

-
الأستاذ عبدالمجيد العرابلى تحية طيبة .. وبعد :
ــ لقد قرأت موضوعك (سر عمر عيسى) بأجزاءه الثلاثة كثيراً بتمعن واهتمام .... والموضوع به غرابة شديدة فى الملاحظات يستسيغها عقلى أحياناً ويرفضها عقلى أحيان أخرى ...
وسأسردها لك أخى الفاضل ملاحظاتى وهو فى النهاية رأيى أنا:
1ــ تقول أخى الفاضل عن سبب تسمية نبى الله عيسى بهذا الاسم :
اقتباس
أما تسميته عليه السلام بعيسى فكانت من الله قبل النفخ في رحم مريم، فقد جاءت مادة "عيس" التي اشتق منها اسم عيسى عليه السلام في صفاء الشيء، وعدم اختلاطه بغيره0
ومن ذلك جاءت تسمية الإبل البيضاء التي خلص لونها
ولم يختلط بلون آخر بالإبل العيس0
وحقيقة فقد بحثت عن معنى مادة (عيس) فى معاجم اللغة ... فوجدتها العكس تماماً وجدت أن المعنى أنها الابل البيضاء المختلط لونها بظلمة أو شقرة ...
المحيط :
العِيسُ : مفـ الأَعْيَسُ، الإبلُ البيضُ يُخالطُ لونَها ظلمة خفية أو شقرة.
http://lexicons.sakhr.com/openme.asp...l/1074329.html
2ــ تقول أخى الفاضل : ــ
اقتباس
قال تعالى: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55﴾ طه0
وإلى الآن لم يمت أحد في الفضاء؛ فكل رواد الفضاء الذين هلكوا كان هلاكهم قبل الوصول إلى الفضاء، أو بعد العودة منه، فعادت جثثهم إلى الأرض0
ــ والآية هنا أخى الفاضل تتحدث عن الموت وأننا كما خلقنا من تراب سنعود للتراب ...وأن (كل من عليها فان) ... وأنه مهما طال العمر بالانسان فلابد له من نهاية وكما كان الله قادر على إحيائه وإماتته فهو القادر على بعثه تارةً أخرى .... ولا يستلزم أبداً ما توصلت له أخى الفاضل فى تعليقك بالأعلى ...
ــ فلو كنت تقصد أنه لم يمت أحد فى الفضاء فقد مات رائد الفضاء الشهيرالكولونيل فلاديمير ميخولوفتش فى الفضاء .
ــ وإن كنت تقصد أنه لابد من عودة جثثهم إلى الأرض .. فماذا سنفعل إن انفجرت مركبة فضائية بروادها فى الفضاء واندثرت وتناثرت أشلاؤهم فى الفضاء ؟!
ــ بل ماذا سنفعل إن راودت أحد مجانين الغرب المشاهير(وما أكثرهم) هذه الفكرة وأوصى بدفنه بعد موته على سطح القمر أو المريخ ؟؟!
ــ تقول أخى الفاضل: ــ
اقتباس
عيسى ابن مريم عليه السلام روح من الله
قال تعالى: (إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ 00(171) النساء0
الرُّوح من مادة "رَوَحَ" وهي لما يرى أثره في غيره ولا تبصر ذاته0
فمنها الريح التي لا تُبصر، ويرى أثرها في هز الأغصان، وسفي التراب والرمال، وتحريك أشرعة السفن والأغصان، وإثارة الأمواج، وسوق السحاب وغير ذلك0
ومنها الرائحة التي يحس بها عن طريق حاسة الشم من غير إبصار لها0
ــ ولقد بحثت فى معانى (رَوَحَ) فى كثير من المصادر فلم أجد هذا المعنى ... فأرجو ذكر مصدرك أخى الفاضل ..
ــ تقول أخى الفاضل: ــ
اقتباس
وأما قول يعقوب عليه السلام لبنيه: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87﴾ يوسف، من روح الله أي
من تدبير الله الخفي في إعانتكم على إيجاد يوسف عليه السلام، وأخيه، فتُحِسُّوا بهذا التدبير دون رؤية من وراءه0
وروح الله هنا أخى الفاضل معناها رحمة الله وفرجه .... وآيات القرآن تؤكد على ذلك المعنى (لا تيأسوا من روح الله) أى رحمته ...فيقول الله تعالى:
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ
وهناك إجماع من معظم المفسرين على هذا المعنى :
تفسير القرطبى:
وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ
أَيْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ فَرَج اللَّه ; قَالَهُ اِبْن زَيْد , يُرِيد : أَنَّ الْمُؤْمِن يَرْجُو فَرَج اللَّه , وَالْكَافِر يَقْنَط فِي الشِّدَّة . وَقَالَ قَتَادَة وَالضَّحَّاك : مِنْ رَحْمَة اللَّه .
تفسير الطبرى :
{ إِنَّهُ لَا يَيْأَس مِنْ رَوْح اللَّه } يَقُول : لَا يَقْنَط مِنْ فَرَجِهِ وَرَحْمَته وَيَقْطَع رَجَاءَهُ مِنْهُ , { إِلَّا الْقَوْم الْكَافِرُونَ } يَعْنِي : الْقَوْم الَّذِينَ يَجْحَدُونَ قُدْرَتَهُ عَلَى مَا شَاءَ تَكْوِينَهُ .
تفسير الجلالين : ــ
"وَلَا تَيْأَسُوا" تَقْنَطُوا "مِنْ رَوْح اللَّه" رَحْمَته
تفسير السعدى:
{إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} فإنهم لكفرهم يستبعدون رحمته، ورحمته بعيدة منهم، فلا تتشبهوا بالكافرين.
تفسير النسفى: ــ
< ولا تيأسوا من روح الله >! ولا تقنطوا من رحمة الله وفرجه
ــ آخر نقطة أخى الفاضل هى أنى أراك تتحدث بلغة الواثق الجازم فى أمور اختلف أعلام المفسرين فى بعضها ولكل آراءه الوجيهة .. فمثلاً فى الوقت الذى تسعى فيه جاهداً للتفرقة بين الموت والوفاة لاثبات أن عيسى عليه السلام لم يمت ... أورد الكثير من المفسرين الرأى بأن الوفاة فى الآية الكريمة (آل عمران 55) بمعنى الموت فعلاً .. وممن قال بهذا الرأى ابن عباس رضى الله عنه ... وعليه فلا جزم فى هذه المسألة وغيرها من المسائل التى اختلف فيها المفسرين إلا بدليل وجيه وحجة قوية من كتاب الله وسنة رسوله ...
ــ هذه ملاحظاتى أخى الفاضل وأرجو أن تتقبلها بصدر رحب ... وجزاكم الله خيراً ...
أخوك / عبدالله الأندلسى .
 |
|
 |
|
رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ |
|
 |
|
 |
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة العرابلي في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 9
آخر مشاركة: 01-11-2006, 12:56 AM
-
بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى حقائق حول عيسى عليه السلام
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 18-07-2006, 10:22 AM
-
بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى حقائق حول عيسى عليه السلام
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 18-07-2006, 06:12 AM
-
بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى حقائق حول عيسى عليه السلام
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 07-07-2006, 02:37 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات