بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله الأمين
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين
أما بعد

اعلم وفقك الله أن صفات الله ثلاث أقسام
- صفات ذاتية
- صفات فعلية

الصفات الذاتية هي صفات تلازم الله جل وعلا كالرحمة والعلم
فهل يُعقل أن يكون الله عالما في يوم وجاهلا (حاشاه) في يوم آخر، تعالى الله

أما صفة الكلام فهي صفة أثبتها الله سبحانه في كتابه
قال تعالى: (وكلم الله موسى تكليما)
فهي صفة فعلية ذاتية، أي أنها بحسب مشيئة الله تعالى، إن أراد أن يتكلم أم لا فهي بحسب مشيئته سبحانه، وهو سبحانه وتعالى ما زال متكلما

كما جاء في (إسلام ويب):
فإن الله تعالى لم يزل متكلمًا، وهو يتكلم متى شاء، مع من شاء، والكلام صفة ذاتية فِعْـلية، فهو صفة ذاتية باعتبار أصله، لأن الله تعالى لم يزل ولا يزال

متكلماً، وصفة فعلية باعتبار آحاد الكلام، لأن الكلام يتعلق بمشيئته، فيتكلم كيف شاء ومتى شاء، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في

الفتاوى: قَوْلُ الْجُمْهُورِ وَأَهْلِ الْحَدِيثِ وَأَئِمَّتِهِمْ: إنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا إذَا شَاءَ وَأَنَّهُ يَتَكَلَّمُ بِصَوْتِ كَمَا جَاءَتْ بِهِ الْآثَارُ وَالْقُرْآنُ وَغَيْرُهُ مِنْ الْكُتُ

بِ الْإِلَهِيَّةِ، كَلَامُ اللَّهِ تَكَلَّمَ اللَّهُ بِهِ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ، لَيْسَ بِبَائِنِ عَنْهُ مَخْلُوقًا، وَلَا يَقُولُونَ إنَّهُ صَارَ مُتَكَلِّمًا بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ مُتَكَلِّمًا، وَلَا أَنَّ كَلَامَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ

حَيْثُ هُوَ هُوَ حَادِثٌ، بَلْ مَا زَالَ مُتَكَلِّمًا إذَا شَاءَ، وَإِنْ كَانَ كَلَّمَ مُوسَى وَنَادَاهُ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ، فَكَلَامُهُ لَا يَنْفَدُ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا

لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا
. اهـ.



وقال الإمام الطحاوي في عقيدته التي تلقاها الأئمة بالقبول: خالق بلا حاجة، رازق بلا مؤنة، مميت بلا مخافة، باعث بلا مشقة، ما زال بصفاته قديماً قبل

خلقه، لم يزدد بخلقهم شيئاً، لم يكن قبلهم من صفته، كما كان بصفاته أزلياً، كذلك لا يزال عليها أبدياً.
انتهى.



وأما مع من كان يتكلم: فالله أعلم بالمخلوقات التي أوجدها قبل خلق السمو

ات، وقد ثبت لنا كلامه مع القلم، ففي سنن أبي داود والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أول ما خلق الله القلم، فقال له اكتب، قال:

وما أكتب يا رب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة
. والحديث صححه الألباني.

انتهى من موقع (إسلام ويب) زادهم الله فضلا وعلما.




والحمد لله رب العالمين