

-
4-استغماية
*****
علىّ تلميذ مُجد فى دراسته يعشق لعبة استغماية منذ عرف كيف يكون اللعب مع أبيه واخوته ، أصبح اليوم فى الصف السادس الابتدائى ، ومازال يمارس طقوس لعبته اليومية مع اصحابه ، لأنه يرى فيها امتدادا لرغبته فى أن يصبح من رجال الشرطة ، ففى مفهومه ما هى إلا صراع بين رجل البوليس والخصم المختبئ خلف الجدران ، هكذا تعلم الاختباء والبحث عنه ، اليوم يأتى وافد جديد على فصله ، عاش القادم سنوات عمره الاولى فى بلاد الغرب ، أطلق عليه منذ اللحظة الاولى لرؤيته اسم - رفيق -، وجد رفيق صعوبة فى التواصل مع زملائه ، ولكن علىّ بنباهته استطاع أن يضم رفيق إليه خاصة وأن طريق عودتهما واحد ، فقد أصبحا جيران بالسكن ، انضم رفيق إلى فريق اللعبة (لعبة الاستغماية ) ووجد فيها كل منهما لغة للتواصل السريع حتى استطاع رفيق أن يتقن بعض الكلمات العربية ، كما أتقن فن اللعبة من الاختباء حتى لا يتمكن أحد من الامساك به ، خاصة وأن طريق العودة من المدرسة يمر بالعديد من الشوارع الجانبية المفتوحة على بعضها و التى تطل على ميدان فسيح ، يمارسان فيه اللعبة بسهولة حتى يصلا إلى منزلهما بسلام ، وقد اعتادا القيام بذلك يوميا ، حتى حبب علىّ لرفيق أن يكون شرطى مثله فى المستقبل ، وحتى لا يفترقا أبدا ، ومع مرور الايام عرف رفيق معنى أن يعيش فى مصر وما كان يفتقده فى غربته من حميمية المعيشة والصداقة الجميلة التى جمعت بينه وبين علىّ ، وأقسم كل منهما ألا يفرق بينهما سوى الموت .
لم يكن علىّ ورفيق بهذا القسم الطفولى على علم بما سيحدث لهما .
فاليوم غير كل الأيام ، الشوارع مزدحمة وهرج ومرج فى كل الشوارع التى يمران بها ، تشبث كل منهما بالأخر ، فلا لعب اليوم ولا استغماية ، المهم أن نعود بسلام ، هكذا قال علىّ لصاحبه ، اشتد بهما الخوف لما رأياه من مشهد أرعبهم وحطم آمالهم وغير رؤيتهم للمستقبل وما يحلمون به ، ما كل هذة العربات وما كل هذه الجنود فى زيهم الأسود؟ تساءل رفيق ؟رد علىّ انهم رجال الشرطة الآن نشعر بالأمان فى وجودهم ،لا تقلق يا رفيق ، هيا نسير بسرعة حتى يستطيع رجال البوليس تهدئة هذا العراك، ولكن لم يتسن للأصدقاء فرصة للانطلاق إذ باغتهما أحد الرجال من أصحاب الزى الاسود بضربة أسقطت رفيق على الارض بلا حراك . ارتمى علىّ فوق جسد صديقه يحميه بجسده الصغير ، وأحاط برأسه الصغير ألف سؤال لم يعرف اجابة لها ، استطاع أن ينتزع صاحبه من بينهم وعاد به إلى منزله وهو يقسم ألا يعود إلى لعبته (لعبة الاستغماية) فاليوم سقطت لعبته مع سقوط صاحبه
عنّْ أنَسَ رضي اللَّه عنهُ قال : قال رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « إنَّ اللَّه لَيرضي عنِ العبْدِ يَأْكُلُ الأكْلَةَ فَيَحْمَدُهُ عَليْهَا ، وَيَشْرب الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدُهُ عَلَيْهَا
5-عمت البركة منزلنا
**************
استمعت مريم ذات العشرة أعوام إلى حديث دار بين والديها شد انتباهها !
الأب : كل يوم طلبات لم أعد أحتمل!
الأم: هذه الطلبات للبيت وليست لى !
الأب: لم تعد البركة تحل على بيتنا ؟!
انتهى الحوار بصمت طويل، ولكن الكلمة التى اهتزت لها الطفلة الصغيرة هى: ليس في البيت بركة
باتت ليلتها تفكر في معنى الكلمة التى لا تفهمها وعندما أصبح الصباح اسرعت إلى مدرستها
وفي حصة التربية الدينية أسرعت إلى المُدرسة وسألتها : ما معنى كلمة البركة ؟ وكيف لا يكون فى البيت بركة ؟
تعجبت المدرسة من سؤالها وقالت :
البركة هى الشعور بزيادة الرزق حتى وإن قل .
وكيف تأتى البركة ؟
قالت : تأتى البركة من المداومة على الصلاة فهى تطرد الشياطين من البيت وتحل الملائكة ويعم الخير بإذن الله .
وبحمد الله على نعمته وكثرة التصدق على الغير.
حملت مريم كلمات المدرسة فى ذهنها الصغير وعادت إلى بيتها وهى تفكر:
لماذا أبى وأمى لا يصليان ؟ اذن البيت تملؤة الشياطين ! ولن تحل فيه الملائكة ولن تأتينا البركة !!
عاد الأب من عمله منهكا وكالعادة دار النقاش وتعالت الأصوات وانصرف كل منهما عن الأخر وجلسا بعيدين وأعطى كل منهما ظهره للأخر.
أسرعت مريم لتتوضأ ولكنها توقفت عند صنبور المياة فهى لم تتعلم بعد كيف تتوضأ للصلاة
نظرت مريم إلى أبيها وأمها وبسرعة وبرائة أمسكت بيد أمها وسارت بها إلى أبيها وضمت يده اليها برفق وقالت لهما:
هيا علمانى كيف الوضوء كى أصلى لله وأشكره على نعمته التى منّ بها على فوهبنى أبا يكد من أجلى وأما تسهر على راحتى .
نظر الأب والأم إلى بعضهما وحملا مريم واحتضناها بقوة وقاموا إلى وضوئهم وصلاتهم وباتوا ليلتهم فى هدوء وسلام ، وحمدوا الله على نعمة الاسلام
حافظ ألأب والأم على صلاتهم وظهرت علامات السعادة على بيتهم وعم الحب والوئام وفاضت البركة عليهم
عادت مريم إلى مدرستها وفى حصة التربية الدينية قالت للمعلمة :
لقد عمت البركة منزلنا !.
عَنْ أبي هُريْرة عَبْدِ الرَّحْمن بْنِ صخْرٍ رضي الله عَنْهُ قال : قالَ رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «إِنَّ الله لا يَنْظُرُ إِلى أَجْسامِكْم ، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعمالِكُمْ »
- See more at: http://www.alnoor.se/article.asp?id=....sS2OfROR.dpuf
تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة السعيد شويل في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 07-12-2015, 02:12 PM
-
بواسطة السعيد شويل في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 22-09-2011, 04:51 PM
-
بواسطة لا تحزن فالله معك في المنتدى منتدى الكتب
مشاركات: 6
آخر مشاركة: 07-08-2009, 10:11 PM
-
بواسطة نضال 3 في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 09-03-2009, 03:42 PM
-
بواسطة الشرقاوى في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 20-07-2005, 08:56 AM
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات