ــــــــــــ ماذا يعني كل ما تقدم ؟؟؟؟؟؟؟ــــــــــــــ

ما تقدم يعني أن التاريخ الحقيقي لمبعث نبي الله إبراهيم غير صحيح
على الشكل الذي يعرف البشر اليوم نقلا عن كتب اليهود المحرفة ،

و إن إبراهيم عليه السلام قد ولد و بعث في فترة استثنائية
تمثل بداية استقرار و انتشار البشر على الأرض ،و بداية تحول
البشر إلى قانون التدافع الإلهي بعد أن كانوا تحت قانون
الأخذ الإلهي ، و الذي لا يزال قائم بحق الأمم الظالمة
كسنة إلهية.
لكن رحمة من الله صار البشر يدفع بعضهم البعض

بسم الله الرحمن الرحيم
{
فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ
وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ
بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ
عَلَى الْعَالَمِينَ }البقرة251

بسم الله الرحمن الرحيم
{
الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ
وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ
وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً
وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحج40

ــــــــــــــ

أما قبل ذلك فكان البشر أقلة بل يكادوا أن يكونوا أمة واحدة
أي لم تكن قد ظهرت بعد القوى المتكافئة
التي يمكن أن يدفع بعضها شر بعض
فكان الله يرسل إليهم رسله فمن أمن نجى و ورث الأرض ،
و من كفر فإن أخذ ربك أليم شديد...

بسم الله الرحمن الرحيم

{وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ
إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ }هود102

بالطبع أرجو أن لا يفهم من كلامي أني أنفي أن سنة الله في أخذ الأمم الظالمة لم يعد موجود ،،إطلاقا .

إن الله يفعل ما يشاء سبحانه ، بل هذه و تلك سنن الله في خلقه
و هو يفعل ما يشاء ،و إنما نحن نقرأ و نحلل ما أعلمنا به الله
في كتابه و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم.

أعلمنا سبحانه أن قوم نوح قد أهلكوا بالغرق ، و من سياق
الأحداث نفهم أن جميع البشر على الأرض كانوا هم قوم نوح.

بالطبع نحن لن نتصور أن البشر كانوا يتوزعون على الأرض
كما هو حال البشر اليوم
فلا بد أنهم كانوا متجاورين و أغلب الظن أنهم كانوا يستوطنون
الجزيرة العربية و التي كانت مروجا و أنهارا
فجاء الطوفان فغير وجهها الأخضر إلى الوجه الصحراوي القاحل.

إذا كان ما بين آدم و نوح ألف سنة هجرية كما جاء في
صحيح السنة ، فلو فرضنا أن هذه الألف كانت من وفاة آدم
حتى مبعث نوح عليه السلام
فهي لن تزيد من آدم حتى الطوفان عن ألفي سنة.

2668 ( الصحيحة )
(كان آدم نبيا مكلما ، وكان بينه وبين نوح عشرة قرون ، وكانت الرسل ثلاثمائة وخمسة عشر)

: ( 3289 ) ( الصحيحة )
(كان بين آدم ونوح عشرة قرون ، وبين نوح وإبراهيم عشرة قرون)

هذا هو عمر ذرية أدم التي حصدها الطوفان فما أبقى منها إلا قليل،
ثم إذا كان ما بين نوح و إبراهيم عليه السلام ألف سنة هجرية ،
و لو فرضنا أن ذلك يبدأ من وفاة نبي الله نوح حتى مبعث
نبي الله إبراهيم ،فلن يزيد عمر الأمة المتشكلة من أبناء نوح
عن ألف و مائة سنة تزيد قليلا أو تنقص و الله أعلم .

أي نصف عمر الأمة التي حصدها الطوفان فكم سيكون تعداد
هذه الأمة وصولا إلى نبي الله إبراهيم ؟؟؟؟؟

سيكونون عمومة و أبناء عمومة و مجتمعات متقاربة بالنسب
، إلا إذا فرضنا أن هناك ممن نجى مع نوح قد أنجب و تكاثر،
و هذا وارد و الله أعلم .

فيكون البعض أبناء عمومة و البعض الآخر متباعد بالنسب
، و إذا علمنا أنه و خلال هذه الألف عام قد فني من هذه القرى
ما لا يعلمه إلا الله من البشر، فقوم هود و قوم صالح
كان من تلك الأمم التي أفناها الله و خلف بعضها بعض

تابعوا سلسلة الاستخلاف كما جاء في كتاب الله الكريم.....

بسم الله الرحمن الرحيم

وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ
مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ 19 يونس

بسم الله الرحمن الرحيم

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ
فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ
ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ{71}
فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ
أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ{72} فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ
فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاَئِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا
فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِين َ73 يونس

ـــــــــــ

بسم الله الرحمن الرحيم

وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ
غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ{65} قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ
إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ{66} قَالَ يَا قَوْمِ
لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ{67} أُبَلِّغُكُمْ
رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ{68} أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ
ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء
مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُواْ آلاء
اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون َ69 الأعراف

بسم الله الرحمن الرحيم

وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم
مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ
لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ
فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{73} وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ
عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً
وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي
الأَرْضِ مُفْسِدِينَ 74 الأعراف[/color]


ثم يأتي بعد ذلك من القرى ما لم يطلعنا الله سبحانه
على علمها ......

