ابن عربي، في الفتوحات المكية، ص 107 (وانظر 2293)
فكما أن الإنسان عالم صغير من طريق الجسم كذلك هو أيضاً حقير من طريق الحدوث وصح له التأله لأنه خليفة الله في العالم والعالم مسخر له مألوه كما أن الإنسان مألوه لله تعالى.
]أقوال لعلي [قال: "وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون "، يعني العزلة ومجانبة الناس، وطول الصمت، وملازمة الخلوة، ونحو ذلك مما هو شعار القوم. قال: "وصحبوا الدنيا بأرواح أبدانها معلقة بالمحل الأعلى "، هذا مما يقوله أصحاب الحكمة من تعلق النفوس المجردة بمبادئها من العقول المفارقة، فمن كان أزكى كان تعلقه بها أتم. ثم قال: "أولئك خلفاء الله في أرضه، والدعاة إلى دينه "، لا شبهة أن بالوصول يستحق الإنسان أن يسمى خليفة الله في أرضه، وهو المعني بقوله سبحانه للملائكة: "إني جاعل في الأرض خليفة"، وبقوله: "هو الذي جعلكم خلائف في الأرض". (1964) ابن أبي الحديد

وكانت الجفاة من العرب لسوء أدبها وغلظ تركيبها إذا أتوا النبي صلى الله عليه وأله وسلم خاطبوه باسمه وكنيته، فأما أصحابه فكانت مخاطبتهم له: يا رسول الله. وهكذا يجب أن يقال للملك في المخاطبة: يا خليفة الله، ويا أمير المؤمنين. وينبغي للداخل على الملك أن يتلطف في مراعاة الأدب، كما حكى سعيد بن مرة الكندي، دخل على معاوية فقال!: أنت سعيد؛ فقال: أمير المؤمنين السعيد، وأنا ابن مرة. (2064) (هذا القول منسوب إلى الجاحظ في "ربيع الأبرار" للزمخشري. وهو في كتاب "التاج في أخلاق الملوك، ص 18)

ابن الأزرق، في بدائع السلك في طبائع الملك، ص 1، 12
في حقيقة الخلافة وفيه مسائل: المسألة الأولى تقدم ما يدل على أن المراد بها وبالإمامة راجع إلى النيابة عن الشارع في حفظ الدين وسياسة الدنيا ولائمة الأصول في تحرير ذلك عبارات أصحها عند الأمدي، وفرض كلامهم في لفظ الإمامة: إنها خلافة. المسألة الثانية يسمى القائم بهذا المنصب خليفة لحلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته، قاله الماوردي أو الماضي قبله، أي الخليفة الذي كان قبله، البغوي قاله البيضاوي وإماما تشبيها له بإمام الصلاة في وجوب اتباعه شخص النبي صلى الله عليه وسلم في إقامة الشرع، وحفظ الملة، على وجه يوجب اتباعه جميع الناس، قال ابن عرفة: انظر هل يخرج عنها أمام ذي فسق، وظاهر نصوصهم. والأحاديث أنها فيه إمامة لا تنقض. قلت: تقدم تمام تقريره عند بيان أن جوره لا يسقط وجوب الطاعة له. قال:" والأقرب أنها صفة حكمية توجب امتثال أمر موصوفها في غير منكر عموماً، فيخرج القضاء لخصوصه بإخراج أحكام الحروب والقضايا ونحوهما". قال ابن خلدون:" ولهذا يقال الإمامة الكبرى".
قلت: وتنشأ هنا فروع: أحدها: قال الماوردي:"يجوز أن يقال: الخليفة على الإطلاق وخليفة رسول الله صلى الله عله وسلم. الثاني: قال النووي:" ينبغي أن لا يقال خليفة الله. بل يقال الخليفة، وخليفة رسول الله صلي الله عليه وسلم، وأمير المؤمنين.
وذلك لأن الملك خليفة الله على الأرض في تنفيذ أحكامه، التي هي خير وصلاح، وأبطال أحكام الشيطان التي هي شر وفساد، وان كان كل ذلك بقضائه وقدره،

الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ص 911
حدّثنا ابن حميد، قال: حدّثنا يحيى بن واضح، قال: حدّثنا أبو حمزة، عن جابر، قال: قال رجل لعمر بن الخطاب: يا خليفة الله، قال: خالف الله بك!
وأما خالد بن يزيد بن وهب بن جرير بن خازم، فإنه ذكر أن محمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس حدثه، أن أباه حدثه، أن الراوندية لما شغبوا على أبي جعفر وحاربوه على باب الذهب، دخل عليه قثم بن العباس بن عبيد الله بن العباس .... قال: فغدا الغلام، فجلس حيث أمره من دار الخليفة، فلما جاء الشيخ فعل الغلام ما أمر به مولاه، وفعل المولى ما كان قاله له، ثم قال له: قل، فقال: أي الحيين أشرف؟ اليمن أم مضر؟ قال: فقال قثم: مضر كان منها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيها كتاب الله عز وجل، وفيها بيت الله، ومنها خليفة الله. (1927-8)
وفي قتل جعفر قال أبو العتاهية: (2034)
قولا لمن يرتجي الحياة أمـا في جعفرٍ عبـرة ويحياه!
كانا وزيري خليفة اللـه هـارون هما ما هما خـلـيلاه
فذاكم جعـفـر بـرمـتـه في حلق رأسه ونـصـفـاه
والشيخ يحيى الوزير أصبح قد نحاه عن نفسـه وأقـصـاه
شتت بعد التجميع شمـلـهـم فأصبحوا في البلاد قد تاهوا

القرطبي، في تفسيره، ص 86
آدم عليه السلام، وهو خليفة الله في إمضاء أحكامه وأوامره، لأنه أول رسول إلى الأرض،
"ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى" طه: 122 فصار عليه السلام خليفة الله في أرضه بعد أن كان جارا له في داره، فكم بين الخليفة والجار صلى الله عليه وسلم. (115)
دلت هذه الآية على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كان واجبا في الأمم المتقدمة، وهو فائدة الرسالة وخلافة النبوة. قال الحسن قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أمر بالمعروف أو نهى عن المنكر فهو خليفة الله في أرضه وخليفة رسوله وخليفة كتابه (718)

السمعاني، في الأنساب، ص 1211
كان جبير بن مطعم يقول: أنا واقف مع عمر بعرفات إذ قال رجل يا خليفة الله، فقال رجل خلفي: قطع الله لهجتك، والله لا يقف أمير المؤمنين بعد هذا العام أبداً،

الثعالبي، ثمار القلوب، 10
كان أبو الفتح البستي يستحسن قولي في كتابي: الملك خليفة الله في عباده وبلاده، ولن يستقيم أمر خلافته مع مخالفته. وكان يقول: بودي أنه لي ببعض كلامي.

الثعالبي (كلام ابن المعتز)، التمثيل والمحاضرة، ص 31
الملك خليفة الله تعالى في عباده وبلاده، ولن يستقيم أمر خلافته مع مخالفته. الملك من يبسط أنواع العدل، وينشر أجناس البذل.

الأبشيهي، المستطرف، ص 89
وقيل: الملك خليفة الله في عباده، ولن يستقيم أمر خلافته مع مخالفته. وقال الحجاج: سلطان تخافه الرعية خير من سلطان يخافها.

المسعودي، مروج الذهب، 367
وحدث أبو الهيثم قال: حدثني أبو البشير محمد بن بشر الفزاري، عن إبراهيم بن عقيل البصري، قال: قال معاوية يوماً- وعنده صعصعة وكان قدم عليه بكتاب علي وعنده وجوه الناس-: الأرض للهّ، وأنا خليفة الله، فما آخذ من مال الله فهو لي، وما تركت منه كان جائزاً لي، فقال صعصعة:
تُمَنَيكَ نفسك مالايكو ن جَهْلاً معاوي لاتأثم
وقد كان يزيد بن عبد الملك- حين ولي عمر بن هبيرة الفزازي العراق، وأضاف إليه خراسان واستقام أمره هنالك- بعث ابن هُبَيْرة إلى الحسن بن أبي الحسن البصري وعامر بن شرحبيل الشعبي ومحمد بن سيرين، وذلك في سنة ثلاث ومائة، فقال لهم: إن يزيد بن عبد الملك خليفة اللهّ استخلفه على عباده، وأخذ ميثاقهم بطاعته، وأخذ عَهْدَنا بالسمع والطاعة. 436

النويري، نهاية الأرب، 2187
فخرج عمر إلى الناس، فقالفوا: ما صنعت؟ فقال: امضوا ثكلتكم أمّهاتكم! ما لقيت في سببكم اليوم من خليفة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم! ثم خرج أبو بكر رصي الله عنه حتى أتاهم، فأشخصهم وشيعهم وهو ماش؛ وأسامة راكب، وعبد الرحمن بن عوف يقود دابّة أبي بكر، فقال له أسامة: يا خليفة الله، وما علىّ أن أغبر قدمي في سبيل الله ساعةً.

ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق، 1640
عن أبي مسلم الخولاني: أنه سمع مكفوفاً بالمدينة وهو يلعن عثمان وما ولد، فقال: يا مكفوف، ألعثمان تقولون هذا؟ يا أهل المدينة كنتم بين قاتل وخاذل فكلاً جزى الله شرأ. يا أهل المدينة، لأنتم شر من ثمود، إن ثموداً قتلوا ناقة الله وأنتم قتلتم خليفة الله، وخليفة الله أكرم على الله من ناقته.

الصفدي، أعيان العصر، 811 (في محمد بن طغلق شاه أحد ملوك الهند توفي 752هـ)
قال: ونعته في بلاده: "سلطان العالم، إسكندر الزمان الثاني، خليفة الله في أرضه"، ولهذا يدعو له الخطباء على المنابر في ممالكه والدعاة.

الشافعي، الأم، 117
أخبرنا الشافعي قال حدثنا يحيى بن سليم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال ولينا أبو بكر خير خليفة الله أرحمه وأحناه عليه
ابن المطهر، البدء والتاريخ، 339
و كان استعمل خالد بن عبد الله القسري على مكة فأمره أن يحفر بها بئراً فحفر فخرج عليه ماء عذب فكتب إلى الوليد إن خليفة الله أكرم على الله من رسوله ابراهيم لأن ابراهيم عليه السلام استسقاه فسقاه ماء غير عذب و أمير المؤمنين سقاه ماء عذباً فراتاً و مات الوليد سنة تسع و ستين ]هذا الموطن مثال على المبالغة والنفاق[

البلاذري، أنساب الأشراف، 1005
وولى حمزة بن المغيرة المدائن، وأرسل إلى مطرف بن المغيرة وكان يتأله فقال له يوماً: إن عبد الملك خليفة الله وهو أكرم على الله من رسله. فوقرت في نفس مطرف. وكان يعتقد إنكار المنكر ولا يبلغ قول الخوراج، فمر شبيب بن يزيد الخارجي بالمدائن ومطرف بها فناظره فخالفه في رأيه ووافقه على الخروج.

الصفوري، نزهة المجالس، 375
قال الرازي في قوله تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس أي خلقت أي صرتم خير أمة لأنكم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله وقال النبي صلى الله عليه وسلم من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر كان خليفة الله في أرضه وخليفة رسوله وخليفة كتابه

العسكري، الأوائل، 39
أول من سمي خليفة أبو بكر ]....[ ويقال خليفة وخلائف وخليف وخلفاً وإذا أرادوا تعظيم الخليفة قالوا خليفة الله، كما قالوا بيت الله وشهر الله.