موضوع الجلسة الثانية من القمة الاسلامية العربية الشعبية :



القضية الفلسطينية : ( القضية العربية الاسلامية المركزية) :


فلسطين في التاريخ الإسلامي

فلسطين صدر الاسلام والخلفاء الراشدين:

قبل ظهور الاسلام في القرن السابع ، كان قد حدث تمازج متصل بين المسيحيين في فلسطين والسكان العرب (الذين كان العديد منهم من المسيحيين ايضا)......
وكان نبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم واتباعه يتجهون الى القدس كقبلة الصلاة ،ولا بد من الاشارة الى المعجزة الاعظم في تاريخ الاسلام وهي اسراء النبي من مكة المكرمة الى القدس وعروجه منها الى السماء وصلاته هناك اماما بالانبياء مما يعطي القدس اقدس مكانة عند كل المسلمين.......
وبعد معركة أجنادين وانتصار المسلمين فيها بدأ المسلمون يسيطرون على اراضي فلسطين ، وقد استولى العرب المسلمون على القدس من البيزنطيين سنة 637م ، اعرب الخليفة عمر بن الخطاب عن احترامه للمدينة بان تقبل بنفسه استسلامها ، وعامل اهلها برأفة واعتدال متميزيين ، وكتب لهم وثيقة أمان عرفت فيما بعد بالعهدة العمرية ، اعطاهم فيها امانا لأنفسهم واموالهم وكنائسهم وصلبانهم ، فمن خرج منها فهو آمن ومن أقام فهو آمن ، وشهد على ذلك خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف وعمرو بن العاص ، ومعاوية ابن ابي سفيان ، وقد اقرّ السير وليم فينز جيرالد "لم يحدث قط في التاريخ المؤسف للفتوحات حتى فتح القدس ونادرا منذ ذاك ، ان اظهر فاتح تلك المشاعر السخية التي اظهرها عمر للقدس ." وكان الاسم العربي الذي اطلق على القدس هو البيت المقدّس ، كمقابل للبيت الحرام . واصبحت ولاية فلسطين البيزنطية ولاية ادارية وعسكرية عربية اطلق عليها اسم جند فلسطين منذ ذاك.......
فلسطين زمن الامويين: كانت عاصمة الامويين دمشق ، وكان معاوية قد نصب نفسه خليفة في القدس ، كما ان الخليفة الاموي الخامس عبد الملك ، شيد المسجد الذي عرف ياسم قبة الصخرة ، كما شيّد الوليد بن عبد الملك المسجد الاقصى المجاور .....

ومنذ العصر العباسي الثاني الذي ابتدأ بعد منتصف القرن الثالث الهجري ودولة الخلافة الإسلامية في ضعف مستمر متزايد، حتى تمزقت دولة الإسلام إلى ثلاث خلافات بدلاً من خلافة واحدة فالخلافة العباسية في المشرق، والخلافة الفاطمية في مصر وأجزاء من المغرب والشام، والخلافة الأموية في الأندلس، وفي مثل تلك الأجواء حدثت الحروب الصليبية.
وفي السياق التاريخي لفلسطين لابد من الاشارة الى ان العهد العثماني كان عهد تسهيلات وحريات للتجمعات اليهودية الصغيرة التي وجدت انذاك .....

الخريطة السياسية للمنطقة قبيل الحروب الصليبية

قبل بدء الحروب الصليبية بحوالي أربعين عاماً نجح السلاجقة الأتراك في بسط سيطرتهم على بغداد وتولي الحكم تحت الخلافة الاسمية للعباسيين. فقد استطاع السلاجقة بسط سيطرتهم على أجزاء واسعة من فارس وشمال العراق وأرمينيا وآسيا الصغرى حوالي 1040م ثم على بغداد سنة 1055م، وتوسع السلاجقة على حساب البيزنطيين في آسيا الصغرى، وفي 1071م وقعت معركة ملاذكرد التي قادها السلطان السلجوقي ألب ارسلان وحلت فيها أكبر كارثة بالبيزنطيين حتى نهاية القرن الحادي عشر الميلادي....
وفي نفس العام سيطر السلاجقة على معظم فلسطين وأخرجوا النفوذ الفاطمي منها وتوسع السلاجقة على حساب الفاطميين في الشام فاستطاعوا الاستيلاء على معظمها.

الحملات الصليبية

بدأ الصليبيون حملتهم ومناطق المسلمين في الشام والعراق وغيرها تمزقها الخلافات والصراعات الدموية، بين الاشقاء في المملكة الواحدة من أجل كرسي الحكم.....
وفي تلك الأثناء أخذت الأنظار في أوروبا تتجه نحو الأرض المقدسة بعد أن دعا البابا أوربان الثاني (1088 - 1099م) في مجمع كليرومونت نوفمبر 1095م «لاسترداد» الأراضي المقدسة من أيدي المسلمين، تم عقد عدة مجمعات دعا فيها للحروب الصليبية خلال 1095-1096م، وقرر أن كل من يشترك في الحروب الصليبية تغفر له ذنوبه، كما قرر أن ممتلكات الصليبيين توضع تحت رعاية الكنيسة مدة غيابهم، وأن يخيط كل محارب صليباً من القماش على ردائه الخارجي......
وبدأت الحملات الصليبية بحملات العامة أو حملات الدعاة، وهي حملات تفتقر إلى القوة والنظام، ثم كان ما يعرف بالحملة الصليبية الأولى وقد شارك فيها أمراء وفرسان أوروبيون محترفون وبدأت الحملة سيطرتها على مناطق المسلمين منذ صيف 1097م، وأسس الصليبيون إمارة الرها مارس 1098م.......
وفي الوقت الذي كان السلاجقة يتعرضون فيه للزحف الصليبي شمال بلاد الشام، استغل الفاطميون الفرصة فاحتلوا صور 1097م وسيطروا على بيت المقدس في شباط / فبراير 1098م أثناء حصار الصليبيين لأنطاكية، واستقل بطرابلس القاضي بن عمار أحد أتباع الفاطميين، بل أرسل الفاطميون للصليبيين أثناء حصارهم لأنطاكية سفارة للتحالف معهم وعرضوا عليهم قتال السلاجقة بحيث يكون القسم الشمالي «سوريا» للصليبيين وفلسطين للفاطميين، وأرسل الصليبيون وفداً إلى مصر ليدللوا على «حسن نيَّاتهم»!!، وهكذا... فأثناء انشغال السلاجقة بحرب الصليبيين كان الفاطميون منشغلين بتوسيع نفوذهم في فلسطين على حساب السلاجقة حتى إن حدودهم امتدت حتى نهر الكلب شمالاً ونهر الأردن شرقاً..!!
بعدها تابع الفرنجة زحفهم الى بيت المقدس واحتلوها عام 1099م .... وقتلوا بالمسجد الأقصى ما يزيد على سبعين ألفاً منهم جماعة كثيرة من أئمة المسلمين، وعلمائهم وعبادهم. أما الدولة الفاطمية فقد واجهت الخبر ببرود، كما أن الدولة العباسية لم تحرك ساكناً!!...
وتتابع سقوط مدن فلسطين الأخرى، فقد كانت يافا قد سقطت أثناء حصار بيت المقدس على يد سفن جنوية في 15 يونيو 1099م، وسيطر الصليبيون على شرق بحيرة طبرية (منطقة السواد) في مايو 1100م، واستولوا على حيفا عنوة في أغسطس 1100م بمساعدة أسطول كبير من البندقية، وهكذا فرض الصليبيون هيمنتهم على فلسطين غير أن عسقلان ظلت عصية عليهم وكان الفاطميون يرسلون لها كل عام الذخائر والرجال والأموال، وكان الفرنج يقصدونها ويحاصرونها كل عام فلا يجدون لها سبيلاً،ولم تسقط عسقلان بأيدي الفرنج إلا في سنة 1153م-548هـ، وكان أهلها قد ردوا الفرنج مقهورين في ذلك العام، وعندما آيس الفرنج وهموا بالرحيل أتاهم خبرأن خلافاً وقع بين أهلها فصبروا.... وكان سبب الخلاف أن أهلها لما عادوا قاهرين منصورين ادعى كل طائفة أن النصرة كانت من جهتها، فعظم الخصام بينهم إلى أن قتل من إحدى الطائفتين قتيل، واشتد الخطب وتفاقم الشر، ووقعت الحرب بينهم فقتل بينهم قتلى!! فطمع الفرنج، وزحفوا إلى عسقلان وقاتلوا «فلم يجدوا من يمنعهم فملكوه»!! ترى...كم هي الهزائم التي تأتي من أنفسنا أو نصنعها بأنفسنا؟! {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}.......
استمر الصراع والنزاع بين المسلمين، واستعان بعضهم بالصليبيين على خصومهم، مما أضعف الموقف الإسلامي، وجعل الصليبيين يلعبون في بعض الأحيان دور الشرطي، ويستفيدون من ذلك في زيادة نفوذهم وتقوية شوكتهم.
وتداول المسلمون والصليبيون النصر والهزيمة في المعارك، ولم يكن يمضي عام دون معارك وتبادلوا احتلال المدن والقلاع، ولم يكن من الصعب على المسلمين أن يدخلوا في وسط فلسطين ويخوضوا المعارك عند الرملة أو يافا أو غيرهما. غير أن الصليبيين ظلوا يحتفظون بنفوذهم وهيمنتهم في المناطق التي استولوا عليها.

وأخذ الجهاد ضد الفرنجة طابعا مميزا وقويا في عهد عماد الدين زنكي ....وأشهر ما يذكر من الفتوح لزنكي هو فتحه للرها وإسقاطه للمملكة الصليبية التي قامت بها، فقد حاصرها أربعة أسابيع وفتحها عنوة في 6 جمادى الآخرة 539هـ......
وبعد عماد الدين جاء ولده نورالدين الذي كان قائدا فذا وسياسيا محنكا رحيما في حكمه شديدا على اعدائه واستمرت في عهده المواجهات مع الصليبيين دون انقطاع .....وطويت صفحة نور الدين النيرة لتفتح صفحة بطل جديد ...صلاح الدين الدين الايوبي الذي سار على خطى سلفه نور الدين، فقد ترسم المنهج الإسلامي والحل الإسلامي في تحطيم القوى الصليبية وتحرير الأرض المقدسة.........

معركة حطين:
جهز صلاح الدين جيشه للمعركة الفاصلة وكانوا 12 ألف مقاتل نظامي سوى المتطوعة وجهز الفرنج أنفسهم وتصالحوا وتجمعت ملوكهم وجيوشهم، وكونوا جيشاً من حوالي 63 ألف مقاتل.
اجتاز صلاح الدين نهر الأردن، وفتح طبرية بدون قلعتها، وبدأت المناوشات يوم الجمعة إلا أن المعركة احتدمت يوم السبت 24 ربيع الآخر 583هـ - 4 يوليو 1187م، وعانى الفرنج من الحر والعطش، وحصرهم المسلمون وأحرقوا الحشائش الجافة من حولهم ومن تحتهم «فاجتمع عليهم حر الشمس وحر العطش وحر النار وحر السلاح وحر رشق النبال»، ثم أمر السلطان بالتكبير وبالحملة الصادقة، فمنح الله المسلمين أكتاف الفرنج فقتلوا منهم ثلاثين ألفاً وأسروا ثلاثين ألفاً، وكان فيمن أسر جميع ملوكهم سوى أمير طرابلس «ولم يسمع بمثل هذا اليوم في عز الإسلام وأهله، ودفع الباطل وأهله، حتى ذكر أن بعض الفلاحين رآه بعضهم يقود نيفاً وثلاثين أسيراً من الفرنج، قد ربطهم بطنب خيمة، وباع بعضهم أسيراً بنعل ليلبسها في رجله، وجرت أمور لم يسمع بمثلها إلا في زمن الصحابة والتابعين».
ووقع في الأسر الملك جاي ملك بيت المقدس وأخوه، وأرناط حاكم الكرك الذي قتله صلاح الدين بيده براً بيمينه لغدره وإيذائه المسلمين، وأسروا صاحب جبيل وابن هنفرى، ومقدم الداوية، وجماعة من الداوية وجماعة من الاسبتارية وقد أعدم المسلمون الداوية والاسبتارية لشدة نكايتهم في المسلمين

تحرير بيت المقدس:
وتطلعت الأنظار إلى القدس فأعد صلاح الدين عدته وبدأ حصارها في منتصف رجب 583هـ -20 سبتمبر 1187م، وكان داخل القدس حوالي ستين ألف مقاتل صليبي كلهم يرى الموت أهون عليه من تسليمها. وخلال أيام حصارها جرت صدامات عديدة وحاول المسلمون اقتحامها واقتتلوا «أشد قتال رآه الناس، وكل واحد من الفريقين يرى ذلك ديناً وحتماً واجباً فلا يحتاج فيه إلى باعث سلطاني»...... وطلب الفرنج الأمان مقابل تسليم المدينة فرفض صلاح الدين إلا أن يفعل بهم كما فعلوا بالمسلمين عندما احتلوها قبل حوالي تسعين عاماً، ثم عادوا وطلبوا الأمان وهددوا إن لم يعطوه أن يقتلوا أسرى المسلمين وهم ألوف، ثم يقومون بقتل نسائهم وذراريهم من النصارى ويحرقون ويعطبون أموالهم، ويقتلون حيواناتهم، ويخربون الصخرة والأقصى، ثم يخرجون ليقاتلوا حتى النهاية قتال المستميت.... وشاور صلاح الدين أصحابه فأجمعوا على الإشارة بالأمان، فأمنهم صلاح الدين. وتم للمسلمين فتح القدس في 27 رجب 583هـ-2 أكتوبر 1187. وظهر من تسامح ورحمة صلاح الدين الكثير مما اعترف به الصليبيون أنفسهم.
وهكذا عادت بيت المقدس لتحكم براية الإسلام بعد 91 سنة هجرية (88سنة ميلادية)، وأعيد للمسجد الأقصى بهاؤه ونضارته، وعاد صوت الآذان يصدح في جنباته، وتم إحضار المنبر الذي أعده نور الدين للمسجد الأقصى قبل فتحها بعشرين سنة....
وهكذا، عادت أرض فلسطين لتحكم تحت راية الإسلام من جديد.... ولكن ربيع الانتصارات لم يدم طويلاً فانفتحت صفحة جديدة من الصراع والتحدي......ولن ندخل في تفاصيلها حيث طغت فيها التناحرات والانقسامات ......

الحركه الصهيونيه في مرحله التنظيم:
بقيت الصهيونية مجرد آفكار متفرقة ودعوات مختلفة عبر عنها بعض المتعصبين من اليهود في دول مختلفة الى آن تمكن الصحافي اليهودي النمساوي تيودور هرتزل من عقد المؤتمر الصهيوني الآول في مدينة بال بسوسرا

آب عام 1897........

ونتج عن هذا المؤتمر تشكيل "المنظمة الصهيونية العالمية" كوسيلة وآداة لتحقيق آهداف الصهيونية . وحدد البرنامج الصادر آهداف الصهيونية في اقامة وطن للشعب اليهودي في فلسطين كما حدد الوسائل اللازمة لتحقيق هذه الاهداف ...... وبالتالي لابد من عضوية العلاقة بين الحركة الصهيونية والدول الاستعمارية :


عندما ظهرت الحركة الصهيونية وبدأت تعمل من أجل تنفيذ مخططاتها في استعمار فلسطين كانت تمارس نشاطها من قلب القارة الأوروبية ،ولم يكن آنذاك لليهود أي وجود مادي أو بشري في فلسطين التي كان حوالي 90.6 % من سكانها هم من العرب الفلسطينيين وكانوا يملكون 99.5% من مجموع الآراضي....وعاشوا في فلسطين على امتداد المراحل التاريخية السابقة وشكلوا جزءاً هن الأمة العربية الاسلامية....

لذا أخذت الصهيونية تبحث عن قوة استعمارية تتولى تقديم الدعم والمساعدة لها مقابل خدمات محددة تقدمها هي لها وعلى هذه القاعدة قام الارتباط وتبادل المصالح بين الحركة الصهيونية والدول الاستعمارية......


المخطط الصهيوني في مرحلة التنفيذ العملي :
بدأت الحركة الصهيونية بعد مؤتمر بال في سويسرا العمل على تنفيذ اهدافها في اقامة الدولة اليهودية في فلسطين .....عبر المرتكزات الازمة لذلك :
أولا: المجال البشري : وذلك بالعمل الواسع والمنظم لكسب تأييد اليهود في جميع انحاء العالم وربطهم بالحركة الصهيونية ....والبدء بنشاط ثقافي ديني بين اليهود استهدف تعليم اللغة العبرية .......
ثانيأ : المجال المادى: عبر تأسيس ««المصرف اليهودي الاستعمارى»» تحث اسم صندوق الائثمان اليهودى للاستعمار........
ثالثآ : المجال الاقتصادى:تم إعلان شعار د«التغلغل الاقتصادي»ء في فلسطن لايجاد قاعدة اقتصادية تسيطر عليها الحركة الصهيونيه .....
رايعآ : المجال الثفاقي:وضعت المخططات لتجديد الثقافة العبرية ونشرها بن اليهود المهاجرين إلى فلسطن بإقامه جامعه خاصه باليهود عليها اسم "الجامعه العبرية" ...
خامسأ: المجال المسياسي: بدأت الحركه الصهونيه بتوجيه أنظارها وتركز نشاطها باتجاه فلسطين وعملت على مقاومة الدعوات المطالبه بإقامه " الدولة اليهودية " خارج فلسطين ، حيث انه كانت توجد دعوات لاقامة " الدولة اليهودية " في الارجنتين مثلا...... بدأت الحركه الصهيونية تحركا ساسيا واسعا عبر العديد من الدول الآوروبيه للحصول على الدعم السياسي لتنفذ أهدافها وكان ثمرة جهودها حصولها على ..
وعد بلفور :
استغلت الحركة الصهيونية الحرب العالمية الآولى للقيام بنشاط سياسي واسع بين الدول الأساسية الممشاركة فيها من أجل تحقيق المشروع الصهيوني. والتقت الجهود الصهيونية بالمصالح والمخططات البريطانية المتعاظمة فى
الوطن العربي للحصول من بريطانيا على "وعد بلفور" في الثاني من تشرين الثاني عام 17 19 . في الوقت الذي كانت فيه بريطانيا تعد العرب عبر محادثات الحسين _ مكماهون بحريتهم واستقلالهم ... .
يتكون وعد بلفور من سبع وستين كلمة ء وتضمن تناقضات عدة حيث اقدمت يريطانيا التي لا تملك فلسطين ، على وعد الحركة الصهيونية التي ليس لها حق أو علاقة يفلسطين بإقامة دولة لها فيها على حساب الشعب العربي ....

وكان دور الانتداب البريطاني في ايجاد المرتكزات الاساسية للوطن القومي لليهود عبر ما يلي:
1. السكان : فقدم كل التسهيلات للصهاينة في سعيهم لايجاد نسبة عالية من اليهود في فلسطين تكون مبررا لهم في الدعوة لاقامة وطنهم على ارض فلسطين ..وحسب الإحصاءات الرسمية بلغ عدد اليهود زمن الاحتلال البريطاني في فلسطين عام 1918 حوالي ل( 56) ألف نسمة يشكلون 8%من مجمموع السكان العرب البالغ عددهم آنذاك ( 000 644) نسمة
ونتيجة الهجرة اليهودية ارتفع عدد اليهود ووصل هذا الرقم إلى (650000) نسمةعام 1948.
2. الاراضي :إن عملية انتقال ملكية الأراضي لليهود جاءت نتيجة امتخدام السلطات البريطانية والحركة الصهيونية مظاهر الضغط والإرهاب ضد السكان العرب ورافق ذلك كله إجراءات إدارية مساعدة وعروض مالية مغرية .
3. بدأت الحركة الصهيونية بالتعاون والتنسيق مع السلطات البريطانية إيجاد المؤسسات الصهيونية المختلفة التي تشكل عامل هام لقيام "الدولة اليهودية" المرتقبة . واعترفت ب (المنظمة الصييونية العالمية ) كوكالة يهودية ملائمة .
4.الاقتصاد: فعملت على ايجاد قاعدة اقتصادية واسعة في فلسطين واستغلت ثروات ارضها في سبيل تحقيق اهدافها.....
5.القوة العسكرية: سعت الصهيونية لايجاد قوة عسكرية في فلسطين تستهدف:
اولا ....حماية المستوطنات الصهيونية ...
ثانيا....تشكيلها قاعدة عسكرية للجيش الصهيوني المرتقب....
.
المقاومة العربية _ الفلسطينية للمخططات الصهيونية والاستعمارية .......

