

-
معنى تسمية الملائكة’
-
إن مصطلح الملائكه على الأغلب هو مُستمد من الـ “ملائك – كه”، أي “ملائك” مُضاف لها ” كه” ….
فحين التعريف بالملائك نرى بأنها تشمل وتُشير على كل من هو أو ما هو مملوك، أما فمعنى الــ كه فنستخلصه من لسان العرب وقول: كَهَّ الرجلُ: أي اسْتُنْكِهَ؛ وكما هو منقول عن اللحياني وأَبو عمرو: يقال كَهَّ في وجْهِي أَي تنفَّسَ، والأَمْرُ منه كَهَّ وكِهَّ، وقد كَهِهْتُ أَكَهُّ وكَهَهْتُ أكِهُّ. وفي الحديث: أَن ملَكَ الموتِ قال لموسى، عليهما السلام، وهو يريدُ قبْضَ رُوحِه: كُهَّ في وجهي، ففَعل، فقبَضَ رُوحَه، أَي افْتَحْ فاكَ وتنفَّسْ. يقال: كَهَّ يَكُهُّ وكُهَّ يا فلان أَي أَخْرِجْ نفَسَك، ويروى كَهْ، بهاء واحدة مُسكَّنة بوزن خَفْ، وهو من كاهَ يَكاهُ بهذا المعنى وبالتالي إذن فإن الملائكة تُشير على الأنفس المملوكة والتي تخضع لأمر الله ولكن إن أتت لتُشير على الجنس فهي تُشير على الأنفس المملوكة المُسيرة فقط والتي خُلقت على هذا النحو، فالمسير منها مخلوق دون إرادة إختيارية أو إرادة حرة وهي بالتحديد المخلوقات النورية والتي خلقها الله حصرياً للإستجابة لأمره وفيها كان،
قوله تعالى “يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ” سورة النحل 50
أما وإن أتى إستعمال مصطلح الملائكة ليٌشير على عباد الله من سكان ملكوت السماوات بشكل عام أي دون تحديد الجنس فهي تُشير على كل من المسير والمُخير منهم اي الملائكة المُسيرين والجان المُخيرين، ويكون عندها مُصطلح الملائكة يُشير على تعدد وشمولية صنف الأنفس المملوكة أي الأنفس العابدة والتي سكنت / أو تسكُن في ملكوت سماوات الله العليا وفي جنته وبالتالي لا يقتصر الوصف أو يكون حصراً على الجنس المُسير والمخلوق من النور وحده وإنما يشمل على كل من سكن ملكوت الله وتَكَفل الله به وأخضعه لأمره وسَيَّره وعَبَّده وملكه، وكان المثال على ذلك وهو حين أمر الله الملائكة بعمومهم بالسجود استجاب الملائكة جميعاً كُلُهم وأسلموا أنفسهم الحية لأمره فخضعوا وأطاعوا،
قال تعالى “وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا …. ” سورة الكهف 50.
وقال تعالى “فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ” سورة الحجر 30 .
وقوله تعالى “كلهم أجمعون” شمل على عموم من هم في ملكوت الله “أي في عباده وجنته” من الملائكة بجميع مراتبهم وأجناسهم طبعاً إلا إبليس فلقد كان على الرغم من أنه أحد الملائكة حيث شمله الأمر بالسجود ألا أن الله يلفت إنتباهنا على أنه كان من الجن وذلك بالإشارة على جنسه وبالتالي كان جنسه يحمل خصوصية معينة سمحت له بالخروج على الأمر وإرتكاب المعصية، كما وكان قول الله في التعريف بجنسه،
… إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ….. سورة الكهف 50.
وبما أن إبليس هو من جنس الجن وهو ليس من جنس الملائكة المُسيرين فهو إذن من جنس الملائكة ولكن الغير مُسيرين أي فهو مخلوق بأرادة إختيارية وليست مُسيرة وهو صاحب القرار في إما طاعة الله والإستجابة لأمره أم معصية الله وعدم الإمتثال لأمره، وأكبر دليل على ذلك هو إمتناعه عن السجود حين أمره الله حيث وفي ذلك إشاره على تمتعه بالإرادة الإختيارية الحُرة، فهو لا يستجيب لأمر الله إن أراد لأن لا يستجيب فالقرار قراره هو إذن على العكس ممن “ويفعلون ما يؤمرون” من المُسيرين من الملائكة،
قال تعالى “قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ” سورة الأعراف 12 .
وبالتالي وحين إتخذ إبليس قراره برفض أمر خالقه ومعصيته لم يعد له مكان في ملكوت الله ولأن يكون من الذين يُبقيهم الله في عباده وفي جنته، فهو برفضه للسجود كان قد عصى أمر الله ولم يُسلم أمره ونفسه لخالقه حتى يُدبرها ويُسيرها ويحفظها كسائر من هم في ملكوته وبالتالي حمّل نفسه تبعات وعاقبة عمله وبذلك كان قد أبقى على نفسه الإختيارية لتقوده بدلا من يأتمنها عند الله ولأن يتركها وديعة بيده، ففي ملكوت السماوات لا يملك إبليس ولا غيره حرية التصرف فالكل مأمور ومملوك وبالتالي فلقد كان تصرف إبليس بإرادته بأن جعلته يخسر مرتبة كونه من الملائكة “أي الأنفس المملوكة والتي تنعم بالحفظ والتدبير” وبالتالي لم يعد له مكان في عباد الله وجنته فطُرد منهما،
قال تعالى “قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ” سورة الأعراف 13 .
وقال تعالى “قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ……” سورة الأعراف 18 .
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة يسوع الاهي في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 110
آخر مشاركة: 08-07-2010, 12:53 AM
-
بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 29-05-2010, 02:00 AM
-
بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 13-03-2010, 02:00 AM
-
بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 12-12-2009, 02:00 AM
-
بواسطة الزبير بن العوام في المنتدى منتدى الأسرة والمجتمع
مشاركات: 22
آخر مشاركة: 04-11-2009, 09:23 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات