من وحى الأحاديث النبوية الشريف.. قصص للاطفال


غادة هيكل


عن عبد الله بن عمر رضى الله عنه أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أى الاسلام خير قال : تُطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفتَ ومن لم تعرف )

1-تحيتنا السلام
********
يخرج أحمد من بيته إلى المدرسة كل يوم, يمر بجاره محمود وينطلقا مسرعين, فهو دائما يهوى الخروج متأخرا، فى طريقه يلقى السلام على عم محمد البواب ،ومن بعده خالته فايزة بائعة الخضار وعلى الفور يلتقط سندويتش الفول الطازج من عم علىّ والحساب على النوته ، وآخر ما يمر به ورشة عم نبيل ، يجد خالته سامية جالسة كما هى عادتها على باب الورشة ، - السلام عليكم يا خاله - ترد وعليكم السلام يا أحمد -إجر يا ولد تأخرت يا كسلان ، على هذا المنوال كل يوم فرحا منطلقا يذهب إلى مدرسته ويعود يرمى السلام ببشاشة وجهه الطفولى البرئ ، أراد أحمد أن يتعرف أكثر على مهنة النجارة فطلب من والده أن يذهب عند عمه نبيل والخالة سامية بالاجازة الصيفية كى يتعلم منهما مهنة النجارة ، لم يكن أحمد يعلم أن العم نبيل والخالة سامية يعتنقون الدين المسيحى ، وحلف لأبيه أنها ترد عليه تحية الاسلام كل يوم بلا تردد ، وأطرق أحمد إلى الارض فقد خاب أمله فى تعلم مهنة النجارة .
ضحك الأب ملئ فيه واحتضن أحمد وقال له :يا بنى لا تحزن فلا علاقة بين دين الرجل وبين عمله ونحن نعيش معا منذ عقود فى سلام كما قال رب العالمين ( لكم دينكم ولى دين ) وكيف يا أبى ترد بتحية الاسلام ؟ قال الأب : أليست هى تحية السلام وأليس هم يعبدون ربا واحدا يطلبون رحمته أيضا ورضاه، فتحية الاسلام عامة لكل الأديان ،ولكل القلوب المؤمنة الموحدة بالله يا أحمد، وقد وصانا الله بأهل الكتاب خيرا ، وبالجيران خيرا ، وأن نتعامل معهم وأن طعامهم حل لنا وطعامنا حل لهم ،فرح أحمد كثيرا بقول والده وعلم أن الدين الاسلامى عظيم ولذلك جمع بينه وبين أصحاب الديانات كلها فى سماحة ويسر ، أتى الصيف وذهب أحمد إلى ورشة العم نبيل وكان يمزح مع الخالة فايزة بقوله: يا حاجة فايزة وهى تضحك كثيرا وتقول: يا رب نزور بيت الله صحبة يا أحمد .
*************
2-عن أبى عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( بنى الاسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان )
-عبادة مريم
**********
سارعت مريم إلى أبيها تبشره برؤية هلال رمضان ، أستعجب الأب كثيرا وسأل ابنته: وكيف عرفت بظهور الهلال ولم يعلن عنه بعد؟
قالت مريم لقد انقطعت الكهرباء يا أبى ونحن نلعب فأطبقت العتمة المكان ، ونظرنا إلى السماء فوجدنا النجوم كلها تجتمع على شكل هلال جميل ، ينير لنا الطريق فقلنا هذا هلال رمضان .
ضحك الأب كثيرا وضم ابنته وسألها :وهل ستنوين الصيام ؟
قالت مريم: نعم يا أبى فقد بلغت العاشرة من العمر ولست صغيرة ويمكننى الصوم مثلكم .
فرح الأب وقال : وأنا سأهديك عن كل يوم جنيها كاملا .
قالت مريم : والصلاة يا أبى ؟
قال الأب والصلاة يا مريم هى عماد الدين ولا يتم الصيام إلا بها.
ولكن : هل تنوين الصيام والصلاة من أجل المال ؟
قالت : لا ولكن لوجه الله تعالى وسوف أجمع هذا المال كى أشترى مصحفا لأقرأ فيه القرآن فشهر رمضان هو شهر القرآن يا أبى.
تهلل وجه الأب فرحا بفطنة ابنته وحبها للعبادات .
قامت مريم وأعدت السحور مع أمها ونوت الصيام .
خشى الأب على مريم من الصيام ولكنها كانت شديدة العزم وتحملت حرارة الجو وأكملت يومها وكافئها ألأب : أتى لها بمصحف هدية لتقرأ القرآن .
قالت مريم : شكرا لك يا أبى هكذا يجتمع لى الصيام والصلاة وقراءة القرآن .
توالت الأيام وأتمت مريم صيام الشهر كله .
فكرت مريم ماذا تفعل بالمال الذى جمعته من أبيها وقالت لنفسها :
غدا العيد أتصدق بجزء من المال لفقراء الحى لكى تدخل الفرحة قلوبهم .
ذهبت مريم مسرعة إلى أبيها بملابس العيد فرحة مسرورة وقالت:
اليوم يا أبى عملت بقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
بنى الأسلام على خمس.......)
فقد صمت وصليت وتصدقت وأشهد أن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله .
فماذا تبقى لى قال الأب : الحج وهذا فرض لمن استطاع اليه سبيلا

عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة )
3-فتاة الخبز
*******
مريم أبنة الثانية عشر من العمر ،فتاة رقيقة جميلة متفوقة فى دراستها ، تحب معاونة أبويها في شؤن بيتها ، تهتم بإخوتها الصغار وتساعد أمها فى أعمال المنزل .
أستطاعت أن تنال أعلى الدرجات فى الصف السادس الابتدائي وعادت بشهادتها فرحة سعيدة إلى بيتها .
تلقفتها الأم بين أحضانها فرحة وباركت لها .
قالت مريم لأمها: لابد وأن أستعد لمرحلة جديدة يا أمي.
قالت ألأم :نعم ياأبنتي الجميلة،ولكن ألأب- الذى يجلس بجانب البيت وحيدا يستمع إلى حوارهما - قاطعهم قائلا:لاياأبنتى لن تكملى يكفى تعليمك إلى هذا القدر لن استطيع تحمل تكاليف دراستك؟
وكان عمل الأب هو الصيد وما يجود به البحر من رزق يبيعه ويقتاتون من ثمنه .
حزنت مريم كثيرا لما سمعته من الأب !
وخيم الحزن على البيت كله.
فى يوم من الايام بينما مريم تحضر الخبز من الفرن المجاور رأت سيدة عجوز لا تسطيع الوقوف فى طابور الخبز فساعدتها وأحضرت لها الخبز وقامت بتوصيلها إلى بيتها القريب ،فأكرمتها المرأة ببعض المال .
عادت مريم إلى بيتها ولم يفارقها مشهد المراة ومعاونتها لها ،
وصارحت أمها بما تفكر فيه...
قالت مريم لأمها: يا أمى لدى مشروع صغير أقوم بتنفيذه لمساعدة أبي وعدم تحميله فوق طاقته
كما يساعدنى فى إكمال تعليمى دون عبء زائد.
تعجبت الام من عقل ابنتها الناضج وساعدتها على ذلك.
ولكن ما هى الفكرة؟
قالت مريم سوف أساعد بعض الأسر فى الحى التى لا يتمكنون من جلب الخبز لكبر السن وأقوم بتوصيله لهم مقابل بعض المال .
قالت الأم: ولكن ذلك متعب لك يا أبنتى ؟!
قالت مريم:لا يا أمى إنه مجهود بسيط فى سبيل تحصيل العلم ولن يعيق دراستى
نفذت مريم بالاتفاق مع المخبز وبعض سكان الحى على توصيل طلباتهم من الخبز إلى المنزل مقابل بعض المال .
أستمرت مريم فى عملها ودراستها تصحو مبكرة ساعة توزع فيها الخبز وتذهب إلى مدرستها لتقوم بواجباتها على أكمل وجه ، وتعود إلى بيتها فى همة ونشاط .
فى آخر العام نجحت مريم وبتفوق وعادت إلى بيتها تحمل شهادتها وهى سعيدة ،
أحتضنها ألأب بقوة وهنئها على تفوقها وأحضر لها هدية تعينها فى عملها (دراجة جميلة تحمل عليها الخبز ) لتقيها إرهاق العمل وتساعدها فى إنجاز عملها بسرعة ونشاط.
فرحت مريم كثيرا بالهدية التى عبرت لها عن حب أبيها وموافقته على مساعدتها وعلى إكمال تعليمها الذى هو بمثابة الماء والهواء لها .
عن عبد اللَّه بن عَمْرو بن الْعاص رضي اللَّه عنهما عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسانِهِ ويَدِهِ ، والْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ ما نَهَى اللَّه عَنْهُ »

- See more at: http://www.alnoor.se/article.asp?id=....sS2OfROR.dpuf