لا أحد يجتمع فيه صفات الخالق إلا الله

لا أحد يجتمع فيه صفات الخالق إلا الله ، وغيره لا يسمى خالقا بحال من الأحوال فبوذا مثلا ليس خالقا فقد وجد بعد خلق الكون والخالق لابد أن يكون قبل المخلوق كما أن الصانع قبل المصنوع والفاعل قبل المفعول و و بوذا لم يقل يوما أنا خالق السماوات والأرض و أنا الإله فأعبدوني و بوذا لم يرسل رسلا كي يعبده الناس و أي حيوان من الحيوانات ليس خالقا فقد وجد الحيوان بعد الخلق والخالق لابد أن يكون قبل المخلوق والحيوان يحتاج للطعام والشراب و يموت ويمرض و الخالق منزه عن هذه الأشياء و الحيوان مسخر للإنسان و الخالق لابد أن يكون مسخر الخلق لا الخلق الذين يسخرونه ،و الشمس ليست خالقا فهي جماد والجماد صفة نقص والخالق منزه عن النقص ،ووجدت الشمس بعد الخلق والخالق لابد أن يكون قبل المخلوق و الشمس لم ترسل رسولا لتعرف الناس بها ولم تقل أنا خالق الكون فأعبدوني ، والماء ليست خالقا فهي جماد والجماد من صفات النقص و الماء تستطيع ضرها بأن تلوثها و تشرب منها فتنقصها و الماء وجدت بعد الخلق و الماء لم ترسل رسولا لتعرفنا بنفسها ولم تقل أنا خالق الكون فأعبدوني ، والأصنام ليست خالقا فالإنسان هو الذي صنعها و كيف يكون الخالق مصنوعا ووجدت الأصنام بعد الخلق والخالق لابد أن يكون قبل المخلوق و الأصنام لم ترسل رسلا ليعرفها الناس ولم تقل أنا خالق الكون فأعبدوني و عيسى ليس خالقا فقد وجد بعد الخلق والخالق لابد أن يكون قبل المخلوق و كان المسيح عليه السلام يأكل ويشرب ففي أناجيل النصارى : ( ثُمَّ جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ، فَقُلْتُمْ: هَذَا رَجُلٌ شَرِهٌ سِكِّيرٌ، صَدِيقٌ لِجُبَاةِ الضَّرَائِبِ وَالْخَاطِئِينَ )[1] و كان المسيح عليه السلام يجوع ففي أناجيل النصارى : ( وَبَعْدَمَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيراً )[2] و كان المسيح عليه السلام ينام ففي أناجيل النصارى : ( وكان هو نائماً ) [3] و قد ضره الناس في عصره ولطموه وصلبوه كما يقال النصارى في كتبهم و المسيح لم يقل أنا خالق الكون فأعبدوني بل قال كما في أحد أناجيلهم : (( الذي يؤمن بي ليس يؤمن بي بل بالذي أرسلني ))[4] فهذا الكلام فيه نص بأن المسيح مرسَل من عند إله غيره ،و رسول لإله غيره ألا وهو الله ومادام المسيح رسولا فلا يمكن أن يكون المسيح إلها ؛ لأن الإله يرسل الرسل و الإله يعرف نفسه لعباده عن طريق رسله وأنبيائه لا عن طريق نزوله لهم إذ هذا لا يليق لملك من ملوك الأرض فكيف بخالق السماوات والأرض ؟!! فالملك يرسل رسله للناس لكي يعرفه الناس ،و لا ينزل من ملكه للناس ليعرفهم بنفسه ،والخالق أجل و أعظم من كل ملوك الأرض ،و قال المسيح أيضا : (( أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته ))[5] ، وهذا نص على أن المسيح رسول ، والرسول يكون من جنس قومه وهم البشر فالمسيح إذاً بشر ،و إن قالوا الله تجسد في صورة المسيح فهذا باطل لأن الخالق لا يليق به أن يتجسد في صورة إنسان مخلوق ضعيف ، و إذا نظرت لصفات الله وجدت اجتماع كل صفات الربوبية و الألوهية فيه فقد كان الخالق قبل وجود الخلق فقد قال نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم : « كان الله و لم يكن شيء قبله ، و كان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، ثم خلق السماوات والأرض »[6] و الله له صفات الكمال فقد قال الله في القران كتاب المسلمين : ﴿ وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ ﴾[7]أي الوصف الأعلى الوصف الكامل و الله واحد أحد فقد قال الله في القران كتاب المسلمين : ﴿ و َإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾[8]و الله لا ينام و لا يغفل حي قيوم مالك السماوات والأرض فقد قال الله في القران كتاب المسلمين : ﴿ اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾[9] و الله فوق عباده لا معهم فقد قال الله في القران كتاب المسلمين: ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ [10]،و قال : ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [11] و قد أرسل الله لنا الرسل فقد قال الله في القران كتاب المسلمين : ﴿ لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُواْ وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ [12] ،وقال : ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ﴾[13] و قال لمحمد صلى الله عليه وسلم : ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ [14] و خلق الجميع لعبادته وحده فقد قال الله في القران كتاب المسلمين : ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾[15] و أمر بعبادته وحده ونهى عن عبادة من سواه فقد قال الله في القران كتاب المسلمين : ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾[16] فقد قال نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم : يا معاذ هل تدري حق الله على عباده وما حق العباد على الله ؟ قلت ( أي معاذ ) الله ورسوله أعلم قال : فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا[17] .
















[1] - لوقا إصحاح 7 عدد 34 و متى إصحاح 11عدد 19

[2]- متى إصحاح 4عدد 2

[3]- متى إصحاح 24عدد 8

[4] - يوحنا إصحاح 12 عدد 44

[5] - يوحنا إصحاح 17 عدد 3

[6] - رواه البخاري في صحيحه

[7] - النحل من الآية 60

[8] - البقرة الآية 163

[9] - البقرة الآية 255

[10] - الأنعام من الآية 18

[11] - طه الآية 5

[12] - المائدة الآية 70

[13] - الرعد 38

[14] - البقرة الآية 119

[15] - الذاريات الآية 56

[16] - النحل الآية 36

[17] - رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما