بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
وبعــــــــــــــد
نكمل بمشيئة الله الرد علي هذا الباحث مدعي إستخدام العقل والمنطق .
يقول :
المشكلة الرئيسية:
بما أن الله قد سمح للبشر الضعفاء بتحريف الكلام الموحى في الكتب المنزلة قبل القرآن، فإن هذا يقودنا إلى الاستنتاجات التالية:
1- الله آله ضعيف، لم يقدر أن يحمي كلامه المنزل. وهو يزداد قوة وقدرة على مر الزمان، بدليل قدرته الآن على حفظ كلامه الأخير ألا وهو القرآن.
بل المشكلة الرئيسية أن كاتب المقال لا يفرق بين تعهد الله بحفظ القرآن الكريم وبين ترك الأمر ( حفظ الكتب السابقة ) للبشر .
فلو تعهد الله بحفظ الكتب السابقة وتم تحريفها يمكن للقائل أن يدعي ما ادعاه علي الله من ضعف وحاشا للإله أن يكون ضعيف .
ولكن الله وكل حفظها للبشر وحذرهم من تحريفها بل وتوعدهم بالعقاب الشديد .
وهذا وارد في نصوص كتابهم الذي يقدسون .
2- الله لا يهتم بنا، فهو يترك البشر ينساقون إلى الضلال بسبب أيمانهم بكتب محرفة، التي ظنوا أنه قادر على حفظها لأنها كلامه. وفوق هذا فإن الله يعاقبهم بنار جهنم لأيمانهم بهذه الكتب المحرفة وإتباعها. هذا يقودنا إلى استنتاج بأن الله غير عادل.
للأسف الشديد استنتاج باطل مبني علي إيمان أعمي بأن كل كلام الله واجب الحفظ وغير قابل للتحريف .
وهذه العقيدة ( كل كلام الله التوراة والإنجيل و....غير قابل للتحريف ) لم تثبت ولم يخبرنا الله بها بل علي العكس تماما .
أخبرنا الله في هذه الكتب التي تم تحريفها أنه وكل حفظها للبشر وحافظ الله في هذه الكتب علي أدلة وبراهين تثبت لكل ذي عقل أنها كتب طالتها أيدي المحرفين المبدلين لكلام الله .
فالله أعطانا العقل وطلب منا أن نستعمل هذا العقل للفهم ومعرفة الخبيث من الطيب .
وأرسل إلينا الرسل مبشرين ومنذرين حتى لا يقول ضال مثل هذا بان الله غير عادل .
قال تعالي
((رُسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)) النساء 165
وقال تعالي :
((وَمَا نُرْسِلُ المُرْسَلِينَ إِلا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا)) الكهف 56
فلم يترك الله البشر ينساقون إلي الضلال بعد أن تم تحريف كتابهم بل أرسل إليهم خاتم النبيين وسيد المرسلين محمد بن عبد الله الصادق الأمين .
وأوحي إليه هذا الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بيده ولا من خلفه وأوضح سبحانه وتعالي أن هذا الذي أوحي به إليه ( القرآن الكريم ) هو الوحيد الذي لا تبديل ولا تحريف فيه فقال تعالي :
((وَاتْلُ مَا أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِنَ كِتَابٍ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا)) الكهف 27
وفي ضوء ما سبق سنصحح باقي مقاله هذا الجهبز
في ضوء ما سبق كيف يمكن لنا أن نتأكد بأن القرآن محفوظ وغير محرف؟
الجواب من القرآن الكريم نفسه حيث قال تعالي ((إِنَّا نَحْنُ نَـزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)) الحجر 9
وقال تعالي متحديا الجن والإنس ((قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْكَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا )) الإسراء 88
وقال تعالي معطيا لنا دليل عقلي بعدم تحريف القرآن (( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِاللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا )) النساء 82
كل هذه أدلة تثبت أن القرآن الكريم كتاب منزل من عند الله ولم يطله يد التحريف .
كيف نثق بأن الله لم يفشل هذه المرة أيضاً في حفظ كلامه المنزل في القرآن؟ أو لم يفشل من قبل (بسبب ضعفه أو عدم اكتراثه) في حماية وحفظ كلامه المنزل في الكتب السابقة للقرآن؟
كلام باطل معتمد علي إستنتاج ان الله لم يحفظ الكتب السابقة عجز منه عن حفظها ولكن الكتب نفسها تشهد بان الله وكل حفظها للبشر .
ربما أحتاج الله إلى إرسال كتاب خامس كي يصحح ما حرفه البشر في القرآن! ماذا عن كتب البهائيين المقدسة؟ أو ليس من الممكن أن تكون هي الكتب الأخيرة المصححة لتحريف القرآن؟ ربما يجب علينا أتباعها، أو أتباع غيرها!
كلام باطل ويكفي ما تقدمنا به من أدلة فلا حاجة للبشر في إرسال كتاب آخر مادام هذا الكتاب محفوظ ولم ولن يطله التحريف .
كيف نقدر أن نثق في أن لا مبدل لكلمات الله إذا أمنا بأن الكتب السابقة للقرآن قد حرفت؟
كلام باطل يعتمد علي تفسير نص (( لا مبدل لكلماته )) علي الإطلاق .
والصحيح أنه لا مبدل لكلمات الله التي أوحاها إلي سيد المرسلين محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والتسليم .
قال تعالي :
((وَاتْلُ مَا أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِنَ كِتَابٍ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا)) الكهف 27
يا أعزائي المسلمين عليكم أن تنتقوا موقفاً من المواقف الآتية كي تتبعوه:
1- القرآن محفوظ، والكتب السابقة له محرفة. مما ينتج عنه بأن الله أما ضعيف أو غير مكترث أو ظالم. هذا التفسير الوحيد الذي يسمح بمثل هذا الاعتقاد، لأن الله قد سمح للبشر بتحريف كلامه في الكتب السابقة للقرآن.
2- القرآن محرف مثل الكتب السابقة له. إذا يجب عليكم أن لا تقرءوه لأنكم لا تقرءون الكتب السابقة له التي تعتقدون بأنها محرفة. أو يجب أذن أن تقرءوا هذه الكتب السابقة المحرفة كما تقرءون القرآن المحرف.
3- القرآن محفوظ والكتب السابقة له محفوظة أيضاً. هذا يعني بأن عليكم أن تقرءوا هذه الكتب السابقة للقرآن لأنها محفوظة.
4- القرآن محرف والكتب السابقة له محفوظة. إذا من الطبيعي أن تتوقفوا عن قراءة القرآن وتقرءوا هذه الكتب المحفوظة.
بعد ما تقدم لن ننتقي أي من الخيارات الأربع السابقة ولكن نؤمن بنقطة واحدة فقط .
1- القرآن الكريم محفوظ لان الله تعهد بحفظه . والكتب السابقة محرفه لان الله وكل حفظها للبشر وأخبرنا في كتابه المحفوظ أنكم حرفتم كتبكم .
لو لم تعجبك هذه الخيارات، فقل لي إذا: ما هو الخطأ في أطروحتي السابقة.
الخطأ في إطروحتك السابقة إنك غير أمين في عرض ما طرحت فقد أخذت نصف المعطيات وتركت النصف .
وقد أخبرنا الله عن امثالك فقال تعالي :
((أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَّفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ القِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ العَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)) البقرة 85
يجب عليك أن تثبت هذا بالاستدلال العقلي وليس باقتباس القرآن، لأن تكرار المزاعم ليس بدليل. ولا تحاول أن تثبت لي بأن الكتب السابقة للقرآن محرفة، لأن هذا ليس إثباتا على أن القرآن محفوظ غير محرف. أيضاً لا تحاول أن تثبت لي هذا بمزاعم الإعجاز العلمي المزيف الذي يدعي المسلمون بأنه في القرآن. كل ما أريدك أن تفعله، هو أن تحل المشكلة المنطقية السابق ذكرها.
أرني بطريقة عقلية ومنطقية كيف يمكن أن تزعم كمسلم بأن القرآن محفوظ مع اعتقادك بأن الكتب السابقة له محرفة، وكيف أن هذا ليس إهانة لعدل الله وقدرته.
الرد : بسيط جدا ولكنه يحتاج إلي قدر بسيط من العقل والفهم .
القرآن الكريم محفوظ لان الله تعهد بحفظه . والكتب السابقة محرفه لان الله وكل حفظها للبشر وأخبرنا في كتابه المحفوظ أنكم حرفتم كتبكم .
كما أخبرنا وأخبركم أن أحباركم دائما يحرفون كلامه .
وقد تحدي القرآن الكريم الإنس والجن علي أن يأتوا بمثل هذا القرآن وما زال التحدي قائم وما زال العجز ظاهر .
فهل أنتم قوم تعقلون . .
المفضلات