الزواج حسب الإنجيل والقرآن

مايقوله الإنجيل عن الزواج


وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَبِ الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي ، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي)). قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: ((إِنْ كَانَ هَكَذَا أَمْرُ الرَّجُلِ مَعَ الْمَرْأَةِ ، فَلاَ يُوافِقُ أَنْ يَتَزَوَّجَ!)) فَقَالَ لَهُمْ: ((لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هَذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم، لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ)). (متى 19: 9-12)

((إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ ، حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً ، فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً. (لوق 14: 26)

وإذا تَزَوَّجْتَ فأنتَ لا تُخطِئُ، ولكِنَّ الّذينَ يَتَزوَّجونَ يَجدِونَ مَشقَّةً في هُمومِ الحياةِ، وأنا أُريدُ أن أُبعِدَها عَنكُم. (1 كورنثوس 7: 28)





يَوصي الإنجيل بالعزوبةً ويقُولُ إنّ الزواج يَجْلبُ المشقة في هذه الحياةِ، كما يَقُولُ أيضاً بأنّ نبي الله عيسى عليه السلام شجّعَ أتباعه على خصي أنفسهم من أجل ملكوت السماوات.

لا يُمْكن أن تكون هذه الرهبانية من تعاليم نبي الله عيسى عليه السلام، و ذلك للأسبابِ التاليةِ:

· كَانَ نبي الله عيسى عليه السلام رسول الله ولم يعلم أتباعه إلا بما أمره الله بتَعليمه. و يؤكد القرآن بأنّ الرهبانية كَانتْ بدعة و أن اللهَ لَمْ يَأمر بها.

· إن نتيجة هذه الرهبانية هي انقراض البشرِ أَو على الأقل انقراض المتدينين الذين عملوا بهِا.

· إن العزوبة ضد الغرائزِ الإنسانيةِ، فهي تقمعُ الغرائز الطبيعية، وهذايسبّبُ الكثير من المشاكل النفسية ويَجْعلُ الحياة بائسة. لقد أدت هذه الرهبانية إلى كراهية الكثير من النصارى لدينهم وتفضيل الحياة العلمانية. وكثير ممن اختار العزوبة وقع في الفواحش والاعتداء على الأطفال وغيرهم.

في الإسلامِ، لا تتحقق النجاة بمعاناة الجسد وإخمادِ العواطف. الإسلام يُحرّمُ اضطهاد النفس ويبيح التمتع بمباهج الحياةِ مع مراعاة حدود اللهِ التي تَضْمنُ حصولنا على ما ينفعنا وحمايتنا مما يضرنا. الإسلام يُشجّعُ المسلمَ على التعجيل بالزَواج عند الاستطاعة، حيث قالَ رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج " (متفق عليه).

ولكن الإسلام يَمْنعُ البشر من الانحطاط إلى مستوى الحيواناتِ، ولذلك، فقد حرّم الزنا والفواحش التي تنَشرُ الأمراضَ، و تٌحطّمُ الأسر، وتؤذِي الفردَ والمجتمعِ بأسره.




ما يقوله القرآن

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الروم: 21)

.. وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (الحديد: 27)



تعدد الزوجات حسب الكتاب المقدس والقرآن



ما يقوله الكتاب المقدس عن تعددِ الزوجات :


وتَزَوَّج داوُدُ أيضًا زوجاتٍ في أورشليم، ووَلَدَ داوُدُ ايضًا بَنينَ وبنات. (أخبار الأيام الأول 14: 3)

وكانَ لَه (سليمان) سَبْعُ مئةِ زَوجةٍ مِنَ الأميراتِ وثَلاثُ مئةِ جاريةٍ(الملوك الأول 11: 3)




مايقوله القرآن

وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ. وَآتُواْ النِّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا (النساء: 3-4)





لا يمْنعُ الكتاب المقدس تعدد الزوجات، فقد كان أغلب أنبياء العهد القديمَ متعدّدو الزوجات، و من ثم فإن انتقاد تعددِ الزوجات يَعني انتقاد أولئك الرُسُلِ، وهو ما لا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مقبولا لأيّ مؤمن بهم سواء كان يهوديا أو نصرانيا أَو مسلما.

و بخلافِ الكتاب المقدس، يُقنن القرآنَ تعددَ الزوجات بوضع حَدّ أعلى لا يتجاوز أربع زوجاتِ بشرط أن يعدل الزوجُ بينهم، فإنْ لمْ يستطع فلايحل له سوى زوجة واحدة فقط. و من ثم فتعدد الزوجات ليس أحد أركان الإسلامِ و إنما رخصةً مقيدة، فالقرآن لَمْ يُخترعْ تعددَ الزوجات، بل حدّدَه و نظمه.

