

-
احتمال وقوع الحدث لا يستلزم وقوعه:
ولا يعني إمكانية وقوعه بمعزل عن الأسباب الموجِدة له
ومما ينبغي التنبيه عليه أن احتمال وقوع الحدث لا يستلزم وقوعه، واحتمالية وقوعه تكون في كل مرة، فلوأن عندنا قطعة معدنية بها وجه صورة ووجه كتابة عندما نلقيها على الأرض، فاحتمال وقوع وجه الصورة في كل مرة واحد من اثنين 1/2، ويمكن أن تلقي القطعة المعدنية عشر مرات ولا تحصل على وجه الصورة، ويمكن أيضًا تلقيها عشرين مرة ولا تحصل على وجه الصورة.
ولوأن عندنا حجر نرد به ستة وجوه،فاحتمال الحصول على وجه "1" في كل مرة سيكون واحدًا من ستة 1/6، ويمكن أن تلقي حجر النرد عشر مرات ولا تحصل على وجه "1"، ويمكن أيضًا تلقيه عشرين مرة أوثلاثين مرة ولا تحصل على وجه "1".
وليس معنى أن الحدث يمكن حساب احتمالية وقوعه بالصدفة أنه ممكن الوقوع بمعزل عن الأسباب الموجِدة له،فالاحتمالية الرياضيةلا تعني أن الحدث قابل لأن يخرج إلى حيز الواقع دون أن تتوافر له المقدمات التي تنسجم مع القوانين الموجدة للظاهرة [1]، وعلى سبيل المثال: إن قال طالب لا يذاكر:إن من المحتمل أن أنجح بنسبة 50%، قيل له: النجاح له أسبابه، وليس معنى احتمالية نجاحك في الامتحان إمكان أن تنجح دون مذاكرة؛ فمن جد وجد، ومن زرع حصد.
ومن الملاحدة من يقول: "إذا كان هناك احتمال - ولو ضئيلاً- في أن تنشأ الحياة من المادة صدفة بلا خالق عبر ملايين السنين، فمن الممكن أن تنشأ الحياة من المادة صدفة عبر ملايين السنين، وفي ظل وجود الكثير من الوقت المستحيل يصبح ممكنًا، والممكن يصبح من المحتمل، والمحتمل قد يصبح مؤكدًا، وما على المرء إلا الانتظار، والوقت نفسه ينفذ المعجزات"، والجواب: على التسليم الجدلي، تنزلاً معكم أيها الملاحدة، أن من المحتمل أن تنشأ الحياة من المادة صدفة بلا خالق عبر ملايين السنين، هذا الاحتمال لا يستلزم أن تنشأ الحياةصدفة بلا خالق، وليس معنى أن الحياة يمكن أن تنشأ صدفة عبر ملايين السنين أنها يمكن أن تنشأ بمعزل عن الأسباب الموجدة لها.
وقولهم: "من الممكن أن تنشأ الحياة من المادة صدفة عبر ملايين السنين، وفي ظل وجود الكثير من الوقت المستحيل يصبح ممكنًا، والممكن يصبح من المحتمل، والمحتمل قد يصبح مؤكدًا" يستلزم أن المادة التي لا حياة فيها يمكن أن تعطي الحياة لغيرها، وهذا باطل؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه إذا كان لا يملِكه ولا يملك أسبابه، والمادة تفتقد الحياة، فكيف تهب الحياة لغيرها؟! والحياة شيء غير مادي، فكيف تكون ناتجة من شيء مادي؟! ما هذه العقول التي تصدق أن الشيء (وهو المادة) يمكن أن يتحول لغير جنسه (وهو الحياة) بنفسه دون تدخل قوة خارجية قادرة مريدة؟!
والحياة لا تأتي إلا من حي، والكائنات الحية لا يمكن أن تأتي إلا من كائنات حية مثلها، وكلام هؤلاء الملاحدة يستلزم قبول تحول الناقص إلى الكامل بنفسه، وهذا نظير وجود الشيء من العدم الكلي المحض[2].
والبون الشاسع بين المادة والكائنات الحية لا يمكن تغافله؛ إذ المادة لا حياة فيها، ولا نمو ولا حركة ولا تكاثر، والكائن الحي كالإنسان والحيوان يتمتع بالحياة والنمو، والحركة والتكاثر.
