محمد بن عمر الواقدي و قد اجمع على ضعفه :

ذكره البخاري ، فقال : سكتوا عنه ، تركه أحمد وابن نمير .

وقال مسلم وغيره : متروك الحديث .

وقال النسائي : ليس بثقة .

ال أبو داود السجستاني : أخبرني من سمع علي بن المديني يقول : روى الواقدي ثلاثين ألف حديث غريب .

وروى عبد الله بن علي بن المديني ، عن أبيه ، قال : عند الواقدي عشرون ألف حديث لم أسمع بها ، ثم قال : لا يروى عنه ، وضعفه .

وعن يحيى بن معين قال : أغرب الواقدي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرين ألف حديث .

وقال يونس بن عبد الأعلى : قال لي الشافعي :كتب الواقدي كذب .

المغيرة بن محمد المهلبي : سمعت ابن المديني يقول :الهيثم بن عدي أوثق عندي من الواقدي .

قلت : أجمعوا على ضعف الهيثم .

أحمد بن زهير ، عن ابن معين قال : ليس الواقدي بشيء وقال مرة : لا يكتب حديثه .

الدولابي : حدثنا معاوية بن صالح ، قال لي أحمد بن حنبل : الواقدي كذاب .

النسائي في " الكنى " : أخبرنا عبد الله بن أحمد الخفاف ، قال : قال إسحاق :هو عندي ممن يضع الحديث - يعني الواقدي - . [ ص: 463 ]

أبو إسحاق الجوزجاني : لم يكن الواقدي مقنعا ، ذكرت لأحمد موته يوم مات ببغداد ، فقال : جعلت كتبه ظهائر للكتب منذ حين .

وقال البخاري : ما عندي للواقدي حرف ، وما عرفت من حديثه ، فلا أقنع به .

وقال أبو داود : لا أكتب حديثه ، ما أشك أنه كان ينقل الحديث ، لا ينظر للواقدي في كتاب إلا تبين أمره فيه ، روى في فتح اليمن وخبر العنسي أحاديث عن الزهري ليست من حديثه . وكان أحمد لا يذكر عنه كلمة .

قال النسائي : المعروفون بوضع الحديث على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعة : ابن أبي يحيى بالمدينة ، والواقدي ببغداد ، ومقاتل بن سليمان بخراسان ، ومحمد بن سعيد بالشام .

وقال أبو زرعة : ترك الناس حديث الواقدي .

قلت : لا شيء للواقدي في الكتب الستة إلا حديث واحد ، عند ابن ماجه حدثنا ابن أبي شيبة ، حدثنا شيخ لنا ، فما جسر ابن ماجه [ ص: 464 ] أن يفصح به ، وما ذاك إلا لوهن الواقدي عند العلماء ، ويقولون : إن ما رواه عنه كاتبه في " الطبقات " ، هو أمثل قليلا من رواية الغير عنه .

المصدر : سير اعلام النبلاء للامام الذهبي رحمه الله


2. ابراهيم بن اسماعيل بن ابي حبيبة و هو ضعيف :

ذكره البخاري في كتاب الضعفاء الصغير و قال :

إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة المدني الأنصاري الأشهلي عن داود بن حصين منكر الحديث

http://ar.wikisource.org/wiki/الضعفاء_الصغير

ذكره ابن حجر في تقريب التهذيب و ضعفه :

146- إبراهيم ابن إسماعيل ابن أبي حبيبة الأنصاري ‏[‏وقد ينسب إلى جده‏]‏ الأشهلي مولاهم أبو إسماعيل المدني ضعيف من السابعة مات سنة خمس وستين وهو ابن اثنتين وثمانين سنة ت س
http://ar.wikisource.org/wiki/تقريب_...ن_اسمه_إبراهيم

و الرواية ايضا ساقطة متنا لمخالفتها لما ذكر في الصحيح عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها و ما روي عن جابر رضي الله عنه في فتر الوحي من وجهين :

الاولى : ان رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام و هو جالس على كرسي بين السماء و الارض كانت بعد ذهابه لورقة بن نوفل اول مرة و ليس قبل كما تقول رواية الواقدي :
((ثُمَّ انْطَلَقَتْ إِلَى وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ ، وَهِيَ أَوَّلُ مَرَّةٍ أَتَتْهُ ))

الثانية : ان رؤيته لجبريل عليه السلام في هذه الحالة كانت بعد نزول العلق و فتر الوحي و ليس قبلها اذ انه بعد هذه الرؤية فقد حمي الوحي وكثر نزوله حسب رواية جابر رضي الله عنه في الصحيح

الرواية الصحيحة :
4 حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال اقرأ قال ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم فرجع بها رسول الله [ ص: 4 ] صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة كلا والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة وكان امرأ قد تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي فقالت له خديجة يا ابن عم اسمع من ابن أخيك فقال له ورقة يا ابن أخي ماذا ترى فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى فقال له ورقة هذا الناموس الذي نزل الله على موسىيا ليتني فيها جذعا ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أومخرجي هم قال نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي قال ابن شهاب وأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن جابر بن عبد الله الأنصاري قال وهو يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءنيبحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض [ ص: 6 ] فرعبت منه فرجعت فقلت زملوني زملوني فأنزل الله تعالى يا أيها المدثر قم فأنذر إلى قوله والرجز فاهجر فحمي الوحي وتتابع


صحيح البخاري كتاب بدء الوحي


فالذي ذكره النصراني و استشهد به من رواية الواقدي هي مخالفة لما ذكر في الصحيح عن ام المؤمنين عائشة و جابر بن عبد الله رضي الله عنهما فبطل ما استند عليه النصراني الكذاب
.