
-
القرآن الكريم ؟
هو كلام الله تعالى المنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم بواسطة الملك جبريل عليه السلام المعجِز بلفظه ومعناه المتعبد بتلاوته المنقول إلينا بالتواتر المكتوب في المصاحف من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس .
قولنا كلام الله خرجنا به عن كلام غيره من الإنس والجن والملائكة .
و قولنا المنزل خرجنا به عن كلام الله الذي استأثر به لنفسه .
وقولنا على محمد خرجنا به عن ما أنزل على الأنبياء عليهم السلام قبله من التوراة والإنجيل والزبور وغيرها .
وقولنا المعجز بلفظه ومعناه فهنا الإعجاز خاص بالقرآن الكريم حيث أعجز العرب والعجم على أن يأتوا بمثله أو بسورة من مثله .
وقولنا المتعبد بتلاوته خرجنا به عن الحديث القدسي والحديث النبوي فهي لايتعبد بها بمعنى لانكسب الثواب والأجر على قراءتها بخلاف القرآن الكريم فكل حرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها كما أننا لانقرأ بالأحاديث النبوية ولا القدسية في صلاتنا .
وقولنا المنقول إلينا بالتواتر خرجنا به عن خبر الآحاد
أي مروي جمع عن جمع حيث يستحيل تواطؤهم على الكذب
( الرسول صلى الله عليه وسلم أقرأه للصحابة والصحابة للتابعين والتابعين لتابعي التابعينحتى وصلنا كما هو من عند الله تعالى) .
----------------------------------------------------------------------------------
تنزلات القرآن الكريم ؟
1 - نزوله جملة واحدة إلى اللوح المحفوظ
2 - نزوله جملة واحدة في ليلة القدر إلى بيت العزة من السماء الدنيا .
3 - نزوله من السماء الدنيا إلى الأرض مفرقا منجما في نيف وعشرين سنة
----------------------------------
بيت العزة ؟
بيت في السماء الدنيا أنزل فيه القران الكريم من اللوح المحفوظ جملة واحدة وذلك في ليلة القدر , ومنه (أي بيت العزة) أنزل جبريل عليه السلام القران الكريم على النبي صلى الله علية وسلم ,
وقد روى الطبري عن بعض السلف أن في كل سماء بيتا حيال الكعبة فالذي في السماء السابعة يقال له البيت المعمور والذي في السماء الدنيا يقال له بيت العزة
---------------------------------
المنقول بالتواتر:
ومعنى التواتر هو نقل الجمع عن الجمع بحيث يستحيل تواطؤهم على الكذب، ومن المسلّم به تاريخيا: أن أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تلقّوا القرآن مشافهة من فم رسول الله وحفظه أكثرهم، ونقلوه إلى جيل التابعين، وهكذا بقي القرآن ينتقل من جيل إلى جيل آخر حتى وصلنا، وهذا يجعلنا نجزم بأن القرآن نقل إلينا بالتواتر، نقلته جموع المسلمين عن جموعهم إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، بحيث قطع بصدق وضبط كل طبقة منهم واستحالة اتّفاقهم على الكذب، وفي أبحاثنا القادمة سندرس بالتفصيل كيف نقلت الأجيال المسلمة هذا القرآن بالحفظ في الصدور والكتابة في السطور، مما يثلج صدر المسلم ويزيده يقينا بقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ} [الحجر: 9].
وهذه العناصر الأربعة من عناصر تعريف القرآن، تحدّد حقيقة القرآن، وتميّزه عن غيره من الحديث النبوي، أو الحديث القدسي، أو القراءات الشاذة، أو الترجمة الحرفية، أو غير الحرفية للقرآن، لأن الحديث ليس بمعجز، والقراءات الشاذة غير متواترة، والترجمة ليست هي اللفظ المنزل.
-
فضل تلاوة القرآن من القرآن والسنة
لقد استفاض القرآن الكريم والسنة المطهرة في الحديث عن فضل تلاوة القرآن الكريم.
أولًا: من القرآن الكريم:
قال تعالى: الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ [سورة البقرة: 121].
وقال سبحانه: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف: 204].
• وقال سبحانه: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [الأنفال: 2].
• وقال سبحانه: أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا * وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا [الإسراء: 78، 79].
• وقال جل شأنه: إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ [فاطر: 29].
•وقال سبحانه: اللَّهُ نزلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ [الزمر: 23].
• وقال سبحانه: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ [القمر: 17].
ثانيًا: من السنة المطهرة:
لقد وردت أحاديث كثيرة تتحدث عن فضل تلاوة القرآن الكريم نذكر منها على سبيل المثال ما يلي:
• روى الشيخان من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الماهر بالقرآن مع السفر الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران»[1].
• روى مسلم عن حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن في الصفة، فقال: «أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطيعة رحم؟» فقلنا: كلنا نحب ذلك، قال: «أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم أو فيقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل»[2].الكوماء: الناقة عظيمة السنام.
• روى الترمذي من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف بل ألف حرف ولام حرف وميم حرف»[3].
• وروى الشيخان من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، مثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر»[4].
• وروى مسلم من حدث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه»[5].
• وروى الإمام مسلم أيضًا من حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا، تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما»[6].
• وروى البخاري من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»[7].
• وروى الشيخان من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن، فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالًا فهو ينفقه آنا الليل وآناء النهار»[8].•
وروى مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده»[9].
• روى أبو داود من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها»[10].
• قال أبو سليمان الخطابي: جاء في الأثر أن عدد آي القرآن على قدر درج الجنة، فمن استوفى قراءة جميع آي القرآن، استولى على أقصى درج الجنة[11].
• قال أبو أمامة رضي الله عنه: احفظوا القرآن، فإن الله لا يعذب بالنار قلبًا وعى القرآن[12].
• قال خباب بن الأرت رضي الله عنه:تقرب إلى الله ما استطعت، فإنك لن تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه.
• قال الحسن البصري: فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على عباده[13].
-
آداب تلاوة القرآن الكريم
1- أن يقرأ القرآن الكريم مُرَتَّلاً (أي: مُجَوَّداً) ، ويكون ذلك بأن يُخْرِج كل حرف من مخرجه الصحيح ، فيعطيه حقَّه من الصفات اللازمة للحرف أو العارضة له.. وفق قواعد التجويد المعروفة.. فقد أمرنا الله تعالى بهذا إذ قال: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيْلاً[المزمل:4]. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:[لأن أقرأ سورة أرتلها (أي: أقرأها بتَمَهُّلٍ ورَوَيَّة) أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله].
2- الاستعاذة والبسملة عند الابتداء بالقراءة ، فقد قال الله تعالى: فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ[النحل:98]. ولقول النبي عليه الصلاة والسلام: «كل أمر لا يُبْدَأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أجذم». أي: أقطع وناقص.
والاستعاذة سنة مستحبة عند عامة العلماء ، وقيل بوجوبها وهو الأكمل والأولى.
أما البسملة فالإتيان بها عند الابتداء بالقراءة واجب باتفاق العلماء في جميع سور القرآن باستثناء سورة براءة فلا يقول القارئ لها في بدايتها البسملة ، ولكنه إن قرأ آيات من داخل سورة براءة (أي: من الآية الثانية فما بعد) لا من بدايتها فإنه يبسمل قطعاً.
3- تعاهد القرآن الكريم بالتلاوة والمراجعة ، وعدم هجره وقطع الصلة به ، لئلا ندخل في عداد من شكاهم الرسول عليه الصلاة والسلام لرب العزة والجلال إذ قال: وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً[الفرقان:30]. فقد قال: أهل العلم: [من لم يقرأ القرآن فقد هجره ، ومن قرأ القرآن ولم يتدبَّر معانيه فقد هجره ، ومن قرأه وتدبَّره ولم يعمل بما فيه فقد هجره].
4- التَّدَبُّر والتفكر أثناء التلاوة فيما جاء في القرآن الكريم ، فقد دعنا إلى ذلك ربنا عزوجل في قوله: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا[محمد:24] فعلى القارئ أن يجمع عقله وانتباهه وتفكيره في الآيات التي يقرؤها ولا يُشتت ذهنه أو يفكر في أمور دنياه.. فإذا فعل ذلك كان هذا عوناً له على أن ينتبه إلى ما جاء في القرآن من أوامر فيُطبِّقها ونواهي فيبتعد عنها ، ويستشعر أن كل آية في القرآن هي موجَّهة إليه ، فإذا مَرَّ على آية من آيات الوعيد أو العذاب استجار بالله تعالى واستعاذ به من أن يُعذبه ، وإذا مَرَّ على آية من آيات الرحمة وفرح بها وسأل الله تعالى من فضله وعطائه.. وإن مَرَّ بآية فيها نداء للذين آمنوا وقف عندها ليتأمل ما جاء بعدها مما أُمِرَ به أو نُهِي عنه ، فينظر أين هو من أمر ربِّه أو نهيه ؟؟ فإن كان مُقَصِّراً استغفر ربه وتدارك تقصيره.. وإن كان مطيعاً ممتثلاً شكر ربَّه وسأله الثبات والتوفيق..
وفي هذا المعنى كان عبدالله بن مسعود يقول: [ إذا قال الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ فأرعها – بمعنى أصغي – سمعك ، فإنه إما خيرٌ تُؤْمر به أو شَرٌّ تنهى عنه].
5- معرفة عظمة الكلام الذي خاطب الله عزوجل به عباده المؤمنين ويَسَّر لهم فهمه وإداركه، فقد قال الله عزوجل: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ[سورة القمر:17]. والأنس بهذا القرآن وعدم الغفلة عنه.
6- أن يكون المسلم عندما يقرأ القرآن على طهارة كاملة في الثوب والبدن والمكان ، فيستحب لقارئ القرآن أن يستاك وأن يتوضأ قبل أن يَشْرَع في القراءة ليكون على أكمل حال وهو يناجي ويخاطب ربه جَلَّ وعلا بالقرآن الكريم ، فقد كان رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام يفعل كل ذلك ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله تعالى ويقرأ القرآن في جميع أحيانه وأحواله ، عملاً بقول الله تعالى: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً[آل عمران:190]. فكان يقرأ القرآن قائماً وقاعداً ومضطجعاً، ومتوضئاً ومُحْدِثاً ، ولم يكن يمعنه من قراءة القرآن إلا الجنابة.. فلا يجوز للجنب وهو المُحْدِث حدثاً أكبر إن كان رجلاً أو كانت امرأة بأن كانت حائضاً أو نفساء.. لا يجوز لكل أولئك أن يقرؤوا القرآن حتى يتطهروا من جنابتهم.
7- عدم قطع قراءة القرآن إلا لحاجة ماسة أو ضرورة ، كرد السلام مثلاً لأنه من حق المسلم على المسلم ، فلا يجوز للمسلم إذا أراد أن يقرأ القرآن أن يقطع قراءته أو ينشغل عنها بما لا علاقة له بالقراءة كالأكل أو الشرب أو الكلام مع الغير من غير ضرورة مُلِحَّة ، لأن كل ذلك يتعارض مع الخشوع والإقبال على الله تعالى ويُنْقِص الأَجْرَ إن لم يُوْقِع في الوِزْر.
ومن ذلك أيضاً الإمساك عن التلاوة عندما يغلب القارئ عطاس أو تثاؤب أو ما شابه ذلك ولا يستمر بالقراءة لئلا ينطق الحروف بشكل مُشَوَّه وغير سليم..
8- أن يُحْسِنَ القارئ الوقف والابتداء في القراءة بحيث لا يختل المعنى أو يَتَشَوَّه..
فيستحب لقارئ القرآن أن يقف عند نهاية كل آية عموماً ، لأنها الصفة التي كان النبي عليه الصلاة والسلام يقرأ بها ، فإن كان يقرأ في سورة آياتها قصيرة جاز له أن يقف في أثنائها ولكن بشرط عدم اختلال المعنى أو تشويهه ، فلا يجوز للقارئ أن يقف عند قوله تعالى: فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ لأن الوقوف عند هذه الآية يشوِّه المعنى ويقلبه بل يجب عليه أن يُكْمِله بالآية التي بعدها وهي: الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ[الماعون:4/5] ثم يقف لِيُتِمَّ المعنى ولا يختل..
وإن كان يقرأ في سورة آياتها طويلة لم يجز له الوقوف إلا حيث يتم المعنى أو لا يختل على الأقل ، فلا يجوز له الوقوف عند كلمة الصلاة في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ[النساء:42].لأن الوقوف عند هذه الكلمة وقوف قبيح يقلب المعنى ويشوهه..
وكذلك الابتداء بالقراءة فلا يبدأ إلا من موضع يناسب معنى الآيات.. فلا يصح أن يبدأ تلاوته بقوله تعالى: وَالْـمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ[النساء:23].
وقال الإمام النووي: [ينبغي للقارئ إذا ابتدأ من وسط السورة أو وقف على غير آخرها أن يبتدئ من أول الكلام المرتبط بعضه ببعض ، وأن يقف على الكلام المرتبط ولا يتقيَّد بالأعشار والأجزاء ، فإنها قد تكون في وسط الكلام المرتبط كالذي في قوله تعالى: وَالْـمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ [النساء:23]. وقول الله تعالى: قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الـمُرْسَلُونَ[الذاريات:31]. فكل هذا وشبهه ينبغي ألا يُبْتَدأ به ولا يُوقَف عليه فإنه مُتعلِّق بما قبله ولا يغْترَّن بكثرة القُرَّاء الغافلين عن هذا ، والذين لا يراعون هذه الآداب ولا يفكرون في هذه المعاني.
-
-
الأدلة على وجوب أحكام التجويد عمليا ...
أولا من القرآن الكريم :
1- قوله تعالى: (وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا). وترتيل القرآن لا يكون بغير تعلم التجويد وإعطاء كل حرف حقه ومستحقه .
2- قوله تعالى: (الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ). إذا فهناك من يتلون القرآن حق التلاوة وهناك من يتلوه دون ذلك.
3- قوله تعالى: (فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ)
4- قوله تعالى: (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ *فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ) و واضح أن القرآن أوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بلفظه وأحكام تلاوته.
5- قوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآَنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ)
6- قوله تعالى: (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ)
7- قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
8- قوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا)
9- قوله تعالى: (مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ)
10- قوله تعالى: (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ)
كل هذه الآيات من كتاب الله تدل دلالة واضحة على أن الله عز وجل أنزل القرآن وبيّن أحكام التلاوة، فهي وحي من الله. ولا يزال عمل القراء من لدن نزوله إلى يومنا هذا على مراعاة هذه الأحكام؛ تلقوها من أفواه المشايخ والعلماء جيلا بعد جيل في أكبر تواتر عرفته الدنيا.
ثانيا من السنة النبوية :
1. منها ما ثبت عن موسى بن يزيد الكندي –رضي الله عنه – قال: كان ابن مسعود رضي الله عنه يقرئ رجلا فقرأ الرجل " إنما الصدقات للفقراء و المساكين " مرسلة أي مقصورة، فقال ابن مسعود: ما هكذا أقرأنيها رسول الله. فقال الرجل: و كيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن ؟ قال: أقرأنيها هكذا " إنما الصدقات للفقراء و المساكين " و مدها.
( ذكره ابن الجزري في النشر،و قال: رواه الطبراني في معجمه الكبير و رجال إسناده ثقات. وحسّنه العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة (5/279)
و هذا دليل على أن القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول، و هكذا أنكر ابن مسعود قراءة القصر لأن النبي أقرأه إياها بالمد، فدل ذلك على وجوب تلاوة القرآن تلاوة صحيحة موافقة لأحكام التجويد .
2. عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرؤه وهو عليه شاق له أجران)
(رواه أحمد وأبو داود و صححه الألباني)
3. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن أبا بكر وعمر بشراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد)
(رواه ابن ماجة وصحّحه الألباني)
4. وعن علي – رضي الله عنه - في قوله تعالى (وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا) قال: الترتيل تجويد الحروف ومعرفة الوقوف (الإتقان1/221)
-
راجع :
متى كتب القرآن
أيضا راجع خلاصة الدرس كما هو موجود في الكتاب
فالمطلوب منك هو ...
حفظ تعريف القرآن الكريم
+
دليل واحد على الأقل من القرآن الكريم ومن السنة النبوية على فضل القرآن الكريم
+
ثلاثة آداب على تلاوة القرآن الكريم
+
تعريف الإمام حفص وسنده
+
كل ما ورد من شرح مختصر ومعلومات نظرية في ( مقدمة علم التجويد )
وهذه روابط تحميل الدرس ....
الدرس الأول في الدورة
http://www.gulfup.com/?i8zLeV
الملحق الأول للدرس الأول
http://www.gulfup.com/?LxJRof
الملحق الثاني للدرس الأول
http://www.gulfup.com/?zOocdM
تم بحمد الله وفضله
أي استفسار اطرحوه سأجيبكم عليه ان شاء الله
بالتوفيق لكم جميعا ...
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتذر عن استكمال ما بدأت به وذلك لانضغاط وقتي مما سيؤثر في طريقة عرض الدورة بالشكل الذي يفترض أن تكون عليه
وان شاء الله في وقت لاحق أعود وأشرحها شرحاً ميسراً ان شاء الله
وجزاكم الله كل خير
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة صاحب القرآن في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 8
آخر مشاركة: 20-05-2016, 06:03 AM
-
بواسطة صاحب القرآن في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 44
آخر مشاركة: 04-10-2013, 11:46 PM
-
بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 29-05-2010, 02:00 AM
-
بواسطة ســاره في المنتدى منتدى التجارب والأشغال اليدوية
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 12-01-2010, 02:00 AM
-
بواسطة sasse في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 22-03-2009, 11:28 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات