هذه شبهات اخترعها أتباع الطوائف الإنجيلية الصهيونية من البروتستانت، و لكن بعض نصارى المشرق الأغبياء يتبعونهم كقطيع الغنم، يسيرون حيثما يدفعهم الكلب و تسوسهم عصا الراعي


اقتباس
وان هذا الاسم لا اصل له الا عندهم وانه اى اسم الله كان موجودا قبل الاسلام بخمسين عاما فقط
بل هو موجود حتى قبل وجودهم، و كان موجودا حتى بعد وجودهم عند الأمم الأخرى:


لقد ورد لفظ الجلالة "الله" (أو "اللا" كما كتبها المكتشفون الغربيون) في نقوش بابلية، و نخص بالذكر منها "ملحمة أتراهاسيس" التي تعود تقريبا إلى سنة 1700 قبل الميلاد، و قد ورد فيها أن الإله المدعو "الله" قد غضب ذات يوم على "إنليل" إله الرياح و الهواء، و جمع إخوته من باقي الآلهة و بدأ يعطيهم الأوامر ليقومو بالثورة عليه، و بالفعل أطاعته الآلهة و أعلنو الحرب على "إنليل" [1] .

زد على ذلك بأن الملك السومري "داموزيد" قد تم تعظيمه من قبل شعبه و تقديسه حتى أطلقو عليه لقب "الله" و أيضا إسم الإله البابلي "تموز" [2]، فإذا لم يكن لفظ الجلالة "الله" موجودا قبل العرب، و لم يكن الله إلها مقدسا و عالي المكانة عند شعوب العراق القديمة، فلماذا يقرنونه بإسم الآلهة و يطلقونه على الملك الذي يريدون تعظيمه و تقديسه ؟؟

و المشكلة أن النصارى الذين ينشرون هذه الشبهة، لا يعرفون أن بعض النصارى العرب قبل الإسلام (عصر الجاهلية) كانو يقومون بالحج إلى الكعبة المشرفة في مكة، لأنها كانو يعتبرونها بيت "الله"[3]، فلماذا يحج النصارى إلى بيت "الله" إذا كان إلها خاصا بالعرب الوثنيين فقط ؟؟

و قد أظهرت الإكثشافات الأثرية في منطقة "أم الجمال" في شمال الأردن أن النصارى كانو يعبدون "الله" على أنه رب و إله خالق، حيث وجد لفظ الجلالة "الله" على شواهد قبور بعض النصارى العرب، بل و كان بعضهم يحمل إسم "عبد الله" [4]، و هذا دليل قاطع على عبادة النصارى لـ"الله" حتى قبل مجئ الدعوة المحمدية الشريفة -على صاحبها أفضل الصلاة و أتم التسليم-.....و لا ننسى بعض الإكتشافات الأثرية لبعض النقوش الصخرية التي قام بنحتها النصارى أثناء فترة ما قبل الإسلام، و التي لاحظ العلماء و الباحثون بأن لفظ الجلالة "الله" قد تم استعماله فيها بكثرة شديدة، خصوصا في الأسماء المدونة فيها مثل "وهب الله" و "عبد الله" [5].

و يكفينا أن ننظر إلى المخطوطات السريانية التي تحمل قوائم بأسماء "الشهداء" النصارى في جنوب شبه الجزيرة العربية أثناء عهود المملكتينالأكسومية الحبشية و المملكة الحميرية، و عدد الذين يحملون اسم "عبد الله" بين هؤلاء هو أكثر مما يعد أو يحصى [6]، و قد أكد العلماء و الباحثون بأنه و منذ بدء وجود اليهود و النصارى في جزيرة العرب، و حسب أقدم الوثائق و النقوش التي تركوها، فقد كانو يستعملون لفظ "الله" للإشارة إلى الخالق المعبود [7].


أما وجود لفظ الجلالة "الله" قبل الإسلام بخمسين سنة فقط، فهذا ادعاء سخيف و لا يستند إلى دليل، و نحن نطالب صاحب هذا الإدعاء بأن يأتينا بدليله.....و نحن نشك بأن صاحب هذا الإدعاء قادر على إثبات هذه الكذبة، حيث أن لفظ الجلالة "الله" قد تم العثور عليه في نقوش لحيانية و ثمودية و جنوبية تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد [8].


بالنسبة للإدعاء بأن لفظ الجلالة هو لفظ مركب من كلمة "إله" و "أل" التعريف"، فبغض النظر عن الإختلاف القائم على هذه القضية بين النحويين و علماء اللغة العربية، فإنه يمكن حسم هذه المسألة بنظرة بسيطة إلى النقوش في جنوب و شمال شبه الجزيرة العربية....فقد كان عرب الشمال لا يعرفون "أل التعريف"، بل كانو يستعملون "هن" و "ها" كأداة التعريف، بينما استعمل سكان جنوب شبه الجزيرة العربية "أم" كأداة للتعريف [9]، و مع هذا فقد تم العثور على لفظ الجلالة "الله" في نقوشهم تماما كما ننطقه نحن اليوم، أما لفظ "إله" فقد كان مصحوبا بأدوات التعريف الخاصة بهم [10]، و هذا دليل قوي على أن اسم "الله" ليس له علاقة بكلمة "إله"، بل هو إسم علم لا يجوز بل و لا يصح اشتقاقه من كلمة أخرى.


و حتى مع وجود المزيد من الأدلة، فلا أظن أنه من الضروري أن نقوم بإرفاقها هنا، بل أظن بأن الرد المختصر أعلاه أكثر من كاف للرد على مثل هذه الإدعاءات الضعيفة و الساقطة تاريخيا و علميا و لغويا....و كما قال الشيخ "ناصر الدين الألباني" -رحمه الله-: (( طالب الحق يكفيه دليل، وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل ))

دمتم في رعاية الله و حفظه....


------------------------------------------------------------
المصادر و المراجع:
------------------------------------------------------------

[1] - Stephanie Dalley, Myths from Mesopotamia: Creation, the Flood, Gilgamesh, and Others (1989), Oxford University Press, Pages: 3-10

[2] - Thorkild Jacobsen, The Harps that Once: Sumerian Poetry in Translation (1997), Yale University Press, Part. 1, Pages: 53-61

[3] - Marshall G. S. Hodgson, The Venture of Islam: Conscience and History in a World Civilization,University of Chicago Press , Page: 156

[4] - James Bellamy, ‘Two Pre-Islamic Arabic Inscriptions Revised: Jabal Ramm and Umm al-Jimal’, Journal of the American Oriental Society, 108/3 (1988)l

[5] - G. Lankester Harding, An Index and Concordance of Pre-Islamic Names and Inscriptions (1971), University of Toronto Press, Page: 907

[6] - أغناطيوس يعقوب الثالث (بطريرك أنطاكية و سائر المشرق)، الشهداء الحميريون العرب في الوثائق السريانية (1966)، أنظر على سبيل المثال الصفحات: 9-65-66-89

[7] - Bob Cox, The Etymology of the Word ‘Allah’ (2006). Seedbed, 20(2), Pages:14-17

[8] - F. V. Winnett, A Study of the Lihyanite and Thamudic Inscriptions (1937), Pages: 30

[9] - Kees Versteegh, The Arabic Language (1997), Columbia University Press, Page: 17-39

[10] - Peter Stein, „Himyar und der Eine Gott: Südarabien in den letzten zwei Jahrhunderten vor dem Islam“, in: Orientalia, Vol. 79 (4), 2010, Pages: 558–566, Page: 558