يَسْمحُ الإسلامُ بتعددِ الزوجات لَيسَ لمجرّد إرضاءِ الرغباتِ و إنما كحَلٍٍ لبَعْض المشاكلِ الاجتماعية. فَمِنَ الواضح جداً أنه إذا كان عددِ النِساءِ في أيّ مجتمع مساوٍ لعددِ الرجالِ، وتزوج كُلّ رجل من امرأة ،فإنه لن يستطيع أي رجل أَنْ يَتزوّجَ أكثر مِنْ امرأة واحدة. و لكن، إذا كان عدد النِساءِ أكثر مِنْ عدد الرجالِ، فإن تعدد زوجات يصبح بدون شك أفضل مِنْ تَرْك بَعْض النِساءِ بدون زواجِ وما قَدْ يُؤدّى إليه ذلك من زنا و شذوذ جنسي و أمراض وأطفال غير شرعيين. لذلك فإن الكثير مِنْ النِساءِ اللواتي لا يَستطعنَ أَنْ يَتزوّجنَ يجدن في تعددِ الزوجات الطريق الصحيح لإرْضاء عواطفِهن والتمتّعُ كغيرهن بأسرة وأطفال.



زنا المحارم في الكتاب المقدس
مزاعم وروايات الكتاب المقدس عن زنا المحارم:

- الزعم أن نبي الله إبراهيم عليه السلام تزوج أخته:

فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: ((إِنِّي قُلْتُ: لَيْسَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ خَوْفُ اللهِ الْبَتَّةَ فَيَقْتُلُونَنِي لأَجْلِ امْرَأَتِي. وَبِالْحَقِيقَةِ أَيْضاً هِيَ أُخْتِي ابْنَةُ أَبِي غَيْرَ أَنَّهَا لَيْسَتِ ابْنَةَ أُمِّي فَصَارَتْ لِي زَوْجَةً. (التكوين 20: 11-12)


- الافتراء على نبي الله لوط عليه السلام وبناته:

فسقتا أباهُما خمرًا تِلكَ الليلةَ أيضًا، وقامتِ الصُّغرى وضاجعَتْهُ وهوَ لا يَعلمُ بنيامِها ولا قيامِها. فحملتِ اَبنتا لُوطٍ مِنْ أبيهما. (التكوين 19: 35-36)


- الزعم باقتراف يهوذا للفاحشة مع ثامار زوجة ابنه

فرآها يَهوذا فحَسِبَها زانيةً لأنَّها كانت تُغطي وجهَها. فمالَ إليها في الطَّريقِ وقالَ لها: ((تعالَي أدخلْ علَيكِ)) وكانَ لا يَعلَمُ أنَّها كَنَّتُه. فقالت: ((ماذا تُعطيني حتى تدخلَ عليَّ؟)) قالَ: ((أُرسِلُ لكِ جديًا مِنَ الماشيةِ)). قالت: ((أعطِني رَهْنًا إلى أنْ تُرسِلَهُ)). قالَ: ((ما الرَّهنُ الذي أُعطيكِ؟)) قالت: ((خاتَمُكَ وعِمامَتُكَ وعصاكَ الَّتي بيدِكَ)). فأعطاها ودخلَ علَيها، فحَبِلت مِنهُ. (التكوين 38: 15-18)





زنا المحارم ذنبٌ عظيم و خيانةٌ للثقةِ مِن قِبل شخص يفترض أن يَكُونَ حاميا للعرض و لَيس منتهكا له. فهو مرفوض و ممقوت دينياً وأخلاقيا ً وفطريا.

لقد أنزل اللهُ كتبه نورا و هداية لإخراج البشر من الظلمات ولتحذيرهم و حمايتهم من الشرور، حيث تَأمرُ هذه الكُتُبِ بصالح الأعمال و تحذر من الأفعال المحرمة و المخزية.

ومن المعلوم أن الله تعالى قد ذكر في كُتُبِه بعضاً من الجرائمِ والذنوبِ التي ارتكبها العصاة، ولكن يكون ذلك على وجه الإنكار والتحذير من ارتكاب مثل هذه الذنوبِ والجرائم، وتنفير الناس منها. ولكن عندما يذكرُ كتاب ما قصص الفواحش من زنا وغيره بدون إنكار هذه الأفعال أو معاقبة من ارتكبها، فإن ذلك الكتاب، في الحقيقة، يُشجّع الناس على اقتراف مثل هذه الفواحش، وفي الكتاب المقدس وردت الروايات التالية:

· يتهم الكتاب المقدس كذبا نبي الله لوطا عليه السلام باقتراف زنا المحارم مع بنتيه ليلة بعد ليلةِ وليس هناك إنكار لذلك.

· يتهم الكتاب المقدس يهوذا بارتكاب زنا المحارم مع زوجة ابنه ثامار وبدلا من العقوبة كَافأه الله على هذه الجريمةِ بأن رزقه بولدين من هذا الزنا !! و كان أحدهما (بحسب ما ورد في الكتاب المقدس المحرف) الجّد الأكبر لنبي الله عيسى عليه السلام، بالرغم من أنه ولدَ بشكل إعجازي بدون أب !!

ما الهدف الأخلاقي لقصصِ الفاحشةِ هذه ؟ هَلْ يرغب أيُ أبوين صالحين أن يقرأ أبناؤهما مثل تلك القصص؟

ليس لهذه القصصِ أيُ فائدة أخلاقية، بل إنها تنشر العُهر والشرِّ على وجه الأرضِ وتشوه زورا صورة الأنبياء و الصالحين . لا يُمكن أن تَكونَ هذه القصصِ كلمة الله ولا يُمكنُ أَنْ تَكُونَ من تعاليم الأنبياء.



ما يقوله القرآن

إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ (النور: 19)