بعد وعد بلفور لم تتوقف الاضرابات والاحتجاجات فكانت ثوره البراق عام 1929 ...وبعدها ثورة القسام التي قادها المناضل السوري عز الدين القسام عام 1935 ومثلت هذه الثورة وحدة المصير العربي ...وبلغ النضال ذروته بالثورة الفلسطينية الكبرى 1936_1939 وشارك فيها متطوعين من العراق ولبنان وسورية والاردن ....وكان من نتائج هذه الثورة ان اعترفت بريطانيا بحقوق الفلسطينيين وتجاوزت فكرة التقسيم وحددت الهجرة اليهودية.....


تقسيم فلسطين عام 48:


استغلت الحركة الصهيونية الحرب العالمية الثانية لمواصلة تنفيذ مخططاتها في فلسطين مستخدمة الوسائل السياسية والمادية والعسكرية......وبدأت نشاطأ سياسيآ واسعآ استهدف كسب دعم الولايات المتحدة الأمريكية بالربط بين مخططات الحركة الصهيونية فيفلمطين ومخططات الولايات المتحدة الأمريكية في الوطن العربي ولتمتين هذه العلاقة تم تشكيل «المجلس الأمريكي اليهودي» في عام 1941....

و شمل نشاطها السياسي تقديم مذكرة رسمية إلى بريطانيا في 22 أيار عام 1945 بعد انتهاء الحربلعالمية الثانية تضمنت إقامة الوطن القومي اليهودي في فسطين والسماح باستمرار الهجرة اليهودية..... .

و عندما حان موعد الانسحاب البريطاني من فلسطين كانت عمليات التعاونوالتنسيق تجري بشكل واسع بين القوات البريطانية والقوات الصهيونية » وكانت بريطانيا تقوم بتسليم المواقع التي تتركها للقوات الصهيونية » بينما كانت تمارس القوات البريطانية رقابة عسكرية صارمة في المناطق العربية لإضعافها وتسهيل سيطرة القوات الصييونية عليها وتبع ذلك بدء عملية إرهاب صهيونية منظمة ضد السكان العرب بهدف دفعهم إلى ترك المناطق التي يسكنون فيها ونفذوا آنذاك مجزرة دير ياسين في نيسان عام 1948.. وبحلول موعد الانسحاب البريطاني كان حوالي /00 4/ ألف عربي فلسطيني قد طردوا من بيوتهم......``

وفي 14 أيار عام 1948 وقبل بضع ساعات من بدء الانسحاب البريطاني ثم الإعلان رسميأ عن قيام " اسرائيل"... ولم تستطع الجيوش العربية التي دخلت فلسطين انذاك في حرب الانقاذ تحقيق اية نتائج ملموسة ....بسبب قلة عددها وضعف تسلسحها وعدم التنسيق بينها من جهة ودعم بريطانيا وامريكا"لاسرائيل" من جهة اخرى.....

ونذكر بأنه تم توقيع هدنة بين اسرائيل والدول العربية عام 1949 وقامت "إسرائيل" عام 1967 بخرق اتفاقيات الهدنة ، فاستولت على غزة وسيناء، ووصلت إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، كما احتلت الضفة الغربية التي كانت في يد الأردن، واحتلت أيضاً الجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية وعندما أبرمت مصر اتفاقية سلام مع "إسرائيل" برعاية أميركية اتفاقية كامب ديفيد عام 1978، قامت هذه الاتفاقية على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام، وجاء الأميركيون بخريطة فلسطين التي رسمتها بريطانيا، وتم تطبيق مبدأ الأرض مقابل السلام على أساس هذه الخريطة، فانسحبت "إسرائيل" من أرض سيناء المصرية إلى داخل حدود فلسطين.....وتم تعليق عضوية مصر في الجامعة العربية من عام 1979الى 1989 بسبب توقيع هذه الاتفاقية..... ومن جهة اخرى حصل السادات على جائزة نوبل للسلام وبعدها اغتيل سنة 1981.....

ولم تستند هذه الاتفاقية الى خيار السلام الشامل وقد كبلت مصر وجعلتها خارج معادلة الصراع العربي الصهيوني عملياً وبذلك تلقت القضية الفلسطينية صفعة قوية ما زال دويها حتى اليوم .......
وبعدها جاءت صفعة اوسلو على الخد الاخر للقضية الفلسطينية عام 1993 هذه الاتفاقية التي تجاهلت حقوق الشعب الفلسطيني واللاجئين والقدس ولم تضع أي قيود على المستوطنات.....وقد مُنح عرفات جائزة نوبل للسلام ولكنهم قتلوه في النهاية! ....

الانتفاضةالمباركة: ثورة الحجارة

انطلقت الانتفاضةالمباركة، تلك الانتفاضة العفوية العارمة في1987 و تفوقت هذه الانتفاضة عما سبقها من انتفاضات، في التفرقة الواضحة بين ما هو "استراتيجي" وبين ما هو مرحلي من أهداف ، و كانت هذه الإنتفاضة سببا في نشوء ضغوط دولية على إسرائيل وعودة للكفاح المسلح بعد سنين......

الانتفاضة الفلسطينية 2000 (انتفاضة الاقصى)
كانت بداية انتفاضة الاقصى في تاريخ 28/9/2000 ردا على القمع الاسرائيلي المستمر والعنصرية الصهيونية التي تتوجت بدخول ارئيل شارون أحد باحات المسجد الاقصى المبارك وبرغم الجهود التي بذلت على مختلف المستويات لاحتوائها، غير أن زخم الانتفاضة ونارها وسلاحها وطبيعة القوى التي تقودها وتحكم مسارها، وطبيعة فكرها النضالي العميق نجح في جعلها المشهد الاهم والاخطرفي سياسة المنطقة، الامر الذي دفع قوى التسوية إلى خانات الصفر، وجعل برنامج المقاومة هو المعيار والمقياس للتنبؤات المستقبلية حول مآلات هذا الصراع، وجعل اسرائيل تسعى لتحشيد العالم وتحريضه ضد فصائل المقاومة.
ومن اهم انجازات هذه الانتفاضة دحر المشروع الصهيوني ودفعه للرحيل عن غزة عام 2005.....


فلسطين بعد وصول حماس للسلطة :

تحولت فتح بعد هذه الفترة من الحزب الحاكم الى الحزب المعارض ....ولو عدنا الى الفترة السابقة من تاريخ حركة فتح فسنجدها قد عجزت عن عقد مؤتمرها الدوري السادس منذ 16 عام والذي كان مقررا عام 1994 ...ومع انسداد المسار التفاوضي مع "اسرائيل " وجدت فتح نفسها في مأزق فلا هي نجحت في سياسة تنازلاتها ولاهي قادرة على تبني خيار المقاومة.....واصبحت الحركة في السلطة الفلسطينية مأوى لذوي المصالح ومكاناً للاستثمار .....
فجاء خيار الشعب الفلسطيني في الانتخابات الاخيرة التي حصدتها حماس وحصلت بموجبها على رئاسة الحكومة الفلسطينية ، بدأت مرحلة جديدة من الصراع الفلسطيني الصهيوني تميزت هذه المرحلة بالشد والجذب بين مؤسستي الرئاسة (فتح) والحكومة (حماس) .... مما اتاح المجال للصهاينة في المضي بمشاريع العزل والفصل والجدار العنصري....
وتكشف في هذه المرحلة الوجه الحقيقي " للديمقراطية الاوروبية –الاميريكية"... فراحوا ينزلون بالشعب الفلسطيني أقسى انواع القهر والتجويع والحصار ..ولا ذنب لهذا الشعب في ذلك سوى ان ديمقراطيته تعارضت مع " ديمقراطية الغرب المزعومة" تلك الديقراطية التي فصٌلت بمقاسات محددة واتجاهات معينة وإما ان نتبناها وإما ان نصبح " ارهابيين وخارجين عن القانون " ولا نستحق الحياة....
ولم يكتف الصهاينة ومن والاهم بالضغط والعزل وانما ذهبوا الى ابعد من ذلك واختطفوا نواب من حماس وتطاولت يدهم الخبيثة الى الدكتور عزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني,والدكتور ناصر الدين الشاعر نائب رئيس مجلس الوزراء في خطوة تمثـّّل فضيحة جديدة لهذا الكيان الإرهابي الذي يمارس إرهاب الدولة بدعمٍ وإسنادٍ من الإدارة الأمريكية وصمتٍ وتواطؤ ٍعربيين...... فهل هذه هي الديمقراطية التي يتشدقون ويتبجحون بها في الشرق الاوسط الكبير عفوا الجديد؟؟؟........

وفي هذه الاجواء الصافية يلتقي السيد عباس مع اولمرت ليس للمطالبة بالافراج عن الوزراء والنواب الفلسطينيين ولا للسعي لايقاف الارهاب الصهيوني المنظم وانما اجتمع مع اولمرت ليوحي له (( بوجود مؤشرات لقبول حركة حماس "بحل الدولتيْن" والاعتراف بإسرائيل، محمّلاً حركة حماس المسؤولية عن تدهور الأوضاع والحصار والتجويع الذي يعاني منه شعبنا الفلسطيني.))

وكان الرد من حركة حماس كالاتي ((إن التصريحات التي أدلى بها السيد عباس بالنيابة عن حماس حول وجود مؤشرات لدى الحركة للاعتراف بإسرائيل والقبول بمشروع الدولتين، هي تصريحات لا تمثّل سوى قائلها، لاسيما وأن حماس قادرة على التعبير عن مواقفها وليست بحاجة إلى من ينوب عنها في ذلك)).

ومن الجدير بالذكر بأن حركة حماس ومنذ اول يوم لها في السلطة دعت للحوار مع بقية الفئات والفصائل الفلسطينية ومن بينهم فتح...وذلك لتشكيل حكومة وحدة وطنية تقي الفلسطينيين من متاهات الانزلاق في حرب اهلية نكون نحن اكبر خاسر منها....
واليوم ما زالت تجري المباحثات حول هذا الامر وندعو الله ان يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.....

وفي الختام أقول :اننا نلاحظ أن الإطار النضالي ما أن توسع مرة، فشمل الساحة الإسلامية، حتى هبالمستعمرون للوقوف بوجه أي نضال أو حتى تعاون فلسطيني ـ عربي ـإسلامي.
إن تكريس القضية الفلسطينية قضية عربية وإسلامية، نهج لا يمكن للنصر أن يتحقق من دونه .....كما إن القضيةالفلسطينية لم تحل بعد، ولكنها لم تندثر بعد، إن عدم اندثارها يعود إلى تلك السلسلة من الانتفاضات والثورات، لكن الانتفاضات والثورات مهما عظمت، وثورة الحجارة اليوممهما طالت، فليس بإمكان هذا وحده أن يحل القضية، فالقضية هي قضية فلسطينية إسماً،غير أنها قضية عربية إسلامية حقيقية، كما أن حلها لا يبتدىء في المؤتمرات الدولية،بل ينتهي بها عندما يصبح للعالم الإسلامي القدرة على فرض إرادته.....
وأمامكم التاريخ يثبت بأن هكذا أعداء لا يفهمون سوى لغة القوي المتشبث بحقه...وأما من يسلك دروب التنازلات ويظن ذلك حكمة فهو في النهاية سيجد نفسه قد خسر كل شيء ....شعبه وارضه وشرفه وفي النهاية حياته!!!!!......

ولو دققنا في السنوات الاخيرة فإننا سنجدها سنوات نصر للاسلام والمسلمين فهاهو الجنوب اللبناني يحرر 2000 وتلك الانتفاضة الفلسطينية تتبعه....وامريكا تغرق في مستنقع المقاومة العراقية البطلة وحماس تصل للسلطة و"اسرائيل" تهزم شر هزيمة امام بواسل حزب الله ....
واليوم يقولون ان بعض دولنا في عزلة وانا أؤكد ان امريكا هي التي تعاني من هذه العزلة.....

(ان يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ)........

والسلام عليكم.....والنصر لوحدتنا.....