بسم الله الرحمن الرحيم

{أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ
مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللّهُ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّواْ
أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ
وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ } إبراهيم

ـــــــــــ

إلى هنا نصل إلى الأمم التي جاءت بعد إبراهيم عليه السلام
و هي الأمم التي أخبرنا عنها الله سبحانه ..

بعث إبراهيم حسب الروايات التوارتية حوالي عام 2000
قبل الميلاد ،و هذا يعني أنه ما بين عيسى عليه السلام
و الطوفان حوالي ثلاثة ألف سنة،

و هنا الكارثة الحقيقية ...!!!!

فآثار و لقى الأمم التي تعرف عليها علماء الآثار منها ما يعود
إلى خمسة أو ستة آلاف سنة قبل الميلاد
و قد ذكر طوفان نوح في آثار تعود إلى أربعة ألاف سنة قبل الميلاد
و بشكل مشوه يدل إلى الزمن الذي يفصل هذا الطوفان
عن تاريخ التدوين .
و إذا كان قوم عاد هم من الذين ورثوا الأرض بعد الطوفان ،
ثم جاء بعدهم قوم صالح عليه السلام ...
ثم جاءت أمم لا يعلمها إلا الله ...

فكيف يصح أن يكون السومريون و المصريون القدامى
قد وجدوا قبل مبعث إبراهيم عليه السلام؟؟؟؟!!!!

و قد وصل أعمار بعض هذه الأمم إلى ما يقارب المسافة التي
تفصل إبراهيم عن الطوفان

و إذا كان قد ثبت علميا أنه و قبل العام ألفين قبل الميلاد كان الناس
قد تمايزوا إلى أجناس، و تبلبلت ألسنتهم إلى عشرات اللهجات
و اللغات ، و تعدادهم وصل الملايين

فكل ما قد قيل لا يصح،،، إلا أن يكون إبراهيم عليه السلام
قد بعث قبل قيام هذه الأمم جميعها ،،
أي قبل أي حضارة عرفها علماء الآثار ،، إلا أن تكون عائدة
لقوم هود أو قوم صالح عليهما السلام .

و هذا يعيدنا إلى سبع أو ثمان آلاف سنة قبل الميلاد ، و على أضعف احتمال إلى
خمس آلاف سنة قبل الميلاد ، و هذا بدوره سيحقق
إزاحة لكامل تاريخ المنطقة كما ذكرت في السابق.


قد يقول قائل :
كيف استطاع المصريون بناء حضارة في هذه الفترة الزمنية
القصيرة بين ابراهيم ويعقوب ؟؟؟؟

فأقول :
أنه لا علاقة البتة بين الحضارة و ما حدث في عصر إبراهيم
و ذريته فيما بعد.

لم يكن هناك نظام فرعوني كحال من يسمى بالأسر الفرعونية
التي أخذت بهذا الاسم كرمز للملك
تخليدا لفرعون موسى،،،،، متى هذا ؟؟

بعد قرون كثيرة من حكم بني إسرائيل لمصر و طرد المصريين لهم ،

لا أقصد ما يسمى الهكسوس هنا، فهذا تاريخ متأخر و ربما تكون عودة أخرى، أنا أقصد حكم
بني إسرائيل لمصر بعد هلاك فرعون،
كان في عصر يوسف ملك ،و الأخبار تقول أن اسمه كان الوليد بن مصعب ، و هو من ذرية
سام بن نوح و هو من العماليق
و أعتقد أن العماليق هم من قوم عاد لقوله تعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم

{أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ
وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي
الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }الأعراف69

فلا يمتنع عقلا ً أن يكون القبط هم ممن نجى من قوم عاد،
أو قوم ثمود ، ثم هاجروا إلى مصر حتى مجيء نبي الله إبراهيم

ما كان من أمر مصر في أيام يوسف إنما هو ملك لا عظمة فيه
و لا دليل على ذلك..

إنما دخلت العظمة على ملك مصر أيام فرعون الذي أغرقه الله
، فمن أين أتته العظمة و الكنوز التي دعا موسى ربه أن يطمسها؟؟؟؟

لقد كانت نتيجة ما حصلته المملكة المصرية من مبيع الحنطة
أيام القحط ،و هذا بتدبير من نبي الله يوسف عليه السلام
و هذا مما علمه الله إياه .

بعد وفاة يوسف بزمن مجهول، استلم الحكم طائفة استغلت الثروة
، فعلت و تكبرت و كرهت دين التوحيد ، و كان رأسها فرعون
قد تأله من دون الله ،،،سقط فرعون و انتهى غريقا في مصر،
فجاء الوعد من الله...

بسم الله الرحمن الرحيم

فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ{53} إِنَّ هَؤُلَاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ{54}
وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ{55} وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ{56} فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ{57}
وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ{58}
كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ{59}

بسم الله الرحمن الرحيم

{وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا
الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا
صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ }الأعراف137

ــــــــــ

هذه الوراثة لمصر من قبل بني إسرائيل حدثت في مرحلة
من مراحل التاريخ ،
لكن ليس بالتاريخ الذي بين أيدينا ثغرة تسمح بوجود مثل
هذا الحدث ،فمصر الأسرات الفرعونية التي يعود تاريخها
إلى ما يزيد عن ثلاث ألاف كما أعتقد ،لم يحدث فيها
مثل هذا الحدث.
و الذي لو وقع لرأيناه قد كتب على كل مسلة في مصر
، إنما هذا وقع في عصر أبكر بكثير من عصر التدوين
و هذا يتفق مع كل ما جاء في كتابنا العزيز.