وقولهم: "وفي ظل وجود الكثير من الوقت المستحيل يصبح ممكنًا، والممكن يصبح من المحتمل، والمحتمل قد يصبح مؤكدًا" قول لا يصح؛ لأن الوقت عامل هدم لا عامل بناء؛ فالكائنات من إنسان وحيوان ونبات وأسماك وطيور وحشرات كلها تهرَمُ وتموت بمرور الوقت، والجمادات من بيوت وقصور وغير ذلك تفسُدُ وتبلىبمرور الوقت، وإذا تركت طعامًا أو لحمًا تجده يفسد بعد مدة معينة، حتى النجوم بمرور الوقت تجدهاتفقد وقودها من غاز الهيدروجينالذي يزودها بالطاقة، أضِفْ إلى ذلك أن الشيء الممكن قد يصير مستحيلاً بمرور الوقت.
وهؤلاء الملاحدة الذين يرون أن المادة قد أدت إلى ظهور عناصر متجاوزة لها - كالحياة مثلاً- هم في نهاية الأمر ينسبون للمادة مقدرات غير مادية، ومن ثم فإنهم يكونون قد خرجوا من مقاصد الفلسفة المادية، خصوصًا وأن فرضياتهم لا تخرج عن كونها تكهنات عنيدة طفولية تضمن لهم الاستمرار في ماديتهم، وتضمن لهم في الوقت ذاته تفسير ما حولهم من تركيب ووعي وغائية[3].
تكرار الحدث يقلل من احتمالية الصدفة:
مما ينبغي معرفته أن تكرار الحدث يقلل من احتمالية الصدفة حتى يصبح احتمالها في حكم العدم والمستحيل، وعندما يتكرر حدث معين بنفس النمط تستبعد الصدفة من الحسبان، وتبحث عن سبب؛فالصدفة لا تکونأکثرية أو دائميةفي الحدوث، بل عشوائية، لا قصد فيها ولا ترتيب، ولا يمكن التنبؤ بها قبل حدوثها.
مثال 1: لو وجدت حادثة من الحوادث تتكرر من حين لآخر في نفس المكانوبنفس النمط، لاشك أنك ستستبعد الصدفة، وتبحث عن سبب وراء ذلك، وهذا السبب ربما يكون خللاً ما في هذا المكان، أو شخصًا معينًا يتسبب في ذلك.
مثال 2: لو رسب طلاب مدرسة معينة في امتحان معين دون باقي المدارس، لاشك أنك ستستبعد الصدفة، وتبحث عن سبب وراء ذلك، ربما يكون خللاً في المنظومة التعليمية، أو إهمال أُسَرِ الطلاب لأبنائهم.
مثال 3: شخص يسكن في شقة وحيدًا، يذهب لعمله صباحًا ويأتي ليلاً، وعندما عاد لشقته يومًا وجد نافذة حجرة النوم مفتوحة، رغم أنه يغلق جميع نوافذ الشقة قبل خروجه منها، ثم تكرر هذا الأمر، لاشك أنه سيستبعد الصدفة، ويبحث عن سبب وراء ذلك، ويفكر في أن شخصًا ما يتسللإلى شقته.
ومن الملاحدة من يقول: "إن مادة الكون كانت موجودة ثم انفجرت وتباعدت أجزاؤها وتناثرت، وفي اللحظات الأولى من الانفجار الهائل ارتفعت درجة الحرارة إلى عدة تريليونات، حيث كونت فيها أجزاء الذرات، ومن هذه الأجزاء كونت الذرات، وهي ذرات الهيدروجين والهليوم، ومن هذه الذرات تألَّف الغبار الكوني الذي نشأت منه المجرات فيما بعد، ثم تكونت النجوم والكواكب، وما زالت تتكون حتى وصل الكون إلى ما نراه عليه اليوم، وكل هذا صدفة دون تدخُّل قوى عاقلة مريدة".
وحسب قانون نيوتن الأول: الجسم الساكن يبقى ساكنًا ما لم تؤثر عليه قوة خارجية فتحركه، والجسم المتحرك بسرعة ثابتة في خط مستقيم يبقى على هذه الحالة ما لم تؤثر عليه قوة خارجية فتغير الحالة الحركية له، ومادة الكون الأولى كانت ساكنة ثم انفجرت، فلا بد من وجود قوة خارجية أدت إلى ذلك؛ فكل حدث لا بد له من محدِث.
ومن المعلوم أن أي انفجار يتبعه تناثر لأشلاء عديدة وجسيمات صغيرة، فكيف يتبع الانفجارتجمُّع للجزئيات والجسيمات، وتكوين أرض وجبال وكواكب ونجوم ومجرات وغير ذلك دون وجود قوة خارجية حكيمة عالمة أدت لذلك؟! وقلنا:قوة عالِمة حكيمة؛لأن تناسق الكون وانتظامه يشهد بذلك، وكل شيء في الكون يوجد في المكان المناسب له، وجمال الطبيعة دليل على حكمة وعلم وإبداع خالقها، والعشوائية لا تنتج نظامًا، ولو سلمنا جدلاً وتنزُّلاً أنها أنتجت نظامًا، فسرعان ما يزولُ هذا النظام.
ومن المعلوم أن أي انفجار يتبعه دمار،فكيف يتبع الانفجار الكوني العظيم عمار وتكوين أرض وجبال وبحار ومحيطات وأنهار وكواكب وأقمار ونجوم ومجرات دون وجود قوة عالمة حكيمة؟!
ومن المعلوم أن أي انفجار يتبعه هدم، فكيف يتبع الانفجار الكوني بناء أرض وجبال وكواكب وأقمار ونجوم ومجرات دون وجود قوة عالمة حكيمة؟!
وعلى التسليم الجدلي أن الانفجار الكوني أدى إلى تكوين الكون ونشأته صدفة، فكيف يبقى ويستمر دون وجود قوة خارجية تحافظ على بقائه واستمراره؟!
وإذا كان الكون قد تطور من المادة الأولى له، فمن الذي طور هذه المادة؛ إذ أي تطور لا بد له من مطور؟ وإن قيل: المادة هي التي طورت نفسها عبر ملايين السنين، فالجواب: هذا الكلام يستلزم أن الأدنى يتطور بنفسه إلى الأعلى، والتطور الذاتي إلى الأكمل دون تدبير حكيم عليم قدير خالق، أمرٌ مستحيل عقلًا؛ إذ الناقص لا ينتج الكامل[4]، ويلزم من هذا الكلام قبول تحول الناقص إلى الكامل بنفسه، وهذا نظير وجود الشيء من العدم الكلي المحض[5].
وإذا كان وجود هذا الكون عن طريقة الصدفة، أليس من الممكن، والحال هكذا، أن توجد صدفة أخرى تقضي على هذا الكون كله؟ وتتعطل كل هذه المصالح من شمس وقمر ونجوم وغير ذلك، مما في هذا الكون المترابط المنتظم بصورة تضمن استمرار الحياة سليمة عن الخراب والتداخل؛ إذ الشمس تجري لمستقر لها، والنجوم زينة للسماء، والقمر ضياء، والرياح لواقح، والسحب تحمل المطر، والليل في وقته، والنهار في وقته، كلها تجري لصالح الإنسان، ولبقاء الحياة هذه الدهور التي لا يعرف لها وقتًا إلا الله تعالى، بل والإنسان نفسه أعظم آية، كيف أوجدته الصدفة من العدم؟ وكيف وجد الإنسان الحي من مادة ليس لها حياة؟![6].
وعلى التسليم الجدلي أن تكوين كوكب من الكواكب كان صدفة، فكيف تفسر الصدفة تكوين الكواكب الأخرى؟ ولو كان تكوين أحد الأقمار صدفة، فكيف تفسر الصدفة تكوين الأقمار الأخرى؟ولو كان تكوين أحد النجوم صدفة، فكيف تفسر الصدفة تكوين النجوم الأخرى؟ فإذا سلمنا جدلاً أن الصدفة أحدثت كوكبًا، فلا يمكنها أن تكرر إحداث كوكب آخر كل مرة.
وإذا سلمنا جدلاً أن الصدفة أحدثت قمرًا، فلا يمكنها أن تكرر إحداث قمر آخر كل مرة، وإذا سلمنا جدلاً أن الصدفة أحدثت نجمًا، فلا يمكنها أن تكرر إحداث نجم آخر كل مرة، وإذا سلمنا جدلاً أن الصدفة أحدثت مجرة، فلا يمكنها أن تكرر إحداث مجرة أخرى كل مرة؛ أي: نحن أمام كمٍّ هائل من الأحداث المتكررة، التي يحيل العقل حدوثها دون وجود قوة عالمة حكيمة أدت لذلك،نحن أمام سلسلة من الصدف المنظمة،وليس صدفة واحدة.
وما دام الكون لم يكن إلا مادة راكدة ركودًا رهيبًا، ولم يكن هناك شيء غير المادة الراكدة، فمن أين أتت هذه "الصدفة" التي حركت الكون كله، مع أن هذا الحادث الذي وقع لم تكن له أية أسباب موجودة، لا داخل المادة ولا خارجها؟! وأطرف تناقض هنا: أن هذا التفسير يقرر وجوب واقعة قبل حدوث واقعة أخرى، حتى يمكن إرجاع نسبة هذه الواقعة الأخيرة إلى التي سبقتها، ولكن بالرغم من هذا يبدأ هذا التفسير نفسه من واقعة لا سابقة لها؛ فهذا هو الافتراض القائم بدون أي أساس، وهو الافتراض الذي أقيم عليه البناء الكامل لنظرية الخلق الصدفي (الاعتباطي) للكون.
وشيء آخر: أن هذا الكون، إذا كان مرهونًا بوقوع بعض المصادفات، فكيف نفسر اضطرار كل الوقائع والحوادث على نهج طرق معينة ثابتة نهجنا بالفعل، لولا هذا النهج لما كنا اليوم موجودين لنفكر في هذه القضايا، ألم يكن من الممكن أن يحدث شيء آخر نقيض تمامًا لما حدث؟
ألم يكن من الممكن أن ترتطم النجوم ببعضهاالبعض وتتحطم؟ وبعد حدوثالحركةفي المادة، أما كان من الممكن أن تبقى حركة مجردة دون أن تصبح حركة "ارتقائية"، تجري في سلسلة مدهشة من العمل التطوري لإيجاد الكون الخالي؟
ما هو ذلك المنطق الذي جعل النجوم والسيارات تتحرك بهذا النظام العجيب في الكون اللامتناهي؟وما هو ذلك المنطق الذي أوجد النظام الشمسي في ركن بعيد من أركان الكون؟ وما هو ذلك المنطق الذي أمكن بواسطته إجراء تغيرات مدهشة أتاحت الفرصة لنشأة الحياة الإنسانية على كرة الأرض؟
وهذه التغيرات التي قد حدثت بالفعل على كرتنا لا نعرف حتى الآن ما إذا كانت موجودة على ظهر سيار أو نجم آخر من ملايين المجرات المنتشرة في أركان الكون، فما هو المنطق الذي تسبب في إيجاد مخلوق حي من مادة بدون حياة؟ هل لأحد أن يقدم لنا تفسيرًا معقولًا لتوضيح: كيف وجدت الحياة على سطح الأرض؟ ولماذا؟ وتحت أي قانون تستأنف الحياة وجودها المدهش بهذا التسلسل؟!
ثم ما هو ذلك المنطق الذي أوجد في حيز مكاني صغير كل تلك الأشياء اللازمة لحياتنا ومدنيتنا؟ ثم ما هو ذلك المنطق الذي يعمل على إبقاء هذه الأحوال دائمًا في صالحنا كما هي؟ أي صدفة واتفاق يتيحان حدوث هذه الإمكانات بهذا التسلسل والترتيب الجميل، ثم استمرارها لملايين السنين بحيث لا يطرأ عليها أدنى تغير يخالف مصالح الإنسان؟
هل لديكم أيها المعارضون تفسير واقعي به صفة "اللزوم" التي التزمت بها وقائع مادية حدثت - بزعمكم- بمحض الصدفة؟ ومن أين أتت بحنينها للارتقاء الدائم نحو الأصلح بطريقة غريبة؟[7].
أجيبوا أيها الملاحدة: من أين حصل لهذا العالم هذا النظام العجيب، والترتيب الحكيم، الذي حارت فيه العقول؟ كيف ينسب ذلك إلى الاتفاق والمصادفة ومجرد البخت؟ وكيف اجتمعت تلك الأجزاء على اختلاف أشكالها، وتباين مواردها وقواعدها؟ وكيف حفظت وبقيت على تآلفها؟ وكيف تجددت المرة بعد المرة؟![8].
إن الصدفة في مجال الكون مستحيلة في ذاتها، فضلًا عن أن ينبثق عنها هذا الإحكام والنظام، ولو سلمنا جدلًا بصدفة واحدة في البداية، فهل يقبل عقلنا بسلسلة طويلة متتابعة من المصادفات؟[9].
والعلامة المميزة للمصادفة:هي عدم الاطراد وعدم النظام، بينما النظام السائد في هذا الكون ثابت كل الثبات، مطرد بلا تخلُّف، على تعقُّده، تحكمه قوانين نتوقع معلولاتها توقعًا يقينيًّا: فكيف يدعى أن مثل هذا النظام المطرد ناتج مصادفة؛أي: من عدم النظام وعدم الاطراد؟
ومن الملاحدة من يقول: "نشأة الحياة ليست دليلاً على وجود خالق؛ لأنها نشأت صدفة عبر سلسلة طويلة من التطور الكيميائي ما قبل الحيوي Prebiotic Chemical Evolution استمر لملايين السنين، ابتداءً من الكيميائيات البسيطة، مرورًا بالجزيئات المتعددة polymers، والجزيئات المتعددة الناسخة ذاتيًّا داخلة بدورات تحفيزية، وصولًا إلى كائناتما قبل بكتيرية،وأخيرًا وصولًا إلى بكتريا بسيطة"،وحال كلام هؤلاء الملاحدة أن جزئيات غير عضويةكونت أحماضًا أمينية بالصدفة، وهذه الأحماض الأمينية كونت بروتينات بالصدفة، والبروتينات كونت المادة الوراثية وباقي مكونات الخلية الأولى؛ أي: نحن أمام سلسلة من الصدف المنظمة، وليس صدفة واحدة، وهذا غير مسلَّم.
وعلى فرض إيجاد الصدفة لمركب معقد يكون خلية، فهل الصدفة تبث فيه الحياة وتجعله ينمو ويتحرك ويتغذى ويتكاثر ويخرج الفضلات؟!
وعلى فرض أن الصدفة أوجدت الخلية الأولى بكل مكوناتها، فإنها لا يمكنها أن توجد العديد من هذه الخلايا كل مرة.
وعلى فرض أن الصدفة أوجدت ذكَرًا بكامل أعضائه وأجهزته، فهل يمكن للصدفة أن توجد أنثى مماثلة للذكَر تمامًا ومخالفة له في الجهاز التناسلي، بهدف التناسل واستمرار الحياة علىالأرض؟!
وعلى فرض أن الصدفة أوجدت كائنًا حيًّا، فكيف توجد الغذاء الذي يناسبه صدفة؟!
وعلى فرض أن الصدفة أوجدت كائنًا حيًّا، فكيف تحافظ عليه وتضمن له الحياة حتى يتكاثروينتج كائنًا مثله؟!
لسان هؤلاء الملاحدة:إن جمع أجزاء ومكونات الخلية الأولى كفيل بأن تتجمع هذه المكونات، وكفيل بنشأة الحياة، وهذا كلام في غاية السخف والسقوط؛ إذ الحياة شيء منفصل عن هذه المكونات والأجزاء؛ أي: شيء من غير جنس هذه المكونات والأجزاء؛ أي: شيء متجاوز لهذه المكونات والأجزاء، وتجمع أجزاء ومكونات الكائن الحي لا يكفي لأن ينشأ كائن حي، وهذا المنطق شبيه بمن يقول تجمع أجزاء ومكونات السيارة كفيل بأن تتكون السيارة دون مجمع ومركب لهذه المكونات والأجزاء، وهل وجدنا أجزاء سيارة تتجمع وتتركب بالصدفة دون مجمع ومركب؟!
ولو سلمنا جدلاً وتنزلاً مع الملاحدة أن أجزاء ومكونات الخلية الأولى تجمعت بذاتها، فهل تجمع أجزاء ومكونات الخلية كافٍ لبث الحياة فيها؟ ثم بث الحياة وحده ليس كافيًا لحياة الخلية، فالخلية تحتاج طاقة وغذاءً، فكيف ستوفر لنفسها الطاقة والغذاء؟ ومن الذي يلهمها بأن هذا الغذاء يناسبها دون غيره من الأغذية؟ وكيف تستفيد من هذا الغذاء لتنمو وتتكاثر دون أن تكون مهيأة للنمو والتكاثر؟! والحياة والطاقة للخلية كالوقود للسيارة، فلن تعمل الخلية الأولى إذا لم تكن حية وبها طاقة، كما أن السيارة لن تعمل دون وقود.
[1] - خرافة الإلحاد للدكتور عمر شريف ص 337.
[2] - كواشف زيوف للشيخ عبدالرحمن حبنكة الميداني ص 446.
[3] - الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان للدكتور عبدالوهاب المسيري ص 27.
[4] - كواشف زيوف للشيخ عبدالرحمنحبنكة الميداني ص 331.
[5] - كواشف زيوف للشيخ عبدالرحمنحبنكة الميداني ص 446.
[6] - المذاهب الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعات للدكتور غالب عواجي 2/1174-1175.
[7] - الدين في مواجهة العلم لوحيد الدين خان ص 46- 47.
[8] - الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى، للدكتور سعيد بن علي بن وهف القحطاني ص 352.
[9] - عقيدة التوحيد للدكتور محمد ملكاوي ص 150.
طبيب
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة د.ربيع أحمد في المنتدى استفسارات غير المسلمين عن الإسلام
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 09-03-2015, 03:04 PM
-
بواسطة الشهاب الثاقب. في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 10-05-2014, 08:15 PM
-
بواسطة هبة الباري في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 29-12-2011, 07:35 PM
-
بواسطة el-7amdolilah في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 07-10-2010, 12:36 PM
-
بواسطة محبة الرحمن في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 13-04-2010, 01:22 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات